تكمن أهمية هذا العلم في علاقة الإنسان ببيئته الطبيعية ضمن إطار علاقة لا تنفصل، يهدف من ورائها إلى التعايش والاطمئنان على مستقبله، إلا أن هذه المواجهة هي في تغيير مستمر ومحصلة هذه المواجهة الايجابية أو السلبية هي التي تحدد واقعية وجدوى التعايش في المكان والزمان وتكيفه مع بيئته. لقد تمثلت وضعيات التعايش ما بين فعل العمليات الجيومورفولوجية وقدرات الانسان في الأحواض المائية وعلى سبيل المثال يتميز سكان وادي الرافدين بالرؤية الشمولية المتوازنة ضمن علاقة ندين متكافئين، لذا فقد اتصفت حضارة وادي الرافدين بفترات مزدهرة، حيث كانت القدرات المبدعة للسكان تنضوي تحت سلطة مركزية موحدة أخذت على عاتقها ترويض الأنهر العراقية والاستفادة منها في بناء وتجديد حضارتها، بينما جاءت فترات أخرى تدهور فيه الاستيطان والنشاط الاقتصادي بسبب الفيضانات وتغيير في مجاريها، لذا نعتقد بان هذا الصراع المستمر قد خلق شخصية مميزة لوادي الرافدين اتسمت بالتحدي الدائم لمتغيرات البيئة الطبيعية.

إن فهم عمليات حركة المياه والرواسب في الأحواض وقنوات الأنهار وسهولها الفيضية، إلى جانب الأشكال التي تنتجها تلك العمليات، يعد عنصرا أساسيا في مشاريع الأنهار المستدامة، يأتي هذا الفهم في المقام الأول من مجال جيومورفولوجيا النهر، والذي أصبح راسخاً كممارسة جيدة في الجدوى والتقييم وتصميم مشاريع الأنهار.

يوضح اهمية القيمة التي تضيفها جيومورفولوجيا النهر إلى المشاريع ويسلط الضوء عليها كحلقة وصل رئيسية، بين الهيدرولوجيا والتصميم الهندسي والبيئة الشكل 1، 1، وتساعد الجيومورفولوجيا أيضاً على تطوير الخيارات الأكثر قبولاً واستدامة من الناحية البيئية وتقليل تكاليف الصيانة والإدارة.

الشكل 1، 1 تتكامل العلاقات المتبادلة بين الجيومورفولوجيا النهر مع التخصصات الأخرى وتساعد على سد الفجوة في الفهم بين التخصصات ويتطلب تقييم التأثيرات البيئية المحتملة وتخفيفها وتطوير التصميم الهندسي المستدام خبرة أخصائي الجيومورفولوجيا.

يؤدي الفشل في معالجة القضايا الجيومورفولوجية، قبل القيام بالتدخلات في الأنهار في كثير من الأحيان إلى عواقب غير مرغوب فيها، إذ يمكن أن تتعطل التوازنات الموجودة مسبقاً نتيجة للتعديلات، وقد تؤدي عمليات التآكل أو الترسيب المتسارعة إلى تثبيط التعافي البيولوجي، ولا تقتصر التأثيرات دائماً على المدى المعدل، ولكنها قد تنتقل في بعض الأحيان إلى مجاري المياه في اتجاه مجرى النهر ومن أعلى النهر وعلى طول المجاري المائية التابعة للروافد ، وربما حدثت التعديلات الأكثر دراماتيكية استجابة لتغيرات المنحدر الناتجة عن تقصير القناة أو تراجعها، أو بسبب الاتساع المفرط للقناة.

تشمل تطبيقات جيومورفولوجيا النهر ما يلي:

1ـ تقييم الأثر البيئي والاستراتيجي.

2ـ استراتيجيات إدارة مخاطر الفيضانات وخطط التخفيف من الفيضانات.

3ـ استراتيجيات إدارة رواسب الأنهار (بما فيها تأكل ضفاف الأنهار والترسب داخل القناة).

4ـ إعادة تنظيم المجرى المائي.

5ـ خطط إدارة الأحواض المائية.

6ـ ترميم الأنهار والسهول الفيضية.

مواضيع ذات صلة

بعض المشاكل في مورفولوجية النهر Some Problems In River Morphology

مراقبة الأنظمة النهرية

مجال الجيومورفولوجيا النهرية Scope of fluvial geomorphology

تعاريف الجيومورفولوجية النهرية Definitions of river geomorphology

التقنيات المستخدمة في الجيومورفولوجيا النهرية Techniques used in river geomorphology

العوامل التي تؤثر على مستوى الماء الجوفي

طرق التحكم بمياه الفيضانات

الأقواس البحرية Searches

الخوانق المحيطية (Deep-Sea Trences)

المنحدر القاري (Continental Slope)

الأغوار (السهول) المحيطية (Abysal Plains)

الأخاديد البحرية (Submarine Canyon)