النمط الأول
النمط الثاني
الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
مذهب الصالحين وأهل الرياء في المدح والذم
المؤلف:
الحارث بن أسد المحاسبي
المصدر:
آداب النفوس
الجزء والصفحة:
ص 99 ـ 102
2025-05-21
15
وَأمّا الْمرَائِي فَهُوَ الَّذِي يكون مذْهبه وَنِيَّته فِي أول عمله وَآخره طلب الثَّنَاء والمحمدة والرفعة والتكرمة عِنْد النَّاس وإحراز الْمَنَافِع بِهِ فَذَلِك الَّذِي جَاءَهُ الويل وَالثُّبُور فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
فَإِن كَانَ يعرف معرفَة حق أَنّ مَا أعجبه لهَذَا الْمَعْنى وَلم يُعجبهُ ذَلِك لما نَالَ من الجاه عِنْدهم فَلَا جنَاح عَلَيْهِ.
وعلامته أَن يزْدَاد تواضعا وَيحدث خوفًا من الاستدراج وَمَا يخفى من عمله فَهُوَ أحب مِمَّا يظهره؛ لِأَنَّهُ طمع فِي طَريقَة الصَّالِحين فعلى قدر ذَلِك يَنْبَغِي أَن يرغب فِي أَعْمَالهم وَمَا نالوا بِهِ اسْم الصّلاح وصاروا من أَهله مَعَ مَا يلْزمه من الْخَوْف من الْفِتْنَة مِمَّا يلْزم أهل الثَّنَاء والمحمدة اذا أثْنَي عَلَيْهِم اَوْ مدحوا مثل قَوْله (عَلَيْهِ السَّلَام): "عقرت الرجل" وَمثل قَوْله: "لَو سَمعك مَا أفلح" وَقَوله: "قطعت عنق أخيك" وَقَوله: "إيّاكم والمدح فَإِنَّهُ الذّبْح" وَقَوله: "إذا رَأَيْتُمْ المدّاحين فاحثوا فِي وجوهم التُّرَاب" وَقَوله: "لَو مَشى رجل الى رجل بسكين مرهف كَانَ خيرا لَهُ من أن يثني عَلَيْهِ فِي وَجهه" وَمثل هَذَا كثير.
وَصَاحب المدحة الْخَوْف عَلَيْهِ أكثر من الرَّجَاء؛ لِأَنّ الْخَوْف لَا يضرّهُ والرجاء لَا تؤمن فتنته.
وعلامة أصحاب الجاه فِي الدُّنْيَا وأصحاب الرِّيَاء المحبّين لذَلِك أنّهم إذا سمعُوا الثَّنَاء والمحمدة أحبّوا ذَلِك وازدادوا عزّة وإعجابا بِأَنْفسِهِم وغفلة عَن الاستدراج وتمادوا وتمنّوا وطمعوا انّ مَا ظهر عَلَيْهِم من أعمالهم كَانَ أحبّ إليهم مَا خَفِي، وَلم يخَافُوا من فتْنَة وَلَا من آفَة.
وَكَذَلِكَ إذا كره المذمّة إنّما كرهها؛ لِأَنَّهُ أحبّ أن يكون مَكَانهَا مِدْحَة وثناء لينال بذلك الجاه وَالْقدر والمنزلة والرفعة عِنْد النَّاس فَهِيَ كَرَاهِيَة سقيمة مذمومة وصاحبها مغرور مخدوع.
وإن كَانَ إنّما هِيَ حبّ مِنْهُ لستر الله عَلَيْهِ وكراهية هتك السّتْر عَنهُ؛ لِأَنَّهُ لم يمقته النَّاس حَتَّى جَاءَهُ المقت من عِنْد الله قبل مقت النَّاس فَإِن كَانَت الْكَرَاهِيَة إنّما هِيَ من هَذِه الْجِهَة فَإِنّ هَذَا يكرههُ الصَّادِق وَغير الصَّادِق فَلَا يلام عَلَيْهِ.
وعلامته التضرّع والاستكانة والمراجعة وَالنَّظَر فِي التَّخَلُّص الى طَرِيق محبَّة الله تَعَالَى وسبيل الاسْتقَامَة ومحجّة الإيمان وَالْجدِّ فِيهِ.
زِيَادَة بَيَان لعلامات الْفَرِيقَيْنِ:
وَأبين من ذَلِك أنّ كلّ مَن زعم أنّه يُرِيد بِعَمَلِهِ وَجه الله وَلَا يُرِيد من أحدٍ على عمل يعمله من الاعمال الصَّالِحَات جَزَاء وَلَا شكُورًا ثمَّ عرفه النَّاس بِعَمَلِهِ وَذكره بِهِ وَصَارَ مَعْرُوفا عِنْدهم ونال مِنْهُم الرّفْعَة فَإِن كَانَ يعرف من نَفسه أَنّه عرض عَلَيْهَا ان يتَحَوَّل اسْمه وَمَا نَالَ بِعَمَلِهِ من النَّاس من الثَّنَاء والمحمدة الى غَيره وَيبقى هُوَ عِنْد النَّاس كمن لَا يعرف لَهُ عمل من اعمال الْبر ذكر وَلَا غَيره فَكَانَ هَذَا أحبّ إِلَيْهِ فَأمره مرجو.
وان كره ان يتَحَوَّل ذكره الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ الى غَيره وَيبقى هُوَ كمن لَا يعرف لَهُ عمل من اعمال الْبر فدعواه حِينَئِذٍ بَاطِلَة؛ لِأَنّ الَّذِي يَقُوله: انّه يُريدهُ بِعَمَلِهِ وَلَا يُرِيد غَيره فَإِذا تحوّل ذكره الى غَيره لم يحوّل الَّذِي عمل لَهُ الْعَمَل الثَّوَاب الى غَيره وَلم ينقصهُ من ثَوَابه شَيْئا وَلَعَلَّه ان يكون أكثر لَهُ عِنْده وأقرب مثوى.
وَالَّذِي كَانَ يزْعم انّه لَا يريدهم بِهِ كره ان يَزُول عَنهُ الِاسْم الَّذِي ثبتَتْ لَهُ عِنْدهم بِهِ الْمنزلَة وَكره ان يبْقى عِنْد من زعم انّه لَا يريدهم بِلَا ذكر عمل يعرفونه بِهِ.
وَمثل هَذَا ينظر، إن كَانَت لَهُ خصْلَة عِنْد النَّاس من خِصَال الْبر فنسبوه اليها ويظنّون انّه صَاحبهَا غَلطا مِنْهُم بهَا وجهالة فكره ان يعرفوا ذَلِك اَوْ يطّلعوا عَلَيْهِ وَكره ان يعرفوا انّه لَيْسَ مِمَّن يعْمل بِتِلْكَ الْخصْلَة اَوْ لَهُ عمل من الْبر وَعند النَّاس انّ مَا يعمله من الْبر أكثر فَيكْرَه ان يطّلع النَّاس عَلَيْهِ فَلَا يعبأ بمحبّة نَفسه عِنْد الَّذِي يعْمل من اعمال الْبر فَإِنَّهُ مِمَّن يحبّ ان يحمد بِمَا لم يفعل وَلَا يُمكن ان يكون وَاحِد يحبّ ان يحمد بِمَا لم يفعل وَلَا يحبّ ان يحمد بِمَا قد فعل حَتَّى يحبهما جَمِيعًا.
كَذَلِك ان صحب رجلا مَعْرُوفا بالصلاح وَالْعِبَادَة عِنْد النَّاس اَوْ لَهُ سَبَب قد نَالَ بِهِ ذكرا من غَيره فكره ان يسْقط ذَلِك عِنْد النَّاس وَلم يعبأ بمحبّة نَفسه عِنْدَمَا يعْمل من أَعمال الْبر فَإِنَّهُ مِمَّن يحب ان يحمد بانتسابه الى غَيره وَلَا يُمكن ان يحبّ الذّكر بِعَمَل غَيره وَلَا يحبّ ان يذكر بِعَمَل نَفسه الَّذِي يعمله حَتَّى يحبّهما جَمِيعًا.
فَإِن وجد نَفسَهُ فِي هَذِه الْمَوَاضِعِ صَادِقَة على مَا يجب عَلَيْهَا فِيهِ الصدْق فأرجو أَن يكون من أهل الصدْق إِن شَاءَ الله تَعَالَى.