الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الصلاة
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 225 ــ 236
2025-06-04
65
أن ترك الذنوب يعتمد على جهاد النفس والصلاة ومواجهة الشيطان العدو الأكبر للإنسان.
الصلاة لها دور كبير في مساعدة الأنسان على ترك الذنوب وكلما كانت الصلاة أكثر خشوعاً كلما كانت أكثر فائدة أضافة إلى أداء الصلاة بالصورة الصحيحة يساعد على ترك الذنوب والخشوع والأقبال على الصلاة يساعد ايضا على ترك الذنوب
كيف يمكن للصلاة أن تساعد على ترك الذنوب؟
أجيب على هذا السؤال بقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].
الصلاة لها دور كبير في مساعدتك لترك الذنوب حيث أنها تنهي عن الفحشاء والمنكر تنهاك عن فعل القبائح من الذنوب الصغيرة والكبيرة وعليك الانتباه الصلاة لا تمنعك من فعل الذنوب لأنها لا يمكنها ذلك وانما تنهى عن فعل الذنوب
على سبيل المثال:
انت وصديقك جالسين تتكلمون مع بعض وأنت أردت أن تسرق وصديقك نهاك عن فعل هذا العمل القبيح لأنه محرم وبدأ يحذرك من فعل هذا الذنب ولكن لا يمكنه منعك من فعل هذا الذنب لأنك أنت من تتحكم بحياتك وصديقك لا يمكنه منعك الا بالنصيحة والتذكير وكذلك الصلاة لا تمنعك من فعل الذنوب ولكن تجعل عندك قدرة وقوة على ترك الذنوب.
الصلاة تكون حاجز أو جدار بينك وبين الذنوب، الصلاة عامل أساسي لأبعادك من الذنوب، الصلاة تجعلك تتذكر ربك عندما يعرض عليك ذنب، الصلاة تجعل قلبك نقياً ويميز بين صوت الشيطان وصوت الملك المرشد تجعل قلبك يميز بين الحق والباطل، الصلاة عامل أساسي ومهم لمساعدتك لترك الذنوب حتى أن الكفار يعلمون أن الصلوات لها دور كبير في النهي عن الذنوب عندما جاء نبي الله شعيب إلى قومه وأمرهم بترك عبادة الأصنام والتوجه لعبادة الله وأمرهم أن يوفوا المكيال والميزان ولا يبخسوا الناس أشيائهم وان لا يعثوا في الأرض مفسدين: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [هود: 85]، وما كان جواب قومه ألا أن قالوا: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87]
كل الأوامر التي جاء بها نبي الله شعيب هي ترك الذنوب وما كان جواب قومه ألا أن قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك وهذا تأكيد أن الصلاة لها دور كبير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سابقاً قلنا إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والان الصلاة تأمر بترك الذنوب والمعاصي وهذا تأكيد على أن الصلاة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لها دور كبير لذلك الله (عز وجل) يقول: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].
أمرنا بالاستعانة بالصلاة لان الله (عز وجل) يعلم ما فائدة الصلاة في صلاح الأمم وترك الفساد والذنوب، نبي الله شعيب أمرهم أن لا يعثوا في الأرض مفسدين وجواب قومه يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد اباؤنا أي يا شعيب هذه صلاتك التي تأمرك أن نترك ما كان معتاد عليه إبائنا وأجدادنا هل صلاتك هي التي جعلتك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أضافة إلى أنها حصن من الذنوب ومن هجمات الشيطان حاجز أو جدار بينك وبين الشيطان فأن استطاع الشيطان أن يتسلق الجدار تمكن منك، أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول: (الصلاة حصن من سطوات الشيطان) (1).
الصلاة أفضل وسيلة للتخلص من الذنوب والحفاظ على الصلوات الخمس أمر ضروري لصد هجمات الشيطان والنفس الأمارة بالسوء لذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (لا يزال الشيطان ذعرا من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس فاذا ضيعهن تجرء عليه فادخله في العظائم) (2).
لا يزال الشيطان خائف من الأنسان ما دام الأنسان محافظ على الصلوات الخمس وهي بمثابة حماية وحصن من هجمات الشيطان ويبقى الشيطان خائفاً لا يستطيع الهجوم ولا يتجرئ عليك ألا بعد أضاعة صلاتك، الشيطان ينتظرك متى تتأخر عن صلواتك الواجبة متى تترك صلاة الفجر متى تتأخر عن بقية الصلوات حتى يتمكن من الهجوم عليك لان الصلاة تمنعه كلما حاول التقرب اليك.
ولكن البعض يصلي ويقع بالذنوب، ذكر لرسول الله عن رجل يصلي معه ويرتكب الفواحش فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن صلاته تنهاه يوما ما، فلم يلبث أن تاب) (3).
ذكر له شخص آخر يصلي في النهار ويسرق في الليل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن صلاته لتردعه) (4).
أذن الصلاة تساعد الأنسان في منعه وحجبه عن الذنوب ولكن تأثيرها يختلف من شخص إلى آخر فمنهم من تمنعه بسهولة وتجعله بعيد من الذنوب ومنهم من تتأخر الصلاة في منعه عن الذنوب ومنهم من يصلي ويرتكب الذنوب ولكن يأتي يوم وتمنعه الصلاة وذلك لأنها تحتاج إلى طاقة عالية حتى تتمكن من منع الشيطان وصد هجماته وهجمات النفس وذلك لان الأنسان صاحب النفس الأمارة بالسوء يصعب على الصلاة من مساعدته وجعله يترك الذنوب وتحتاج الصلاة إلى وقتا أطول لمنعه من الذنوب أضافة إلى أن الصلاة كلما تزيد فيها الخشوع كلما تساعدك أكثر، فالإنسان الذي يصلي وقلبه لاه منشغل عن الله فأن صلاته بالتأكيد لا تنفعه ولا تحجزه عن قبيح الذنوب ومثلها كمثل البيت بلا سقف لا يصد المطر ولا يمنع الذباب أو الأوساخ من الدخول إلى البيت كذلك الصلاة بقلب منشغل بأمور الدنيا فأنها لا تنفع ولا تنهى عن الفحشاء والمنكر، الصلاة تساعدك بترك الذنوب على قدر اهتمامك بها وعلى قدر خشوعك لربما الشخص الذي يخشع بصلاته يصبح لديه حصن قوي لمواجهة وصد هجمات النفس والشيطان والذي صلاته ضعيفة يكون طعماً سهلاً أمام هذه الهجمات لذلك الأمام الصادق (عليه السلام) وهو يتكلم عن الصلاة يقول: (اعلم أن الصلاة حجزة الله في الأرض، فمن أحب أن يعلم ما أدرك من نفع صلاته، فلينظر: فإن كانت حجزته عن الفواحش والمنكر فإنما أدرك من نفعها بقدر ما احتجز) (5).
الأمام يوضح أن كنت تريد أن تعرف مدى نفع صلاتك وقبولها فأنظر اليها أن كانت حجزتك من الذنوب والفواحش أو لم تحجزك أعلم أن فائدة صلاتك على حسب ما حجزتك من الذنوب أنت تستطيع أن تعرف مدى قبول صلاتك من خلال مدى قدرتها على حجزك من الذنوب ولربما تجد شخصاً تحجزه صلاته عن الكلام الفاحش والنميمة والحسد وكل الذنوب ولربما تجد شخصاً حجزته صلاته من الزنا والخمر والسرقة ولكن لم تتمكن من أن تحجزه من الكلام الفاحش أو غيرها من خلال قدرة الصلاة على حجزك وصد هجمات الشيطان والنفس تتمكن من أن تعرف مدى قبول صلاتك فكلما كانت صلاتك مقبولة أكثر وذات خشوع اقوى كلما تتمكن من صد هذه الهجمات.
على سبيل المثال:
الشيطان أراد أن يوقعك بذنب الخمر يريد منك أن تشرب الخمر وهذا الذنب يكلف الشيطان تدقيق وتفكير وتخطيط وخطوات تعطيها نسبة يحتاج الشيطان إلى طاقة 2,500 من الطاقة حتى يوقعك بهذا الذنب ولكن الشيطان يحتاج إلى عبور الكثير من المراحل لإيقاعك بهذا الذنب لأنه ذنب كبير ويصعب على الشيطان لذلك يبدئ الشيطان بالتخطيط والتفكير لدخول مملكتك لأنها حرب كبيرة عندما يبدأ الشيطان بالهجوم سيقوم بدخول الحصن أي يجب عليه عبور الحصن أو الجدار من أجل دخول مملكتك والجدار هو الصلاة أن كانت صلاتك قوية وذات خشوع عالي سيصبح جدارك أو الحصن كبير جداً وقوي ويكلف الشيطان الكثير من الطاقة من أجل عبور هذا الجدار وأن كانت صلاتك ضعيفة الخشوع وغير مهتم لصلاتك فأن الشيطان لا يحتاج أي وقت أو طاقة من أجل عبور هذا الجدار، فرق كبير بين جدار كبير وقوي وبين جدار لا يبلغ النصف متر بالتأكيد الجدار الصغير يسهل على الشيطان عبوره أضافة إلى أن الشيطان ينتظر من الأنسان أضاعة الصلوات الخمس حتى يسهل عليه الهجوم لان الحصن يصبح ضعيف كلما تترك صلواتك الخمس أو بعض الأعمال المستحبة سبق وقلنا أن إيقاعك بالخمر يحتاج 2,500 من الطاقة.
نفرض أنك تخشع بصلاتك بعض الأوقات والبعض لا نقول إن هذه الصلاة تشكل حاجز وجدار بقوة 1,500 الشيطان عندما يواجه هذا الجدار وتصبح المعركة، فإن الشيطان بعد عبوره هذا الجدار يتبقى عنده ألف درجة من الطاقة.
بعد عبور الجدار يسهل على الشيطان خداعك لأنه لا يتبقى عندك أي طاقة أو جيش لمواجهة الشيطان ويبقى الشيطان يوسوس اليك ويحثك على شرب الخمر إلى أن يتمكن من إيقاعك ولكن بالتأكيد سيواجه الشيطان جيوش داخل مملكتك منها عملك الصالح ودعائك بترك الذنوب وانتباهك من الغفلة وقراءتك للقرآن وغيرها من الأعمال التي تجعل الشيطان يستسلم ويخسر كل طاقته ويعود خائباً حزيناً.
أذن أساس وقوة مملكتك تعتمد على الجدار أو الصلاة لأنها حصن المدينة بالتأكيد يجب أن يكون لديك دفاعات لصد هجمات الشيطان أن تمكن من عبور الحصن أي بمعنى يكون لديك أعمال حسنة وارادة قوية وتذكير للنفس ومجاهدة للنفس، وعندما تشعر بالخطر من هجمات الشيطان تهرع إلى أقامة الصلاة والاستغاثة بالله (عز وجل) أو تعمل على قراءة القرآن أو أي عمل يبعد منك هذه الذنوب كالوضوء وغيرها والاستعاذة بالله من شر الشيطان حتى تتمكن من صد هجمات الشيطان ولا تنسى الصلاة، عليك الاهتمام بها لأنها وسيلتك الوحيدة لترك الذنوب بدونها يصعب عليك ترك الذنوب ولأنها أكبر عمل يقهر الشيطان وأكبر دليل على ذلك قوله تعالى وهو يتكلم عن الشيطان: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 168، 169].
أذن يتبين لنا أن الشيطان هو الذي يأمر بالذنوب والمعاصي أنما يأمركم بالسوء والفحشاء.
أذن الشيطان العدو الأساسي للإنسان لو تدبرنا قليلا سنجد أن الشيطان يأمرنا بالذنوب والصلاة تنهى عن الذنوب: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].
الشيطان يأمر والصلاة تنهى حرب مستمرة بين الخير والشر سبق وقلنا أن الصلاة تنهى عن الذنوب وتأمر بالمعروف كما ذكرنا قصة نبي الله شعيب.
والشيطان يعمل عكس وخلاف الصلاة يأمرنا بالذنوب وينهانا عن الأعمال الصالحة أذن اكتشفنا أكبر عدو للشيطان وأكثر عمل يقهر ويذل الشيطان ويخالف الشيطان هو أقامة الصلاة أي كلما تتطور وتصلي كلما تقهر الشيطان وتذله حتى أن وقعت بالذنوب أستمر بصلاتك لأنها السبيل الوحيد للتقرب إلى الله وقهر الشيطان.
أذن أن كنت تريد ترك الذنوب أعمل على إقامة الصلاة ولا تنسى أن الصلاة تحتاج إلى الخشوع حتى تكون مقبولة والخشوع في الصلاة ينقسم قسمين قسم جسدي وقسم روحي.
القسم الجسدي هو خشوع الجسد أي بمعنى أن لا تلتفت أثناء الصلاة ولا تحرك يدك أو رأسك ويكون نظرك على مكان سجودك وأثناء الركوع على أسفل قدمك ويجب ألا تكثر التحرك أثناء الصلاة وتكون ملابسك طاهرة والمكان طاهر والمحافظة على القراءة والتكبير والتسبيح بصورة صحيحة وبهدوء وغيرها من أساسيات خشوع الجسد، رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجل يعبث في لحيته أثناء الصلاة فقال (صلى الله عليه وآله): (اما انه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه) (6).
الخشوع الثاني هو خشوع الروح أو القلب أساس وروح الصلاة هي خشوع القلب وخشوعك على قدر أقبال قلبك ويقبل من صلاتك على قدر خشوع قلبك والخشوع جزء مهم في الصلاة، الخشوع يميز الصلاة أن كانت فقط عبارة عن جسد يتحرك يسجد ويقف ويركع أو أن كانت عبارة عن روح تصلي أي الفرق بين الصلاة بدون خشوع والصلاة بخشوع مثل الفرق بين الأنسان الحي والميت الأنسان الميت كالصلاة بدون خشوع لا فائدة منه والأنسان الحي مثل الصلاة بخشوع فيها روح، وروح الصلاة هو الخشوع، رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (الخشوع زينة الصلاة) (7).
جمال الصلاة وقبولها والاستفادة منها في الخشوع حتى أن رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: (لا صلاة لمن لا يتخشع في صلاته) (8).
أن الله (عز وجل) ذكر عبادة الخاشعين بقولة تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2].
يفلح المؤمن عندما يخشع في صلاته والصلاة كفيلة أن تنقله من الظلام إلى النور فقط اهتم بصلاتك وتخشع بها ولا تضيع صلاتك
التكلم عن الصلاة وعن الخشوع في الصلاة وإمكانيتها في مساعدتك لترك الذنوب يأخذ وقتا طويلا جدا ولكنها أهم الأمور لترك الذنوب.
عليك أن تتدبر هذه الرواية المروية عن الأمام الصادق (عليه السلام) يقول: (والله إنه ليأتي على الرجل خمسون سنة وما قبل الله منه صلاة واحدة فأي شيء أشد من هذا والله إنكم لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم من لو كان يصلي لبعضكم ما قبلها منه لاستخفافه بها، إن الله ـ عز وجل ـ لا يقبل إلا الحسن فكيف يقبل ما يستخف به) (9).
يأتي للرجل خمسين عام يصلي ولا تقبل منه صلاة واحدة وهذه لاحتمالات كبيرة لربما يخطأ أثناء الوضوء يغسل في الموضوع الذي أمره الله أن يمسح كوضوء أهل السنة والجماعة أو بعض الأخطاء أن تكون صلاته من أجل المرأة وأن يقول الناس أنه يصلي ومؤمن وغيرها من الأسباب كقلة الخشوع وعدم أقبال القلب ولكن العجب أن الأمام يقول لو أنك كنت تصلي لشخص لنفترض صديقك فأنه لا يقبل منك صلاتك لأنك مستخف بها تلتفت ولربما تتكلم أثناء صلاتك بلغة الإشارة وتعبث بلحيتك وبرأسك ولربما تنظر يمينا ويساراً وتصلي بسرعة هائلة ولربما تفكر في أمور الدنيا وقلب منشغل عن طاعة الله ـ عز وجل ـ وغيرها من الأمور التي تعبث في صلاتك وتجعلها مرفوضة
الله (عز وجل) يقول: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4، 5].
الصلاة التي تصليها الآن لا يمكن أن يعاد بك الزمن وتصليها مرة ثانية فأحسن صلاتك لأنها لا تعود، من الغفلة أن يغفل الأنسان أثناء الصلاة انه بين يدين الباري (عز وجل).
الأمام علي (عليه السلام) يقول: (لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله ما سره أن يرفع رأسه من سجوده) (10).
لو تعلم أيها المصلي من ينظر اليك وما الرحمة التي تنزل على المصلي ما سرك أن ترفع رأسك من سجودك ولكنك لا تعلم وغافل عن هذه الحقيقة الم تسمع عن أهل البيت (عليهم السلام) أنهم في أوقات الصلاة تصفر وجوههم وترتجف أجسادهم وأثناء الصلاة لا يتحركون ولا يلتفتون، سئل الأمام الحسن عن سبب اصفرار وجهه أثناء الوضوء والصلاة فقال: (حق لمن وقف بين يدي ذي العرش أن يصفر لونه وترتعد مفاصله) (11).
إلى هنا وأتوقف ولكن أن كنت مصرا على ترك الذنوب فأنصحك بالتقرب إلى الصلاة وتعلمها بالصورة الصحيحة من الوضوء إلى التسليم والطهارة وعليك أن لا تترك حدا من حدود الصلاة ولا تكن مستخفاً بصلاتك لأنها نجاتك من الذنوب ولأنها تستطيع أن تنجيك من بحر الذنوب، أنت غارق في بحر الذنوب والصلاة قطعة خشب قريبة منك أن أستعنت بها وتمسكت بها نجيت من هذا البحر العميق ولا تنسى أن الصلاة تقهر إبليس وتذله وتعرقل مخططاته وأعماله أستعن بالله ومن ثم بصلاتك لأنها نجاتك من الذنوب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ميزان الحكمة، ج 5، ح 10531.
2ـ الكافي، ج 3، ص 269.
3ـ ميزان الحكمة، ج 5، ح 10554.
4ـ المصدر السابق، ح 10555.
5ـ المصدر السابق، ح 10552.
6ـ المصدر السابق، ح 10597، الحديث الذي بعده وهو بدون رقم في الصفحة 300.
7ـ المصدر السابق، ح 10594.
8ـ المصدر السابق، ح 10595.
9ـ كتاب الكافي، ج 3، ص 269.
10ـ ميزان الحكمة، ج 5، ح 10578.
11ـ المصدر السابق، ح 10609.