الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
في استحباب الاكتساب
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2/ ص107-112
2025-06-08
21
إنّه لا ريب في استحباب الاكتساب ، وطلب الرّزق الحلال ، ورجحانه شرعا ، وعقلا ، وقد ورد الأمر به في آيات عديدة ، وكفاك منها قوله عزّ من قائل[1] فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ[2]، وأيضا فهو عمل الأنبياء ، وأوصيائهم والأولياء ، فقد روي عن أئمّتنا عليهم السّلام أنّ آدم عليه السّلام كان حرّاثا ، وإدريس عليه السّلام خيّاطا ، ونوح عليه السّلام نجّارا ، وهود عليه السّلام تاجرا ، وإبراهيم عليه السّلام راعيا أو زارعا ، وداود عليه السّلام زرّادا ، وسليمان عليه السّلام خوّاصا ، وموسى عليه السّلام أجيرا راعيا ، وعيسى عليه السّلام سيّاحا ، وشعيب عليه السّلام راعيا ، ولوط عليه السّلام زراعا ، وأمير المؤمنين عليه السّلام كذلك ، وكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عاملا لخديجة ، وسلمان خوّاصا ، وميثم تمّارا . . وهكذا .
والنصوص في فضل طلب الرزق متجاوزة عن حدّ التواتر ، وقد روى الصّادقان عليهما السّلام عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال : العبادة سبعون جزءا ، أفضلها طلب الحلال[3]. وفي عدّة أخبار أنّ التّجارة تزيد العقل[4]، وتركها يذهب المال ، وينقص العقل ويقلّله[5].
وورد الحثّ على التّجارة حتّى مع وجود ما يكفيه مدّة العمر العادي ، معلّلا بأنّ ترك التّجارة مذهب للعقل[6]. وقال الصّادق عليه السّلام لمن كفّ عن التّجارة لوجود ما يكفيه عنده : انّه كذلك تذهب أموالكم ، لا تكفّوا التّجارة ، والتمسوا من فضل اللّه عزّ وجلّ[7]. وقال عليه السّلام : إن رأيت الصّفين قد التقيا فلا تدع طلب الرّزق في ذلك اليوم[8]. وروى مولانا الباقر عليه السّلام عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم انّه قال : البركة عشرة أجزاء ، تسعة أعشارها في التّجارة ، والعشر الباقي في الجلود ، يعنى الغنم[9].
وورد انّ التّاجر الّذي يترك التّجارة ويمضي إلى الصّلاة في وقتها أعظم أجرا من غير التّاجر إذا حضر الصّلاة في وقتها[10]. وعن أبي جعفر عليه السّلام انّه قال : من طلب الدّنيا استعفافا عن النّاس وسعيا عن أهله وتعطّفا على جاره لقي اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر[11].
وعن أبي الحسن موسى عليه السّلام انّه قال : من طلب الرّزق من حلّه ليعود به على نفسه وعياله كان كالمجاهد في سبيل اللّه[12].
وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّ من بات كالا من طلب الحلال بات مغفورا له[13].
ويستحبّ الاستعانة بالدّنيا على الآخرة ، ففي عدّة أخبار عن الصّادق عليه السّلام أنّه قال : نعم العون الدّنيا على الآخرة[14]. وعنه عليه السّلام انّه قال : لا خير فيمن لا يحبّ جمع المال من حلال ، يكفّ به وجهه ، ويقضي به دينه ، ويصل به رحمه[15].
ثمّ لا يخفى عليك أنّه ليس الكسب وجمع المال وصرفه على العيال ووفاء الدّين وصلة الرّحم ونحو ذلك من طلب الدّنيا المذموم . فقد ورد أنّ محمّد بن المنكدر خرج إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة فلقى مولانا الباقر عليه السّلام - وكان عليه السّلام رجلا بادنا ثقيلا - وهو متكّي على غلامين أسودين أو موليين وهو يتصابّ عرقا ، فقال له : أصلحك اللّه شيخ من أشياخ قريش في هذه السّاعة على هذه الحالة في طلب الدّنيا ؟ ! أرأيت لو جاء أجلك وأنت على هذه الحالة ؟ ! فقال عليه السّلام : لو جاءني الموت وأنا على مثل هذه الحالة جاءني وانا في طاعة من طاعة اللّه عزّ وجلّ ، أكفّ بها نفسي وعيالي عنك وعن النّاس ، وانّما كنت أخاف لو أن جاءني الموت وأنا على معصية من معاصي اللّه ، فقال : صدقت يرحمك اللّه ، أردت أن أعظك فوعظتني[16].
وقال رجل لأبي عبد اللّه عليه السّلام : إنّا لنطلب الدّنيا ونحبّ أن نؤتاها .
فقال : تحبّ أن تصنع بها ما ذا ؟ فقال : أعود بها على نفسي وعيالي ، وأصدّ بها ، وأتصدّق بها ، وأحجّ وأعتمر . فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : ليس هذا طلب الدّنيا ، هذا طلب الآخرة[17].
بل يكره ترك طلب الرّزق للنّواهي الأكيدة عنه ، وعدّهم عليهم السّلام تارك طلب الرّزق - وان اشتغل بعبادة اللّه عزّ وجلّ والصّلاة والصّوم معتمدا في الرّزق على الرّبّ تعالى - من الّذين لا تستجاب لهم حاجة[18]، مشيرا بذلك إلى قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : انّ أصنافا من أمّتي لا يستجاب لهم دعاؤهم : رجل يدعو على والديه ، ورجل يدعو على غريم ذهب له بماله فلم يكتب له ولم يشهد عليه ، ورجل يدعو على امرأته وقد جعل اللّه عزّ وجلّ تخلية سبيلها بيده ، ورجل يقعد في بيته ويقول : يا ربّ ارزقني ، ولا يخرج ولا يطلب الرّزق ، فيقول اللّه عزّ وجلّ : عبدي ألم أجعل لك السّبيل إلى الطّلب والضّرب في الأرض بجوارح صحيحة ، فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطّلب لاتّباع أمري ، ولكيلا تكون كلّا على أهلك ، فان شئت رزقتك ، وإن شئت قتّرت عليك ، وأنت غير معذور عندي ؟ ! ورجل رزقه[19] اللّه مالا كثيرا فأنفقه ثمّ أقبل يدعو : يا ربّ ارزقني ، فيقول اللّه عزّ وجلّ : ألم أرزقك رزقا واسعا ؟
فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك ، ولم تسرف ، وقد نهيتك عن الإسراف ، ورجل يدعو في قطيعة رحم[20].
إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في فضل طلب الرّزق الحلال والتّكسّب للصّرف في الطّاعات ، والحثّ عليه ، لكن ذلك انّما هو في حقّ غير طالب العلم ، وامّا هو فليس عليه إلّا أن يتوكّل على اللّه ، ويفوّض أمره إليه ، ولا يعتمد على الأسباب فيوكل إليها ، وتكون وبالا عليه ، ولا على أحد من خلق اللّه تعالى ، بل يلقي مقاليد أمره إلى اللّه سبحانه في الرّزق وغيره ، فإنّه إن فعل ذلك ظهرت له من نفحات قدسه ولحظات أنسه ما يقوم به أوده ، ويحصل مطلبه ، ويصلح به أمره . وقد ورد عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّ اللّه تعالى قد تكفّل لطالب العلم رزقه خاصّة عمّا ضمنه لغيره ، بمعنى أنّ غيره محتاج إلى السعي على الرّزق حتّى يحصّله غالبا ، وطالب العلم لا يكلّفه اللّه تعالى بذلك ، بل بطلب العلم ، وكفاه مؤونة الرّزق إذا أحسن النّيّة وأخلص العزيمة ، وقد فسّر قوله عزّ وجلّ : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[21] بطالب العلم .
[1] سورة الجمعة آية : 10 .
[2] مجمع البيان : 5 / 289 عن الصادق عليه السّلام قال : انّي لأركب في الحاجة التي كفاها اللّه ، ما اركب فيها الّا التماس ان يراني اللّه أضحى في طلب الحلال ، أما تسمع قول اللّه عزّ اسمه : فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ أرأيت لو انّ رجلا دخل بيتا وطيّن عليه بابه ، ثم قال رزقي ينزل عليّ ، كان يكون هذا ؟ ! اما انّه أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم ، قال : قلت من هؤلاء الثلاثة ؟ قال : رجل تكون عنده امرأة فيدعو عليها فلا يستجاب له ، لأنّ عصمتها في يده لو شاء ان يخلّي سبيلها لخلّى سبيلها ، والرجل يكون له الحق على الرجل فلا يشهد عليه فيجحده حقّه ، فيدعو عليه فلا يستجاب له ، لأنه ترك ما أمر به ، والرجل يكون عنده الشيء فيجلس في بيته فلا ينتشر ولا يطلب ولا يلتمس حتى يأكله ، فيدعو فلا يستجاب له . وفي الكافي : 5 / 73 باب ما يجب من الاقتداء بالأئمة في التعرض للرزق بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : انّ محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت اظنّ [ أرى خ ل ] انّ علي بن الحسين عليهما السّلام يدع خلقا أفضل منه حتى رأيت محمد بن علي عليهما السّلام فأردت أن أعظه فوعظني ، فقال له أصحابه : بايّ شئ وعظك ؟ فقال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيني أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام - وكان رجلا بادنا ثقيلا وهو متّكي على غلامين أسودين أو موليين - فقلت في نفسي : سبحان اللّه ! شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على مثل هذه الحالة في طلب الدنيا ، اما انّي لأعظنّه ، فدنوت منه فسلّمت عليه فردّ عليّ بنهر ( ببهر خ ل ) وهو يتصابّ عرقا ، فقلت : أصلحك اللّه ! شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحالة في طلب الدنيا ، لرأيت لو جاء اجلك وأنت على هذه الحال ، فقال : لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال جاءني وأنا في طاعة اللّه عزّ وجلّ ، اكفّ بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس ، وانّما كنت أخاف لو أن جاءني الموت وأنا على معصية من معاصي اللّه ، فقلت : صدقت يرحمك اللّه ، أردت أن أعظك فوعظتني .
[3] الكافي : 5 / 78 باب الحث على الطلب والتعرض للرزق حديث 6 .
[4] الكافي : 5 / 148 باب فضل التجارة حديث 2 .
[5] التهذيب : 7 / 3 باب 1 حديث 1 و 2 ، والكافي : 5 / 148 باب فضل التجارة حديث 4 .
[6] الكافي : 5 / 148 باب فضل التجارة والمواظبة عليها حديث 6 .
[7] الكافي : 5 / 149 باب فضل التجارة والمواظبة عليها حديث 11 .
[8] الكافي : 5 / 78 باب الحث على الطلب والتعرض للرزق حديث 7 .
[9] الخصال : 2 / 445 البركة في عشرة أجزاء حديث 44 .
[10] الفقيه : 3 / 119 باب 61 برقم 508 .
[11] ثواب الأعمال / 215 ثواب طلب الدنيا استعفافا عن الناس حديث 2 . والكافي : 5 / 78 باب الحث على الطلب والتعرض للرزق حديث 5 .
[12] الكافي : 5 / 88 باب من كدّ على عياله حديث 1 و 2 و 3 .
[13] وسائل الشيعة : 12 / 13 باب 4 حديث 16 .
[14] الكافي : 5 / 72 باب الاستعانة بالدنيا على الآخرة حديث 8 .
[15] الكافي : 5 / 72 باب الاستعانة بالدنيا على الآخرة حديث 5 .
[16] الكافي : 5 / 73 باب ما يجب من الاقتداء بالأئمة عليهم السّلام في التعرض للرزق حديث 1 .
[17] الكافي : 5 / 72 باب الاستعانة بالدنيا على الآخرة حديث 10 .
[18] الكافي : 5 / 84 باب الرزق من حيث لا يحتسب حديث 5 .
[19] في المتن : أرزقه .
[20] وسائل الشيعة : 12 / 15 باب 5 حديث 6 .
[21] سورة الطلاق آية : 2 و 3 .