الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الطعام الحي
المؤلف:
السيد حسين نجيب محمد
المصدر:
الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة:
ص487ــ490
2025-06-09
29
عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله): ((لم يأكل عيسى (عليه السلام) شيئاً غيّرته النَّار حَتَّى رُفع))(1).
يقول أبقراط: ((الطعام ليس بغذاء إن لم يتحوي على الطاقة)).
تقول آن وينغمور: ((الطعام الحي يمنح الحياة، الطعام الميت (المطهو) يقصر العمر)).
والطعام الحي هو الطعام المحتوي على كافة العناصر الضرورية لبناء الجسم الإنساني، وهو لا يكون كذلك إلا إذا كان نيئاً ـ غير مطبوخ - وطازجاً، فإذا كان كذلك كان طعاماً صحياً ومفيداً بل أنَّه يصبح شفاء من كل داء.
ففي مقال لطبيب سويسري عن مداواته لآلاف المرضى بالغذاء النيء قال: ((وبهذا الغذاء - أي النيء - عادت الشهية المفقودة إلى حالتها الطبيعية، وزالت الأعراض المرضية للجوع والعطش، وانعدم الإمساك، وشفي الإسهال وعادت كريات الدم إلى الحالة الطبيعية، وقويت المناعة الطبيعية وزال الالتهاب في اللثه، ...(2).
والواقع، فإنَّ الأشخاص الذين يعيشون على الطعام الحي هم أطول الناس عمراً وأصحهم جسماً وعقلاً وهذا ما نجده في شعوب الهونزا وغوراني. وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((كان طعام عيسى (عليه السلام) الباقلاء (الفول) حَتَّى رُفع، ولم يأكل شيئاً غيّرته النَّارِ حَتَّى رُفع)).
والسبب في أفضلية الطعام الحي على المطهو يرجع لأمور عديدة، منها:
1- الطعام النيء هو طعام حي وهو يُعطي الحياة بخلاف الطعام المطهو فحبة القمح النيئة - مثلاً - إذا غُرست في الأرض تُنبت عدة سنابل، أما الحبة المطبوخة فهي ميتة لا تنبت شيئاً(3).
2- الطعام النيء يحتوي على طاقة مأخوذة من أشعة الشمس، ولهذه الطاقة دوراً هاماً في كيمياء الجسم فهي التي تمنحه القوَّة والحركة والنشاط والصحة، وقد قام الدكتور ((سسيمون كيريليان)) بأخذ ورقة خضراء قطعت لتوها، وصوّرها بكاميرا فائقة الدقة فوجد أنها محاطة بهالة صادرة عن حقل الطاقة إلا أنَّها تفقد تلك الهالة إذا
وُضعت في الماء المغلي(4).
3- الطعام المطهو يفقد أنواعاً عديدة من الفيتامينات والمعادن بخلاف الطعام الحي وقد أجريت تجارب عديدة في هذا الصدد منها: أن جماعة من القرود غذيت بطعام نيء وبعد مدة غذيت بنفس الطعام إلا أنه مطهو فأصيبت بالتهاب القولون كما وجد بعد تشريح جثتها أنَّ 30٪ منها مصاب بقرحة في المعدة.
4ـ الطعام النيئ لا يُحدث تعباً ولا إرهاقاً بخلاف الطعام المطهو.
5- الطعام النيء والطازج لا يسمح للأورام الخبيثة والتورمات والالتهابات بأن تبني ذاتها وتتكاثر بخلاف الطعام المطهو.
تقول د. (آن وينغمور): ((أكثر الاختبارات إثارة والتي أتذكرها كانت رؤيتي لخلايا سرطانية أخذت من جسم إنسان مصاب ونمت بنشاط على الطعام المطهو، ولكن هذه الخلايا السرطانية لم تستطع أن تبقى حية على الطعام ذاته))(5).
6- الطعام النيء يحتوي على الخمائر التي هي أهم أدوات الطبيعية، والخمائر هي التي تمكن الجهاز الهضمي من هضم الطعام بالطريقة الصحية، وتجعل العناصر الغذائية متوفرة لدى الجسم الإنسان ...
إن فعل الخمائر كفعل الشرارة التي تحرك السيارة فلو وجد البنزين وأدرت محرك السيارة مع عدم وجود شرارة إشعال الوقود فإنَّها لا تتحرك، وهكذا الحال في فعل الخمائر فإنَّها تقوم بوظيفة مماثلة للشرارة، وتمكّن أعضاء الهضم من تحويل المواد الغذائية للطعام الذي تأكله إلى دم غني وسليم، وبسبب وجود التعب على أكثر الناس يعود إلى نقص الخمائر في أجسادهم لأنَّ الطعام الذي يأكلونه لا يستخدم بشكل إيجابي للبناء الداخلي، بل قد يتحوّل إلى سموم داخل الجسم.
فالذي يقتل الخمائر هو الطعام المطهو والذي يوجدها هو الطعام الحي والخضار والفواكه والحبوب، وعشب القمح(6).
7- إنَّ احتواء النباتات على الطاقة وسائر الفيتامينات إنما يكون بعد قطفها مباشرة وتتناقص الطاقة كُلَّما بعُدت الشقة بينها وبين الحياة، فمثلاً: أنَّ كل مائة غرام من البطاطا المقطوفة حديثاً تحتوي 25 ملغراماً من الفيتامين (ث) ولكن مقادير هذا الفيتامين يتناقص بعد 24 ساعة إلى 14 ملغراماً ولا يبقى بعد أسبوعين أكثر من 6 ملغرامات، وكذلك فإنَّ كل مائة غرام من البقدونس الغض الطازج يحوي (240) ملغ من هذا الفيتامين ولا يبقى منه أكثر من 30 ملغ في اليوم الثاني(7).
_______________________
(1) طب المعصومين (عليهم السلام): ص 316.
(2) التداوي بلا دواء ص 224.
(3) التداوي بلا دواء ص 225.
(4) دليل البدائل الطبية: ص 41.
(5) العلاج بعشب القمح: ص 33.
(6) العلاج بعشب القمح: ص 81.
(7) الغذاء لا الدواء: ص 523.