الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التشابه بين الداء والدواء
المؤلف:
السيد حسين نجيب محمد
المصدر:
الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة:
ص173ــ179
2025-06-09
28
قال د. القحطاني: إنَّ الله جل جلاله خلق الإنسان وجعله مشابهاً للكون بل بينهما تطابق وهذا التشابه يكشف مدى اتصاله وعلاقة الكون بالإنسان فإنَّ معنى الإنسان هو الكون المنطوي ومعنى الكون هو الإنسان المنفتح.
عن الإمام علي (عليه السلام): ((أتحسب أنَّك جرماً صغيراً وفيك انطوى العالم الأكبر)).
فالإنسان يجد في الخارج من نباتات وحيوانات وجمادات حاكية عن باطنه ومشابهة لأعضائه ومقاربة لكيفياته بل إنَّه خلق تلك الأشياء من أجل الإنسان، وبذلك سوف نعرف سر هذا التشابه لأننا نرى اللوبيا كأنَّها كلى الإنسان وحبّ الصنوبر كقلب الإنسان وسنّ الثوم كسن الإنسان ممَّا يؤكد وجود علاقة بيئية بين هذه الأشياء والأعضاء الجسمية، ومن هذا نكتشف أن وجود هذه الأشياء إنَّما هي علاج لمشابهاتها لأنَّ الله عزّ وجلَّ لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء، وإنما هذه المشابهة بين هذا العضو المصاب وبين النبتة المخلوقة والمنزلة من قبل الله تعالى على هيئة تكشف حملها لعناصر وصفات وحالات ذلك العضو سوف أبين ذلك على شكل مراحل:
المرحلة الأولى: معنى المرض: إنَّ معنى المرض هو نقص أو زيادة بالعناصر الكيميائية داخل الجسم الإنساني مما يؤدي إلى وجود انفعالات وحالات تعيق العضو عن الحركة المرسومة له أو الحالة المتخذة له وللمرض حالتان (صفتان) هما:
الحالة الكيميائية: وهي الصفة الجوهرية المهمة التي لها مدخلية وطيدة بالعناصر الكيميائية داخل الجسم من ناحية الزيادة والنقصان.
الحالة الفزيولوجية: الصفات الفيزيائية: وهي الصفة الظاهرية التي لها مدخلية بشكل المرض المتعلق بالعضو الإنساني من ناحية التقرح والالتهاب وغيرها من الحالات المرضية.
المرحلة الثانية: معنى العلاج هو إرجاع الميزان القويم للجسم الإنساني أو داخل العضو الجسماني عن طريق وجود العقاقير الطبية التي لها مدخلية بسد النقص من المواد الكيميائية أو تقليل الزيادة فيها أو تسكين الهائج أو تهييج الساكن وما شابه من الأمور.
المرحلة الثالثة: معرفة العلاج: نسب الدواء إلى الداء المعرفة كيفية العلاج تتطلب شرحاً قصيراً للأمراض التي تصيب الإنسان بشكل عام على التصنيف الجيد الذي يكشف ما له مدخلية بالكون حيث أن الأمراض بصورة عامة تنضم إلى قسمين:
جسماني: هي الأمراض التي لها مدخلية بجسم الإنسان من ناحية الزيادة والنقص.
روحاني: هي التي لها مدخلية بالحالة النفسية والروحية للإنسان من ناحية الضيق والالتواء والانبساط .
ثمَّ إنَّ هذا المرض الجسماني ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما مرض بري ومرض بحري ومعنى المرض البري هو الذي يتعلق بالأعضاء الجسمانية والمادة الصلبة داخل جسم الإنسان. أما البحري هو الذي يتعلق بالدورة الدموية والمادة السائلة داخل جسم الإنسان.
ثمَّ إنَّ كلا القسمين ينقسمان إلى ثلاثة أقسام (جمادي - نباتي - حيواني) فتكون الأقسام عندنا ستة وهي (المرض البري الجمادي ـ المرض البري النباتي - المرض البري الحيواني) و(المرض البحري الجمادي - المرض البحري النباتي - المرض البحري الحيواني).
ومعنى المرض الجمادي: هو المرض الذي له علاقة بالحالة الجسمانية وله مدخلية بالأعضاء الصلبة داخل الجسم كالعظام وغيرها.
ومعنى المرض النباتي: هو المرض الذي له علاقة بالصفة النباتية داخل الجسم من ناحية الغذاء والنمو والتنمية داخل الأعضاء بل خصوصاً البناء الجسماني ومدى علاقة الدم بهذه الأعضاء.
معنى المرض الحيواني: هو ذلك المرض الذي له علاقة بالحالة الحيوانية والصفة الحيوية داخل جسم الإنسان لما له مدخلية بالترابط الوثيق بين الأعضاء ومدى استجابة كل واحد للآخر أو وجود الصفة الحيوانية داخل الأعضاء من ناحية اختيار الغذاء الذي له مدخلية ببناء ذلك العضو أو إفساده وهذا كله على سبيل الاختصار لضيق المقام وإلا أنَّ هذا الكلام لم يصدر على نحو التحقيق والتدقيق إنَّما هو مجرد عرض وبيان وإليك الأدلة على هذه النظرية من الكتاب والسنة وآخر ما توصل إليه العلم الحديث والطب السليم
1- قال تعالى: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 145، 146] فهذه الآيات تحكي عن يونس (عليه السلام) حينما دخل في بطن الحوت فخرج فانسلخ جلده نتيجة حرارة بطن الحوت فخرج جسمه محترقاً فاستخدم له الله جل جلاله شجرة اليقطين علاجاً لحرق جسمه، فلو تأملنا في هذه الآية نجد أن ورق شجرة اليقطين الناعم مشابه بدرجة كبيرة للجلد الإنساني وكأنما استعمل مكان الشاش الطبي الحديث المستعمل للحروق وفيه إشارة إلى صحة نظرية المشابهة بين الداء والدواء أي ورق اليقطين الناعم يشبه الجلد الإنساني.
2ـ وما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ((الدبا يزيد في العقل والدماغ وهو جيد لوجع القولنج)) فإنَّ الإمام الصادق يصف الدبا أو ما يسمى بالمصطلح العلمي (قرنابيط) إلى زيادة العقل والدماغ، ونلاحظ أن داخل الدبا كأنه مخ الإنسان مما يشير إلى صفة المشابهة بين الداء والدواء.
3ـ ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((إنَّ علاج الكلى بحب اللوبيا)) فنلاحظ أنَّ حبة اللوبيا تشبه الكلى، وهذا كما قال الصادق (عليه السلام) حينما سأل الطبيب الهندي قال لهم: ((فلم كانت الكلية كحبة اللوبيا)) مما يشير إلى صحة النظرية التي بينتها وهناك روايات كثيرة تثبت هذا تركناها مراعاة للاختصار.
4ـ ما ورد عن الطب التجريبي والعلم القائم الآن من أنَّ الخرنوب يستخرج منه علاج لالتهابات الكلى فلو لاحظنا الخرنوب لوجدناه مشابه للكلى.
وأيضاً ما ورد بالتجربة من أنَّ سن الثوم علاجاً لوجع الأسنان، نلاحظ أن سن الثوم يشبه سن الإنسان وخصوصاً إذا وضع في الشمس لفترة طويلة.
وأخيراً أقول إنَّ من فوائد هذه النظرية هي:
1- سوف نجد لجميع الأمراض علاجاً حتى الأمراض الغريبة والخبيثة وأنا شخصياً وجدت علاج للسرطان وغيره لأنَّه ما أنزل من داء إلا وأنزل له دواء.
2- سوف نتخلص من التأثير الغير مباشر للعقاقير الطبية التي تحتوي على المواد الكيميائية المصنوعة بالمصانع حيث هي تعالج من جهة وتفسد من جهة أخرى لأنَّ هذه المواد الكيميائية لها مدخلية بالميزان الكيميائي داخل الجسم الإنساني.
3- سوف نثبت للعالم الغربي والمجتمع الإسلامي عظمة الدين الإسلامي ووجود وجدانية الله بوحدانية خلقه والتشابه بين الكتاب التكويني والكتاب الإنساني قال تعالى: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 1 - 3](1).
___________________________
(1) مقال من جريدة «المهدي».