الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
كيف يكون الطعام روحانياً؟
المؤلف:
السيد حسين نجيب محمد
المصدر:
الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة:
ص79ــ84
2025-06-25
18
إنَّ للطعام تأثير على روح الإنسان، فهو إما أن يقوي الروح ويزيدها صفاءً وارتقاءً أو يضعفها ويجعلها تخلد إلى الأرض.
ولكي يكون الطعام ذا فائدة روحانية لا بد من أمور:
أولاً: أن تكون النية الله تعالى، بأن ينوي الإنسان في نفسه أنَّه يأكل الطعام للحصول على القوَّة لعبادة الله تعالى.
ثانياً: أن يذكر الله تعالى ويبدأ بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) وذلك امتثالاً لقوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121].
فالآية وإن نزلت بخصوص التسمية عند ذبح الحيوان إلا أنَّ بعض العلماء عمَّم الحكم لكل طعام، وقد كان العارف الكبير السيد علي بن طاووس رحمه الله لا يأكل أي طعام لم يُذكر اسم الله تعالى عليه.
يقول السيد الخميني رحمه الله: ((إنَّ الغذاء الروحي - كالصلاة - لا بد أن يكون خالياً من وسوسة إبليس... وإنَّ الغذاء الجسدي كذلك، وعلاجه التسمية، وإلا فهو شرك شيطان))(1).
ثالثاً: أن ينوي الطعام عن روح النبي والأئمة (عليهم السلام) أو السيدة زينب أو العباس أو أمّ البنين، فقد ثبت بالتجربة أن الطعام يكون مباركاً في كميته وروحيته.
قال الشيخ بهجت حفظه الله: ((كان المرحوم الميرزا النوري قد أمر بدعوة مائة من طلاب العلم لتناول وجبة العشاء على مرحلتين في ليلتي الخميس والجمعة ولكن دُعي بالخطأ المائة شخص في ليلة الخميس، ولم يكن الطعام كافياً إلا لخمسين شخصاً فقط، فذهبوا إلى المرحوم الأخوند ملاً ((فتح علي السلطان آبادي)) فأخبروه بالأمر فقال لهم: دعوا الطعام على حاله في القدر حتى آتي، ثم حضر، وطلب إبريق ماء وصبه في القدر ومسح بيده عليه ثلاث مرات يميناً ويساراً وهو يقول ((علي خير البشر، ومن أبى فقد كفر)) ثم قاموا بسكب الطعام فأطعم المائة شخص بأجمعهم))(2).
رابعاً: أن يتصدق منه، كما كان يفعل الإمام الرضا (عليه السلام)، وعن الإمام علي (عليه السلام): ((لا تأكلن طعاماً حتى تصدق منه قبل أكله))(3).
وعنه (عليه السلام): ((قوت الأجساد الطعام وقوت الأرواح الإطعام)).
فمن المفيد في أن يُرسل صحن من الطعام إلى الجيران أو العمال أو غيرهم وخصوصاً إذا كانوا من أهل الحاجة والعمل.
فائدة: للمرأة عند طهي الطعام
لكي يكون الطعام روحانياً عند إعداده فلا بد من مراعاة الأمور التالية:
1- البدء بالبسملة.
2- إنوي الطعام عن روح أحد المعصومين (عليهم السلام).
3ـ أكثري من ذكر الله تعالى والصلاة على محمد وآل محمد.
4- إقرأ السور التالية التين، وقريش، والغاشية.
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال عن سورة التين: ((إذا كُتبت وقرأت على شيء من الطعام صرف الله عنه ما يضره، وكان فيه الشفاء بقدرة الله تعالى))(4).
وعن سورة الغاشية قال (عليه السلام): ((ومن قرأها على شيء يأكله أمن من ما فيه ورزقه الله السلامة فيه))(5).
وعن سورة قريش قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من قرأها على طعام لم
ير فيه سوءاً أبداً))(6).
فائدة الطعام السماوي
لا شك أنَّ للطعام النازل من السَّماء على بعض الأولياء بركة خاصة في تقوية الرُّوح والعقل والجسد، ومن ذلك:
طعام السيدة مریم (عليها السلام)، فقد كانت تعيش في محرابها تتعبد لربها فيأتيها الطعام من عالم الغيب كما قال تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37].
وفي الروايات أن زكريا (عليه السلام) كان يدخل إلى المحراب فيجد عند السيدة مريم (عليها السلام) فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف، ولعل هذا الرّزق الخاص ليكون غذاءً كاملاً لمساعدة مريم (عليها السلام) على الحمل بالمسيح (عليه السلام) لما ثبت من أهمية الطعام في النطفة والبويضة وعلى الجنين في بطن أمه.
ومن هنا أكل النبي محمد (صلى الله عليه وآله) التفاح في الجنة ليلة المعراج فتحول في ظهره إلى نطفة كان منها السيدة الزهراء (عليها السلام).
ففي الحديث: ((... هبط جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فناداه یا محمد العلي الأعلى يقرأ عليك السلام، وهو يأمرك أن تعتزل خديجة أربعين صباحاً.
فشقَّ ذلك على النبي (صلى الله عليه وآله) وكان لها محباً وبها وامقاً (محبّاً) فأقام النبي أربعين يوماً يصوم النهار ويقوم الليل، حتى إذا كان في آخر أيَّامه تلك. بعث إلى خديجة بعمار بن ياسر وقال: قل لها: يا خديجة لا تظني أن انقطاعي عنك هجرة ولا قلى، ولكن ربي أمرني بذلك لينفذ أمره، فلا تظني يا خديجة إلا خيراً، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مراراً.
فإذا جنَّك الليل فاجيفي (ردّي) الباب، وخذي مضجعك من فراشك، فإني في منزل فاطمة بنت أسد.
فجعلت خديجة تحزن كل يوم مراراً لفقد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما كان في كمال الأربعين هبط جبرئيل فقال: يا محمد! العلي الأعلى يقرئك السلام وهو يأمرك أن تتأهب لتحيَّته وتحفته.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا جبرئيل وما تحفة ربّ العالمين وما تحيَّته؟؟ فقال جبرئيل: لا علم لي.
فبينما النبي (صلى الله عليه وآله) كذلك إذ هبط ميكائيل ومعه طبق مغطى بمنديل سندس أو استبرق، فوضعه بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) وأقبل جبرئيل (عليه السلام) وقال: يا محمد يأمرك ربّك أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام. قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا أراد أن يفطر أمرني أن أفتح الباب لمن يرد من الإقطار، فلما كان في تلك الليلة أقعدني النبي (صلى الله عليه وآله) على باب المنزل وقال: يابن أبي طالب إنَّه طعام محرَّم إلا عليَّ.
قال علي(عليه السلام): فجلست على الباب، وخلى النبي (صلى الله عليه وآله) بالطعام، وكشف الطبق، فإذا عذق من رطب وعنقود من عنب، فأكل النبي (صلى الله عليه وآله) منه شبعاً وشرب من الماء ،ريّاً، ومدَّ يده للغسل، فأفاض الماء عليه جبرئيل وغسل يده ميكائيل وتمندله إسرافيل وارتفع فاضل (باقي) الطعام مع الإناء إلى السماء.
ثم قام النبي ليصلي فأقبل عليه جبرئيل وقال: الصلاة محرمة عليك في وقتك حتى تأتي إلى منزل خديجة فتواقعها، فإنَّ الله عزّ وجل آلى (حلف) على نفسه أن يخلق من صلبك هذه الليلة ذرية طيبة.
فوثب النبي (صلى الله عليه وآله) إلى منزل خديجة.
قالت خديجة: وقد كنت قد ألفتُ الوحدة، فكان إذا جنّني الليل غطيت رأسي، وسجفت (أرسلت) ستري وغلقت بابي، وصليت وردي، وأطفأت مصباحي، وآويت إلى فراشي.
فلما كانت تلك الليلة لم أكن بالنائمة ولا بالمنتبهة إذ جاء النبي فقرع الباب، فناديت: من هذا الذي يقرع حلقة لا يقرعها إلا محمد؟
فنادى النبي (صلى الله عليه وآله) بعذوبة كلامه وحلاوة منطقه: إفتحي يا خديجة فإنِّي محمد. قالت خديجة: فقمت مستبشرة بالنبي، وفتحت الباب، ودخل النبي المنزل، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا دخل المنزل دعا بالإناء فتطهر للصلاة ثم يقوم فيصلي ركعتين يوجز فيهما، ثم يأوي إلى فراشه.
فلما كانت تلك الليلة لم يدعُ بالإناء ولم يتأهب للصلاة ...بل كان بيني وبينه ما يكون بين المرأة وبعلها، فلا والذي سمك السَّماء، وأنبع الماء ما تباعد عني النبي حتى حسست بثقل فاطمة في بطني ...الخ(7) .
____________________________
(1) الآداب المعنوية للصلاة، ص 53.
(2) مدرسة الشيخ بهجت، ج 2، ص 86.
(3) منتهى الآمال، ج1، ص 253.
(4) السور القرآنية، ص 471.
(5) المصدر نفسه، ص 443.
(6) المصدر نفسه، ص 539.
(7) فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ص 33.
الاكثر قراءة في التربية الصحية والبدنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
