الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
كيف تصبح صاحب نفس مطمئنة
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 189 ــ 199
2025-07-02
36
للوصول إلى النفس المطمئنة يجب عليك أن تخوض بعض المعارك!
لان الوصول إلى النفس المطمئنة مشابه لفرض السيطرة الكاملة على مملكتك وطرد الطفيليات من هذه المملكة وطرد الشيطان وقتل النفس الأمارة بالسوء واجتياز النفس اللوامة.
عليك أن تبدأ بنظام مجاهدة النفس وتأديبها حتى تنتقل من مرحلة إلى مرحلة لذلك عليك أن تطبق طريقة المجاهدة من خلال طرق المشارطة والمراقبة والمحاسبة والمعاقبة تبدأ باستخدام هذه الطرق وتضغط على نفسك وتجبرها على طاعتك عندما يعرض أمامك ذنب بسيط وتكون لديك القدرة الكافية على تركه فما عليك ألا تركه وعدم ارتكابه لان ارتكاب أي ذنب يقلل من طاقتك ويرفع من طاقة النفس الأمارة بالسوء.
لذلك للخوض في هذه المعركة يجب عليك تجاوز كل ذنب تستطيع تجاوزه أضافة إلى محاولة الإكثار من الأعمال المستحبة.
كلما أكثرت من التسبيح وبعض الأذكار كلما ازدادت طاقتك الروحانية وقدرتك على مواجهة الذنوب.
البعض عندما يذنب يقول أشعر بأن ليس لدي أي قدرة على مواجهة هذا الذنب والسبب في ذلك أن قدرته الروحية ضعيفة جداً عكس قدرته الحيوانية أو عكس قدرة نفسه الأمارة بالسوء.
لذلك يشعر أنه مجبور على فعل بعض الذنوب ويشعر أنه ليس لديه أي قدرة على مواجهة هذا الذنب بينما البعض عندما يعرض عليه ذنب معين فأنه يتجاوزه بسهولة لان قدرته الروحية أعلى بكثير من قدرة النفس الأمارة أو قدرة الشيطان.
لذلك يجب عليك تزويد روحك بالطاقة العالية حتى تكون لديك قدرة قوية على مواجهة النفس الأمارة بالسوء من أجل الانتصار في هذه المعركة لأنها معركة قوية جداً ونتائج الانتصار أجمل بكثير من لذة الذنب فما عليك ألا اليقين بالله وبدأ تحدي جديد مع نفسك من أجل ترك الذنوب حتى تكون مقرب إلى الله وكم هو جميل أن تكون مؤمن بالله ومقرب إلى الأمام القائم وأهل بيت الرحمة (عليهم السلام).
لا تترك صلاة الليل لأنك بدونها لا يمكنك الوصول إلى النفس المطمئنة وايضاً أحذر من ترك الاستغفار والصلاة على النبي وايضاً لا تترك قراءة القرآن وعليك أن تفهم معركتك بالكامل وأنت أفهم بمعركتك مني لأنك تعلم عدوك وقدراته وتعلم قدراتك.
كلما أكثرت من تقربك ودعائك إلى الله كلما ازدادت طاقتك لمواجهة الذنوب وكلما أهملت نفسك كلما أزادتك ذنوبك وأخطاؤك
عندما نتكلم عن الاطمئنان ومواجهة الذنوب يجب علينا أن نذكر القصة العظيمة قصة نبي الله يوسف (عليه السلام).
كان شاب جميل وزليخا امرأة جميلة وقد جهزت كل شيء من أجل المعصية ولكن يوسف رفض هذا الفعل مخافة من الله: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 23، 24].
عرض عليه ذنب ولكنه رفض وقال معاذ الله مثل هذه القصة يجب أن تطبقها على حياتك الواقعية عندما يعرض عليك ذنب قل معاذ الله أستعيذ بالله من هذا الفعل عندما تسمع أحد أصدقائك يغتاب أحد الناس لا تغتب معه وعندما ترى شخص تصرفاته غير لائقة لا تتكلم عنه بالسوء وتغتابه لأنك لا تعلم الغيب ولماذا يفعل هكذا وعندما يعرض عليك فيديوهات أو صور غير اخلاقية أستعذ بالله وأرفض النضر اليها حتى تزكي نفسك أي ذنب يعرض عليك تجاوزه أن أردت التكامل من خلال استخدام طرق مجاهدة النفس ومراقبتها ومنعها وما عليك ألا الاستمرار بالمجاهدة وكلما أذنبت أستغفر الله وأعد مجاهدتك ولا تستسلم.
لبلوغ النفس المطمئنة عليك أن تتخطى النفس الأمارة بالسوء وتلتزم بأوقات الصلاة ولا تنسى صلاة الليل مهما بلغ الأمر.
جميل جداً أن تصل إلى هذه النفس بعد أن علمت أن بعض أصحاب هذه النفوس يتمكنون من رؤية أهل البيت وبعضهم يرى حتى الملائكة ومنهم يتكلمون مع أهل البيت بالرؤيا أو بدون رؤيا وأنت ايضاً تتمكن من الوصول إلى هذه المراتب حتى وأن كنت مذنباً يغفر لك أن تبت إلى الله وبدأت مسيرة جديدة.
أنا بدوري أرى أنك تتمكن من الوصول إلى اطمئنان النفس بعد ترك الذنوب لمدة 40 يوم فقط وأنا على يقين أنك تصل إلى الاطمئنان أن تركت كل الذنوب ولا يعني أن تارك الذنوب يتمكن من الوصول إلى الاطمئنان لا طبعاً.
يجب على تارك الذنب أن يستمر بطاعة الله من خلال الصلاة والمستحبات وقراءة القرآن باستمرار والإكثار من الأذكار وليس هنالك ذكر محدد أذكر الله بما شئت وأكثر من الصلاة والاستغفار
عندما تقرر أن تترك الذنوب وتبدأ رحلة جديدة مع الله خلال أسبوعين من ترك الذنوب ستبدأ برؤية أحلام جميلة وبعضها ليست جميلة ولكن بعد أربع أسابيع أو أقل سترى رؤية جميلة مثل رؤيا أحد الأنبياء أو أحد الأئمة أو ترى نفسك تصلي أو تقرأ القرآن والكثير من الرؤيا التي تزيد من حماسك في التقدم إلى التكامل
أحذر من سطوات الشيطان لأنه لو علم أنك تريد أن تبلغ النفس المطمئنة سيعمل على محاربتك وانا بدوري أرى أن الأنسان المؤمن يعمل الشيطان على محاربته بكل وسائل حتى أن المؤمن تأتيه الذنوب جاهزة على طبق
الأنسان العاصي في بعض الأوقات يتعب كثيراً حتى يتمكن من أن يعصي ربه ولكن المؤمن يوضع ببعض الاختبارات منها يأتيه الذنب جاهز ومستور عن الناس ويكون الخيار اليه أما يفعل أو لا يفعل
أن فعل لربما لا يخسر في الاختبار ويوضع له اختبارات أخرى وأن لم يفعل يرتفع إلى اختبارات أكبر.
طبيعة التكامل أن يوضع كل شخص يسعى إلى التكامل ببعض الاختبارات والذي ينجح في هذه الاختبارات يبلغ التكامل ويمحى عنه الذنوب وتصبح قدرته على مواجهة الذنوب كقدرة الشخص على قتل النملة.
من هذه الاختبارات أن يرزق الأنسان ويختبر أن يتكبر أو يبقى متواضعاً وايضاً يختبر في الخلوات أن يفعل ذنب أو لا وايضاً يوضع في اختبارات أخرى مثل هل يعجب بنفسه أم لا؟
هل يكلم الناس عن صلاته وعلمه وعبادته أم لا؟
وايضاً يختبر في مساعدة الناس وغيرها من الاختبارات يعرض عليه بعض الذنوب أما يفعل أو لا؟
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2].
أيحسب الأنسان أن يقول أنا مؤمن وهو لم يفتتن ببعض الاختبارات أيظن انه مؤمن وهو لم يقع في بعض الاختبارات مثل فقد أنسان عزيز وهذا اختبار هل سيصبر ويقول أنا لله وانا اليه راجعون أم يجزع ويضيع أجر الصبر بجزعه ويختبر بخسارته للأموال وهل سيحمد الله أم لا؟
ويختبر بالفقر والحزن ويختبر بالبلائات وكثرة المشاكل وهل سيوكل اموره لله أم لغير الله وايضاً يختبر بالدنيا التي أفتتن بها الكثير من الناس لا يمكن لك ولأي شخص أن يتكامل وهو في قلبه تعلق وحب لهذه الدنيا التي لا يعلم متى ستنتهي وتزول
أن أردت الاطمئنان عليك أن ترضى بقضاء الله وبكل أحكامه وأن لا تغضب أن مرضت أو خسرت شيئاً وأن تسلم جميع أمورك لله
الأمام الصادق (عليه السلام) يقول: (إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عزوجل) (1).
أعلم وأعرف وأقرب الناس إلى الله هم أرضاهم بقضاء الله الأنسان الذي يرضى بقضاء الله ويحمد الله على كل شيء فهو انسان مطمئن راضياً بقضاء الله
وايضاً أن أردت التقرب إلى الله وبلوغ التكامل ما عليك ألا أن تقرأ عن سيرة الصالحين وقصص الأنبياء الذين تمكنوا من بلوغ درجات كبيرة وعالية من التكامل والأخلاق فمنهم من صبر ومنهم من شكر ومنهم من جاهد.
أن وقعت في مشكلة لا تهرع إلى الناس وبعد أن ترى خيبتهم وعدم مساعدتهم اليك تهرع وتذهب إلى الله لينجيك لان هذا غير لائق أذهب إلى الله عند كل مشكلة بعدها أذهب إلى الأسباب لحلها حتى عندما تمرض أدعوا الله أن يشفيك بعدها خذ العلاج اللازم لا تجعل توكلك إلى الناس بدل الله.
نبي الله يوسف كان في السجن وأخطأ خطأ عوقب عليه عندما زاره أحد أصدقائه الذي كان معه في السجن قال نبي الله يوسف لهذا الشاب قال له: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42].
أي عند الحاكم بأني مظلوم وأريد أن أخرج من هذا السجن
عاتب الله نبيه يوسف لماذا طلبت من الحاكم ولم تطلب مني أنا أولى من الحاكم وأنا الذي أستطيع أن أخرجك من السجن ندم نبي الله على فعله وبالتأكيد هو نبي ويجب أن لا يخطأ
وأنت ايضاً يجب عليك أن تتكامل قبل انتهاء مدتك في هذه الحياة لا تضيع إيامك بدون تقدم عليك أن تتقدم وتتكامل حتى تصل إلى مراتب عالية أنت شيعي ومحب لأهل البيت من الجميل أن يأتيك أحد أهل البيت ويقل لك اذهب إلى فلان وقل له كذا وكذا أو أذهب إلى فلان وأعطيه جزء من النقود لأنه بحاجه اليها أو اذهب إلى فلان واقضي حاجته والكثير من الأمور وايضاً يمكنك أن تمتلك الاسم الأعظم وايضاً تتمكن من التقرب إلى الله وتكون لديك قدرات عالية في مواجهة الذنوب فقط أصبر وتجاوز هذه المعارك وسوف تنتصر بأذن الله، فقط أستمر بجهادك إلى أن تصل وإياك أن تحزن وتستسلم أن وقعت في ذنب معين إياك ثم إياك.
كلما وقعت أنهض وأعد مجاهدتك مع نفسك وأحذر ترك صلاة الليل لأنها أقوى وسيلة للتقرب إلى الله ولا تصلي بلا خشوع لان صلاتك تكون عديمة الفائدة أجعل قلبك خاشع لله.
عندما يصل الأنسان إلى التكامل فأنه لا يحتاج الدنيا ويكون همه الوحيد هو التقرب إلى الله تعالى ويرفض الدنيا بالكامل لا يهتم لها أقبلت أم أدبرت ولا يهتم للخسارة ولا ينشغل بالعمل أكثر من ذكر الله ويكون همه الوحيد التقرب إلى الله تعالى والى أهل البيت (عليهم السلام).
والأمام الباقر (عليه السلام) يقول: (ما أبالي أصبحت فقيرا أو مريضا أو غنيا لان الله يقول لا أفعل بالمؤمن إلا ما هو خير له) (2).
أنظر إلى اطمئنان الأمام الباقر لا يهتم أصبح غنياً أو فقيراً أو مريضاً لأنه يقول أن الله لا يفعل بالعبد المؤمن ألا ما هو خير له.
وصاحب النفس المطمئنة غالباً ما تكون روحانيته عالية جداً ويحلم أحلام كثيرة فيها رؤيا صالحة وغالباً ما يرى نفسه يطير في السماء أو لربما يرى أن السماء تمطر عليه وهي دلالة على مغفرة ذنوبه والطيران دلالة على الارتفاع والعلوا وايضاً دليل على قلة ذنوبه واهتمامه للروح وغالباً الأنسان المؤمن قليل الذنوب عندما يمشي يشعر أن جسده خفيف وهذا أن كان لها سبباً فأنه بسبب قلة ذنوبه واهتمامه لغذاء روحه الطاهرة فتصبح روحه قوية جداً
كلما أطمئن الأنسان وسلم جميع أموره لله كلما حدثت له الكثير من المعجزات خاصة بعد التقرب إلى الله بالنوافل
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (قال الله تعالى: ما تحبب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وإنه ليتحبب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، إذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في موت المؤمن: يكره الموت وأنا أكره مساءته) (3).
أكثر شيء يحبه الله تعالى ويقرب العبد إلى ربه هي الإتيان بالنوافل التي لم تفرض علينا هي فقط مستحبة وليست واجبة ولكن العبد يؤتى بها محبةً وتقرباً إلى الله لذلك الله يقول ما تحبب ألي عبدي بشيء أحب ألي مما افترضته عليه أي أكثر شيء يحبب الله اليك هي الإتيان بالنوافل التي لم تفرض عليك أي ليست واجبة
فأن أحبك الله أصبحت عبداً متصلا بالله كمثل ناقة صالح التي قال الله عنها: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} [الشمس: 13].
التي نسبت إلى الله هذه الناقة خاصة بالله ولكن عندما عقروها واذوها وقتلوها: {فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ} [الشعراء: 157].
{فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ} [النحل: 113].
عندما قتلوا ناقة صالح غضب الله عليهم لأنه نسب هذه الناقة اليه وقال لا تأذوها
فكيف لعبد أذا أتصل بالله وتقرب اليه والله يقول كنت سمعه الذي يسمع به وأذنه ويديه فكيف بعبد مؤمن متصل بالله
ناقة لأجلها مسح بهم الأرض: {فَسَوَّاهَا} [النازعات: 28]، عندما اعتدوا عليها
فكيف بعد مكرم متصل بالله عندما تتصل بالله وتتقرب اليه يخضع لك الكون لا يمكن لأي شخص إيذائك وأنت متصل بالله أن وقعت في مشكلة ينجيك منها وأن أذنبت يغفر لك ويسترك وأن وقعت في عسر ييسر عليك وأن صبرت يجازيك
كل البشر لا يمكنهم إيذائك وأنت متصل بالله لأنهم جميعهم يتحركون بقدرة الله فكيف أذا أصبحت أنت عبداً لله وخاص بالله فعندها لا يمكن لأي شخص من مسك بسوء مهما حاول ألا بأذن الله.
أن كنت تقول إنك صاحب نفس مطمئنة وعندما تقع في أي اختبار تتزعزع وتتوتر وتفقد توازنك فأن هذا دليل على عدم وصولك إلى النفس المطمئنة ويجب عليك أن تكمل مسيرتك إلى أن تصل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ كتاب الكافي، ج 2، ص 60.
2ـ بحار الانوار، ج 68، ص 151.
3ـ بحار الانوار، ج 84، ص 31.
الاكثر قراءة في معلومات عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
