التاريخ والحضارة
التاريخ
الحضارة
ابرز المؤرخين
اقوام وادي الرافدين
السومريون
الساميون
اقوام مجهولة
العصور الحجرية
عصر ماقبل التاريخ
العصور الحجرية في العراق
العصور القديمة في مصر
العصور القديمة في الشام
العصور القديمة في العالم
العصر الشبيه بالكتابي
العصر الحجري المعدني
العصر البابلي القديم
عصر فجر السلالات
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
الاراميون
الاشوريون
الاكديون
بابل
لكش
سلالة اور
العهود الاجنبية القديمة في العراق
الاخمينيون
المقدونيون
السلوقيون
الفرثيون
الساسانيون
احوال العرب قبل الاسلام
عرب قبل الاسلام
ايام العرب قبل الاسلام
مدن عربية قديمة
الحضر
الحميريون
الغساسنة
المعينيون
المناذرة
اليمن
بطرا والانباط
تدمر
حضرموت
سبأ
قتبان
كندة
مكة
التاريخ الاسلامي
السيرة النبوية
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام
الخلفاء الاربعة
ابو بكر بن ابي قحافة
عمربن الخطاب
عثمان بن عفان
علي ابن ابي طالب (عليه السلام)
الامام علي (عليه السلام)
اصحاب الامام علي (عليه السلام)
الدولة الاموية
الدولة الاموية *
الدولة الاموية في الشام
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
معاوية بن يزيد بن ابي سفيان
مروان بن الحكم
عبد الملك بن مروان
الوليد بن عبد الملك
سليمان بن عبد الملك
عمر بن عبد العزيز
يزيد بن عبد الملك بن مروان
هشام بن عبد الملك
الوليد بن يزيد بن عبد الملك
يزيد بن الوليد بن عبد الملك
ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك
مروان بن محمد
الدولة الاموية في الاندلس
احوال الاندلس في الدولة الاموية
امراء الاندلس في الدولة الاموية
الدولة العباسية
الدولة العباسية *
خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى
ابو العباس السفاح
ابو جعفر المنصور
المهدي
الهادي
هارون الرشيد
الامين
المأمون
المعتصم
الواثق
المتوكل
خلفاء بني العباس المرحلة الثانية
عصر سيطرة العسكريين الترك
المنتصر بالله
المستعين بالله
المعتزبالله
المهتدي بالله
المعتمد بالله
المعتضد بالله
المكتفي بالله
المقتدر بالله
القاهر بالله
الراضي بالله
المتقي بالله
المستكفي بالله
عصر السيطرة البويهية العسكرية
المطيع لله
الطائع لله
القادر بالله
القائم بامرالله
عصر سيطرة السلاجقة
المقتدي بالله
المستظهر بالله
المسترشد بالله
الراشد بالله
المقتفي لامر الله
المستنجد بالله
المستضيء بامر الله
الناصر لدين الله
الظاهر لدين الله
المستنصر بامر الله
المستعصم بالله
تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام
شخصيات تاريخية مهمة
تاريخ الأندلس
طرف ونوادر تاريخية
التاريخ الحديث والمعاصر
التاريخ الحديث والمعاصر للعراق
تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي
تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني
تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق
تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى
العهد الملكي للعراق
الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق
قيام الجهورية العراقية
الاحتلال المغولي للبلاد العربية
الاحتلال العثماني للوطن العربي
الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية
الثورة الصناعية في اوربا
تاريخ الحضارة الأوربية
التاريخ الأوربي القديم و الوسيط
التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر
مقبرة رعمسيس الرابع وتصميم ورقة تورين
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج8 ص 77 ــ 88
2025-07-04
19
منذ حوالي ثلاث وثمانين سنة وضع أمام العالم الأثري «لبسيوس» تصميم مقبرة ملكية في «طيبة»، وقد عثر على هذا التصميم بين ذخائر أوراق البردي المحفوظة الآن بمتحف «تورين»، وإلى ذلك العهد كانت معظم مقابر «وادي الملوك» من عهد الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين معروفة، ونُشر تصميمات عدد منها في المؤلف الذي خلَّد حملة «نابوليون» على مصر. وقد فحص «لبسيوس» هذا التصميم الذي عثر عليه بين أوراق البردي في «تورين»، ووجد أن مقاييسه تتفق ومقاييس قبر «رعمسيس الرابع». غير أن المقاييس المفصلة التي كانت في متناوله عن المقبرة نفسها لم تكن دقيقة. وقد تناول بعده بعض العلماء فحص هذه المقاييس، ونخص بالذكر منهم «شاباس» و«مريت»، ثم عاد «لبسيوس» عام 1884م وتناول الموضوع بالبحث على ضوء المقاييس التي عملها «مريت». ومنذ ذلك العهد تُرك تصميم «تورين» في زوايا النسيان، على الرغم من العناية العظيمة التي خصت بها مقابر «أبواب الملوك» آنئذ. على أن الإهمال الذي خصت به هذه الورقة لم يختلف عن الإهمال، الذي يشمل هذا الكنز العظيم من أوراق البردي المحفوظة في متحف «تورين»، ومعظمها من عهد الرعامسة، إلى أن قام بنشر بعضها حديثًا بعض العلماء، وقد قام أخيرًا بدرس هذا التصميم كل من الأثريين «كارتر» والأستاذ «جاردنر» معًا. والأخير يعد من أبرز علماء اللغة المصرية في عصرنا، وقد أخذ «كارتر» على عاتقه عمل المقاييس كما درس المتن في الأصل الأستاذ «جاردنر»، وقد أعطى المتن الذي على ظهر الورقة عناية خاصة، ووجد أنه يحتوي على مقاييس لم تكن معروفة من قبل.
وقد فحص الأستاذ «جاردنر» الذي كتب المقال في فقرتين منه وجه الورقة وهما خاصتان على وجه عام بترجمة النقوش، وكتب فقرة ثالثة قرن فيها المعلومات التي في وجه الورقة بالمعلومات التي يمكن استنباطها من طبيعة القبر الأصلي، واستخلص منها النتائج التي أمكنه استنباطها كما سنورده هنا.
وجه الورقة: لم يبقَ لدينا من ورقة «تورين» الخاصة بتصميم مقبرة «رعمسيس الرابع» إلا جزء صغير يبلغ طوله ستة وثمانين سنتيمترًا، وارتفاعه أربعة وعشرين ونصف سنتيمتر، وقد دل فحص التصميم الذي على وجه الورقة على أنها كانت في الأصل حوالي متر ونصف متر طولًا، وحوالي خمسة وأربعين سنتيمترًا ارتفاعًا.
وقد مثل جانب التل الذي قطع فيه القبر على الورقة بلون خاص، إذ رمز له بسطح بني اللون مغطى بعدد عظيم من النقط التي على شكل أسماط خرز منظمة في خطوط مائلة متوازية حمراء وسوداء على التوالي. وهذه طريقة تقليدية تشبه التهشير (التظليل) في وقتنا الحاضر. وقد عثر الأثري «دارسي» على تصميم آخر من هذا النوع لمقبرة «رعمسيس التاسع» على قطعة من الحجر الجيري محفوظة الآن «بالمتحف المصري»، غير أنه في التصميم الأخير لم يحاول الرسام تمثيل جانب التل. وأحسن موازنة للاصطلاح المتبع في تصميم ورقة «تورين» هو ما نشاهده في مناظر الصيد المصورة على جدران مقابر «طيبة» وغيرها، حيث نجد التلال المنحدرة مصورة باللون الأحمر الملطخ بلون أحمر آخر أغمق من السابق، وآخر أزرق لتمثيل الصحراء المتموجة السطح، وتصوير الصحراء بهذه الكيفية لا يمتد إلا لمسافة يمكن فيها الحيوانات البرية إرخاء العنان لسيقانها، أما اللطخ الملونة فيحتمل أنها تمثل الحصى الذي على سطح الصحراء أو الحبيبات المختلفة التركيب، التي يتألف منها الرمل نفسه.
والشكل العام للرسم يدل على أنه تصميم سطحي، Ground–Plan، وأما رسم الأبواب فقد رفع بالرسم كأن الأبواب منصوبة على الأرض، وقد حاول الرسام المصري — كعادته — أن يصل بدون الرسم المنظور إلى كل الميزات التي تجنى من الأخير.
وقد وازن «لبسيوس» بحق رسوم قصر «إخناتون» في «تل العمارنة»، وما يماثلها من الرسوم برسم تصميم المقبرة،63 وقرن بين الطريقة المصرية هنا وبين البلاد والمباني في مخطوطات العصور الوسطى التي ترى كأنها مرسومة من الجو.
ولم يطمح المصري إلى عمل رسوم على حسب نسبة مقياس رسم، فقد كان يكفي عنده أن تكون حجراته قد رسمت في تصميمه بالترتيب الصحيح، مع تقدير تقريبي للصورة والنسب الحقيقية.
وكانت كل التفاصيل تترك للمتون المفسرة لشرحها ومعرفة أبعادها؛ فنجد مثلًا أن الممر Z في تصميم ورقة «تورين» قد رسم بنفس الحجم الذي رسم به الممر W، مع أنه يوجد بين الاثنين فرق حوالي أحد عشر ذراعًا في الطول، ويظهر عدم التناسب بصورة بارزة كذلك إذا قرنا بين الكوة W. D. والحجرة الجانبية Z. D.، ففي الرسم نجد أنهما متساويان تقريبًا، غير أن النقوش تحدثنا بأن Z. D. عمقها عشر أذرع على حين أن W. D. لا يزيد طولها عن ذراع واحد وشبرين.
ويلاحظ أن سمك ممرات الأبواب لم تظهر على التصميم، ويحتمل أن رسمها مرفوعة كان يعد كافيًا. وقد لونت كل الأبواب باللون الأصفر في كل من تصميم «تورين»، والتصميم الذي حصل عليه «دارسي» لمقبرة «رعمسيس التاسع». ولا نزاع في أن الأبواب قد لونت بهذا اللون؛ لأنها كانت من الخشب، وكانت كلها مزدوجة، وتغلق بوساطة مزاليج ما عدا بابي Z. C. & Z. D.؛ وقد وضع التابوت في وسط الحجرة y، وهو على شكل طغراء ملون بلون مائل إلى الأحمر البني المرقط بالأسود تقليدًا للجرانيت الأحمر، ولا يزال التابوت الأصلي في القبر، وهو من الجرانيت الأحمر الوردي؛ وقد صُوِّر على الغطاء صورة الملك بين الإلهتين «إزيس» و«نفتيس»، كما مثل في تصميم ورقة «تورين» وحول التابوت ستة مستطيلات ملونة بلون أصفر، الواحد داخل الآخر، وقد قال عنها «لبسيوس»: إنه من المحتمل أن تكون درج سلم، غير أنه قال بعد ذلك: إن رفع التابوت على درج لم يصادفه في مقابر «أبواب الملوك». ومع ذلك فإن الرأي القائل بأن هذه المستطيلات الصفراء تمثل درج سلم أمر محتمل، ولكن لا بد أن نتخيل أنه كان درجًا مؤقتًا، وأنه أقيم على ما يظهر للوصول إلى التابوت في يوم دفن الملك. أما تلوينه بالأصفر فيدل على أنه صنع من الخشب، وهذا حل معقول جدًّا؛ لأن التابوت بدون غطائه يبلغ ارتفاعه حوالي ثماني أقدام، فلم يكن في الإمكان إنزال المومية في مكانها، كما لا يمكن إقامة الشعائر الختامية بدون درج كالذي رسم في التصميم.
والآن نعود إلى ذكر الكتابات الدينية التي تصف لنا أجزاء القبر المختلفة كما جاءت في الورقة.
الدهليز أو الممر الرابع: هذا الممر معلم بحرف W على التصميم.
ويشير الحرفان W. A. إلى الباب الذي كتب عليه العبارة التالية: «بابه مغلق.» وهذه العبارة تعني إما أن الباب قد أغلق بعد إتمام المقبرة أو أن هذا الباب يمكن إغلاقه بمزلاج.
ويشير الحرفان W. B. إلى المتن الذي كتب على طول الممر كله فوق الباب وهو «الممر الرابع، وطوله 25 ذراعًا، وعرضه ست أذرع، وارتفاعه تسع أذرع وأربعة أشبار، وقد رسم رسمًا تخطيطيًّا ثم حفر بالإزميل وملئ بالألوان وأنجز».
ويشير الحرفان W. C. إلى المتن المكتوب في داخل الخطوط الداخلية التي تعلم بداية انحدار التابوت. وقد فسر لنا ذلك «لبسيوس» على حسب رسم القبر الذي عمله «مريت»، إذ يلاحظ أنه من وسط الممر W قد رسمت خطوط داخلية تستمر داخل الممر X إلى أن تصل إلى حجرة التابوت، وقد قال «لبسيوس»: إن المقصود بذلك هو انحدار التابوت بالقرب من وسط الممر W انحدارًا طوله عشرون مترًا وعرضه خمس أذرع وشبر.
ويشير الحرفان W. D. إلى نقوش الكوة، وهاك النص: «هذه الحجرة طولها ذراعان، وعرضها ذراع وشبران، وعمقها ذراع وشبران».
قاعة الانتظار المعلمة في التصميم بحرف X: يشير الحرفان X. B. إلى اسم كل الحجرة X وقد كتب على الجزء الأعلى منها المتن التالي: «قاعة الانتظار، طولها تسع أذرع، وعرضها ثماني أذرع، وارتفاعها ثماني أذرع، وقد رسمت رسمًا تخطيطيًّا ثم حفرت بالإزميل وملئت بالألوان وأنجزت.»
ويلاحظ أن اسم قاعة الانتظار أو الاستقبال لا يوجد على وجه ورقة «تورين» وحدها بل يوجد كذلك على تصميم «إستراكون» المتحف المصري، حيث تدل على أول حجرة من ثلاث الحجرات التي تتألف منها النهاية الداخلية لقبر «رعمسيس التاسع»، وهذا القبر يختلف عن قبر «رعمسيس الرابع» في أن حجرة التابوت فيه تقع في أقصى نهاية القبر وهي مفصولة بقاعة ذات عمد عن قاعة الانتظار، ولا نزاع في أن الاسم «قاعة الانتظار»، كان الغرض منه الدلالة على المكان الذي يمكن لأقارب الملك ورجال الحاشية والرعايا الانتظار فيها، قبل أن يسمح لهم بالدخول إلى حضرة الفرعون العلية.
ويشير الحرفان X, C إلى المتن الخاص بنهاية الانحدار البارز بعد مدخل حجرة التابوت، وهاك المتن: «نهاية انحدار التابوت ثلاث أذرع.» وهذا المتن كما يظهر قد وضع في غير مكانه الصحيح؛ وذلك لأن المكان الذي كان يجب أن يكون فيه قد حفظ على حسب كل السوابق في الرسم التخطيطي المصري؛ لأجل الباب الواقع بين X & Y.
حجرة التابوت المرقومة بحرف X في التصميم: يشير الحرفان Y, A إلى المتن الذي بجانب الباب وهو: «بابه مغلق.» وهذا الباب هو باب حجرة الانتظار على ما يظهر.
ويشير الحرفان Y, B إلى المتن الخاص بوصف كل الحجرة، المكتوب على جانبها الأعلى وهو: «بيت الذهب الذي يثوي فيه الواحد (الملك) طوله ست عشرة ذراعًا، وعرضه ست عشرة ذراعًا، وارتفاعه عشر أذرع، وقد رسم رسمًا تخطيطيًّا وحفر بالإزميل، وملئ بالألوان وأنجز، وقد جهز بالمعدات الخاصة بجلالته «وأنه يعيش ويسعد في صحة» على كل جانب منها مع التاسوع المقدس الذي في العالم السفلي (دوات).»
وتشير عبارة «بيت الذهب» هنا إلى حجرة الدفن؛ لأن ملوك مصر كانوا يدفنون ومعهم كل حليهم وكل الأشياء الغالية حولهم. وقد فسر «كارتر» هذه العبارة بأن اللون الأساسي للحجرة كان الأصفر الغامق، وهو اللون العادي لهذه الحجر؛ ولذلك سميت «بيت الذهب» والتعبير بالأصفر عن الذهب معروف لدينا (الأصفر الرنان). وتشير عبارة «مع التاسوع المقدس الذي في العالم السفلي» على ما يظهر إلى صور الآلهة المصنوعة من الخشب المطلي بالقار وهي خاصة بالمدافن الملكية، أو قد تشير إلى صور الآلهة الخاصين بالمقابر الملكية، وهم الذين يرسم عدد عظيم منهم على جدران هذه المقابر، ولكن سنرى بعد أن الآلهة كان لها محاريب في القبر لتوضع فيها.
ويشير الحرفان Y, C إلى المتن الذي يرمز إلى Y, B في التصميم. وهاك الترجمة: «المجموع مبتدئًا من الممر الأول حتى بيت الذهب = 136 ذراعًا وشبران.»
ويشير الحرفان Y, D إلى المتن الذي تحت Y, E، وهو «مبتدئًا من بيت الذهب إلى الخزانة التي في أقصى الداخل = 24 ذارعًا وثلاثة أشبار، فيكون المجموع مائة وستين ذراعًا وخمسة أشبار.»
ويقدِّم لنا المجموعان الأولان مقدار الأبعاد من مدخل القبر حتى حجرة التابوت، ومن حجرة التابوت حتى نهاية القبر، وهذان البعدان هما الطول الكلي للقبر وهو 136 ذراعًا وشبران + 24 ذراعًا وثلاثة أشبار = 160 ذراعًا وخمسة أشبار.
الممر الداخلي المرقم بحرف Z في التصميم: يشير الحرفان Z. A. إلى المتن المكتوب بجانب الباب وهو: «باب مغلق.» ويشير الحرفان Z. B. إلى المتن المكتوب على طول الجانب الأعلى للممر وهو: «الممر الذي في مكان التماثيل المجيبة، وطوله أربع عشرة ذراعًا وثلاثة أشبار وعرضه خمس أذرع، وارتفاعه خمس أذرع وثلاثة أشبار وأصبعان، وقد رسم رسمًا تخطيطيًّا وحفر بالإزميل وملئ بالألوان وأنجز، وكذلك الجهة الجنوبية منه.»
ولا نزاع في أن الاسم الذي أعطي للممر Z الداخلي غير ملائم؛ لأنه يمكن البرهنة بطريقة عملية صحيحة على أن المكان الذي كانت تخزن فيه التماثيل المجيبة الصحيحة لم يكن الممر بل الحجرتين Z. d, Z d d اللتين على جانب الممر )راجع J. E. A. Vol. 4 p. 140-1).
ويشير الحرفان Z. C إلى المتن الذي كتب على الكوة الشمالية من الممر وهو: «مكان استراحة الآلهة وطوله أربع أذرع وأربعة أشبار، وارتفاعه ذراع واحدة وخمسة أشبار، وعمقه ذراع وثلاثة أشبار وأصبعان. »
ويلاحظ في الكوة Z. C. هذه، والكوة Z, CC أنهما قد قطعتا في الجدارين الشمالي والجنوبي للممر الداخلي على ارتفاع نحو متر من الأرض، وقد زينت جدرانهما بصور محاريب صغيرة تحتوي على آلهة مختلفين من بينهم الآلهة «تحوت» و«أنوب» و«خنوم» و«سبك» و«بوتو». ويرى فوق المحاريب أن الكوات قد حفرت إلى عمق كبير، وزينت بصور حصر صغيرة ورغفان وطاسات ماء، وكان يحلي كل محراب حصيرة. ولا نزاع في أنه عندما نعد اسم «مكان راحة الإله» مقترنًا بالصور التي في داخل الكوات، فإن ذلك يدل على أنها كانت مستعملة بمثابة مأوى للمحاريب الملونة، كالمأوى الذي كُشف عنه في مقبرة «يويا» والد الملكة «تي» زوج «أمنحتب الثالث». على أنه من المحتمل أن هذه المحاريب كانت تحوي صور آلهة من الخزف المطلي أو المعادن الثمينة، وكان الطنف يوضع في أعلاها مع قربان قليلة، وبهذه الطريقة كان في استطاعة الملك أن يحرر نفسه من أعباء واجباته الدينية في حياته التي جددت بعد الموت. ويشير الحرفان Z. d إلى النقش الذي في الحجرة الجانبية وهو:
شكل 2: تصميم مقبرة رعمسيس الرابع عن الأصل المصري القديم ورقة بردي بمتحف تورين.
«الخزانة التي على اليد اليسرى، وطولها عشر أذرع، وعرضها ثلاث أذرع، وارتفاعها ثلاث أذرع وثلاثة أشبار».
والخزانة التي على اليد اليسرى هي كما رأينا من قبل الحجرة Z. d المستعملة مخزنًا لتماثيل الفرعون المجيبين، ويلاحظ أن كلمة «خزانة» قد استعملت بمعنى «مخزن» وحسب.
ويشير الحرفان Z. e إلى النقش الذي في نهاية الحجرة Z. e وهو: «الخزانة التي في النهاية القصوى الداخلية طولها عشر أذرع، وعرضها ثلاث أذرع وثلاثة أشبار، وارتفاعها أربع أذرع.» وتدل نقوش هذه الحجرة على أنها كانت مخزنًا لأواني الأحشاء، ولقطع أخرى من الأثاث المنوع. والمتن المرقوم بحرف b يسمي هذه الحجرة اسمًا آخر، وهو «الممر الثاني الذي في نهاية بيت الذهب».
أما المتن الذي يرمز له بحرف b، فيحتوي على أربعة أسطر كتبت مقلوبة في النهاية القصوى من الجانب الأيمن لتصميم المقبرة. وهذه الأسطر — كما قلنا — تشتمل على إيضاحات أخرى عن الممر Z والحجر الثلاث التي تؤدي إليه. ومما يؤسف له أن نهاية هذه الأسطر مفقودة، وبذلك أصبح فهمها صعبًا (راجع شكل تصميم المقبرة 2).
المتن الذي على ظهر تصميم ورقة تورين: يدل الجزء الخاص بالمقاييس في المتن الذي على ظهر تصميم «ورقة تورين» على أن لا علاقة له بالتصميم الذي على وجه الورقة، وقد درس الأستاذ «جاردنر» هذا المتن على هذا الزعم، وكان كل علماء الآثار الذين درسوا هذه الورقة قد أغفلوه (J. E. A. Vol. 4 p. 144 ff)، وقد استنبط منه بعض حقائق لا تزال موضع شك. ويحتمل أن هذه المتون خاصة بمقبرة أخرى، ويفهم من البحوث التي عملت في مقابر «وادي الملوك» أنه يوجد قبر بدئ في نحته في عهد «رعمسيس الخامس»، وتم العمل فيه في عهد «رعمسيس السادس»، وهذا هو القبر رقم 9 على حسب ترقيم «لبسيوس»، ولم ينشر لهذا القبر تصميم بمقاييس مضبوطة حتى الآن، ونحن نعلم من جانبنا أن قبري «رعمسيس الخامس» والسادس، وكذلك قبر «رعمسيس التاسع» يحتوي كل منها على أربعة ممرات، تنتهي كل منها بحجرة انتظار مثل مقبرة «رعمسيس الرابع»، غير أنها تختلف عن الأخيرة بأن لها قاعة ذات عمد بعد قاعة الانتظار. والمتون التي على ظهر الورقة التي نحن بصددها قد توحي بأنه قبر «رعمسيس الخامس».
وأخيرًا قرن الأستاذ «جاردنر» النتائج التي وصل إليها من درس تصميم ورقة «تورين»، والقبر الأصلي ووصل منها إلى نتائج مرضية. وقد كان المفهوم من قبل أن هذا التصميم بعيد عن الدقة كل البعد. بيد أن المقاييس التي أخذها الأثري «كارتر» لهذا القبر تنفي هذا الزعم إلى حد بعيد؛ فقد وجد أنه من بين سبعة وعشرين مقياسًا تتفق خمسة عشر منها في كل من الطبيعة والورقة، وثمانية صحيحة إلى حد بعيد، وأخطاؤها بسيطة جدًّا تعد بمقياس بضع أصابع.
أما أربعة المقاييس الباقية فنجد أن خطأها في الورقة ظاهر. ولا توجد لذلك أسباب مقبولة.
وهذه النتيجة المرضية تتعارض مع ما وصل إليه «لبسيوس» في بحثه الأخير؛ ويرجع سبب الاختلاف إلى عدم وجود تناسب في مقاييس أبعاد القبر، وبخاصة مقاييس حجرة التابوت وهي المقاييس التي أخذها كل من «كارتر» و«مريت» وقد اعتمد «لبسيوس» على مقاييس «مريت»، وهي التي لوحظ أن بعضها خاطئ، هذا إلى أخطاء حسابية وقع فيها «لبسيوس» نفسه.
وصف مقبرة «رعمسيس الرابع» وما على جدرانها من مناظر: تحدثنا فيما سبق عن تصميم مقبرة «رعمسيس الرابع»، كما رسم في ورقة «تورين» وقرناه بالمقبرة الأصلية، والآن ننتقل إلى وصف ما على هذه المقبرة من مناظر دينية.
موقع القبر: يقع قبر «رعمسيس الرابع» في الجهة الغربية من الطريق الرئيسي خارج الحاجز الحالي، وتدل شواهد الأحوال على أن محتويات هذا القبر قد سُرقت بعد دفن هذا الفرعون ببضع سنين فقط؛ وذلك لأن الكهنة عندما نقلوا أول طائفة من الموميات الفرعونية إلى مقبرة «أمنحتب الثاني» لم يجدوا إلا تابوت هذا الفرعون، وقد أخفوه بكل تدين، ويحتمل أن المومية كانت قد جردت من قبل.
ويقول «مسبرو» عن مومية هذا الفرعون ما يأتي:64 (Maspero, Guide 1915 p. 404) يبلغ طول مومية الفرعون «رعمسيس الرابع» مترًا وستين سنتيمترًا، والتابوت الذي كانت فيه المومية ملون باللون الأبيض وهو للفرعون «رعمسيس الرابع» وقد كشف عنها «لوريه» سنة 1898 في مقبرة «أمنحتب الثاني». وقد وجد من فحص الجمجمة أن هذا الفرعون كان يبلغ من العمر أكثر من خمسين عامًا عند وفاته، وقد كان فضلًا عن ذلك أصلع الرأس تمامًا، ولم يتبقَ من شعره إلا إطار خفيف على صدغيه وقذاله؛ وكان الجسم عند فحصه في حالة جيدة، وقد ظهر على الرأس عند القمة فتحة مثلثة تقريبًا عملت بعد الوفاة، ولا شك أنها قد عملت كما يعتقد المصري القديم لنزع الروح أو الأرواح الشريرة، التي سببت مرض الموت لتخرج. ونشاهد مثل هذه الظاهرة في مومية الفرعون «مرنبتاح» (راجع Maspero Ibid p. 411).
ويقول «أليت سميث»: إن هذه المومية هي إحدى الموميات التي وجدها «لوريه» عام 1898 في مقبرة «أمنحتب الثاني»، وقد فكت لفائفها في 24 يونيو سنة 1905 بمتحف القاهرة. وقد جرد اللصوص الأقدمون المومية من كل أكفانها، وقد أعيدت لها أكفانها في الأسرة التالية، وكانت بعض خرق وضعت حول المومية مع بعض لفائف بسيطة لحفظ هذه الخرق في مكانها. وأخيرًا وضع كفن حول هذه الخرق، وقد كتب اسم «رعمسيس الرابع» بالمداد الأسود على هذا الكفن الخارجي، وكذلك على غطاء التابوت الخشبي الذي وجدت فيه المومية. وكان طول «رعمسيس الرابع» 1٫602 متر، وكان أصلع تقريبًا ولم يبقَ له من الشعر إلا إطار ضيق باقٍ على صدغيه والقفا. وقد دل فحص عظامه على أن عمره لا يقل عن خمسين سنة ويحتمل أكثر. والجسم لا يزال في حالة جيدة غير أن اللفافات قد لصقت بالجلد. وكان وجهه حليقًا تمامًا ويحتاج إلى عدسة ليرى بها الإنسان مكان منابت الشعر المحلوق على الشفتين والذقن.
وفي كل عين من العينين اللتين قد انتزعتا وجدت بصلة صغيرة موضوعة تحت الجفن؛ لتحاكي العين الحقيقية. وقد كان نجاح هذه العملية أكثر مما كان يتصوره الإنسان. فقد كان لون البصلة المجففة الأصفر التي وسعت الجفنين يتناسق مع لون الجلد، وأصبح مظهر الوجه طبيعيًّا.
وقد كان استعمال العين الصناعية تجديدًا معروفًا متبعًا في عهد الأسرة العشرين، وأصبح عادة متبعة فيما بعد.
ويلاحظ أن الجزء اللين من الأنف قد فرطحته لفائف المحنط، غير أنه مما لا شك فيه أن «رعمسيس الرابع» كان أقنى الأنف مثل أسلافه ملوك الأسرة التاسعة عشرة، هذا بالإضافة إلى أسنانه العليا البارزة التي تشبه أسنان ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وكذلك «سيتي الثاني» من الأسرة التاسعة عشرة.
وقد فتح هذا القبر في عهد البطالمة، وقد وجد على جدرانه كذلك نقش باللاتينية من العهد الإمبراطوري الروماني خط بسرعة؛ هذا إلى صورة من العهد …
ويوصل إلى مدخل هذا القبر سلم قديم ذو سطح مائل، ويشاهد في أعلى المدخل الرئيسي قرص الشمس، وبداخله صورتا إله الشمس الأولى برأس كبش، وهو إله الشمس عند الغروب، والأخرى إله الشمس المشرقة في صورة جُعَل، وترى على جانبي قرص الشمس الإلهتان «إزيس» و«نفتيس» يتعبدان له.
ويشاهَد في الدهليز الأول على اليسار الفرعون يتعبد للإله «حرمخيس» برأس صقر وقد مثلت الشمس مارة بين الأفقين. ويأتي بعد ذلك متن أنشودة للشمس تتألف من خمسة وأربعين سطرًا، وتسمى كتاب «مديح رع» ويحتوي الدهليز الثاني على نقش طويل يتحدث عن عبادة «رع».
وفي الدهليز الثالث صور خرافية ومتون من كتاب «ما يوجد في عالم الآخرة»، وكتاب الكهوف وهما من الكتب التي تصور عادة في المقابر الملكية.
بعد ذلك ينتقل الزائر إلى الدهليز الرابع فيشاهد على جدرانه متونًا طويلة تتألف منها الفصول من 123–127 من كتاب الموتى، وهذه الفصول تحدثنا عما يقوله المتوفى يوم الحساب أمام «أوزير»؛ ليبرئ نفسه من الخطايا والذنوب.
ويدخل بعد ذلك الزائر حجرة الدفن التي كان يثوي فيها الفرعون، وقد كسرها اللصوص في الأزمان القديمة ونهبوا محتوياتها كما ذكرنا من قبل، ويبلغ طولها إحدى عشرة قدمًا ونصف قدم، وارتفاعها تسع أقدام، وقد نقش على جدرانها مناظر تستحق الملاحظة، فنشاهد على الجدار الأيسر صور الفصلين الأول والثاني من «كتاب البوابات» ومتونها، ونجد إيضاحًا للفصل الأول صورة الملك راكعًا أمام إله الشمس في القسم الأول من العالم السفلي مقدمًا له رمز العدالة. وترى أرواح الشريرين الذين وضعهم الإله «آتوم» في الأغلال، ويشاهد أن بعضهم قد خر صريعًا. وفي الفصل الثاني نشاهد ثانية إله الشمس الذي كان قد مر الآن بالبوابة التي يحرسها ثعبان إلى القسم الثاني من العالم السفلي، وهنا نشاهد الإله «آتوم» متكئًا على عصاه يلاحظ الثعبان الشرير «أبوفيس» الذي أصبح لا حول له ولا قوة، وامتنع عنه إصدار أي أذى بتعاويذ خاصة تليت عليه.
والفصل الثالث من هذا الكتاب نقش على الجدران اليمنى لهذه الحجرة، ووضح بالصور، فنرى أن قارب الشمس قد دخل الآن القسم الثالث من العالم السفلي، وهنا نشاهد من بين الصور اثنتي عشرة إلهة فصلت بثعبان إلى نصفين كل منهما ست، وهي تمثل ست ساعات قبل منتصف الليل ثم ما بعده، وهذا الجزء من الشعائر ينتهي بالفصل الرابع من كتاب البوابات، عندما يكون قارب الشمس قد انتقل إلى القسم الرابع من العالم السفلي.
ويشاهد مصورًا على سقف هذه الحجرة الإلهة «نوت»، وعلى جسمها رسمت أبراج السماء.
وبعد حجرة الدفن دهليز نقش على جدرانه سياحة الشمس في العالم السفلي، ويلاحظ الزائر على عتب الباب المؤدي إلى الحجرة النهائية صورة سفينة الشمس موضوعة على صورة «بولهول» مزدوج. كما نشاهد على جدران الحجرة الأخيرة صور سرير، وكرسي، وصندوقين، وأواني الأحشاء العادية، ويحتمل أن هذه الأشياء كلها كانت موجودة فعلًا في هذه الحجرة وقت دفن الفرعون.
وقد استعمل هذا القبر في العهد المسيحي مقصورة عابد، ثم استعمل فيما بعد مكانًا يحج إليه؛ من أجل ذلك نجد نقوشًا من العهد المسيحي يبلغ عددها حوالي 50 نقشًا.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
