يظهر أثر اختلاف التكوين الصخرى ونظام بنائه في تشكيل بعض الظاهرات الجيومورفولوجية واضحا عند دراسة الأودية النهرية وفحص جيمورفولوجية مجاريها ، فقد تتوقف خصائص القطاع الطولي للنهر بدرجة ملحوظة على اختلاف نوع الصخورالتي يجرى فوقها هذا النهر، ويختلف بالتالي انحدار مجرى النهر وسرعته من مكان إلى آخر تبعا لهذه الأنواع المختلفة من الصخور، فإذا تعرض مجرى النهرالصخور صلبه ، فإن هذه الصخور تعمل على الحد من فعل التعرية الشهرية ومقاومة كل من الحت الرأسي والجانبي للنهر Vertical and lateral erosions ، وتأخير وصول النهر إلى مرحلة الثبات أو مرحلة مستوى القاعدة العام Base level . أما الصخور اللينة التي قد يجرى فوقها النهر فهذه سرعان ما تتأكل عندما تتعرض لفعل التعرية النهرية نتيجة لتوالى عمليات النحت الرأسي والجانبي للنهر، وعندما يجرى النهر فوق طبقات صخرية مركبة من صخور صلبة متعاقبة فوق طبقات من الصخور اللينة قد يؤدى ذلك إلى تكوين الشلالات والجنادل ، ففي هذه الحالة تتآكل الصخور الأفقية اللينة بدرجة أسرع من تآكل الصخور الأفقية الصلبة. ولكن خلال مدة طويلة من الزمن تصل عادة إلى عدة آلاف من السنين قد يعمل النهر على تآكل كل هذه الأنواع المختلفة من الصخور وتسوية مجراه ، وينحدر القطاع الطولى للنهر انحدارا بطيئا نحو البحر الذي يصب فيه النهر، ويكون مجرى النهر في هذه الحالة قد وصل إلى مرحلة الثبات State of equilibrium وفى مناطق الطبقات الصخرية الصلصالية في جنوب شرق جبال البنين البريطانية Pennines تتكون مجموعة من الأودية الجافة في طبقات الصلصال ، ولكنها الآن ليست فى حالة النمو السريع كما كان حالها من قبل ومن ثم أكد معظم الباحثين بأن نشأتها وظروف تكوينها ترجع إلى زمن آخر وتطورت تحت ظروف مناخية تختلف عن تلك التي تتعرض لها اليوم وجدير بالذكر أن الصخور على اختلاف صلابتها ليست هي العامل الوحيد الذي يؤثر في تشكيل القطاع الطولي للنهر ولكن ارتفاع منسوب البحرالذي يصب فيه النهر أو انخفاضه لهما أيضا أكبر الأثر في تجديد نشاط النهر وعلى سرعة انجاز فعل التعرية النهرية عامة وفى حالة انخفاض منسوب البحر يعمل النهر على تآكل مجراه بشدة وزيادة قوة النحت الرأسى ونحت جوانبه بسرعة لكي يصل مجراه إلى المستوى الذي انخفض إليه سطح البحر وعلى ذلك يتكون على طول مجراه ما يعرف باسم نقط أو علامات تجديد نشاط النهر Points of rejuvenation .or Knick-points.

وفي مقاطعة ناتال بجنوب أفريقيا يتألف التكوين الصخري هنا من طبقات أفقية من الحجر الرملي متعاقبة فوق طبقات أفقية أخرى من الصخورالطينية ويتداخل في هذه الصخور كذلك سدود أو عروق دولوريتية وبازلتية ، وتبعا لجريان الأنهار فوق هذه الصخور غير المتجانسة التركيب تتكون المصاطب والشلالات والجنادل في أجزاء مختلفة على طول مجاريها وبالتالي تتميز القطاعات الطولية لمجارى الأنهار في ناتال بظهورها على شكل مصاطب تدرجة. وحيث إن ظاهرة الشلالات تعد من بين أهم الظواهر الجيومورفولوجية التي تنجم تبعا لجريان النهر فوق صخور مختلفة التكوين الجيولوجي وفي نظام بنائها ، لذا يحسن أن نشير إلى كيفية تكوين هذه الظاهرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Abou El-Enin H. S, "Some aspects of the drainage evolution" The Northern Univ. Geographical Journal, No. 5 (1964), 45- 54

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

مستشفى الكفيل يعلن انضمامه لمشروع الضمان الصحي الحكومي

المجمَع العلمي يقيم مسابقة الكوثر الخاصة بترتيل القرآن الكريم في كربلاء

قسم الشؤون الفكرية والثقافية يُصدر العدد الثالث والعشرين من مجلّة (أوراق معرفية)

قسم التربية والتعليم يُطلق الموسم التدريبيّ الصيفيّ لملاكات مجموعة العميد التربوية

المزيد

الآخبار الصحية

اختراق علمي.. دواء يؤخر ظهور السكري من النوع الأول لسنوات

هذا ما يحدث لجسمك إن أهملت نظافة فراشك

لماذا تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بألزهايمر من الرجال؟

لماذا يحذر الخبراء من الإفراط في تناول الفراولة؟

المزيد

الآخبار التكنلوجية

السيارات الكهربائية أنظف بنسبة 73% من سيارات الوقود

سيارة لوسِد الكهربائية تدخل "غينيس" بأطول مدى في العالم

نظرية جديدة تنسف كل ما نعرفه عن تشكل أول قارة في الأرض

منذ 37 ألف عام.. دراسة تكشف "أقدم أمراض" أصابت البشر

المزيد

مواضيع ذات صلة

المناخ وتطور مراحل التعرية

توضح دراسة الأقاليم المناخية المتباينة في العالم أسباب اختلاف عوامل التعرية التي تؤثر في تشكيل مظهر كل إقليم

على الرغم من أن الجيومورفولوجيا تختص أساسا بدراسة الظاهرات الجيومورفولوجية الحالية ، إلا أنه يجب الإلمام بدراسة التاريخ الجيومورفولوجي لهذه الظاهرات كذلك ، حتي يمكن معرفة نشأتها وأسباب تباين أشكالها

لا يمكن ادراك الفهم الصحيح لتطور أشكال سطح الأرض الحالية إلا بدراسة كل من التكوين الجيولوجي والبنية لهذه الظاهرات من ناحية ومعرفة تتابع حدوث الذبذبات المناخية البلايوستوسينية من ناحية أخرى

نظام بنية الطبقات Structure

ترجع نشأة معظم ظاهرات سطح الأرض إلى عصر البلايستوسين وقليل من الظاهرات الأخرى قد ترجع نشأتها إلي الزمن الجيولوجي الثالث، ولكن من النادر جدا أن تتمثل فوق سطح الأرض ظاهرات جيمورفولوجية أقدم من هذا الزمن الأخير.

يعد كل من التكوين الصخري ونظام بنية الطبقات من بين أهم العوامل التي تشكل مظهر سطح الأرض وظاهراته التضاريسية

القوى التي تشكل سطح الأرض اليوم هي نفسها التي شكلته خلال العصور الجيولوجية السابقة ولكن بدرجات يتفاوت أثرها من عصر إلي آخر

يتميز التطور الجيومورفولوجي بالتعقد أكثر منه بالبساطة

اتجاهات الجيومورفولوجيا المعاصرة

دراسة عناصر ظواهر سطح الأرض الحالية ومحاولة إيجاد علاقات مورفومترية فيما بينها

مدرسة الجيومورفولوجيا التطبيقية Applied geomorphology