صناعة المضامين الإعلامية في البيئة الإلكترونية
المؤلف:
د. خديجة الرحية
المصدر:
صحافة المواطن
الجزء والصفحة:
ص 122-123
2025-07-15
246
صناعة المضامين الإعلامية في البيئة الإلكترونية
مع انتشار التقنيات الحديثة للاتصال وتزايد تطبيقاتها في مجال الإعلام بدأت تتغير معالم صناعة المضامين الإعلامية، سواءً من حيث طبيعة المساهمين فيها، أو أشكالها، أو الوسائل التي يتم الاعتماد عليها في توصيل هذه المضامين، فقد بدأ الجمهور (المستخدم) يلعب دوراً محورياً في العمل الإعلامي، وانطلاقاً من اعتبار أن تمكين الجمهور إعلاميًا يساعد في الاحتفاظ به، بدأت وسائل الإعلام المختلفة باللحاق بركب التطورات الحديثة، محاولةً بذلك إيصال محتواها الإعلامي بما يتناسب مع طبيعة مستخدميها.
فقد شهد عالم الصحافة مؤخراً عدّة تغييرات هامة تصب مباشرةً في صميم العمل الصحفي، سواء من حيث جمع وتحرير الأخبار ونشرها، أو إدارة العمل الصحفي، أو في طبيعة الأطراف المشاركة في العملية الصحفية، فالصحفي لم يعد هو منتج الخبر والرأي فقط، كما أنَّ الجمهور لم يعد متلق سلبي فقط، بل أصبح مشاركًا فاعلاً في العملية الصحفية، وهو ما أدى لظهور تحولات كثيرة ذات صلة بهوية، ورسالة الصحافة، وأدوارها، وممارساتها.
ويُعد مفهوم "المضامين التي يُنتجها المستخدم "User Generated Content) "UGC) من أحدث المفاهيم المرتبطة بصحافة الإعلام الجديد، وهو مفهوم يرتبط ارتباطاً مباشراً بمفاهيم صحفية ظهرت سابقاً مثل مفهوم التفاعلية (Interactivity)، وصحافة المواطن (Citizen Journalism)، وصحافة المشاركة (Participatory Journalism)، ومع انتشار وتزايد أهمية ومكانة وسائل الإعلام الجديدة، بدأ هذا المفهوم يحظى باهتمام بعض الباحثين باعتباره يعكس تحوّلاً جذرياً في التقاليد والأعراف والممارسات والمفاهيم الصحفية التقليدية، وطبيعة العلاقة بين المشاركين والمستهدفين من العمل الصحفي.
دفعت عدّة عوامل باتجاه انتشار هذا المفهوم من بينها:
1- تصاعد أهمية الإنترنت وتمتعها بالعديد من السمات التي تُمكن المستخدمين من إنتاج مضامينهم بأنفسهم ونشرها بيسر وسهولة.
2- الاعتماد المتزايد على الرقمنة في العمل الإعلامي.
3- سهولة التواصل والاندماج بين الأجهزة المستخدمة في إنتاج هذه المضامين.
4- انتشار مساهمات المستخدمين في ساحات ومنتديات الإنترنت والمدونات والمواقع المختلفة، وعبر الوسائل التفاعلية المتنوعة.
5- تصاعد التنافس بين المؤسسات الإعلاميّة لشراء أكثر المواقع استضافة لمضامين المستخدمين كما حدث مع موقع يوتيوب.
من المتوقع أن تتضاعف هذه المساهمات بتطور ما يُعرف بـ 2.0 web ، الذي يُعتبر مظلّة توفّر العديد من الأشكال التفاعلية التي تسمح للمستخدمين بتقاسم وتشارك المعلومات مع بعضهم البعض، حيث يُتيح إمكانية القيام بعملية النشر الالكتروني والبث بشكل مستقل عن المؤسسات، فقد أصبح بإمكان الأفراد العاديين الكتابة والنشر (من خلال تقنيات عديدة كالمدونات الالكترونية المنتديات الالكترونية للمحادثة، مواقع الشبكة الاجتماعية، الصفحات الشخصية المواقع التساهمية les sites participatifs مواقع الويكي (Wiki)....) بالإضافة للقيام ببث تسجيلات فيديو سمعية بصرية عبر مواقع بث الفيديو، تقنية البودكاست المدونات الالكترونية السمع بصرية....) ، فالمستعمل أصبحت لديه إمكانية ليس فقط للمشاركة الجماعية في تقنيات لخلق المحتوى، ولكن حتى في الإنتاج الفردي لهذه المضامين والتحكم فيها وفي بثها بصفة فردية.
وقد تنوعت تعاريف الباحثين لمفهوم المضمون الذي ينتجه المستخدمين، لكن أشملها التعريف الذي يُعتبر: أنه أيّ مضمون ينتجه مستخدمي وسائل الإعلام الجديدة بأنفسهم وبشكل مستقل عن أيّ مؤسسة إعلامية أو غير إعلاميّة ويستهدف مستخدمين آخرين "أو هو " مضمون ينتجه الجمهور للجمهور ويُنشر بشكل إلكتروني.
الاكثر قراءة في اعلام جديد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة