2 - المزايا العشر لنظام منظمة التجارة العالمية: 

يدعي الداعون إلى حرية التجارة وتحريرها من القيود الكمية والجمركية والذين ينادون بالتجارة عن طريق منظمة التجارة العالمية وعضويتها أن الدولة التي سوف تقوم بذلك سوف تستطيع أن تحقق المزايا الآتية:

1. الميزة الأولى تحقق نظريات السلم الدولي وتحافظ عليه:

حيث يرفض البائعون محاربة المتعاملين. فالسلم نتيجة لمنظومة التجارة الدولية يتحقق من خلال:

(أ) مساعدة التجارة للتدفق التلقائي للسلع والخدمات وعلاج المنازعات التجارية بعدالة.

(ب) ويعتبر التدفق السلعي نتيجة طبيعية للثقة الدولية والتعاون الدولي للتجارة بين الدول في حين يرى البعض الآخر أن غالبية المنازعات التجارية تؤدي إلى حروب تجارية مثال الحرب التجارية عام 1930 التي نشأت بسبب فرض الدول قيود تجارية لحماية منتجاتها الوطنية والتي نتج عنها الكساد العالمي وبعدها الحرب العالمية الثانية.

وتم تجنب ذلك بعد الحرب العالمية الثانية عندما قامت أوروبا بالدعوة إلى التعاون الدولي في الفحم والحديد والصلب، وعملت الاتفاقية العامة للتعرفات والتجارة ايضاً على تجنب الحروب التجارية لدرجة ما في سلع أخرى.

2. تشجيع منظمة التجارة العالمية على حسم المنازعات التجارية بالطرق بالبناءة: وتقوم منظمة التجارة العالمية بتقييم الحلول السلمية العلاجية والوقائية لمنازعات التجارة المتزايدة بين الدول والشركات وفى جميع المعاملات التجارية الدولية المتنامية في الأحجام والأنواع. وذلك عن طريق إتباع القواعد والخطوات المقررة للقضاء على الصراعات والمنازعات التجارية والتي وصلت إلى أكثر من 100 نزاع منذ عام 1995 ثم 280 نزاع عام 2003 ميلادية.

3. تؤدي قواعد حسم المنازعات التجارية بالتفاوض إلى تجنب الحروب التجارية

حيث تقلل منظمة التجارة العالمية من حالات عدم العدالة في حل المشكلات التجارية نظراً لإعطاء كل الدول الصغيرة صوت في المفاوضات. ويتم اتخاذ قرارات المنظمة بالموافقة الجماعية مع تساوي أصوات الدول سواء كانت كبيرة أو صغيرة. كما أنه لا توجد تفرقة عنصرية بين الدول سواء كانت كبيرة أو صغيرة.

كما أنه لا توجد تفرقة عنصرية بين الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية

4. يقال أن التجارة المحررة تقلل من تكاليف المعيشة:

وتقدر المساعدات والمعونات التي تقدمها الحكومات وأفراد الدول الغنية لأفراد الدول النامية بحوالي 350 بليون دولار لدعم الزراعة سنويا لنقل ألبان البقر حول العالم. ويقال أن الحمائية في التجارة الدولية ذات تكاليف مرتفعة. وتقلل منظمة التجارة العالمية من القيود التجارية عن طريق المفاوضات وتجنب التفرقة في المعاملة. وينتج عن ذلك انخفاض الأسعار للسلع والخدمات تامة الصنع، وبالتالي تخفيض نفقات المعيشة ومن نتائج بعض الدراسات على الحمائية وتحرير التجارة ما يلي:

(أ) انخفاض أسعار الغذاء:

تؤدي حماية الزراعة إلى ارتفاع أسعار الغذاء، وتقدر الزيادة في الأسعار بسبب ذلك بحوالي 1500 دولار للأسرة المكونة من 4 أفراد في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعادل 51% ضرائب على الغذاء في اليابان، 3 بليون دولار سنويا زيادة في فاتورة المستهلكين في أمريكا لدعم سلعة السكر في عام 1988.

(ب) إنخفاض أسعار الملابس:

تؤدي القيود على الواردات والجمارك المرتفعة إلى رفع أسعار المنسوجات الأمريكية ومن ثم أسعار الملابس الجاهزة بحوالي 0.58% في نهاية الثمانينات وترفع الجمارك أسعار الملابس الجاهزة للمستهلك سنوياً بحوالي 500 مليون جنيه استرليني سنوياً بالمقارنة بالوضع في كندا حيث تزداد الأسعار لنفس السبب بحوالي 780 بليون دولار كندي.

وتطالب منظمة التجارة العالمية بإصلاحات في أسعار الملابس الجاهزة عن طريق إلغاء الجمارك والقيود الكمية حتى عام 2005 ويقدر الاقتصاديون مكاسب إلغاء الرسوم الجمركية على الملابس الجاهزة في العالم أجمع بحوالي 23 بليون دولار موزعة كالتالي 12.3 بليون دولار لأمريكا، 0.8 بليون دولار لكندا، 2.2 بليون دولار للاتحاد الأوروبي وحوالي 8 بليون دولار للدول النامية.

لقد أدى تقييد واردات السيارات اليابانية للسوق الأمريكي إلى رفع أسعار السيارات في أمريكا بنسبة 41% خلال الفترة من 1981 - 1984، وكان الغرض المحافظة على الوظائف الأمريكية ولكن أدى ذلك إلى رفع أسعار ومبيعات أقل من السيارات الجديدة.

وادى تحرير خدمات التليفونات إلى خفض أسعارها بحوالي 4% في التسعينات بالدول النامية، و2% في الدول الصناعية آخذين معدل التضخم في الحسبان، وأدت المنافسة فى التليفون المحمول بالصين إلى خفض الأسعار إلى %30 وإلى 50% في غانا كما أدى تحرير خدمات التليفونات إلى خفض معدلات الاتصالات التليفونية بنسبة 7% خلال العشر سنوات الأخيرة في حين أدى ذلك إلى ارتفاع فاتورة التليفون في مصر.

5. تحقق منظومة التجارة في منظمة التجارة العالمية فرص اختيار واسعة للمستهلكين:

يؤدي تحرير التجارة إلى توفير جميع السلع والخدمات المنتجة في أي بلد في العالم للمستهلكين في بقية دول العالم مثال ذلك جميع الفواكه والخضروات والزهور والكتب والموسيقى والأقلام وغيرها.

6. تزيد التجارة من الدخل القومي والفردي:

ويعنى ذلك توفير الموارد للدولة لإعادة التوزيع وتقدير تلك الزيادة الناتجة عن تحرير التجارة بحوالي من 109 إلى 510 بليون دولار عام 2000. كما يترتب على تحرير التجارة أيضاً زيادة منافسة الواردات للسلع المحلية.

7. يؤدي تحرير التجارة إلى تنشيط النمو الاقتصادي والعمالة:

ويعني ذلك أن حماية التجارة لا يعالج مشكلة البطالة. ويقال أنه يمكن فقدان بعض الوظائف مع تحرير التجارة بسبب:

(أ) تؤثر التطورات التكنولوجية على العمالة والإنتاجية ومن ثم على الوظائف. وقد يترتب على ذلك خروج بعض الوظائف من السوق.

(ب) قد لا يؤدي تحرير التجارة بالضرورة إلى زيادة الدخل القومي، ومن ثم زيادة فرص التوظف لمن يفقد وظيفته بسبب منافسة الواردات للإنتاج المحلى.

ويقدر الاتحاد الأوروبى الزيادة المتوقعة للوظائف المتوقع أن تنتج عن تحرير التجارة بحوالي من 300 - 900 ألف وظيفة عام 2004 ويرجع بعض الاقتصاديين الزيادة في الوظائف في أمريكا والمقدرة بحوالي 12 مليون إلى القدرة العالية على التصدير.

8 ـ يؤدى تحرير التجارة إلى زيادة الكفاءة الاقتصادية وخفض التكاليف:

حيث تحقق التجارة تقسيم العمل بين الدول بالإضافة إلى الاستخدام الأمثل للموارد وبالتالي خفض التكاليف وتحسين المراكز التنافسية.

ومن أهم مبادئ منظمة التجارة العالمية ما يلي:

(1) الشفافية وتوفير وإتاحة المعلومات عن السياسات والإجراءات.

(ب) زيادة التأكد حول الشروط التجارية (الالتزام بأقل قدر من القيود التجارية وزيادة فرص الدول لدخول الأسواق الدولية).

(جـ) تنميط وتوحيد الإجراءات الجمركية بين الدول وهو ما يطلق عليه تسهيل التجارة.

9. يحمي تحرير التجارة الحكومات من النظرة المحدودة قصيرة المدى:

حيث أن الحمائية تؤدي إلى إنجاح قطاع اقتصادي على حساب بقية القطاعات. في حين أن حرية التجارية يضع الحكومات في موقف الموازن لمصالح جميع القطاعات الاقتصادية. وبالتحديد توفر منظومة الجات منظمة التجارة العامية إطاراً واسعاً من القطاعات الاقتصادية من خلال المفاوضات التجارية.

10. تؤدى منظومة الجات - منظمة التجارة العالمية إلى تحقيق كفاءة الحكومات:

وذلك عن طريق الشفافية وتخفيض الفساد والحكومة السيئة من خلال معايير تسهيل التجارة الدولية والالتزام بالمواصفات المعيارية والأمان في المنتجات، وتجنب المعاملات على أساس التفرقة بين الدول، ومحاولة إرضاء منظمة التجارة العالمية.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

مركز الثقافة الأسرية يستعد لتقديم خدماته الإرشادية للزائرات في زيارة الأربعين

مجمّع الشيخ الكليني ينهي استعداداته الخاصة بزيارة الأربعين

مجموعة مواكب أمّ البنين (عليها السلام) تباشر بتقديم خدماتها لزائري الأربعين

جامعة الكفيل تقيم موكبًا خدميًّا لزائري الأربعين في النجف

المزيد

الآخبار الصحية

تسارع الشيخوخة.. متى يبدأ وأي الأعضاء أكثر تأثرا؟

9 مسببات شائعة للالتهاب المزمن قد تهدد صحتك

باحثون يطورون علاجا لهشاشة العظام.. النتائج مذهلة

تحمي من أمراض عديدة.. 6 فوائد لتناول البطاطا الحلوة

المزيد

الآخبار التكنلوجية

عودة التعاون الفضائي بين روسيا وأميركا.. وبحث ملفات "هامة"

المعلمون في خطر.. خاصية جديدة في "تشات جي بي تي" تشرح الدروس

بشرى لمرضى الشلل.. شريحة في الدماغ قد تتيح التحكم بالأدوات

مدينة غارقة.. هل يخفي قاع البحر الكاريبي سرّ حضارة مفقودة؟

المزيد

مواضيع ذات صلة

سيطرة الشركات متعددة الجنسية على التجارة العربية ونهاية منظمة التجارة العالمية والحروب التجارية

الأسبـاب الجوهريـة لرفـض قـواعـد منظمـة التـجارة العالميـة

نهايـة العولمـة والحـروب التـجاريـة

أهـم ملامـح الصناعـة العـربـيـة 2

أهـم ملامـح الصناعـة العـربـيـة 1

أهـم مـؤشـرات التنميـة والسياسـات الصناعيـة فـي العالـم والتـعـاون الدولــي

عـولمـة الصنـاعـة Industry Globalization وأهـم مـؤشـراتـها

عولمـة التـجارة والصناعـة الدوليـة International Trade Globalization

منظمـة التجـارة العالميـة والحـروب الصناعيـة والكفاءة التشغيلية لمنظومة التجارة الدولية

الـقـوى العالميـة وحريـة الشـركـات العربيـة

طـموحـات وأهـداف الشـركـات العربـيـة

نموذج لبرنامج الرعاية العربية للشركات في ظل الحروب التجارية (في الصناعات الكيماوية العالمية)