النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
الإمام العسكري "ع" بشهادة معاصريه
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
الإمام الحسن العسكري "ع" والد الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص55-72
2025-08-13
26
شهادة ابن رئيس وزراء معاصر للإمام ( عليه السلام )
روى في الكافي « 1 / 503 » حديثاً صحيحاً يرسم صورة للإمام العسكري ( عليه السلام ) وأخيه جعفر ، بشهادة ابن رئيس وزراء الخلافة العباسية ، قال :
« كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان ، على الضياع والخراج بقم ، فجرى في مجلسه يوماً ذكر العلوية ومذاهبهم ، وكان شديد النُّصْب فقال :
ما رأيتُ ولا عرفتُ بسر من رأى رجلاً من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ، في هَدْيه وسكونه وعفافه ونُبله وكرمه ، عند أهل بيته وبني هاشم ، وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر ، وكذلك القواد والوزراء وعامة الناس . فإني كنت يوماً قائماً على رأس أبي « رئيس الوزراء » وهو يوم مجلسه للناس ، إذ دخل عليه حجابه فقالوا : أبو محمد ابن الرضا بالباب ، فقال بصوت عال : ائذنوا له ، فتعجبت مما سمعت منهم أنهم جسروا يكنون رجلاً على أبي بحضرته ، ولم يكن عنده إلا خليفة أو ولي عهد ، أو من أمر السلطان أن يكنى !
فدخل رجل أسمر ، حسن القامة ، جميل الوجه ، جيد البدن ، حدث السن ، له جلالة وهيبة ، فلما نظر إليه أبي قام يمشي إليه خُطىً ، ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقواد ، فلما دنا منه عانقه وقبَّل وجهه وصدره ، وأخذ بيده وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه ، وجلس إلى جنبه مقبلاً عليه بوجهه وجعل يكلمه ويفديه بنفسه ، وأنا متعجبٌ مما أرى منه ، إذ دخل الحاجب فقال : الموفق قد جاء وكان الموفق إذا دخل على أبي ، تقدم حجابه وخاصة قواده ، فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلى أن يدخل ويخرج ، فلم يزل أبي مقبلاً على أبي محمد يحدثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة قال حينئذ : إذا شئت جعلني الله فداك ، ثم قال لحجابه : خذوا به خلف السماطين حتى لا يراه هذا ، يعني الموفق ، فقام وقام أبي وعانقه ومضى .
فقلت لحُجَّاب أبي وغلمانه : ويلكم من هذا الذي كنيتموه على أبي ، وفعل به أبي هذا الفعل ؟ فقالوا : هذا علويٌّ يقال له الحسن بن علي ، يُعرف بابن الرضا ، فازددت تعجباً ، ولم أزل يومي ذلك قلقاً متفكراً في أمره وأمر أبي وما رأيت فيه حتى كان الليل ، وكانت عادته أن يصلي العتمة ثم يجلس فينظر فيما يحتاج إليه من المؤامرات « المشاورات » وما يرفعه إلى السلطان ، فلما صلى وجلس ، جئت فجلست بين يديه وليس عنده أحد فقال لي : يا أحمد لك حاجة ؟ قلت : نعم يا أبَهْ فإن أذنت لي سألتك عنها ؟ فقال : قد أذنت لك يا بني فقل ما أحببت ، قلت : يا أبه من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الإجلال والكرامة والتبجيل وفديته بنفسك وأبويك ؟ فقال : يا بني ذاك إمام الرافضة ، ذاك الحسن بن علي المعروف بابن الرضا . فسكتَ ساعة ثم قال : يا بني لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا ، وإن هذا ليستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانته وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه . ولو رأيت أباه رأيت رجلاً جزلاً نبيلاً فاضلاً !
فازددت قلقاً وتفكراً وغيظاً على أبي وما سمعت منه ، واستزدته في فعله وقوله فيه ما قال ، فلم يكن لي همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره والبحث عن أمره ، فما سألت أحداً من بني هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس ، إلا وجدته عنده في غاية الإجلال والإعظام والمحل الرفيع والقول الجميل ، والتقديم له على جميع أهل بيته ومشايخه ، فعظم قدره عندي ، إذ لم أر له ولياً ولا عدواً إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه !
فقال له بعض من حضر مجلسه من الأشعريين : يا أبا بكر فما خبر أخيه جعفر ؟ فقال : ومن جعفر فتسأل عن خبره ؟ أوَيُقْرَنُ بالحسن جعفر ، معلنُ الفسق ، فاجرٌ ماجنٌ شريب للخمور ، أقل من رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه ، خفيفٌ قليلٌ في نفسه ! ولقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت منه وما ظننت أنه يكون ! وذلك أنه لما اعتل بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل ، فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة ، ثم رجع مستعجلاً ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته ، فيهم نحرير ، فأمرهم بلزوم دار الحسن وتعرف خبره وحاله ، وبعث إلى نفر من المتطببين ، فأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحاً ومساءً ، فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة ، أُخبر أنه قد ضعف فأمر المتطببين بلزوم داره ، وبعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه ، وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه ، فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن وأمرهم بلزومه ليلاً ونهاراً ، فلم يزالوا هناك حتى توفي ، فصارت سر من رأى ضجة واحدة ، وبعث السلطان إلى داره من فتشها وفتش حجرها ، وختم على جميع ما فيها ، وطلبوا أثر وُلده وجاؤوا بنساء يعرفن الحمل فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن ، فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل فجعلت في حجرة ، ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم ، ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته ، وعطلت الأسواق وركبت بنو هاشم والقواد وأبي وسائر الناس إلى جنازته فكانت سر من رأى يومئذ شبيهاً بالقيامة !
فلما فرغوا من تهيئته ، بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل ، فأمره بالصلاة عليه ، فلما وضعت الجنازة للصلاة عليه ، دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والمعدلين ، وقال : هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ، مات حتف أنفه على فراشه ، حضره من حضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ، ومن القضاة فلان وفلان ، ومن المتطببين فلان وفلان ، ثم غطى وجهه وأمر بحمله ، فحمل من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه ، فلما دفن أخذ السلطان والناس في طلب ولده ، وكثر التفتيش في المنازل والدور ، وتوقفوا عن قسمة ميراثه ، ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل ، فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر ، وادعت أمه وصيته ، وثبت ذلك عند القاضي .
والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده .
فجاء جعفر بعد ذلك إلى أبي فقال : اجعل لي مرتبه أخي وأوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار ، فزبره أبي وأسمعه وقال له : يا أحمق السلطان جرد سيفه في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك ، فلم يتهيأ له ذلك ، فإن كنت عند شيعة أبيك أو أخيك إماماً ، فلا حاجة بك إلى السلطان أن يرتبك مراتبهما ولا غير السلطان . وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا ، واستقله أبي عند ذلك واستضعفه ، وأمر أن يحجب عنه ، فلم يأذن له في الدخول عليه حتى مات أبي ، وخرجنا وهو على تلك الحال ، والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي » .
شهادة سائس عند الإمام ( عليه السلام )
روى الطبري الشيعي في دلائل الإمامة / 428 ، حديثاً عن خادم للإمام العسكري ( عليه السلام ) ، قال : ( أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثني أبي رضي الله عنه قال : كنت في دهليز لأبي علي محمد بن همام ( رحمه الله ) على دكة وصفها ، إذ مر بنا شيخ كبير عليه دراعة ، فسلم على أبي علي محمد بن همام فرد ( عليه السلام ) ومضى ، فقال : لي تدري من هذا ؟ فقلت : لا .
فقال : شَاكِريٌّ لمولانا أبي محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) ، أفتشتهي أن تسمع من أحاديثه عنه شيئاً ؟ قلت : نعم . فقال لي : أمعك شئ تعطيه ؟ فقلت : معي درهمان صحيحان . فقال : هما يكفيانه فادعه . فمضيت خلفه فلحقته بموضع كذا ، فقلت : أبو علي يقول لك : تنشط للمسير إلينا ؟ فقال : نعم . فجاء إلى أبي علي محمد بن همام فجلس إليه ، فغمزني أبو علي أن أسلم إليه الدرهمين ، فسلمتهما إليه فقال لي : ما يحتاج إلى هذا ، ثم أخذهما ، فقال له أبو علي : يا أبا عبد الله محمد ، حدثنا عن أبي محمد ( عليه السلام ) فقال : كان أستاذي صالحاً من بين العلويين ، لم أر قط مثله ، وكان يركب بسرج صفته بزيون مسكي وأزرق ( قماش ديباج على حمرة أو على زرقة ) وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس .
قال أبو عبد الله محمد الشاكري : وكان يوم النوْبة ، يحضر من الناس شئ عظيم ، ويغص الشارع بالدواب والبغال والحمير والضجة ، فلا يكون لأحد موضع يمشي فيه ، ولا يدخل أحد بينهم .
قال : فإذا جاء أستاذي سكنت الضجة ، وهدأ صهيل الخيل ونهاق الحمير ، قال : وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعاً ، لا يحتاج أن يُتوقى من المزاحمة ، ثم يدخل فيجلس في مرتبته التي جعلت له .
فإذا أراد الخروج قام البوابون وقالوا : هاتوا دابة أبي محمد ، فسكن صياح الناس وصهيل الخيل ، وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضي !
وقال الشاكري : واستدعاه يوماً الخليفة فشق ذلك عليه ، وخاف أن يكون قد سَعَى به إليه بعضُ من يحسده من العلويين والهاشميين على مرتبته ، فركب ومضى إليه ، فلما حصل في الدار قيل له : إن الخليفة قد قام ، ولكن اجلس في مرتبتك وانصرف . قال : فانصرف وجاء إلى سوق الدواب ، وفيها من الضجة والمصادمة واختلاف الناس شئ كثير ، قال : فلما دخل إليها سكنت الضجة بدخوله وهدأت الدواب ، فجلس إلى نخاس كان يشتري له الدواب ، فجئ له بفرس كبوس لا يقدر أحد أن يدنو منه ، فباعوه إياه بوكس فقال لي : يا محمد قم فاطرح السرج عليه فقمت وعلمت أنه لا يقول لي إلا ما لا يؤذيني ، فحللت الحزام وطرحت السرج عليه فهدأ ولم يتحرك ، وجئت لأمضي به فجاء النخاس فقال : ليس يباع ! فقال لي : سلمه إليهم ، قال : فجاء النخاس ليأخذه فالتفت إليه التفاتةً ذهب منه منهزماً . قال : وركب فمضينا فلحقنا النخاس وقال : صاحبه يقول : أشفقت من أن يرده ، فإن كان قد علم ما فيه من الكبس فليشتره . فقال له أستاذي : قد علمت . فقال : قد بعتك .
فقال لي : خذه ، فأخذته . قال : فجئت به إلى الإصطبل ، فما تحرك ولا آذاني ، ببركة أستاذي ، فلما نزل جاء إليه فأخذ بإذنه اليمنى فرقاه ، ثم أخذ بإذنه اليسرى فرقاه ، قال : فوالله ، لقد كنت أطرح الشعير له فأفرقه بين يديه فلا يتحرك ، هذا ببركة أستاذي .
قال أبو محمد : قال أبو علي بن همام : هذا الفرس يقال له الصؤول ، يزحم بصاحبه حتى يرجم به الحيطان ، ويقول على رجليه ويلطم صاحبه .
وقال محمد الشاكري : كان أستاذي أصلح من رأيت من العلويين والهاشميين ، ما كان يشرب هذا النبيذ ، وكان يجلس في المحراب ويسجد فأنام وانتبه وأنام وانتبه ، وهو ساجد .
وكان قليل الأكل ، كان يحضره التين والعنب والخوخ وما يشاكله ، فيأكل منه الواحدة والثنتين ، ويقول : شِلْ هذا يا محمد إلى صبيانكم . فأقول : هذا كله ! فيقول : خذه كله ، فما رأيت قط أشهى منه ) .
ملاحظات
1 . النَّصَّانِ المتقدمان صحيحا السند ، وهما غَنِيَّانِ بالمعلومات عن الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، ويدلان على أن الربانية أبرز صفات شخصيته .
وهما يرقيان إلى درجة الوثائق التاريخية والاجتماعية ، لأنهما يعطيان أضواء على نظام الحكم والمجتمع في عصرهما .
2 . ذكرت رواية كمال الدين / 40 ، عن سعد الأشعري ، وقت حديث أحمد بن رئيس الوزراء فقالت : ( حضرنا في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين وذلك بعد مضي أبي محمد الحسن بن علي العسكري ( عليهما السلام ) بثمانية عشرة سنة أو أكثر ، مجلس أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان . . )
وكذلك رواية الشيخ الطوسي في الفهرست / 82 ، قالت : ( أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان ، له مجلس يصف فيه أبا محمد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) .
أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حضرت وحضر جماعة من آل سعد بن مالك وآل طلحة ، وجماعة من التجار في شعبان لإحدى عشرة ليلة مضت منه سنة ثمان وسبعين ومائتين ، مجلس أحمد بن عبيد الله بكورة قم ، فجرى ذكر من كان بسر من رأى من العلوية وآل أبي طالب ، فقال أحمد بن عبيد الله : ما كان بسر من رأى رجل من العلوية مثل رجل رأيته يوماً عند أبي عبيد الله بن يحيى يقال له : الحسن بن علي . . ثم وصفه وساق الحديث ) .
3 . الموفق الذي قال أحمد إنه جاء إلى أبيه الوزير ، هو ابن المتوكل ، أخ المعتمد وقائد جيشه ، ويبدو أن الوزير لم يُرد أن يَعرف الموفق بوجود الإمام العسكري ( عليه السلام ) عنده ، لئلا يتهمه باللين مع أعداء الخلافة .
4 . الظاهر أن أحمد هو الولد الكبير للوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان ، لأنه أبو أحمد ، والمشهور أكثر أخوه محمد ، وكانت له وزارة بعد أبيه عند خلفاء بني العباس ، لكنه كان ضعيف الشخصية . وذكروا ابنه عبد الله بن محمد ، وأنه ولي الوزارة للمقتدر . ( الوافي : 17 / 257 ) .
وقد ترجمنا لأبيهم عبيد الله في سيرة الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، وتوفي سنة 266 ( تاريخ دمشق : 38 / 148 ) وتجد ترجمة ابنه محمد في الوافي للصفدي ( 4 / 7 ) .
أما أحمد صاحب الحديث فقال عنه في الوافي ( 7 / 114 ) : ( أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان أبو بكر ، أخو محمد بن عبيد الله الوزير ، كان أديباً فاضلاً يرشح نفسه للوزارة ، أورد أبو محمد بن شيران في تاريخه هذين البيتين ، وذكر أنهما من قوله :
إنَّ للعنكبوتِ بيتاً وما لي * برضا الجودِ والمكارمِ بيتُ
كيف يبني بشطِّ دجلةَ من لَيَ * سَ له في السراجَ بالليلَ زيتُ
توفي سنة سبع وثلاث مائة ) .
5 . الأوصاف التي ذكرها أحمد للإمام العسكري ( عليه السلام ) تدل على أنه كان مدهوشاً بصفاته الربانية ، وأن كل من رأى الإمام ( عليه السلام ) فَضَّلَهُ على أهل عصره . لاحظ قوله : ( ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلاً من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن الرضا ، في هَدْيه وسكونه وعفافه ونُبله وكرمه ، عند أهل بيته وبني هاشم ، وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر ، وكذلك القواد والوزراء وعامة الناس ) .
ولاحظ قول أبيه : ( يا بني لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا ، وإن هذا ليستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانته وزهده وعبادته ، وجميل أخلاقه وصلاحه . ولو رأيت أباه رأيت رجلاً جَزْلاً ، نبيلاً ، فاضلاً ) !
ثم ذكر أحمد بحثه وسؤاله عن الإمام ( عليه السلام ) ، قال : ( فما سألت أحداً من بني هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس ، إلا وجدته عنده في غاية الإجلال والإعظام والمحل الرفيع والقول الجميل ، والتقديم له على جميع أهل بيته ومشايخه ، فعظم قدره عندي ، إذ لم أر له ولياً ولا عدواً إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه ) !
وكفى بهذا مؤشراً على ما نعتقده في أئمة العترة ( عليهم السلام ) من الكمال والعصمة .
6 . وصف أحمد بن الوزير شمائل الإمام ( عليه السلام ) فقال : ( فدخل رجل أسمر ، حسن القامة ، جميل الوجه ، جيد البدن ، حدث السن ، له جلالةٌ وهيبةٌ ، فلما نظر إليه أبي قام يمشي إليه خُطىً ، ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقواد ، فلما دنا منه عانقه وقبَّل وجهه وصدره ، وأخذ بيده وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه ) .
وفي الفصول المهمة : ( 2 / 1087 ) : ( صفته : بين السمرة والبياض ) .
أقول : قضت حكمة الله تعالى أن يكون بعض الأئمة ( عليهم السلام ) سُمْرَ البشرة ، إرثاً من أمهاتهم ، لكنها سمرةٌ حلوةٌ فيها بهاءٌ وجمال . كما ورد في الإمام الجواد ( عليه السلام ) .
قال الكشي في رجاله ( 2 / 843 ) : ( حدثني الفضل بن الحارث ، قال : كنت بسر من رأى وقت خروج [ جنازة ] سيدي أبي الحسن ( عليه السلام ) فرأينا أبا محمد ماشياً قد شَقَّ ثيابه ، فجعلت أتعجب من جلالته وما هو له أهل ، ومن شدة اللون والأدمة ، وأشفقت عليه من التعب . فلما كان الليل رأيته في منامي فقال : اللون الذي تعجبت منه اختيار من الله لخلقه يجريه كيف يشاء ، وإنها هي لعبرة لأولي الأبصار ، لا يقع فيه على المختبر ذم ، ولسنا كالناس فنتعب كما يتعبون ، نسأل الله الثبات ، ونتفكر في خلق الله فإن فيه متسعاً . واعلم أن كلامنا في النوم مثل كلامنا في اليقظة ) .
7 . يتضح من رواية أحمد أن الخليفة قد سَمَّ الإمام العسكري ( عليه السلام ) وأرسل إلى رئيس وزرائه إنه اعتل ، أي سقيناه السم فتعال : ( بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل ! فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة ، ثم رجع مستعجلاً ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين ، كلهم من ثقاته وخاصته ، فيهم نحرير ، فأمرهم بلزم دار الحسن وتعرَّف خبره وحاله ! وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحاً ومساءً ، فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة أُخبر أنه قد ضعُف ، فأمر المتطببين بلزوم داره ، وبعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه ، وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه ، فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن ، وأمرهم بلزومه ليلاً ونهاراً ، فلم يزالوا هناك حتى توفي ( عليه السلام ) ، فصارت سر من رأى ضجة واحدة !
وبعث السلطان إلى داره من فتشها وفتش حجرها ، وختم على جميع ما فيها ، وطلبوا أثر وَلَده ، وجاؤوا بنساء يعرفن الحمل فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن ، فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل فجعلت في حجرة ، ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ، ونسوةٌ معهم .
ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته ، وعطلت الأسواق ، وركبت بنو هاشم والقواد وأبي وسائر الناس إلى جنازته ، فكانت سر من رأى يومئذ شبيهاً بالقيامة ، فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل ، فأمره بالصلاة عليه ، فلما وضعت الجنازة للصلاة عليه دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والمعدلين ، وقال : هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه ! حضره من حضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ومن القضاة فلان وفلان ، ومن المتطببين فلان وفلان ، ثم غطى وجهه وأمر بحمله . فحمل من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه ، فلما دفن أخذ السلطان والناس في طلب ولده ، وكثر التفتيش في المنازل والدور ، وتوقفوا عن قسمة ميراثه ) !
ولو قرأ هذا النص أي خبير ، لعلم منه المكانة العظيمة للإمام ( عليه السلام ) ، وعلم منه أو ظن أن الخليفة كان يعيش الرعب منه ، وأنه ارتكب جريمة قتله !
8 . يظهر من كلام ابن الوزير المكانة العظيمة للإمام ( عليه السلام ) في كل محافل عاصمة الخلافة ، بل يظهر أن الخليفة كان يعتقد أنه ( عليه السلام ) شخصية ربانية مقدسة . لاحظ قوله : ( فصارت سر من رأى ضجة واحدة . . ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته . وعطلت الأسواق وركبت بنو هاشم والقواد وأبي ، وسائر الناس إلى جنازته ، فكانت سر من رأى يومئذ شبيهاً بالقيامة ) .
9 . وردت هذه العبارة في رواية الإرشاد ( 2 / 325 ) وكشف الغمة ( 3 / 205 ) : ( وخرجنا وهو على تلك الحال ، والسلطان يطلب أثراً لولد الحسن بن علي إلى اليوم ، وهو لا يجد إلى ذلك سبيلاً ، وشيعته مقيمون على أنه مات وخَلَّفَ ولداً يقوم مقامه فيالإمامة ) .
وهو نصٌّ يكفي للباحث ليعرف أن الدولة كانت إلى ثمانية عشرة سنة ، تبحث عن أي خيط يوصلها إلى ابن الحسن العسكري ( عليه السلام ) فلم تجد ، وأن الشيعة كانوا متفقين على وجوده ( عليه السلام ) !
10 . علق الشيخ الصدوق في كمال الدين / 44 ، على تفتيش السلطة عن ابن الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، بقوله : ( وإنما كان السلطان لا يفتر عن طلب الولد لأنه قد كان وقع في مسامعه خبره وقد كان ولد ( عليه السلام ) قبل موت أبيه بسنين وعرضه على أصحابه وقال لهم : هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه فلا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ، أما إنكم لن تروه بعد يومكم هذا ، فغيبه ولم يظهره ، فلذلك لم يفتر السلطان عن طلبه !
وقد رويَ أن صاحب هذا الأمر هو الذي تخفى ولادته على الناس ويغيب عنهم شخصه ، لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، وأنه هو الذي يُقسم ميراثه وهو حي ، وقد أخرجت ذلك مسنداً في هذا الكتاب في موضعه ، وقد كان مرادنا بإيراد هذا الخبر تصحيحاً لموت الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، فلما بطل وقوع الغيبة لمن ادعيت له من محمد بن علي بن الحنفية والصادق جعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، والحسن بن علي العسكري ( عليهم السلام ) بما صح من وفاتهم ، فَصَحَّ وقوعها بمن نص عليه النبي والأئمة الأحد عشر صلوات الله عليهم ، وهو الحجة بن الحسن بن علي بن محمد العسكري ( عليهم السلام ) . وقد أخرجت الأخبار المسندة في ذلك الكتاب في أبواب النصوص عليه صلوات الله عليه .
وكل من سألنا من المخالفين عن القائم ( عليه السلام ) لم يخل من أن يكون قائلاً بإمامة الأئمة الأحد عشر من آبائه ( عليهم السلام ) أو غير قائل بإمامتهم ، فإن كان قائلاً بإمامتهم لزمه القول بإمامة الإمام الثاني عشر ، لنصوص آبائه الأئمة ( عليهم السلام ) عليه باسمه ونسبه وإجماع شيعتهم على القول بإمامته ، وأنه القائم الذي يظهر بعد غيبة طويلة ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً . وإن لم يكن السائل من القائلين بالأئمة الأحد عشر لم يكن له علينا جواب في القائم الثاني عشر من الأئمة ( عليهم السلام ) ، وكان الكلام بيننا وبينه في إثبات إمامة آبائه الأئمة الأحد عشر ( عليهم السلام ) .
وهكذا لو سألنا يهودي فقال لنا : لم صارت الظهر أربعاً والعصر أربعاً والعتمة أربعاً والغداة ركعتين والمغرب ثلاثاً ؟ لم يكن له علينا في ذلك جواب ، بل لنا أن نقول له : إنك منكر لنبوة النبي الذي أتى بهذه الصلوات وعدد ركعاتها ، فكلمنا في نبوته وإثباتها ، فإن بطلت بطلت هذه الصلوات وسقط السؤال عنها ، وإن ثبتت نبوته ( صلى الله عليه وآله ) لزمك الإقرار بفرض هذه الصلوات على عدد ركعاتها ، لصحة مجيئها عنه واجتماع أمته عليها ، عرفت علتها أم لم تعرفها . وهكذا الجواب لمن سأل عن القائم ( عليه السلام ) حذو النعل بالنعل ) .
أقول : كفى بهذا المنطق إثباتاً لولادة الإمام المهدي ( عليه السلام ) لمن عنده إنصاف .
11 . نحرير الذي ورد ذكره في رواية أحمد ، هو كبير غلمان المعتز ثم المعتمد وقد ورد أن الخليفة سلم اليه الإمام العسكري ( عليه السلام ) ليحبسه عنده ، لأنهم كانوا يحبسون الشخصيات عند الوزراء والقادة .
روى في الكافي ( 1 / 513 ) : ( سُلِّمَ أبو محمد ( عليه السلام ) إلى نحرير فكان يضيِّقُ عليه ويؤذيه ، قال فقالت له امرأته : ويلك إتق الله ، لا تدري من في منزلك وعرفته صلاحه ، وقالت : إني أخاف عليك منه ، فقال لأرمينه بين السباع ! ثم فعل ذلك به فرُئِيَ ( عليه السلام ) قائماً يصلي وهي حوله ) !
وورد ذكر نحرير هذا في أحداث خلع المعتز ، وأن الترك اجتمعوا في داره ( الطبري : 7 / 526 )
وفي معركة مع الأعراب في عودته من الحج سنة 285 . ( مروج الذهب : 4 / 175 ) .
ورووا أنه كان مسيطراً على المعتمد بأمر أخيه الموفق ، عندما كان الموفق يقود حرب صاحب الزنج في البصرة .
12 . لاحظ قول الوزير : ( يا بني ذاك إمام الرافضة . . لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا . . ) .
وقوله لجعفر : ( يا أحمق السلطان جرد سيفه في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك ، فلم يتهيأ له ذلك ، فإن كنت عند شيعة أبيك أو أخيك إماماً ، فلا حاجة بك إلى السلطان أن يرتبك مراتبهما ) .
وهذا يدل على أنهم كانوا يعرفون أنه الإمام الحادي عشرمن العترة ( عليهم السلام ) . وأنه والد الإمام الثاني عشر الموعود من جده ( صلى الله عليه وآله ) ، وهي قضية مهمة عندهم !
13 . سند حديث الشاكري صحيح ، وراويه محمد بن هارون ، هو أبو جعفر التلعكبري ، وكان من شخصيات الشيعة في بغداد ، وقد ترحم عليه النجاشي . وأبو علي بن همام ، قال عنه النجاشي / 380 : ( محمد بن أبي بكر همام بن سهيل الكاتب الإسكافي شيخ أصحابنا ومتقدمهم . له منزلة عظيمة ، كثير الحديث ) . وذكر أن أباه كان يراسلالإمام العسكري ( عليه السلام ) .
وروى عنه الصدوق ( كمال الدين / 409 ) عن محمد بن عثمان العمري قال : ( سئل أبو محمد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) وأنا عنده عن الخبر الذي رويَ عن آبائه ( عليهم السلام ) : أن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلي يوم القيامة ، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية . فقال ( عليه السلام ) : إن هذا حق كما أن النهار حق ، فقيل له : يا ابن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدك ؟ فقال : ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية . أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقاتون ، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة ) .
14 . والشاكري : نسبةٌ إلى بني شاكر وهم فرع من قبيلة همدان اليمانية . لكنه هنا بمعنى الأجير والخادم وهو معرب عن ( جاكر ) الفارسية ، وقد غلب على سائس الخيل والبغال . ويظهر من الحديث صدق هذا الشاكري أبو عبد الله محمد ، وإيمانه ، وقد روى يوميات حياة الإمام ( عليه السلام ) في عبادته ، وغذائه ، وعطفه على من يعمل عنده ، وزيارته الأسبوعية التي فرضها عليه الخليفة . وروى خضوع الحيوانات بفطرتها وغريزتها ، أفضل من البشر بعقولهم .
وعرفنا تنظيم الخلافة للشخصيات التي تزور الخليفة ، وترتيبها لهم برتب في الزيارة والمجلس ، ولا بد أن رتبة الإمام ( عليه السلام ) كانت تلي الخليفة ، وتأتي قبل الوزراء والقادة ، لأنه حسب مفاهيمه ابن عمه ، وابن النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
كما بيَّن الشاكري أن الخليفة استدعى الإمام ( عليه السلام ) يوماً فخشي أن يكون أحدٌ فتنه عليه حسداً له ، وكان ذلك سائداً في جو الخلفاء .
ثم وصف زيارة الإمام ( عليه السلام ) لسوق بيع الدواب ، وكيف عرض عليه البائع فرساً شموساً ، فظهرت للإمام ( عليه السلام ) كرامة . ونلاحظ أنه في كل حديثه يصف كرامة الإمام ( عليه السلام ) على ربه ، ومعجزاته ، ونبل أخلاقه !
15 . ما ذكره الشاكري من معجزات الإمام العسكري ( عليه السلام ) وخضوع الحيوانات له ، ظاهرةٌ في كل المعصومين صلوات الله عليهم . وهو مقام تكويني يدل على كرامتهم عند ربهم ، ويدل على أن الحيوانات أصح فطرة وعبادة لله تعالى من أعداء الأئمة .
16 . يظهر أن هذا الحديث كان في بغداد ، بعد وفاة الإمام العسكري ( عليه السلام ) بمدة لأن محمد بن همام ، كان تاجراً في بغداد .
قال العلامة في الخلاصة / 247 : ( محمد بن همام بن سهيل ، ويكنى همام أبا بكر ، ويكنى محمد أبا علي ، البغدادي الكاتب الاسكاني ، شيخ أصحابنا ومتقدمهم ، له منزلة عظيمة ، كثير الحديث ، جليل القدر ، ثقة ) .
ثم ذكر أنه ولد بدعاء الإمام العسكري ( عليه السلام ) سنة 258 ، وتوفي 336 .
الاكثر قراءة في مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
