جبرالخلاصة أولية (الرياضيات والعجز عن إنتاج المعنى)
المؤلف:
رولان أومنيس
المصدر:
فلسفة الكوانتم.
الجزء والصفحة:
ص145
2025-10-14
116
يبدو مؤكدا الآن أن الرياضيات هي علم علاقات على نحو صارم، ومثل هذه العلاقات الموجودة في موضوعات عدة لا تلزم الرياضيات بأشياء معينة. وعلى الرغم من أن الرياضيات تُستخدم كأداة، ولغة، وإطار في بعض العلوم الفيزيائية، وفي الفيزياء على وجه الخصوص (*)، فإنها في حد ذاتها لا تحمل أي معنى، فكل علم فيزيائي، عندما يُرى من خلال منظار الرياضيات، يشترط لغته البعدية الخاصة به والتي تأتي بمعنى معين. ويستطيع المرء أن يعبر عن هذا الأمر على نحو أعم بالقول إن الرياضيات لا تستطيع أن تساعدنا على إيجاد المعنى الحقيقي في علم صوري(**)، فالمعنى يجب أن يكون موجودا في ذلك العلم نفسه. هذا الدرس سوف يكون أساسيا عندما نواجه أجراف ميكانيكا الكوانتم
--------------------------------------
(*) يركّز رولان أومنيس في هذا المقطع على العلاقة الإشكالية بين الرياضيات والمعنى في العلم. فبينما تمثل الرياضيات إطارًا صارمًا من العلاقات الخالصة، تخلو في ذاتها من أي مضمون دلالي، لا يمكنها أن تمنح المعنى للفيزياء أو لأي علم طبيعي. المعنى ينبع من داخل البنية المفاهيمية لذلك العلم نفسه، لا من اللغة الصورية التي تصفه. وهنا يبرز أحد أهم تحديات فلسفة الكوانتم: أن ميكانيكا الكم، رغم اعتمادها الكلي على الرياضيات، تواجه أزمة في توليد "معنى فيزيائي" متسق مع التجربة والفهم البشري. هذه المفارقة — بين الصورية الرياضية والواقع الفيزيائي — تمثل، كما يقول أومنيس، "أجراف ميكانيكا الكوانتم"، أي الهوة التي فصلت الفكر العلمي الحديث عن المعنى الفلسفي للعالم.
(**)الصورية هي استقلال الرموز والقوانين عن مضمونها الواقعي أي أن “الشكل” بقي، لكن “المعنى” تلاشى.
الاكثر قراءة في ميكانيكا الكم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة