دراسة عن الصحافة الاستقصائية					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						الدكتور خالد العزي					
					
						
						 المصدر:  
						التشريعات الإعلامية واخلاقيات المهنة					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ص 147- 150 					
					
					
						
						2025-11-03
					
					
						
						73					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				دراسة عن الصحافة الاستقصائية:
تلقي الأضواء على دراسة دكتوراه عن الصحافة الاستقصائية غير منشورة في الجامعات المصرية قسم الإعلام، أعدها الباحث حسين محمد ربيع تحت عنوان "الصحافة الاستقصائية كنمط مستحدث في الصحافة العربية".
أهداف الدراسة:
	- رصد واقع ممارسة الصحافة الاستقصائية في الصحافة العربية بالتطبيق على التجربة المصرية.
 
	- الإشكاليات التي تواجه المحررين الاستقصائيين ببعض الصحف المصرية في عملهم الاستقصائي.
 
	- محاولة استشراف مستقبل هذا النمط من التحرير الصحفي في الصحافة المصرية من منظور النخب المهنية متمثلة في القيادات الصحفية ورؤساء أقسام التحقيقات والأخبار في الصحف المصرية، والنخب الأكاديمية متمثلة في أساتذة الصحافة والإعلام في الجامعات المصرية.
 
نتائج الدراسة:
إجماع الصحفيين الاستقصائيين على:
	- التأثيرات السلبية للقوانين المنظمة للعمل الصحفي في مصر، في إطار التأكيد على أنها غير مناسبة لممارسة الصحافة الاستقصائية.
 
	- التحديات التي يفرزها المناخ التشريعي والتي تقف عائقاً أمام المحرر الاستقصائي في جميع المراحل التي يمر بها في تنفيذ تحقيقاته الاستقصائية.
 
	- توخي الحذر في كل خطوة، محاولة تجنّب الوقوع تحت طائلة القوانين والنصوص التي تمثل قيداً على ممارسة الصحافة الاستقصائية، خاصة وأن هذه القوانين لا تمثل قيداً على ممارسة العمل الاستقصائي فقط، بل لا توفر حماية للمحرر الاستقصائي أصلاً.
 
إن مصطلح الصحافة الاستقصائية يتجلّى في:
	- استخدام أدوات التحليل والتفكير المنهجي والتعمق في معالجة القضايا والمشكلات التي يتناولها الصحفي.
 
	- التوثيق وإثبات ما يثيره من وقائع وما يكشف عنه من فساد يهدف في النهاية إلى محاصرة هذا الفساد والتغيير نحو الأفضل.
 
	- إن هذا اللون التحريري مارسه ويمارسه كثير من الصحفيين في تاريخ الصحافة المصرية، ربما بشكل غير ممنهج أو مخطط، أو انطلاقاً من مجهود فردي ورغبة ذاتية من بعص الكتاب والصحفيين، وكانت أكبر تجلياته فضيحة الأسلحة الفاسدة التي فجرها "إحسان عبد القدوس" في مجلة "روز اليوسف" عام 1950، وأضاف أن هذا الازدهار النسبي لصحافة الاستقصاء في مصر تعرّض للخفوت خلال العقود التالية، وإن كان قد عاود محاولة اكتساب أرضية له، مع عودة العمل بنظام التعددية الحزبية في مصر عام 1976، ورفع الرقابة الرسمية التي كانت مفروضة على الصحف، ولكنه بدا مؤخراً - منذ 2009 - كمصطلح على الساحة الإعلامية المصرية والعربية، بعد ظهور مؤسسات متخصصة في دعم الصحافة الاستقصائية كـ مؤسسة "هيكل للصحافة العربية" وشبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية إضافة إلى اهتمام مراكز دولية تهتم بنشر ثقافة العمل الاستقصائي في البيئة الإعلامية على المستوي الدولي، كـ "المركز الدولي للصحفيين"، بهدف بناء كيان خاص يعمل كمصنع لتفريغ صحفيين استقصائيين مؤهلين لممارسة هذا النوع من التحرير الصحفي وفقاً لأسسه ومبادئه في الصحافة الغربية.
 
	- صعوبة إصدار حكم على تجربة ممارسة بعض الصحف المصرية مؤخراً للعمل الاستقصائي بمفهومه السليم، حيث أنه من الصعب الحكم بنجاح أو فشل تلك التجربة لأنها لا تزال في أطوارها الأولى؛ ولم تصل بعد إلى حد وصفها بالتيار الواضح في الممارسة الصحفية المصرية. كانت الدراسة الميدانية قد كشفت عن:
 
	- لجوء بعض الصحف المصرية للاهتمام بالتحقيقات الاستقصائية في محاولة منها لاستعادة مكانتها بين وسائل الإعلام الأخرى، والتي فقدتها نتيجة تردّي أوضاع كثير من الصحف بفعل العوامل السياسية والتشريعية.
 
	- انزلاق الممارسة الصحفية تحت عباءة التوجهات الإيديولوجية والانتماءات السياسية والحزبية.
 
	- التغاضي عن كثير من الأصول المهنية، وبالتالي تذبذب مصداقيتها وتراجع ثقة القراء بها، بل وتزايد الشكوك حول التزام أغلبها بقواعد السلوك المهني وأخلاقيات الممارسة الصحفية ومراعاة المسؤولية الاجتماعية المنوطة بالصحافة.
 
كما أظهرت الدراسة التي اعتمد فيها الباحث على المقابلة المتعمقة مع المحررين الاستقصائيين:
	- وعي المحررين بمفهوم العمل الاستقصائي ومتطلباته.
 
	- وجود قدر مناسب من الدعم المادي والمعنوي لهؤلاء المحررين من جانب قيادات التحرير في الصحف التي تأسست بها وحدات متخصصة في الصحافة الاستقصائية.
 
	- وجود بوادر أمل لدى المحررين من شأنها أن تدفعهم للاستمرار في ممارسة العمل الاستقصائي وتنفيذ المزيد من التحقيقات الاستقصائية، في الوقت الذي يتجه فيه كثير من الصحفيين إلى الموضوعات السطحية التي لا تستغرق وقتاً في إعدادها.
 
إن الصحافة الاستقصائية باعتبارها أحد أبرز المهام المنوطة بالصحافة في إطار التزامها بمسؤولية اجتماعية في المجتمع - تتأثر بالمناخ العام المحيط وتتفاعل معه؛ فعلى الرغم من أن أحداث ثورة يناير 2011 وما أعقبها من فترة انتقالية شهدت الكشف عن كثير من قضايا الفساد والتجاوزات من عناصر ورموز النظام السياسي السابق، إلا أن هذه الفترة – وحتى الانتهاء من هذه الدراسة - شهدت غياباً ملحوظاً للتحقيقات الاستقصائية التي تنقب وتبحث في هذه القضايا، وانشغلت الصحف بمتابعة الأحداث السياسية المتلاحقة، وهو الأمر الذي يثير الشكوك حول:
	- الدور الخفي لرأس المال الذي ربما يتحكّم بشكل أو بآخر في توجيه السياسة التحريرية للصحف التي يمولها، وبالتالي تقييد الخط التحريري للصحيفة في ضوء انحيازات ملاك هذه الصحف وشبكة علاقاتهم ومصالحهم الشخصية، فضلاً عن. دور التمويل أيضاً الذي يفرض على إدارة التحرير قدراً غير ضئيل من المجاملات أو مراعاة خواطر بعض أصحاب النفوذ ضماناً لاستمرار دعمهم - على اختلاف أشكاله – أو مراعاة المصالح المشتركة أو العلاقات الشخصية التي تربط إدارة الجريدة بهؤلاء.
 
كذلك أثرت عوامل ومتغيرات عديدة في الصحافة المصرية على ممارسة الصحافة الاستقصائية، ويدخل في إطارها:
مناخ الحريات الصحفية.
	- عدم وجود قانون ينظم مسألة الحصول على المعلومات ومعاقبة من يمنعها أو يعرقل وصول الصحفيين إليها.
 
	- العوامل المهنية مثل وعي القيادات التحريرية بأهمية العمل الاستقصائي، وتفهمهم لما يتطلبه من تمويل ووقت وتفرغ من قبل الصحفي.
 
	- عوامل الترهيب التي يتبعها بعض المسؤولين وأصحاب المصالح ضد الصحفيين، مثل التهديد بالملاحقات القضايا أو تعرض الصحفي للإيذاء البدني قد تصل أحياناً إلى التهديد بالقتل.
 
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  التحقيقات الصحفية					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة