لكل نبي وصيّ
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج2/ص235-239
2025-11-24
15
ينقل في ص 253 ضمن المودّة السابعة عن كتاب «مودّة القربي» عن عبد الله بن عمر أنّه قالَ: مَرَّ سَلمانُ الفارسِيّ وهُوَ يُريدُ أن يَعُودَ رَجُلًا ونَحنُ جُلُوسٌ في حَلقَةٍ وفِينا رَجُلٌ يَقْولُ: لَو شِئْتُ لأنْبَأتُكُمْ بَأفْضَلِ هَذِهِ الامَّةِ بَعْدَ نَبِيِّها وأفْضَلَ مِنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ أبي بَكرٍ وعُمَرَ فَسُئِلَ سَلمَانُ فَقَالَ: أمَا واللهِ لَو شِئتُ لأنْبَأتُكُمْ بِأفضَلِ هَذِهِ الامَّةِ بَعدَ نَبِيِّها وأفْضَلَ مِن هَذَينِ الرَّجُلَينِ أبي بَكرٍ وعُمَرَ. ثُمَّ مَضَى سَلْمانُ. فَقِيلَ لَهُ: يَا أبَا عَبْدِ اللهِ! مَا قُلْتَ؟ قَالَ: دَخَلتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّم في غَمَراتِ المَوتِ. فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ؛ هَلْ أوْصَيْتَ؟ قالَ: «يا سَلمَانُ أ تَدْرِي مَنِ الأوصياءُ»؟ قُلتُ: اللهُ ورَسُولُهُ أعلَمُ. قالَ: «آدَمُ وكانَ وَصِيُّهُ شَيثٌ وكانَ أفضَلَ مَنْ تَرَكَهُ بَعْدَهُ مِن وُلدِهِ؛ وكانَ وَصِيّ نُوحٍ سامٌ وكانَ أفضَلَ مَن تَرَكَهُ بَعْدَهُ؛ وكانَ وَصِيّ موسى يُوشَعُ وكانَ أفضَلَ مَن تَرَكَهُ بَعْدَهُ؛ وكَانَ وَصِي عيسى شَمعُونُ بنُ فَرْخِيا وكانَ أفْضَلَ مَن تَرَكَهُ بَعْدَهُ؛ وإِنِّي أوْصَيتُ إلى عليّ وهُوَ أفْضَلُ مَنْ أترُكُهُ مِن بَعْدِي».
وينقل هذا الحديث نفسه في كتاب «عليّ والوصيّة» في ص 366 عن كتاب «الكوكب الدرّي» للسيّد محمّد صالح الترمذيّ الحنفيّ ص 133 بإسناده عن عمر بن الخطاب. بَيدَ أنّه لم يذكر هذه الفقرة: «فَسُئِلَ سَلمانُ فَقَالَ: أمَا واللهِ لَو شِئتُ لأنَبِّأتُكُمْ بِأفضَلَ مِن هَذِهِ الامَّةِ» وأضاف فقرة اخرى هي «وَوَصِيّ سُلَيمانَ آصفُ بنُ بَرخِيا». وذكر أيضاً أنّ وصيّ عيسى هو شمعون بن بَرخيا.
ومنها: الأخبار التي تدلّ على أنّ الله جعل النبوّة في محمّد والوصاية في عليّ، نحو الحديث الوارد في «ينابيع المودّة» ص 256: عُثْمانُ رَفَعَهُ: خُلِقتُ أنَا وعليّ مِنْ نُورٍ واحِدٍ قَبلَ أن يَخلُقَ اللهُ آدَمَ بِأربَعَةِ آلافِ عامٍ، فَلَمّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ رَكَّبَ ذَلِكَ النُّورَ في صُلبِهِ فَلَمْ يَزَلْ شَيئاً واحِداً حتى افتَرَقْنا في صُلبِ عَبدِ المُطَّلِبِ، فَفِي النُّبُوَّةُ وفي عليّ الْوَصِيَّةُ.
ويقول في هذه الصفحة نفسها أيضاً: عَن عليّ عَلَيهِ السّلام قالَ: «قال رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّم: يَا عليّ؛ خَلَقَنِيَ اللهُ وخَلَقَكَ مِن نُورِهِ، فَلَمّا خَلَقَ آدَمَ عليه السّلامُ أودَعَ ذَلِكَ النُّورَ في صُلْبِهِ فَلَمْ نَزَلْ أنَا وأنتَ شَيئاً واحِداً، ثُمَّ افْتَرَقنا في صُلْبِ عَبد المُطَّلِبِ، فَفِي النُّبُوَّةُ والرِّسَالةُ، وفِيكَ الوَصِيَّةُ والإمَامَةُ».
ويقول ابن أبي الحديد[1] في «شرح نهج البلاغة» ج 2، ص 450؛ الحديث الرابع عشر: قالَ صلى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وسَلَّم: «كُنتُ أنا وعليّ نُوراً بَينَ يَدَي اللهِ عَزَّ وجَلَّ قَبلَ أن يَخْلُقَ آدَمَ بِأربَعَةِ عَشَرَ ألفَ عامٍ، فَلَمّا خَلَقَ آدَمَ، قَسَّمَ ذَلِكَ فِيهِ وجَعَلَهُ جُزئَيْنِ فَجُزءٌ أنَا وجُزءٌ عليّ» ثمّ يقول: روى أحمد بن حنبل هذا الحديث في مسنده، وكذلك رواه في كتاب «فضائل عليّ».
وذكر صاحب «الفردوس» هذه الرواية أيضاً، ونقل فيها فقرة إضافيّة فقال: «ثُمَّ انتَقَلْنا حتى صِرْنَا في عَبدِ المُطَّلِبِ، فَكَانَ لِيَ النُّبُوَّةُ ولِعَلِيّ الوَصِيَّةُ»
ومنها: الأخبار التي مفادها أنّ جبرئيل أعلم النبيّ بخبر وصاية أمير المؤمنين، كما روى الموفّق بن أحمد الخوارزميّ في «المناقب» ص 228 في الفصل التاسع عشر عن محمّد بن أحمد بن شاذان، ومحمّد بن عليّ بن فضل الزّيّات، عن عليّ بن بديع الماجشونيّ، عن إسماعيل بن أبان الورّاق، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين عن أبيه عليهم السلام أنّه قالَ: «قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّم: نَزَلَ عليّ جَبْرِئيلُ عَلَيهِ السَّلامُ صَبيحَةَ يَوْمٍ فَرِحاً مَسرُوراً مُستَبْشِراً، فَقُلتُ: حَبيبي مالِي أراكَ فَرِحاً مُستَبْشِراً؟ فَقَالَ: يا مُحَمَّدُ! وكَيفَ لَا أكُونُ فَرِحاً مُستَبشِراً وقَد قَرَّتَ عَينِي بِما أكرَمَ اللهُ أخاكَ ووَصِيَّكَ وإمامَ امَّتِكَ عليّ بنَ أبِي طالِبٍ عَلَيهِ السَّلامُ. فَقُلتُ: وبِمَ أكرَمَ اللهُ أخي ووَصِيّي وإمَامَ امَّتِي؟ قالَ: بَاهَي اللهُ بِعِبادَتِهِ البارِحَةَ مَلَائكَتَهُ وحَمَلَةَ عَرشِهِ وقَالَ: مَلائكَتِي انْظُرُوا إلى حُجَّتِي في أرضِي عَلى عِبَادي بَعدَ نَبِيِّي مُحَمَّدٍ فَقَدْ عَفَّرَ خَدَّهُ فِي الترابِ تَواضُعاً لِعَظَمَتِي، اشهِدُكُمْ أنَّهُ إِمَامُ خَلقِي ومَولَى بَرِيَّتِي».
ونقل القندوزيّ الحنفيّ هذا الحديث الشريف في «ينابيع المودّة» في ص 79، وص 127 عن الخوارزميّ عن غياث بن إبراهيم بنفس السند السابق وباختلاف طفيف.
وروى ابن شهرآشوب في «المناقب» ج 1، ص 543 عن عكرمة عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلّم قال: «انّ جَبرئيلَ نَظَرَ إلى عليّ فَقَالَ: هَذَا وَصِيُّكَ».
ومنها: الأحاديث المأثورة عن النبيّ التي تدلّ على أنّ أمير المؤمنين عليه السلام وصيّ رسول الله ووزيره ومنجز وعده ومؤدّي دينه وخليفته في امّته. ولمّا كانت هذه الأحاديث قد نقلت أيضاً عن كبار العلماء بأسانيد مختلفة مضافاً إلى أنّ نصوصها ليست بعبارة واحدة، لذلك نحن ننقل كثيراً منها كلّا على حده مع ذكر مصادرها.
ينقل الحموينيّ في «فرائد السمطين» ج 2 باب 8 حديثاً مفصّلًا بإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن رسول الله. وممّا جاء فيه: «أمّا عليّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام فَإنَّهُ أخي وشَقِيقي وصاحِبُ الأمرِ بَعْدي وصاحِبُ لِوائي في الدُّنيا والآخِرَةِ. وصاحِبُ حَوْضِي وشَفَاعَتِي وهُوَ مَوْلى كلِّ مُسلِمٍ وإمامُ كُلِّ مُؤْمِنٍ وقائِدُ كُلِّ تَقِيّ، وهُوَ وَصِيِّي وخَلِيفَتِي عَلى أهْلِي وامَّتِي في حَيَاتِي وبَعْدَ مَوتِي ومُحِبُّهُ مُحِبِّي ومُبغِضُهُ مُبغِضِي، وبِوِلَايَتِهِ صارَتُ امَّتِي مَرحُومَةً وبِعَداوَتِهِ صَارَتِ المُخالِفَةُ لَهُ مَلعُونَةً».
وروى العلّامة البحرانيّ في كتابه «المناقب الصغير» ص 58 عن كتاب «الوسيلة» المتعلّق بالعلّامة الشيخ أحمد بن فضل بن محمّد بن باكثير المكّيّ الشافعيّ، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلّم أنّه قالَ: «انّ خَلِيلي ووَزِيرِي وخَلِيفَتِي وخَيرَ مَن أتْرُكُ مِن بَعْدِي يَقضِي دَينِي ويُنجِزُ مَوعِدي عليّ بنُ أبي طالِبٍ».
أغلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أبواب المسجد إلّا باب أمير المؤمنين عليه السلام
وروى صاحب كتاب «عليّ والوصيّة» ص 109 عن «مناقب» ابن المغازليّ الشافعيّ بإسناده عن نافع غلام عبد الله بن عمر أنّه قالَ: قُلتُ لِابْنِ عُمَرَ: مَنْ خَيرُ النَّاسِ بَعدَ رَسُولِ اللهِ؟ قال: ما أنتَ وذَا، لَا امَّ لَكَ؟ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللهَ وقَالَ: خَيْرُهُم بَعْدَهُ مَن كَانَ يَحِلُّ لَهُ مَا يَحِلُّ لَهُ، ويَحْرُمُ عَلَيهِ ما يَحْرُمُ عَلَيهِ. قُلتُ: مَن هُوَ؟ قَالَ: عليّ بنُ أبي طالِبٍ، سَدَّ أبوابَ المَسجِدِ وتَرَكَ بابَ عليّ وقالَ لَهُ: لَكَ في هَذا المَسجِدِ ما لِي وعَلَيكَ فيهِ مَا عليّ، وأنتَ وارِثِي ووَصِيِّي تَقْضِي دَيْنِي وتُنْجِزُ عِدَاتِي وتقتُلُ عَلَى سُنَّتِي، كَذَبَ مَن زَعَمَ أنَّهُ يُبْغِضُكَ ويُحِبُّنِي.
وروى إبراهيم بن محمّد الحموينيّ أيضاً في «فرائد السمطين» ج 1 الباب 29 بإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس أنّه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيهِ وَآلِهِ وسَلَّم: «هَذَا عليّ أمير المؤمنين وسَيِّدُ المسلمين ووَصِيّي وعيبةُ عِلمي وبابيَ الذي أوتى مِنهُ، أخِي في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، ومَعِي في السَّنامِ الأعلَى، يَقتُلُ القاسِطينَ والناكِثِينَ والْمارِقِينَ».
وذكر سبط بن الجوزيّ في «تذكرة الخواصّ» ص 49 رسالة عمرو بن العاص إلى معاوية. وقد فصّل كثيراً في ذكر فضائل عليّ بن أبي طالب. علماً بأنّ عمرو بن العاص لم يكن مخالفاً لأمير المؤمنين في البداية وكما هو واضح من رسالته، فقد ذكر فيها اموراً ضدّ معاوية، لكنّه لم يثبت على موقفه هذا، فعند ما كتب إليه معاوية رسالة اخرى يستعطفه فيها ويستعينه وضمّها بوثيقة حكومة مصر، تجهّز لمساعدة معاوية، وكلّما حاول ولده وغلامه ردعه عن ذلك، لم ينفع معه حتى تحرّك لقتال أمير المؤمنين عليه السلام ملتحقاً بمعاوية.
يقول سبط بن الجوزيّ في ص 49: قال أهل التواريخ والسِير: لمّا ولى عثمان الخلافة، لم يلتفت إلى عمرو بن العاص ولا ولّاه، وعزله عن مصر. ولمّا حصر عثمان، خرج عمرو بن العاص إلى الشام فنزل فلسطين وكان يؤَلّب على عثمان حتى قُتل.
[1] طبع مصر سنة 1329، الطبعة ذات المجلّدات الأربعة.
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة