الكفر بنسب المسيح لله تعالى
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص158-159.
2025-11-25
45
الكفر بنسب المسيح لله تعالى
قال تعالى : {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [المائدة : 17].
قال الشيخ الطوسيّ : اللام في قوله : « لقد كفر » جواب للقسم وتقديره « أقسم لقد كفر الذين قالوا ».
وإنما كفروا بقولهم : إنّ اللّه هو المسيح بن مريم على وجه التدين به ، لأنهم لو قالوه على وجه الحكاية منكرين لذلك لم يكفروا به. وإنما كان بذلك كافرين من وجهين :
1 - أنهم كفروا بالنعمة من حيث أضافوها إلى غير اللّه ممن ادعوا إلهيته.
2 - كفر صفة لأنهم وصفوا المسيح وهو محدث بصفات اللّه تعالى ، فقالوا :
هو إله واحد فكل جاهل باللّه كافر ، لأنه لما ضيع حق نعمة اللّه ، كان بمنزلة من أضافها إلى غيره ومعنى {فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً} من يقدر أن يدفع من أمر اللّه شيئا ، من قولهم : ملكت على فلان أمره : إذا اقتدرت عليه حتى لا يمكنه إنفاذ شيء من أمره إلا بك. وتقديره من يملك من أمره شيئا.
ووجه الاحتجاج بذلك أنه لو كان المسيح إلها ، لقدر على دفع أمر اللّه إذا أتى بإهلاكه وإهلاك غيره ، وليس بقادر عليه لاستحالة القدرة على مغالبة القديم ( تعالى ) إذا ذلك من صفات المحتاج الذليل.
وقوله : {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما} أنها لم يقل وما بينهن مع ذكر السماوات على الجمع ، لأنه أراد به النوعين أو الصنفين.
فإن قيل : كيف حكى عنهم أن اللّه هو المسيح بن مريم ، وعندهم هو ابن اللّه ؟ ، قلنا : لأنهم زعموا أنه إله ، وهذا الاسم إنما هو للإله بمنزلة ذلك ، كما لو قال الدهري : إن الجسم قديم لم يزل ، وإن لم يذكره بهذا الذكر « 1 ».
_________________
( 1 ) التبيان : ج 3 ، ص 476.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة