فضائل سورة التوحيد
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج3، ص 33 ــ 37
2025-12-20
47
ومنها: سورة التوحيد [1]:
وتسمّى سورة الإخلاص أيضًا، وقد ورد أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: "كنت أخشى العذاب بالليل والنهار حتّى جاءني جبرئيل بسورة: (قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ) فعلمت أنّ اللّه لا يعّذب أمتّي بعد نزولها، فإنّها نسبة اللّه (عزّ وجلّ) [2].
وأنّ الملائكة ما مرّت بها إلّا خرّوا سجّدًا. وأنّه ما من أحد يقرأها إلّا وكلّ اللّه (عزّ وجلّ) به مائة ألف ملك يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، ويستغفرون له، ويكتبون له الحسنات إلى يوم يموت، ويغرس له بكلّ حرف نخلة، وعلى كلّ نخلة مائة ألف شمراخ، وعلى كل شمراخ عدد رمل عالج بسر، وكلّ بسرة مثل قلّة من قلال الهجر، يضيء نورها ما بين السماء والأرض، والنخلة من ذهب أحمر، والبسر من درّة حمراء، ووكّل اللّه تعالى ألف ملك يبنون له المدائن والقصور، ويمشي على الأرض وهي تفرح به، ويموت مغفورًا له، وإذا قام بين يدي اللّه (عزّ وجلّ) قال له: أبشر قرير العين بما لك عندي من الكرامة، فتعجب الملائكة لقربه من اللّه (عزّ وجلّ).
وأنّ قراءة هذه السورة براءة من النّار، ومن قرأها شهد له سبعون ألف ألف ملك. ويقول اللّه (عزّ وجلّ): ملائكتي انظروا ماذا يريد عبدي - وهو أعلم بحاجته -.
ومن أحبّ قراءتها كتبه اللّه من الفائزين القانتين، فإذا كان يوم القيامة قالت الملائكة: يا ربّنا، عبدك هذا كان يحبّ نسبتك، فيقول: لا يبقى منكم ملك إلا شيّعه إلى الجنّة، فيزفّونه كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها، فإذا دخل الجنّة ونظرت الملائكة إلى درجاته وقصوره يقولون: ما لهذا العبد أرفع منزلًا من الذّين كانوا معه؟ فيقول اللّه تعالى: أرسلت الأنبياء وأنزلت معهم كتبي وبيّنت لهم ما أنا صانع لمن آمن بي من الكرامة، وأنا معذّب من كذّبني، وكلّ من أطاعني يصل الى جنّتي، وليس كلّ من دخل إلى جنّتي يصل الى هذه الكرامة، أنا أجازي كلاًّ على قدر أعمالهم من الثواب، إلّا أصحاب سورة الإخلاص، فإنّهم كانوا يحبّون قراءتها آناء الليل والنّهار؛ فلذلك فضّلتهم على سائر أهل الجنّة، فمن مات على حبّها يقول اللّه (عزّ وجلّ): من يقدر على أن يجازي عبدي، أنا المليء، أنا أجازيه، فيقول: عبدي أدخل جنّتي، فاذا دخلها يقول: الحمد للّه الذي صدقنا وعده [3].
وورد أنّ من قرأها أعطاه اللّه بعدد آياته نورًا في الآخرة تضيء له الجنّة، وقيل له: هلمّ الى الجنة بغير حساب، ونفت عنه الفقر، واشتدّت أساس دوره، ونفعت جيرانه، وبرء من النفاق، وهي رحمة بالثبات على الإخلاص، وأعاذه اللّه من الشيطان، وحرّمه على النار، وهي المانعة تمنع من عذاب القبر ونفخات النّار.
و ورد أنّ من قرأها لم يفتقر أبدًا [4]، وأنّ من قرأها مرّة بورك عليه، وزوّجه اللّه بكلّ حرف منها سبعمائة حوراء، ومن قرأها مرّتين بورك عليه وعلى أهله، وغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وكأنّما أعتق ألفَي ألف رقبة من ولد إسماعيل، وكأنّما رابط في سبيل اللّه ألفَي ألف عام، وكأنّما حجّ البيت سبعمائة مرّة، وإن مات من يومه وليلته مات شهيدًا، ومن قرأها ثلاث مرّات بورك عليه وعلى جيرانه، وكأنّما قرأ جميع الكتب المنزلة على أنبيائه، وكتب له صيام الدهر وقيامه، ومن قرأها اثنتي عشرة مرّة بنى اللّه له اثنى عشر قصرًا في الجنّة، فتقول الحفظة: اذهبوا بنا إلى قصور فلان أخينا فننظر إليها، ومن قرأها مائة مرّة غفرت له ذنوب خمس وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال، ورأى منزله في الجنّة قبل أن يخرج من الدنيا، وكتب له عمل خمسين نبيًّا، وكتب له براءة من النّار، ومن قرأها أربعمائة مرّة جعلها اللّه كفّارة أربعمائة سنة من ذنوبه إلّا الدّماء والمظالم، وكان له أجر أربعمائة شهيد كلّهم قد عقر جواده، وأريق دمه، ومن قرأها ألف مرّة في يوم وليلته لم يمت حتّى يرى مقعده من الجنة، أو يرى له [5].
وورد أنّ النّبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) صلّى على سعد بن معاذ وقال: وقد وافى من الملائكة سبعون ألفًا، منهم جبرئيل يصلّون عليه، فقلت له: يا جبرئيل بِمَ يستحق صلاتكم عليه؟ فقال: بقراءة (قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ) قائمًا وقاعدًا وراكبًا وماشيًا وذاهبًا وجائيًا[6].
وورد أنّ (قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ) ثلث القرآن [7]، وأنّ من قرأها مرّة واحدة فكأنّما قرأ ثلث القرآن وثلث التوراة وثلث الإنجيل وثلث الزبور [8]، وأنّ من قرأها مرّة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثًا فقد ختم القرآن [9].
وأمر الصادق (عليه السّلام) المفضّل بن عمر بأن يحتجز من الناس كلّهم بالبسملة والتوحيد، يقرأها عن يمينه، وعن شماله، ومن بين يديه، ومن خلفه، ومن فوقه، ومن تحته، وأن يقرأها إذا دخل على سلطان حين ينظر إليه ثلاث مرّات، ويعقد بيده اليسرى، ثم لا يفارق المعقود حتّى يخرج من عنده [10]، وقال أبو الحسن موسى (عليه السّلام): من قدّم (قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ) بينه وبين جبّار منعه اللّه (عزّ وجلّ) منه، يقرأها من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وشماله، فإذا فعل ذلك رزقه اللّه (عزّ وجلّ) خيره ومنعه من شرّه [11].
وورد أنّ من مضت له جمعة ولم يقرأ فيها بـ(قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ) ثم مات، مات على دين أبي لهب [12]. وحمل بعضهم ذلك على الترك استخفافًا وجحودًا لفضلها.
وكذا الحال فيما ورد من أنّ من أصابه مرض أو شدّة لم يقرأ في مرضه أو شدته (قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ) ثم مات في مرضه أو في تلك الشدّة التّي نزلت به فهو من أهل النّار[13].
وكذا فيما ورد من أنّ من مضت عليه ثلاثة أيّام ولم يقرأ فيها بـ(قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ) فقد خذل ونزع ربقة الإيمان من عنقه، وإن مات في هذه الثلاثة كان كافرًا باللّه العظيم[14].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] جاء في حاشية المطبوع من المصنّف قدّس سرّه: قدّمنا سورة التوحيد وارتكبنا فيها خلاف الترتيب؛ للاهتمام بشأنها.
[2] مستدرك وسائل الشيعة: 1/296 باب 24 أحاديث الباب.
[3] مستدرك وسائل الشيعة: 1/296 باب 24 حديث 1.
[4] مستدرك وسائل الشيعة: 1/296 باب 24 أحاديث الباب.
[5] مستدرك وسائل الشيعة: 1/296 باب 24 أحاديث الباب.
[6] أصول الكافي: 2/622 باب فضل القرآن حديث 13.
[7] مستدرك وسائل الشيعة: 2/297 باب 24 حديث 4.
[8] لم أظفر بهذه الرواية.
[9] وسائل الشيعة: 4/869 باب 31 حديث 10 عن كتاب التوحيد، والكافي: 2/621 باب فضل القرآن حديث 7. رواية في سندها قوة.
[10] أصول الكافي: 2/624 باب فضل القرآن حديث 20.
[11] أصول الكافي: 2/621 باب فضل القرآن حديث 8.
[12] ثواب الأعمال/156 ثواب قراءة (قل هو اللّه أحد) حديث 2.
[13] ثواب الأعمال/156 ثواب قراءة (قل هو اللّه أحد) حديث 3.
[14] عقاب الأعمال/182 عقاب من مضت له ثلاثة أيام لم يقرأ فيها (قل هو اللّه أحد) حديث 1.
الاكثر قراءة في إضاءات أخلاقية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة