

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات


المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية


التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة
المهاجمون والأعداء
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص287ــ294
2025-12-25
13
أسباب العداوة والبغضاء متباينة، فتارة يتطلب الأمر أن نتحلى باليقظة والثبات في مواجهة العدو، وأخرى يجدر بنا الاحتراز من العداوة، وقد عني القرآن الكريم بكلتا الحالتين. لقد أوصى الله المؤمنين باتخاذ الحيطة والحذر والثبات في مواجهة عداوة الشيطان والمنافقين والملحدين؛ بالنسبة للشيطان قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر: 6]، وقال تعالى في المنافقين: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} [المنافقون: 4]؛ كما بارك تبارك وتعالى براءة إبراهيم من الملحدين وتأسي الآخرين بهذا النهج فقال: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].
وفي المقابل، ذم مناصبة أولياء الله والمؤمنين العداوة والبغضاء حيث قال عزّ وجل: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [المائدة: 91].
ونتبين من ذلك أن محور تعاليم الإسلام هو ذمّ الذين يناصبون عباد الله العداوة، وإظهار المحبة والمودة والرفق بهم؛ وفي هذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَا عَهِدَ إِلَيَّ جبرئيل (سلام الله عليه) في شَيْءٍ مَا عَهِدَ إِلَيَّ فِي مُعَادَاةِ الرّجال [وحذر الجميـع مــن ذلك](1)؛ كما قال (صلى الله عليه وآله): مَا نُهِيتُ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مَا نُهِيتُ عَنْ مُلَاحَاةِ الرِّجَالِ(2).
وفي حديث نبوي شريف آخر قال (صلى الله عليه وآله): مَا أَتَانِي جَبْرَئِيلُ (سلام الله عليه) قَطُّ إِلَّا وَعَظَنِي فَآخِرُ قَوْلِهِ لي: إِيَّاكَ وَمُشَارَّةَ النَّاسِ، فَإِنَّهَا تَكْشِفُ الْعَوْرَةَ وَتَذْهَبُ بِالْعِز(3).
وقال لقمان الحكيم: قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ: ... لا تَتَّخِذْ عَدُوّاً وَاحِداً وَالْوَاحِدُ كثيرٌ(4).
أقسام العدو
تصنف الموضوعات الأعداء إلى صنفين، عدو شخصي وعدو للدين، ولكلّ أسلوب تعامل خاص به.
1. العدو الشخصي
والمراد به الذي يكنّ العداء لشخص بعينه، وقد ورد في الروايات بعـض الوصايا والتعليمات حول كيفية التعاطي مع هذا النوع من العداء، نستعرض هاهنا بعضاً منها:
العدل والإنصاف: ما أجمل أن يعدل المسلم في سلوكه مع عدوّه، ويحترز من الظلم. فالقرآن الكريم يقول: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8].
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) في وصيته لولده الإمام الحسن (سلام الله عليه): يا بُنَيَّ! أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ... وَبِالْعَدْلِ عَلَى الصَّدِيقِ وَالْعَدُو(5).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) في وصف المؤمن: ... لا يَظْلِمُ الأَعْدَاء(6). هذا، ويجدر بالمسلم أن ينصف عدوّه؛ فالإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) أوصى ولده محمد بن الحنفية قائلاً:... وَابْذُلْ لِصَدِيقِكَ نَفْسَكَ وَمَالَكَ... وَلِلْعَامَّةِ بِشْرَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَلِعَدُوكَ عَدْلَكَ وَإِنْصَافَكَ(7).
النهي عن كتمان الشهادة للعدو: قال أمير المؤمنين علي (سلام الله عليه) في وصف المتقين: لا يُحَدِّثُ بِمَا يُؤْتَمَنُ عَلَيْهِ الأَصْدِقَاءَ وَلَا يَكْتُمُ شَهَادَتَهُ لِلْأَعْدَاءِ(8).
الوفاء بالعهود: روي عن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) قوله: إِنْ عَقَدْتَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَدُوِّكَ عُقْدَةً أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ ذِمَّةٌ فَحُطْ عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ وَارْعَ ذِمَّتَكَ بِالْأَمَانَةِ(9).
الصفح عن الأعداء: كما قال أمير المؤمنين علي (سلام الله عليه): أَكْرِمْ مَنْ وَدَّكَ -
وَاصْفَحْ عَنْ عَدُوِّكَ يَتِمَّ لَكَ الْفَضْلُ(10).
السكوت والحلم على العدو: قال جابر: سَمِعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (سلام الله عليه) رَجُلاً يَشْتِمُ قَنْبَراً وَقَدْ رَامَ قَنْبَرٌ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، فَنَادَاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (سلام الله عليه): مَهْلاً يَا قَنْبَرُ! دَعْ شَاتمَكَ مُهَانًا تُرْضِي الرَّحْمَنَ وَتُسْخِطُ الشَّيْطَانَ وَتُعَاقِبُ عَدُوَّكَ، فَوَالَّذِي فَلَقَ الحبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا أَرْضَى الْمُؤْمِنُ رَبَّهُ بِمِثْلِ الْحِلْمِ وَلَا أَسْخَطَ الشَّيْطَانَ بِمِثْلِ الصَّمْتِ وَلا عُوقِبَ الْأَحْمَقُ بِمِثْلِ السُّكُوتِ عَنْهُ(11).
حقوق الخصم المدعي على المؤمن
لا يجدر بالمؤمن أن يغمط حقوق عدوّه، فهذا ظلم، والمؤمن لا يظلم. قال الإمام زين العابدين (سلام الله عليه): وَأَمَّا حَقُّ الخصْمِ الْمُدَّعِي عَلَيْكَ فَإِنْ كَانَ مَا يَدَّعِيهِ عَلَيْكَ حَقَّاً كُنْتَ شَاهِدَهُ عَلَى نَفْسِكَ وَلَمْ تَظْلِمْهُ وَأَوْفَيْتَهُ حَقَّهُ وَإِنْ كَانَ مَا يَدَّعِي بَاطِلاً رَفَقْتَ بِهِ وَلَمْ تَأْتِ فِي أَمْرِهِ غَيْرَ الرِّفْقِ وَلَمْ تُسْخِطْ رَبَّكَ فِي أَمْرِهِ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله وَحَقٌّ خَصْمِكَ الَّذِي تَدْعِي عَلَيْهِ إِنْ كُنْتَ مُحِقَّا فِي دَعْوَاكَ أَجْمَلْتَ مُقَاوَلَتَهُ وَلَمْ تَجْحَد حَقَّهُ وَإِنْ كُنْتَ مُبْطِلاً فِي دَعْوَاكَ اتَّقَيْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَتُبْتَ إِلَيْهِ وَتَرَكْتَ الدَّعْوَى(12).
عوامل تقليل العداوة
إذا ابتلي المؤمن بعداوة أحد، فأحرى به أن يتدبر الأمر بما يفضي إلى التقليل من تلك العداوة، مسترشداً بقول الإمام أمير المؤمنين علي (سلام الله عليه): كَانَتِ الحكماء فِيمَا مَضَى مِنَ الدَّهْرِ تَقُولُ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الاخْتِلافُ إِلَى الأَبْوَابِ... التَّاسِعُ أَبْوَابُ الأَعْدَاءِ الَّذِينَ تَسْكُنُ بِالْمَدَارَاةِ غَوَائِلُهُمْ وَتُدْفَعُ بِالجَبَلِ وَالرُّفْقِ وَاللُّطْفِ وَالزَّيَارَةِ عَدَاوَتُهم(13).
2. عدو الدين
لا شك في أن عدو الدين أخطر بكثير من العدو الشخصي، ولهذا جاء في القرآن الكريم {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر: 6]؛ لذا، فالتعامل المناسب مع عدو الدين أمر على قدر كبير من الحساسية والدقة، ويتطلب ذكاء وحكمة وحيطة. وفيما يلي نستعرض بعض ما ورد في الآيات والروايات من وصايا في كيفية التعامل مع أعداء الدين:
الثبات على الهدف: يقول القرآن الكريم: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [الممتحنة: 4].
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): مَنْ أَحَبَّ كَافِراً فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ وَمَنْ - أَبْغَضَ كَافِرًا فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ؛ ثُمَّ قَالَ (سلام الله عليه): صَدِيقُ عَدُوِّ اللَّهِ عَدُوٌّ اللَّهِ(14).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ الْحَبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ وَتَوَالِي أَوْلِيَاء الله وَالتَّبَرِّي مِنْ أَعْدَاءِ الله(15).
العزة أمام العدو: ينظر المؤمن إلى كل ما يملك عـلى أنـه مـن عنـد الله وأنـه يستمد العون منه، وفي المشاق والصعاب يدبّر أوضاعه ويصبر ويصابر ولا يمـد يده إلى العدو حتى لا تصاب عزّته، وذلك لارتباطه بالله القادر. قال الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) لجَابِرٍ - رضي الله عنه -: لا تَسْتَعِنْ بِعَدُوَّ لَنَا فِي حَاجَةٍ وَلَا تَسْتَطْعِمْهُ وَلَا تَسْأَلْهُ شَرْبَةٌ(16).
تجنّب التشبه بالعدو: إحدى وسائل العدو في تحقيق أهدافـه هـو الترويج لثقافته وأساليبه في أوساط المسلمين وفي جميع الميادين؛ مثلاً أسلوبه في اللباس أو نوع الطعام أو طريقته في المعاشرة اليومية... إلخ. لذا، ينبغي للمسلمين تجنّب التشبه بالعدو أو التماهي معه في أيّ ناحية من نواحي الحياة حتى يفشلوا مخططاته وأهدافه الخبيثة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تَلْبَسُوا لِبَاسَ أَعْدَائِي وَلَا تَطْعَمُوا مَطَاعِمَ أَعْدَائِي وَلَا تَسْلُكُوا مَسَالِكَ أَعْدَائِي فَتَكُونُوا أَعْدَائِي كَمَا هُمْ أَعْدَائِي(17).
الجهوزية الدفاعية الشاملة: إنّ يقظة المسلمين وجهوزيتهم الشاملة بإزاء مناورات العدو وأحابيله عمل حكيم وموضع تأكيـد القـرآن الكريم. قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60].
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) حول هذه الجهوزية: أُغْرُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَ اللَّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُوا(18).
وفي إطار الجهوزية الدفاعية يمكن اللجوء إلى أسلوب تغيير ملامح الوجه من أجل إرهاب العدو. روي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) فَنَظَرَ فِي الشَّيْبِ فِي لحيَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): نُورٌ مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُوراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَخَضَبَ الرَّجُلُ بِالْحِنَّاءِ ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) فَلَمَّا رَأَى الْخِضَابَ قَالَ: نُورٌ وَإِسْلَامٌ. قَالَ: فَخَضَبَ الرَّجُلُ بِالسَّوَادِ فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): نُورٌ وَإِسْلامٌ وَإِيمَانٌ وَمَحَبَّةٌ إِلَى نِسَائِكُمْ وَرَهْبَةٌ فِي قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ(19).
التقية مع الأعداء: حريّ بالمؤمن الذي يعيش تحت حاكمية العدو أن يلجأ إلى التقية لحفظ النفس والعرض، إلّا إذا شعر بأنّ خطراً يتهدد كيان الدين وجوهره، وبالتقية يفنى هذا الدين، في هذه الحالة لا مفر سوى أن يضحي بماله ونفسه من أجل بقاء الدين قال الله تعالى في كتابه الكريم: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: 28].
وروي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله: كَظْمُ الْغَيْظِ عَنِ الْعَدُوِّ فِي دَوْلاتِهِمْ تَقِيَّةٌ حَزْمٌ مَنْ أَخَذَ بِهِ وَتَحَرُّزُ مِنَ التَّعَرُّضِ لِلْبَلاءِ فِي الدُّنْيَا وَمُعَانَدَةُ الأَعْدَاءِ فِي دَوْلاتِهِمْ وَمُمَاظَتُهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ تَرْكُ أَمْرِ اللَّهِ فَجَامِلُوا النَّاسَ يَسْمَنْ ذَلِكَ لَكُمْ عِنْدَهُمْ وَلَا تُعَادُوهُمْ فَتَحْمِلُوهُمْ عَلَى رِقَابِكُمْ فَتَذِلُّوا(20).
وفي رواية أخرى قال (سلام الله عليه): المؤمِنُ مُجَاهِدٌ، لِأَنَّهُ يُجَاهِدُ أَعْدَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في دولة الباطل بالتقية وفي دولة الحق بالسيف(21).
ثواب صد اعتداء العدو: قال أمير المؤمنين (سلام الله عليه): مَنْ رَدَّ... عَادِيَةَ عَدُوٌّ
مُكَابِرٍ لِلْمُسْلِمِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَنْبَهُ(22).
الدعاء لدفع شر العدو
يجدر بالمؤمن إلى جانب صدّ خطر العدو الشخصي والديني بالتدابير العملية؛ أن يدعو بدعاء الإمام زين العابدين النقلية أثناء حملـة مـسـرف ـ قـائـد جند يزيد بن معاوية لعنهما الله - على المدينة المنورة. والدعاء هو:
اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ وَاكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَاغْفِرْ لِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ فَلا أَهْلِكُ وأَنْتَ رَجَائِي. فَكَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةِ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي [وَكَمْ مِنْ مَعْصِيةٍ أَتَيْتُهَا فَسَتَرْتَهَا وَلَمْ تَفْضَحْنِي](23). فَيا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْنِي وَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلائِهِ صَبرِي فَلَمْ يَخْذُلْنِي وَيَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي فَلَمْ يَفْضَحْنِي. يَا ذَا المعرُوفِ الَّذِي لا يَنْقطعُ أَبَداً يَا ذَا النِّعماءِ الَّتِي لا تُحْصَى عَدَداً، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَادْفَعْ عَنِّي شَرَّهُ بِكَ أَدْفَعُ فِي نَحْرِهِ وَأَسْتَعِيدُ مِنْ شَرِّهِ وَأَسْتَعِيْنُ عَلَيْهِ فَاكْفِنِي شرّهُ بحولِكَ وَقُوَّتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ(24).
_________________________
(1) الكافي، ج 2، ص302.
(2) تحف العقول، ص 42.
(3) الكافي، ج 2، ص302.
(4) الأمالي الصدوق، ص 669.
(5) تحف العقول، ص 88.
(6) الكافي، ج 1، ص 47.
(7) كتاب الخصال، ص 147.
(8) صفات الشيعة، ص 24.
(9) نهج البلاغة، الكتاب 53.
(10) غرر الحكم، ص 435.
(11) الأمالي، المفيد، ص118.
(12) الفقيه، ج 2، ص 624.
(13) كتاب الخصال، ص 426 - 427.
(14) الأمالي الصدوق، ص 605.
(15) الكافي، ج 2، ص 126.
(16) الدعوات، ص230.
(17) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 23.
(18) الكافي، ج 5، ص 5؛ نهج البلاغة، خطبة رقم 27.
(19) مكارم الأخلاق، ص79.
(20) الكافي، ج 2، ص 109.
(21) علل الشرائع، ص 467.
(22) قرب الإسناد، ص 62.
(23) النسخة البديلة (مناقب آل ابی طالب (سلام الله عليه) ابن شهر آشوب، ج 4، ص 164).
(24) الصحيفة السجادية الجامعة، ص 367 - 368.
الاكثر قراءة في معلومات عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)