قصيدة ابو طالب الدالية بحق الرسول (صلى الله عليه واله)
المؤلف:
الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
المصدر:
إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة:
ج1, ص68-69.
11-12-2014
7050
في ذلك يقول أبو طالب في قصيدته الدالية ـ أوردها محمّد بن إسحاق بن يسارـ:
إنّ ابن آمنــــة (الـنـبي)(1) محمّداً * عندي بـمـــثــــل منـــازل الاَولادِ
لمـّا تعـلـّـق بالـزّمامِ رحـمـتــهُ * والعيشُ قـــد (قـــــلصن)(2) بالأزواد
(فــارفضِّ)(3) من عـينيّ دمعٌ ذارفٌ * مثل الجـمــانِ مــفرّد الاَفـــــــرادِ
راعــــيتُ فـــيه قرابة موصولة * وحفظتُ فـــيه وصــيــّة الاَجــــدادِ
وأمــرتـه بـالـسيـرِ بـين عمومةٍ * بــيــضُ الوجــــوِه مصالت أنجـــادِ
ســــاروا لاَبـعـد طيــّة معلومةٍ * ولـقـد تــبــاعــــد طـيــّة المرتادِ
حـتى إذا مــا الـقوم بُصرى عاينوا * لا قـــــوا على شرفٍ من الـمــرصـادِ
حـــبـراً فـأخـبرهم حديـثاً صادقاً * عــنـه وردّ مـعــاشـــر الحـسـّـادِ
قـــوماً يهـوداً قـد رأوا ما قد رأى * ظـــــلّ (الغمــام وغــرّ ذا الاكبادِ)(4)
(سـاروا)(5) لـقـتـل
مـحـمّدٍ فنهاهم * عـنـه وأجـهـد أحـسـن الاِجهاد(6)(7)
(هذا ويقول المؤلف)
وأمثال ما ذكرناه كثيرة، لو قصدنا إيراد جميعها لخرجنا من الفرض المقصود بهذا الكتاب.
___________________________________
(1) كذا في نسخنا، وفي ديوان شيخ الاباطح، وكتاب شعر ابي طالب: الامين، وهي الصواب، لان رسول الله صلّى الله عليه وآله كان لم يبعث بعد حين قال أبو طالب رحمه الله تعالى هذا الشعر.
كما ان هذا البيت برواية ابي هفان ورد هكذا:
ان الامين محمّداً في قومه * عندي يفوق منازل الاولاد
(2) قلصن: ارتفعن ونهضن للمسير «انظر: لسان العرب 7: 81».
(3)ارفضّ: سال وتفرّق. «اُنظر: لسان العرب 7: 81».
(4) كذا في نسخنا وفي سيرة ابن اسحاق: وغرّ ذي الاكياد، إلاّ أن الصواب ما ورد في ديوان شيخ الاباطح، وشعر أبي طالب لابي هفان حيث ورد بهذا الشكل: ظل الغمامة ناغري الاكباد، لوضوح العبارة وصحة كلماتها، فالرواية المعروفة تذكر بان غمامة واحدة كانت تظل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو منطقي ومعقول، فالفرد الواحد تكفيه غمامة واحدة، فما جدوى أكثر من ثمّ ان باقي الكلام الوارد في العجز اعلاه لا معنى له عكس ما جاء في الديوانين لا نه يوفي بالغرض الذي جاء من أجله.
فالنغر شدة الغيظ، وحيث يقال للرجل الذي يغلي جوفه من الغيظ رجل ناغر «اُنظر: الصحاح ـ نغرـ 2: 833» أي ان اليهود لعنهم الله تعالى كانوا ينظرون إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والغمامة تظله واجوافهم تضطرم غيظاً وغضباً.
(5) في الديوانين: ثاروا، وفي سيرة ابن اسحاق كما في كتابنا.
(6) في الديوانين: التجهاد، وفي سيرة ابن اسحاق موافق لما في كتابنا.
(7) اُنظر: سيرة ابن اسحاق: 76، شعر ابن طالب وأخباره: 63، ديوان شيخ الاباطح: 33.
الاكثر قراءة في آبائه
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة