مقا- ركم : أصل واحد ، يدلّ على تجمّع الشي‌ء تقول : ركمت الشي‌ء : ألقيت بعضه على بعض. وسحاب مرتكم وركام.

والركمة : الطين المجموع. ومرتكم الطريق : سننه ، لأنّ المارّة ترتكم فيه أسا- ركم المتاع فارتكم وتراكم. وسحاب ورمل مركوم وركام ومرتكم ومتراكم. ومن المجار : تراكم لحم الناقة : إذا سمنت. وناقة مركومة : سمينة. وتراكمت الأشغال وارتكمت. وهذا مرتكم الطريق : مستواه وجادّته.

التهذيب 10/ 242- قال الليث : الركم : جمعك شيئا فوق شي‌ء حتّى تجعله ركاما مركوما ، كركام الرمل والسحاب ونحو ذلك من الشي‌ء المرتكم بعضه على بعض. وقال ابن الأعرابى : الركم السحاب المتراكم.

والتحقيق‌

أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو إلقاء البعض على بعض بعنوان الجمع ، اي التراكب بلحاظ التجمّع ، كما أنّ النظر في التراكب الى جهة الركوب.

{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ}[الأنفال : 37] فانّ أهل جهنّم في مضيقة وشدّة وهم متراكبون بعضهم على بعض. والجملة المتقدّمة بالركم- ويَجعل الخبيث بعضه على بعض : تفسّر وتؤيّد مفهوم قوله تعالى- فيركمه.

وهذا التراكم والتجمّع يقابله السعة لأهل الجنّة- {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران : 133]

{وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} [الطور : 44] اي لم يعتبروا من نزول الشدّة والعذاب ، بل يؤوّلوا ما يشاهدوا منه بما- يوافق مسلكهم ويلائم سبيلهم الغي. والكسف بالكسر فالسكون : قطعة مظلمة ، والساقط صفة له او حال . وهذا المضمون بمناسبة قولهم- {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الشعراء : 187] فظهر لطف التعبير بالمادّة : لدلالتها على التراكب والجمع معا.

___________________________

- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . 196 ‏م .

‏- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، 6 ‏مجلدات ، طبع مصر . 139 ‏هـ.