معنى كلمة خفت
المؤلف:
حسن المصطفوي
المصدر:
تحقيق في كلمات القران الكريم
الجزء والصفحة:
ج3 ، ص100-102
4-06-2015
7041
مقا- أصل واحد وهو اسرار وكتمان. فالخفت اسرار النطق. وتخافت
الرجلان- {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ} [طه : 103].
مصبا- خفت الصوت خفتا من باب ضرب ، ويعدّى
بالباء فيقال خفت الرجل بصوته إذا لم يرفعه ، وخافت بقراءته مخافتة إذا لم يرفع
صوته بها. وخفت الزرع ونحوه إذا مات ، فهو خافت.
صحا- خفت الصوت خفوتا : سكن ، ولهذا قيل
للميّت : خفت أي انقطع كلامه وسكت ، فهو خافت. وخفت خفاتا : مات فجأة . والمخافتة
والتخافت : اسرار المنطق ، والخفت مثله.
[فظهر أن الأصل الواحد في هذه المادّة : هو
خفض الصوت الى حدّ يقرب من السكون والاسرار ، وهذا المعنى في مقابل الجهر ، فانّ
الجهر ، هو رفع الصوت والاظهار بحيث يسمع كلّ أحد يقرب منه علنا.
{يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ
إِلَّا عَشْرًا} [طه : 103] - {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ} [القلم : 23] - أي يخفضون أصواتهم ويخفونها اسرارا بينهم.
ثمّ انّ الخفت والخفي والخفض متقاربة لفظا
ومعنى.
{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ
بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء : 110] - أي لا ينبغي لك أن
تتجاوز حدّ الاعتدال والتوسّط من جهة الجهر والإخفات ، ثم انّه لا ينبغي العنوان
بلفظ الجهر أو الإخفات والتفصيل بينهما في الصلوات كما في الكتب الفقهيّة ، فانّ
العنوانين منهيّان في كلام اللّه المتعال صريحا ، وأعجب من هذا الحكم بوجوب كلّ
منهما في موارد مستندا الى رواية زرارة وهي لا تدلّ على الوجوب ، مع ما يخالفها من
الروايات. فالحقّ حمل الرواية في مورد يقتضى الجهر أو الإخفات على الاستحباب مع انّ
الرواية مبهمة لا تثبت موضوعا ، بل تدلّ على الجهر والإخفات في مواردهما المقتضية
ولا يبعد أيضا ان يكون مرجع الروايتين له الى رواية واحدة- راجع الصلوة والجهر.
وأمّا الإخفات في الآيتين الأوليين :
فبمناسبة الوحشة والفرع من أهوال يوم القيامة ، والإخفات أمر طبيعي في موارد
الوحشة والخوف من سلطان مقتدر وأمّا العشر : فبمناسبة أنّ الإنسان في عشرة سنين من
أوّل حياته لا يدرى صلاحه ولا يعلم وظيفته ولا يتوجّه الى عواقب أموره ، فهو غافل
جاهل ، وهذا يناسب أيام حياة من ينقضي عمره في هوى متبّع وأمل طويل وضلال مبين.
الاكثر قراءة في مصطلحات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة