قوله – تعالى -: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} [العنكبوت: 50].

أقترحوا أن يأتيهم بها من جنس ما شاؤوا ، لما قالوا: {فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ } [الأنبياء: 5]. يعنون: فلق البحر ، وأحياء الموتى.

وإنما قالوا ذلك، حين عجزو عن معارضة القرآن (1)، فقال – تعالى -: { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ } [العنكبوت: 51].

وقال – هاهنا – قل – يامحمد -: إن الله قادر على أن ينزل آية ، ولكن أكثرهم، لايعلمون ما في إنزالها من وجوب الأستئصال  لهم، إذ لم يؤمنوا عند نزولها . وبين أنه لو أنزل عليهم ما أنزل(2) ، لم يؤمنوا ، قوله: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ } [الأنعام: 111] الى قوله {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الأنعام: 111].[معناه: إلا أن يشاء الله] (3) أن يكرههم.

وقال: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [الإسراء: 59].

يعني الآيات ، التي أقترحوها للإيمان، فلم يؤمنوا لما رأوها ، فوجب استئصالهم.

وقال: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ} [العنكبوت: 50، 51]

_____

1- في (أ) : القربان ، وهو تحريف.

2- (عليهم ما أنزل) ساقطة من (أ).

3- مابين المعقوفتين ساقط من (ش).