جغرافية الوطن العربي - الموقع الجغرافي

يشغل الوطن العربي مجال أرضي يربط مـا بيـن قـارات العالم القديم: أوروبا وإفريقيا وآسيا ، فالوطن العربي مهد الحضارات القديمة (الحضارة الفرعونية في وادي النيل، وحضارة آشور وبابل في أراضي الرافدين، والحضارة الفينيقية في بلاد الشام، والحضارة اليمنية في اليمن، والحضارة النبطية في الأردن )؛ ومهد الديانات السماوية الثلاثة؛ ومفترق طرق للتجارة العالمية والإقليمية؛ وقاعدة للإمبراطوريات القديمة، وذو موارد طبيعية وفيرة حيث يحوي على نحو ثلثي احتياطيات موارد النفط العالمية، ويأوي ما يقارب 350 مليون نسمة في 22 دولة عربية .

 تبلغ مساحة الوطن العربي نحو 14 مليون كم2  وبذلك يحتـل الـوطن العربي المرتبة الثانية من حيث المساحة بعد روسيا في العالم، كما أن مساحته تفوق مساحة كل من كندا والصين والولايات المتحدة والبرازيـل مجتمعة، وتبلغ نسبة مساحة جنـاح الوطن العربي الآسيوي نحو 23% من إجمالي مساحته، في حين تصل نسبة مساحة جناح الوطن العربي الإفريقي 77% من مجمل مساحته . يعكس اتساع وكبر مساحة الوطن العربي تنـوع الظاهرات الجغرافية المناخيـة والجيمورفولوجية والحيوية والبشرية، كمقومات هامة في صناعة السياحة الحديثة، كما أن اتساع الحيز المكاني الجغرافي العربي يزيد من احتمالية اشتماله على مـوارد طبيعية متنوعة. وعليه يتحدد توزيع الظواهر الجغرافية إلى حد كبير بسعة مساحة الوطن العربي التي تنتشر فيه تلك الظواهر.

أما من حيث الامتداد،  فيبلغ أقصى امتداد للوطن العربي من المحيط الأطلسي غرباً إلى الخليج العربي شرقاً مسافة 6700كم بين خطي طول 17 غرباً و60 شرقاً، ويصل امتداده بين درجتي عرض 2 جنوب خط الاستواء و37 شمالاً مسافة تبلغ نحو 4800كم، ويستثنى من ذلك الامتداد دولة جزر القمر، ويترتب على امتداد الوطن العربي تنوع أنماط عناصره المناخية: كالأمطار والحرارة، ونباتاته الطبيعية، وتربه، وتنوع موارده الطبيعية، ومحاصيله الزراعية، وأنشطته البشرية.