المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



آراء حول الحرية  
  
1679   08:03 صباحاً   التاريخ: 24-4-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص21ـ 24
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 5691
التاريخ: 24-4-2017 7267
التاريخ: 3-7-2019 2205
التاريخ: 19-12-2020 2760

البحث المتعلق بالحرية وأبعادها يشغل مساحة واسعة في الفلسفات والمذاهب وفيه عقائد وآراء متنوعة، ودخل هذا البحث أيضاً في علم النفس وعلم الثقافة والتربية وطرح أصحاب الرأي آراء بصدد ماهيتها وحدودها وان الأساس في ذلك هو عندما يطرح موضوع الحرية على بساط المناقشة يجب علينا تشخيص المقصود منها والمعنى المعني لها، وهل أن المقصود هو حرية الغرائز والميول، والانطلاق في ارتكاب الجريمة والجناية والظلم والجور وغصب حقوق الآخرين وتأييد الأعمال الناشئة عن الأهواء؟

أم أداء الأعمال والسلوكيات التي تشتمل على الأفكار الخيّرة أيضاً؟

مفاهيم الحرية

يمكن تحديدها بنوعين:

- مفاهيم سطحية: يعتقد فيها جواز فعل اي شيء يرغب بفعله الفرد ولا يحق لأحد التدخل بذلك وهنا ستعم الفوضى والاضطراب وهذا سيؤدي إلى تعرض حياة المجتمع إلى الخطر.

- مفاهيم علمية: وفيها يكون المرء حر في تحقيق رغباته المناسبة والقيام بالأعمال والسلوكيات العقلائية والقانونية والشرعية بدون أي حد لذلك أو تدخل من شخص ما.

يمكن إضافة مفهوم آخر هو الأنانية إلى المفاهيم السابقة ويتصف به المستبدون والمغرورون. والذين يفسرون الحرية بالشكل الذي يمنحهم الفرصة لتطبيق رغباتهم الطائشة في المجتمع للوصول الى أغراضهم الخاصة.

والصورة الأخيرة للحرية هي في الواقع الاستعمال السيء لها والتي تحقق أنواع الظلم والجناية في المجتمع البشري، يسعى المستبدون وباسم الحرية أو الدفاع عنها توجيه أقسى الضربات إلى الناس وتعريضهم لأشد الضغوط من أجل تحقيق رغباتهم الشخصية ومثالها جلياً في دنيا السياسة

رؤية علماء الغرب

تكلم الكثير من العلماء والفلاسفة حول الحرية وطرحوا الكثير من الآراء الواقعية أو الضيقة عبر هذه القناة، منهم:

- هيجل: الحرية تعني اتباع القانون.

- جان استوارت: رغبة الحرية تعني تحقيق المنافع الشخصية عبر السبيل المنتخب من قبل الفرد دون حرمان الآخرين من الوصول إلى منافعهم أو الحيلولة دون ذلك.

- ولتر: الحرية هي القدرة التي يستعملها الإنسان للقيام بأعماله المرادة والتي لها حكم الضرورة المطلقة(1).

- فرويد: ويعتقد أن إشباع جميع الميول الغريزية يؤدي إلى اللذة(2).

- روسو: الحرية عبارة عن طاعة القانون الموضوع من قبل الإنسان نفسه(3).

- البعض الآخر يعبر عنها بطاعة القانون الطبيعي(4)، والقانون الطبيعي هو القانون الموجود في نظام الخلقة وعالم الطبيعة والذي يستفيد منه الحيوان والنبات بصورة لا يشعر معها بمحدودية ما.

- مونتسكيو: الحرية عبارة عن حق الفرد بعمل ما يجيز له القانون بفعله، ولا يجبر على فعل أمر منعه القانون أو شخص بعدم صلاحيته للفرد(5).

- توجد آراء أخرى في هذا المجال وفي بعضها منافع وفوائد(6)، وأحياناً يستخلص منها معنى الحرية الفردية والحرية(7)، ... وتفصيلها يحتاج إلى كتاب مستقل.

بناء الحرية

تقوم الحرية بجميع اشكالها على عوامل ثلاث:

1ـ التدخل في الأعمال والإجراءات وفق الميل والرغبة والإرادة المستقلة. في هذه الصورة يستطيع الفرد انتخاب سبيله من بين السبل المتعددة من أجل الوصول إلى المقصد المنشود.

2ـ القدرة على أداء العمل في ظل الفكر والتعقل والقوة الروحية والجرأة ويستطيع بها تغيير لون الحياة وشكلها.

3ـ قوة الميل والاختيار والتي تعد أولاً المحرك للإنسان والهدف لأجل الإقدام على أمر ما، وتعتبر ثانياً سبباً لتكليفه مقابل الحسن والرديء عموماً هناك أصل منطقي وتفكر صحيح في موضوع الحرية يساعد على رفع قيمتها ويؤدي إلى تجلي الشخصية وسموها وبالاستعانة بها يمكن للإنسان الحفاظ على نفسه ومجتمعه ويوفر الأرضية الملائمة للتعالي والتكامل، وهو أن الإنسان ما دام يمتنع عن قبول سيطرة الآخرين على أعماله وإشرافهم وتفتيشهم فإن ادعائه بالحرية باطل، يجب عليه استحصال الحرية التي كما يعبر عنها أحد العلماء بأنها أساس جميع القيم(8).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ من الليبرالية إلى الاشتراكية.

2ـ هاشم رضى، أفكار فرويد ص18.

3ـ الاتفاق الاجتماعي ص25.

4ـ المذهب الطبيعي.

5ـ منتيسكيو.

6ـ أوتيليتاريم.

7ـ اكزيستانسياليم.

8ـ جان بل سارتر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.