الأسباب السياسية: تشكل الأسباب السياسية عاملاً مؤثراً في الهجرة، إذ أن القمع والاضطهاد وتقييد حرية الفكر والانتماء ساهمت في حركة نزوح سكانية كبيرة، لاسيما بالنسبة للدول ذات الأنظمة الدكتاتورية(*)، وهو أمر له مثال حسن في العراق خلال عقد الثمانينيات من القرن المنصرم، وقد تزايدت حالات القمع والاضطهاد بعد النجاحات التي أحرزتها حركات التغيير في الأنظمة السياسية العربية(1). كما تسهم الحروب أيضاً في نزوح أعداد كبيرة من السكان بحثاً عن الأمان وهرباً من مخاطر الصراعات، وقد أشارت الأمم المتحدة أن عدد الناس الذين يرغمون على ترك منازلهم داخل بلدانهم في مختلف أنحاء العالم قفز من 17 مليون في عام 1997 إلى أكثر من 27 مليون في عام2009(2). كما يتمثل العامل السياسي في محاولة بعض الدول اتخاذ سياسة سكانية تحاول معها إعادة توزيع السكان من خلال الترغيب في الهجرة إلى أماكن معينة أو وضع محددات وضرائب لسكن بعض المناطق لدواع أمنية أو اقتصادية أو لأمور تتعلق باكتظاظها سكانياً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) يقدر عدد اللاجئين في البلدان العربية بنحو 7.5 مليون لاجئ في العام 2008 وفقا للأرقام التي سجلتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط (الأونروا)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ويمثل ذلك نسبة 46.8 في المائة من العدد الإجمالي للاجئين في العالم المسجلين لدى المفوضية السامية ووكالة الأونروا في العام 2008، والبالغ عددهم 16 مليون. (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المكتب الإقليمي للدول العربية تقرير التنمية الإنسانية العربية، طبع شركة كركي للنشر، بيروت، 2009، ص9).

(1) التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية لعام 2012، حالة حقوق الإنسان في العالم، ص3.

(2) United Nations, (2010), United Nations population fund, NewYork.,p.41