أنواع الفقر

الفقر من المصطلحات المتداخلة مع مفاهيم أخرى كالحرمان وانعدام المساواة والعوز والتهميش والهشاشة (مخطط 11)، وتختلف حدة الفقر كما تختلف تأثيراته تبعاً لعوامل ومتغيرات مختلفة منها ما يخص الوسط البيئي للفقير، ومنها ما هو مطلق يختص بالفقير أو المعوز نفسه. ويقسم الفقر بحسب الأمم المتحدة إلى الأصناف الآتية(1):

- الفقر البشري Human Poverty ويقصد به النقص إلى الإمكانات الإنسانية الضرورية للإنسان كسوء التغذية أو الافتقار إلى الخدمات الصحية والحرمان من السكن الملائم.

- فقر الدخل Income Poverty أي الافتقار إلى أدنى حدود الدخل والقدرة على الانفاق.

- الفقر المفرط Extreme Poverty ويعني انعدام القدرة على إشباع الحاجات الغذائية الضرورية.

- الفقر الإجمالي Overall Poverty: وهو أدنى حدود الفقر، ويعني عدم القدرة على إشباع الحاجات الأساسية غير الغذائية.

- الفقر النسبي Relative Poverty وهو النوع الذي تحدده مستويات ومعايير تختلف من دولة إلى أخرى ومن اقليم إلى آخر، وهو معرض للارتفاع والانخفاض بحسب ارتفاع الدخول وانخفاضها.

- الفقر المدقع Absolute Poverty وهو الذي يحدد وفقاً لمقياس معين كان يكون دولاراً واحداً أو دولارين في اليوم وهو أيضاً يختلف بحسب البلدان.

ويقسم الفقر من حيث مدته الزمنية إلى: الفقر العابر الذي يحدث لمرحلة زمنية كأن تكون موسماً معيناً أو سنة ما، وغالباً ما يصيب أصحاب المهن الموسمية كالمزارعين أو صيادي الأسماك أو الرعاة، الذين يرتبط كسبهم بموسم معين، أو يكون نتيجة أزمة اقتصادية أو عسكرية أو سياسية عابرة أو كارثة طبيعية. وهناك الفقر المزمن أو الدائم، ويحدث عندما يكون هناك نقص حاد في هيكل النظام الاقتصادي للشخص لأسباب وعوامل متشابكة قد تستمر لعشرات السنين، أو ينقل من جيل إلى آخر. ومن الطبيعي أن تكون آثار هذا النوع من الفقر أشد وأكثر تأثيراً من النوع الأول، ويسمى بالفقر الثابت المتواصل أو الفقر الجماعي الهيكلي.

وهناك أنواع متعددة من الفقر إلى جانب الفقر المادي، منها: فقر المشاركة، وفقر الحماية والأمان، وفقر الحاجة والحرمان، وهي مفاهيم مترابطة. فالفقير يعاني من الحرمان لذا يعرف الفقر بأنه الحرمان المادي الذي تبرز مظاهره في انخفاض استهلاك الغذاء كماً ونوعاً، فضلاً عن تدني الحالة الصحية وانخفاض المستوى التعليمي والسكني، وعدم توفر الاحتياطي أو الضمان لمواجهة الحالات الصحية الطارئة كالأمراض والكوارث الطبيعية والبطالة والأزمات(2).

وبحسب تقرير التنمية البشرية لعام 2010، فإن الفقر لا يعني عدم كفاية الدخل فحسب، بل يتجاوزه إلى أبعاد أخرى، منها تدهور الصحة وسوء التغذية، وتدني مستوى التعليم والمهارات، وعدم كفاية موارد العيش، وعدم توفر السكن اللائق، والإقصاء الاجتماعي، وعدم المشاركة، وهذا هو الفقر الذي يعيشه كثيرون في مختلف أنحاء العالم، ومقياس الفقر الأكثر شيوعا في الوقت الحاضر هو فقر الدخل، ويستعمل فيه خط الفقر الوطني أو معيار دولي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) UNDP, (1998), Poverty report. Overcoming Human Poverty . N. y.

(2) محمد حسين باقر، قياس الفقر في دول اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، سلسلة دراسات مكافحة الفقر، العدد(3)، نيويورك، الأمم المتحدة، 1996، ص1.