المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التركيب الداخلي للمدينة
5-1-2023
تباين حجم الحمولة النهرية - التباين في طاقة النهر
7/9/2022
Series Resistors
20-12-2020
متذبذب لاتوافقي anharmonic oscillator
6-11-2017
عدم وجوب الزكاة على‌ المكاتب إذا لم ينعتق بعضه‌
25-11-2015
(المجانبة) .. موقف السلبي من الذكر
9-05-2015


النزعة العدوانية عامة  
  
1625   08:29 صباحاً   التاريخ: 11-1-2023
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص167 ــ 170
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-18 1243
التاريخ: 2023-02-08 1224
التاريخ: 12-1-2023 1166
التاريخ: 11/12/2022 1358

تختلف تعاريف العلماء لهذه النزعة، بحيث ينظر إليها كل منهم من وجهة نظره الفلسفية. ففي حين يراها (أدلر)، بأنها التعبير عن إرادة القوة فإن (فرويد)، يراها سلوكاً واعياً ناتجاً عن غريزة الموت، وقد افترض فرويد وجود هذه الغريزية، وجعلها مسؤولة عن الحرب والتدمير بالإضافة إلى السلوك العدواني(*)، (أما ـ فيليب هاريمان ـ فيشير إلى أن السلوك العدواني هو سلوك تعويضي عن الاحباط المستمر، وهو السلوك الذي يقصد به إيذاء شخص آخر أو جرحه بما يتناسب مع كثافة الإحباط ،إذ كلما زاد إحباط الفرد كلما زاد عدوانه، أما ـ هلجارد ـ فيرى أن العدوان نشاط هدام، ويقوم به الفرد لإلحاق الأذى بالآخرين، سواء بطريق الاستهزاء والسخرية والهجاء أو بإحداث الأذى والألم الجسدي، أما ـ أنطوني ستور ـ فيرى بأن الإنسان هو أكثر الأجناس تدميراً لبني جنسه وأكثرها حباً واستمتاعاً بممارسة القوة مع بني جنسه)(1)، وما مظاهر العنف والوحشية التي نسمع ونقرأ عنها سوى الدليل الثابت على ذلك.

والعدوانية على عدة أنواع: فهناك العدوان المباشرة الذي يوجه إلى الشخص الذي سبب لنا الإحباط، وهناك العدوان المزاح أو المستبدل، وفيه يوجه العدوان إلى شخص آخر، هو غير الشخص الذي سبب لنا الأذى أو الفشل، وخاصة إذا كان الشخص الأساسي زكياً. فالموظف الذي لا يستطيع التعبير عن غيظه في وجه رئيسه لأسباب وظيفية وقانونية، فإنه يكبت هذا الغيظ حتى إذا ما أساءه ابنه أو زوجته، أفرغ ذلك الغضب على طريقه (فش الخلق) أو (كبش الفداء).

وقد يكون العداء صريحاً أو خفياً أو مقنعاً، فقد يستخدم منهجاً لتصريف الانفعال لإيجاد منفذ أو مخرج للعداوة المكبوتة ولإزالة السلبية.

وغالباً ما تطرح التساؤلات عند إثارة هذا الموضوع وهي: هل الإنسان خير أم شرير؟، وهذا مبحث قديم، للدين رأي جوهري فيه، وللعلماء آراؤهم والأقرب إلى الحقيقة هو أن الإنسان يولد ولديه النزعات الخيرة والشريرة، كما في منطوق الآية الكريمة: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}[الشمس: 7 - 10]، ولكن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والأسرية تلعب دوراً في تشكيل الواحدة منها على حساب الأخرى. والإنسان ليس خيراً صرفاً، ولا شريراً صرفاً، ومن أجل ذلك يعود (ستور) ليرى أن تعريف العدوان هو عملية صعبة.

وكلمة عدوان تتخذ معان كثيرة، ومن أجل ذلك فإن تعريفها يعتبر أمراً صعباً. ولا يوجد حد فاصل في استعمال (لفظة) العدوان في مواقع مختلفة. فالعدوان عمل بطولي إذا تمثل بقتال لمصلحة الوطن وصد الأعداء، وهو مذموم ومستنكر، إذ توجه نحو قتل الأبرياء، والعدوان على السلطة تخريب وإجرام في نظر المسؤولين المعتدى عليهم على رأس هذه السلطة، وهو عمل رائع وتحريري في نظر الشعب الذي يتوق إلى إزالة السلطة الحاكمة والخلاص منها.

وهكذا ترتدي اللفظة رداء المفاهيم السياسية والأيديولوجية التي تكتنفها والتي تسود المناطق التي تحدث فيها.

ويلاحظ (ستور)، أننا حتى في كتاباتنا نشير بطريقة لا شعورية إلى بعض معاني العدوانية، ونستخدم كثيراً من الفاظها، فنحن نقول مثلاً: (نحن نهاجم المشكلة، أو نعمل أنيابنا فيها، أو نناضل للتغلب على الصعوبات، ونذلل الصعوبات، وتقهرها)، وهذه ألفاظ تدل جميعها على خلفية عدوانية.

والعدوانية تكتسب حسب رأي ستور هنا بعداً فلسفياً جديداً، اذ لم تعد للحماية من الهجوم الخارجي، بل لكل الإنجازات العقلية والحصول على الاستقلال وقصص التاريخ حافلة بهذه المعاني، وهذا مصدر عزة وافتخار لا يمكن تجاهله أو إهماله.

والحقيقة فإن نفس النزعة التي مكنت الانسان من قهر مصاعب الحياة، والتغلب على عوامل الطبيعة، والوصول بالمجتمعات إلى هذه الحالة الحضارية الراقية، ستكون هي نفسها، وبعد اكتشاف الأسلحة النووية مصدر خراب الكون وفنائه.

ومن هنا فإن مسألة العدوانية كمفهوم خرجت من حيز المعامل النفسية، حيث يقوم علماء النفس بتحديدها وتشريحها، متقصين جذورها النفسية والتربوية والاجتماعية، فقد خرجت هذه اللفظة إلى الميدان الواسع والشامل، حيث باتت تنطوي على مضامين اجتماعية وسياسية متنوعة ومتفرعة ومتغيرة بشكل دائم، ولم يعد بالإمكان فصل انفعال العدوان عن الحياة الواقعية اليومية.

وبعض العلماء أصبح ينظر إلى العدوانية كضرورة نفسية لا بد منها حتى، (الطفل السوي فهو في حاجة إلى أن يظهر بعض مظاهر العدوان تجاه الكبار والصغار، والطفل الذي لم يتشاجر في حياته مع أحد، فلابد وأنه عاجز عن إقامة علاقات واتصالات مع غيره)(2)، وبعض ما نفسره بالعدوانية في سلوك الأطفال، قد لا يكون كذلك. فما نطلق عليه عملية التخريب المتمثلة بتحطيم الطفل للعبته، فهذا ليس تخريباً، إنه يحطمها حتى يعلم ما بداخلها أو ماذا يحركها، أو مما صنعت؟، ويريد أن يقوم بتجربة بدائية على طريقته - بدافع الفضول العلمي الفطري لمعرفة حقيقتها، وعلينا أن نؤمن نحن المربين للطفل المجالات للاكتشاف وإشباع الفضول العلمي هذا بطريقة تربوية منظمة، وخلق أجواء النشاطات الكافية لامتصاص طاقته الحركية، واحتواء المظاهر العدوانية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) انظر (فرويد)، تأليف ادغار بيتش، ترجمة تيسير شيخ الأرض.

1ـ د. عبد الرحمن العيسوي، الإرشاد النفسي، ص359.

2ـ المصدر السابق، ص51. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.