المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5921 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


شرح الدعاء (الثالث والعشرون) من الصحيفة السجّاديّة.  
  
795   11:03 صباحاً   التاريخ: 2023-10-17
المؤلف : السيّد محمد باقر الداماد.
الكتاب أو المصدر : شرح الصحيفة السجّاديّة الكاملة.
الجزء والصفحة : ص 231 ـ 239.
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

وكان من دعائه (عليه السلام) إذا سأل الله العافية وَشكرها:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَلْبِسْنِي عَافِيَتَكَ، وَجَلِّلْنِي (1) عَـافِيَتَكَ، وَحَصِّنِّي بِعَـافِيَتِـكَ، وَأكْـرِمْنِي بِعَافِيَتِكَ، وَأغْنِنِي بِعَافِيَتِكَ، وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَافِيَتِكَ، وَهَبْ لِي عَافِيَتَكَ، وَأَفْرِشْنِي (2) عَافِيَتَكَ، وَأَصْلِحْ لِي عَافِيَتَكَ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَ عَافِيَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَعَافِنِي عَافِيَةً كَافِيَةً شَافِيَةً عَالِيَةً نَامِيةً، عَافِيَةً تُوَلِّدُ فِي بَدَنِي الْعَافِيَةَ، عَافِيَةَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِالصِّحَّةِ وَالأمْنِ، وَالسَّلاَمَةِ فِي دِيْنِي وَبَـدَنِي، وَالْبَصِيرَةِ فِي قَلْبِي، وَالنَّفَاذِ فِي أمُورِيْ، وَالْخَشْيَةِ لَكَ، وَالْخَوْفِ مِنْكَ، وَالْقُوَّةِ عَلَى مَا أَمَرْتَنِي بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ، وَالاجْتِنَابِ لِمَـا نَهَيْتَنِي عَنْهُ(3) مِنْ مَعْصِيَتِـكَ. اللَّهُمَّ وَامْنُنْ عَلَيَّ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَزِيَارَةِ قَبْرِ رَسُولِكَ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكَاتُكَ عَلَيْهِ (4) وَعَلَى آلِهِ، وَآلِ رَسُولِكَ (5) عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي، فِي عَامِي هَذَا وَفِي كُلِّ عَام، وَاجْعَلْ ذَلِكَ مَقْبُولاً مَشْكُوراً مَذْكُوراً لَدَيْكَ، مَذْخُوراً عِنْدَكَ، وَأَنْطِقْ بِحَمْدِكَ وَشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ، وَحُسْنِ الثَّناءِ عَلَيْكَ لِسَانِي، وَاشْرَحْ لِمَرَاشِدِ دِينِكَ قَلْبِي، وَأَعِذْنِي وَذُرِّيَّتِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم  (6) وَمِنْ شَرِّ السَّامَّةِ (7) وَالْهَامَّةِ (8) وَالْعَامَّةِ، وَاللاَّمَّةِ (9) وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطَان مَرِيد، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ سُلْطَان عَنِيد، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ مُتْرَف حَفِيد (10) وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ضَعِيفٍ وَشَدِيدٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَرِيفٍ وَوَضِيعٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِير، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ قَرِيْبٍ وَبَعِيدٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لِرَسُولِكَ وَلأهْلِ بَيْتِهِ حَرْبَـاً مِنَ الْجِنِّ (11) وَالإنْسِ(12) وَمِنْ شَرّ كُلِّ دَابَّة أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إنَّكَ عَلَى صِرَاط مُسْتَقِيم. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وآلِهِ، وَمَنْ أَرَادَنِي بِسُوء فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَادْحَرْ عَنِّي مَكْرَهُ، وَادْرَأ عَنِّي شَرَّهُ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، وَاجْعَلْ بَيْنَ يَدَيْهِ سَدّاً، حَتَّى تُعْمِيَ عَنِّي بَصَرَهُ، وَتُصِمَّ عَنْ ذِكْري سَمْعَهُ، وَتُقْفِلَ دُونَ إخْطَارِي قَلْبَهُ  (13) وَتُخْرِسَ عَنَي لِسَانَهُ، وَتَقْمَعَ رَأسَهُ  (14) وَتُذِلَّ عِزَّهُ، وَتَكْسِرَ جَبَرُوتَهُ، وَتُذِلَّ رَقَبَتَهُ، وَتَفْسَخَ كِبْرَهُ، وَتُؤْمِنَنِي مِنْ جَمِيْعِ ضَرِّهِ وَشَرِّهِ وَغَمْزِهِ وَهَمْزِهِ وَلَمْزِهِ وَحَسَدِهِ وَعَدَاوَتِهِ وَحَبَائِلِهِ وَمَصَائِدِهِ، وَرَجْلِهِ وَخَيْلِهِ، إنَّكَ عَزِيز قَدِيرٌ (15).

 

(1) قوله عليه السلام: وجلّلني

من جلّله بكذا إذا غطّه وعمّه به وألبسه إيّاه، كما يتجلّل الرجل بالثوب.

قال في الصحاح: جلّل الشيء تجليلاً، أي: عمّ. والمجلّل: السحاب الذي يجلّل الأرض بالمطر، أي: يعمّ. وتجليل الفرس، أن تلبسه الجلّ (1).

وفي النهاية: جلّله أي: غطّاه، ومنه في حديث الاستسقاء: والبلاء مجلّلاً على البناء للفاعل، أي: يجلّل الأرض بمائه أو بنباته، ويروى بفتح اللام على المفعول(2) كما في دعاء رؤية الهلال: "والعافية المجلّلة".

 

(2) قوله عليه السلام: وأفرشني

في نسخة شيخنا الشهيد وبخطّه «معاً» يعني الهمزة إمّا للقطع أو للوصل، من أفرش فلان فلاناً أمره إذا أوسعه إيّاه، وكذلك فرشه أمره، أو من أفرش فلان فلاناً بساطاً، أي: بسط له، وكذلك فرشه إيّاه فرشاً وفرّشه إيّاه تفريشاً أيضاً.

 

(3) قوله عليه السلام: لما نهيتني عنه

هذه اللام: إمّا بمعنى «عن» كما في قوله سبحانه: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} (3) أي: عن الذين آمنوا، أو بمعنى «من» كما في سمعت له صراخاً، أي: منه، أو من التي تزاد لدعم المعنى، فإنّ الاجتناب يتعدّى بنفسه لا بالحرف، يقال: عرضه كذا، ثمّ تزاد اللام الداعمة، فيقال: عرضه له.

 

(4) قوله عليه السلام: صلواتك عليه ـ إلى قوله ـ وبركاتك عليه

ليس في نسخة ابن إدريس إلّا «عليه» الأخيرة، كذا بخطّ الشهيد.

 

(5) قوله عليه السلام: وآل رسولك

بالعطف على رسولك، أي: وزيارة قبر آل رسولك.

 

(6) قوله عليه السلام: من الشيطان الرجيم

فعيل بمعنى المفعول، وهو المرجوم، أي: المطرود من صقع الله تعالى، والمبعد من جنابه ومن باب رحمته سبحانه، أو المرجوم بالكواكب، لما في التنزيل الكريم: «وجعلناها رجوماً للشياطين» (4).

وأصل الرجم الرمي بالحجارة، قالوا: ومعنى كونه رجوماً للشياطين أنّ الشهب التي تنقض في الليل وترجم بها الشياطين منفصلة من نار الكواكب ونورها (5) وهي مسبّبة عنها، لا أنّهم يرجمون بالكواكب أنفسها.

وقال رهط: الرجوم هي الظنون التي تحرز وتظنّ، ومنه قوله سبحانه: {.. رجماً بالغيب} (6) وهي ما للمنجّمين من الظنون والأحكام على اتّصالات الكواكب وانفصالاتها، وإيّاهم عنى بالشياطين، فإنّهم شياطين الإنس.

وذكر المفسّرون في: {إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (7) أي: اُجيرها وذرّيّتها بحفظك. عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: ما من مولود يولد إلّا والشيطان يمسّه حين يولد، فيستهلّ من مسّه إلّا مريم وابنها.

ومعناه إنّ الشيطان يطمع في إغواء كلّ مولود بحيث يتأثّر منه إلّا مريم وابنها، فإنّ الله تعالى عصمها ببركة هذه الاستعاذة، وكذلك الأمر في قول الإمام عليه السلام: وأعذني وذرّيّتي من الشيطان الرجيم.

 

(7) قوله عليه السلام: ومن شرّ السامة

أي: من شرّ الخاصّة، من سمت النعمة إذا خصّت، ويقال: أصله السمة الخاصّة والأقارب، أو من شرّ ذات السمّ، أو من شرّ الذين يتّبعون العورات ويتحسّسون المعائب، من فلان يسمّ ذلك الأمر، أي: يسبره وينظر ما غوره.

 

(8) قوله عليه السلام: والهامّة

الهامّة واحدة الهوام. قال الجوهري: ولا يقع هذا الاسم إلّا على المخوف من الأجناس(8).

وقال المطرّزي الهميم الدبيب، ومنه الهامّة من الدوابّ ما يقتل من ذوات السموم كالعقارب والحيّات. وأمّا حديث ابن عجرة: «أتؤذيك هوامّ رأسك» فالمراد بها القمّل على الاستعارة. وكأنّ ابن الأثير أيضاً عني ذلك، حيث قال: الهامّة كلّ ذات سمّ يقتل، والجمع الهوامّ، فأمّا ما يسمّ ولا يقتل فهو السامّة كالعقرب والزنبور، وقد يقع الهوامّ على ما يقع (9) من الحيوان وإن لم يقتل، ومنه حديث كعب بن عجرة: «أتؤذيك هوامّ رأسك» أراد القمّل (10).

 

(9) قوله عليه السلام: واللامّة

إمّا المراد بها الأجنّة التي تصيب الإنسان بسوء، من قولهم أصاب فلاناً من الجنّ لمّة، أي: مسّ وشيء قليل، أو كلّ نازلة شديدة من اللمّة الشدّة، والملمّة النازلة من نوازل الدنيا، أو كلّ عين يصيب الإنسان بسوء.

وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: أعوذ بكلمات الله التامّة من شرّ كلّ سامّة ومن كلّ عين لامّة أي: ذات لمم. قال ابن الأثير: لم يقل: «ملمّة» وأصلها من الممت بالشيء ليزاوج قوله: من شرّ كلّ سامّة (11).

 

(10) قوله عليه السلام: ومن شرّ كلّ مترف حفيد

أي: كلّ من أطغته النعمة، وهو سريع مسارع إلى الشرّ والقطع، من الحفد السرعة، وسيف محتفد أي: سريع القطع، أو كلّ مترف هو محفود، وهو الذي يخدمه أصحابه ويعظّمونه ويسرعون في طاعته. على أن يكون فعيلاً بمعنى المفعول.

وفي نسخة «س» حقيد بالقاف، ومعناه: كلّ مترف ذي حقد. والقاصرون قد اُشكل عليهم الأمر في هذا المقام، و«مترف» على صيفة المفعول، أي: كلّ متنعّم ذي مال، على ما في التنزيل الكريم: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} (12) أي: أمرنا متولّيها ومتنعّميها بالطاعة والإحسان والمعروف وايتاء الزكاة أو كلّ طاغٍ بطر، من قولهم: أترفته النعمة وسعة العيش، أي: أطغته وأبطرته. وقد يراد بالمترف المنهمك في ملاذ الدنيا وشهواتها، ومنه قوله عزّ من قائل: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ}(13).

حاشية اُخرى: و«حفيد» بالفاء بعد المهملة فعيل: إمّا بمعنى مفعول، أي: محفود، وهو الذي يخدمه أصحابه ويعظّمونه ويسرعون في طاعته، أو الذي هو ذو حفدة، أي: ذو خدم وأعوان، أو الذي له حفدة، أي: بنون وأولاد الأولاد وأقارب أحمّاء.

وإمّا بمعنى فاعل، أي: حافد، والمراد به كلّ من يسارع إلى الشرّ ويسرع في [الخطيئة و] القطيعة. وأصل الحفد السرعة، وسيف محتفد أي: سريع القطع، ومنه في الدعاء: إليك نسعى ونحفد. أي: نسرع في العمل والطاعة.

وفي نسخة «س» حقيد بالقاف أي: حاقد، ومعناه: كلّ مترف طاغٍ بطر ذي حقد أو حقود، على أن يكون الفعيل من أبنيته المبالغة. وبخطّ «كف» حقود مكان «حقيد»، والقاصرون قد اُشكل عليهم الأمر في هذا المقام.

 

(11) قوله عليه السلام: ولأهل بيته حزباً من الجنّ

كنّا قد أسلفنا في الحواشي أنّ الجنّ ليست جمعه الأجنّة، لأنّ أفعلة إنّما يكون جمع فاعل، كالوادي والأودية، وجمع فعال كضماد وأضمدة، وجمع فعال كفؤاد وأفئدة، وجمع فعال كلواء وألوية، وجمع فعيل كعزيز وأعزّة وحبيب وأحبّة، وجمع فعول كعمود وأعمدة، ولا يكون جمع فعل.

والجنّ ليس هو اسم؛ لعدم صحّة إطلاقه على الواحد بل اسم الجمع والواحد جنّي، والجنّة إسم طائفة الجنّ، وإطلاق الأجنّة على الجنّ كما هو الذائع الشائع الدائر على الألسن بصحيحة من سبيلين:

الأوّل: أنّها جمع الجنين، والجنين هو المستور والمستتر، فعيلاً بمعنى المفعول، أو بمعنى الفاعل، ومنه سمّي ما في الرحم جنيناً لاستتاره وكلّ جنّي فهو مستور مستتر، فيكون كلّ جنّي جنيناً والجنّ أجنّة. قال ابن الأثير في النهاية: جنّه جنّاً إذا ستره، ومنه الحديث «جنّ عليه الليل» أي: ستره، وبه سمّي الجنّ لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار، ومنه سمّي الجنين لاستتاره في بطن اُمّه (14) انتهى.

وهذا سبيل علّامة زمخشر في أساس البلاغة، إذ قال: جنّه ستره فاجتنّ واستجنّ بجنّة استقر بها، واجتنّ الولد في البطن وأجنّته الحامل، وتقول: كأنّهم الجانّ (15).

وكذلك ابن فارس قال في مجمل اللغة: وسمّي الجنّ لأنّها تتّقى ولا ترى (16).

وكذلك الفيروزآبادي قال في القاموس: وأجنّ عنه واستجنّ استتر، والجنين الولد في البطن، جمع أجنّة، واجنن كلّ مستور (17) انتهى كلامه.

الثاني: أنّها جمع الجانّ؛ لأنّ فاعلاً يجمع على أفعلة. والجانّ الشيطان على ما في النهاية الأثيريّة (18) أو هو أيضاً إسم الجمع كالجنّ على ما عليه الأكثر وقيل: هو الوهم. قال المطرّزي في المغرب: والجانّ أيضاً حيّة بيضاء صغيرة (19) أو واحدة الحيّات التي تكون في البيوت.

وفي النهاية: هو الدقيق الخفيف من الحيّات (20).

وقال العزيزي في غريب القرآن: جان جنس الحيات، وجانّ واحد الجنّ أيضاً (21).

ثمّ إنّ هنالك ضرباً من التفصيل قد تلوناه عليك فيما قد سلف.

 

(12) قوله عليه السلام: والإنس

الإنس لفظ جمع والواحد إني، فالإنسان جنس للبشر، ريمت النسبة إليه فقيل: إنسيّ، ثمّ جعل الإنس جمعاً له يطرح بالنسبة. هذا أحقّ ما قالته العلماء الأدبيّون. وربّما يقال: الاُناسي أيضاً جمع الإنسي مثل كرسي وكُراسي.

قال العزيزي في غريب القرآن: ويجوز أن يكون اُناسي جمع إنسان، وتكون الياء بدلاً من النون؛ لأنّ الأصل اناسين بالنون، مثل سراحين جمع سرحان وهو الذئب(22).

 

(13) قوله عليه السلام: دون إخطاري قلبه

دون هنا إمّا بمعنى نقيض فوق، والقصور عن حدّ وغاية، أو بمعنى وراء، أي: اجعل (23) قلبه مقفّلاً تحت ما وراء اخطاري بباله قاصراً عن استطاعة الوصول إليه أو بمعنى «عند» أي: اجعله مقفّلاً عند محاولة إخطاري بالبال فلا يستطيع إليه سبيلاً، أو مقفّلاً عن الكيد والمكر عنه ما يخطرني بباله، فلا يكون له ذلك سبيلاً أصلاً.

 

(14) قوله عليه السلام: وتقمّع رأسه

من قمعه كمنعه، إذا ضربه بالمقمعة بإسكان القاف بعد الميم المكسورة وقبل الميم المفتوحة، واحدة المقامع، وهي المعود من حديد، أو شيء كالمحجن يضرب بها رأس الفيل، أو خشبة يضرب بها الإنسان على رأسه.

 

(15) قوله عليه السلام في آخر الدعاء: إنّك عزيز قدير

وفي «خ» بعد ذلك: يا أرحم الراحمين.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. الصحاح: 4 / 1660.

2. نهاية ابن الأثير: 1 / 289.

3. الأحقاف: 11.

4. سورة الملك: 5.

5. في «ن»: ووقودها.

6. سورة الكهف: 22.

7. سورة آل عمران: 36.

8. الصحاح: 5 / 2062.

9. في المصدر: ما يدبّ.

10. نهاية ابن الأثير: 5 / 275.

11. نهاية ابن الأثير: 4 / 272.

12. سورة الاسراء: 16.

13. سورة الواقعة: 45.

14. نهاية ابن الأثير: 1 / 307.

15. أساس البلاغة: 102.

16. مجمل اللغة: 1 / 175.

17. القاموس: 4 / 210.

18. نهاية ابن الأثير: 1 / 308.

19. المغرب: 1 / 97.

20. نفس المصدر: 1 / 308.

21. غريب القرآن: 326.

22. غريب القرآن: 304.

23. في «س»: جلعه.

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.