أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-06
1340
التاريخ: 2023-10-14
941
التاريخ: 18-10-2016
1048
التاريخ: 2024-09-03
453
|
وكان من دعائه (عليه السلام) لأبويه (عليهما السلام):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْـدِكَ وَرَسُولِـكَ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَاخْصُصْهُمْ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَسَلاَمِكَ، وَاخْصُصِ اللَّهُمَّ وَالِدَيَّ بِالْكَرَامَةِ لَدَيْكَ، وَالصَّلاَةِ مِنْكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَلْهِمْنِي عِلْمَ مَا يَجبُ لَهُمَا عَلَىَّ إلْهَاماً، وَاجْمَعْ لِي عِلْمَ ذلِكَ كُلِّهِ تَمَامـاً، ثُمَّ اسْتَعْمِلْنِي بِمَا تُلْهِمُنِي مِنْـهُ (1) وَوَفِّقْنِي لِلنُّفُوذِ فِيمَا تُبَصِّـرُنِيْ مِنْ عِلْمِهِ، حَتَّى لاَ يَفُوتَنِي اسْتِعْمَالُ شَيْء عَلَّمْتَنِيْهِ، وَلاَ تَثْقُلَ أَرْكَانِي عَنِ الْحُفُوفِ (2) فِيمَا أَلْهَمْتَنِيهِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، كَمَا شَرَّفْتَنَا بِهِ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، كَمَا أَوْجَبْتَ لَنَا الْحَقَّ عَلَى الْخَلْقِ بِسَبَبِهِ. أللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ السُّلْطَانِ الْعَسُوفِ، وَأَبَرُّهُمَا بِرَّ الأُمِّ الرَّؤُوفِ، وَاجْعَلْ طَاعَتِي لِوَالِدَيَّ وَبِرِّيْ بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي(3) مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ (4) وَأَثْلَجَ لِصَدْرِي مِنْ شَرْبَةِ الظَّمْآنِ حَتَّى أوثِرَ عَلَى هَوَايَ هَوَاهُمَا، وَأُقَدِّمَ عَلَى رِضَايَ رِضَاهُمَا، وَأَسْتَكْثِرَ بِرَّهُمَا بِي وَإنْ قَلَّ، وَأَسْتَقِلَّ بِرِّي بِهِمَا وَإنْ كَثُرَ. أللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي، وَأَطِبْ لَهُمَا كَلاَمِي، وَأَلِنْ لَهُمَا عَرِيْكَتِي، وَاعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي، وَصَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً، وَعَلَيْهِمَا شَفِيقاً. أللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا 5 تَرْبِيَتِي، وَأَثِبْهُمَا عَلَى تَكْرِمَتِي، وَاحْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي (6) اللَّهُمَّ وَمَا مَسَّهُمَا مِنِّي مِنْ أَذَىً، أَوْ خَلَصَ إلَيْهِمَا عَنِّي مِنْ مَكْرُوه، أَوْ ضَاعَ قِبَلِي لَهُمَا مِنْ حَقٍّ، فَاجْعَلْهُ حِطَّةً (7) لِذُنُوبِهِمَا، وَعُلُوّاً فِي دَرَجَاتِهِمَا، وَزِيَادَةً فِي حَسَنَاتِهِمَا، يَا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِأَضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ. أللَّهُمَّ وَمَا تَعَدَّيَا عَلَيَّ فِيهِ مِنْ قَوْل أَوْ أَسْرَفَا عَلَىَّ فِيْهِ مِنْ فِعْل، أَوْ ضَيَّعَاهُ لِي مِنْ حَقٍّ، أَوْ قَصَّرا بِي عَنْهُ مِنْ وَاجِب، فَقَدْ وَهَبْتُهُ لَهُما، وَجُدْتُ بِهِ عَلَيْهِمَا، وَرَغِبْتُ إلَيْكَ فِي وَضْعِ تَبِعَتِهِ (8) عَنْهُمَا، فَإنِّي لا أَتَّهِمُهُمَا عَلَى نَفْسِي، وَلاَ أَسْتَبْطِئُهُمَا فِي بِرِّي(9) وَلا أكْرَهُ مَا تَوَلَّياهُ مِنْ أَمْرِي. يَا رَبِّ فَهُمَا أَوْجَبُ حَقّاً عَلَيَّ، وَأَقْدَمُ إحْسَانـاً إلَيَّ، وَأَعْظَمُ مِنَّةً لَـدَيَّ مِنْ أَنْ أقَاصَّهُمَا بِعَدْلٍ، أَوْ أُجَازِيَهُمَا عَلَى مِثْل. أَيْنَ إذاً يَا إلهِيْ طُولُ شُغْلِهِمَا بِتَرْبِيَتِي؟ وَأَيْنَ شِدَّةُ تَعَبِهِمَا فِي حِرَاسَتِيْ؟ وَأَيْنَ إقْتَارُهُمَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا لِلتَّوْسِعَةِ عَلَيَّ؟ هَيْهَاتَ مَا يَسْتَوْفِيَانِ مِنِّي حَقَّهُمَا، وَلاَ اُدْرِكُ مَا يَجِبُ عَلَيَّ لَهُمَا، وَلا أَنَا بِقَاض وَظِيفَةَ خِدْمَتِهِمَا، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَعِنِّي يَا خَيْرَ مَنِ اسْتُعِينَ بِهِ، وَوَفِّقْنِي يَا أَهْدَى مَنْ رُغِبَ إلَيْهِ، وَلاَ تَجْعَلْنِي فِي أَهْلِ الْعُقُوقِ لِلآباءِ وَالأُمَّهاتِ، يَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَيُظْلَمُونَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَاخْصُصْ أَبَوَيَّ بِأَفْضَلِ مَا خَصَصْتَ بِهِ آبَاءَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَاُمَّهَاتِهِمْ، يَا أَرْحَمَ الـرَّاحِمِينَ. أللَّهُمَّ لاَ تُنْسِنِي ذِكْرَهُمَا فِي أَدْبَارِ صَلَوَاتِي، وَفِي أَناً مِنْ آناءِ لَيْلِي، وَفِي كُلِّ سَاعَة مِنْ سَاعَاتِ نَهَارِي. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاغْفِرْ لِي بِدُعَائِي لَهُمَا، وَاغْفِرْ لَهُمَـا بِبِرِّهِمَـا بِي مَغْفِرَةً حَتْمـاً، وَارْضَ عَنْهُمَا بِشَفَاعَتِي لَهُمَا رِضَىً عَزْماً، وَبَلِّغْهُمَا بِالْكَرَامَةِ مَوَاطِنَ السَّلاَمَةِ. اللَّهُمَّ وَإنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لَهُمَا، فَشَفِّعْهُمَا فِيَّ، وَإنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُـكَ لِي، فَشَفِّعْنِي فِيْهِمَا، حَتّى نَجْتَمِعَ بِرَأفَتِكَ فِي دَارِ كَرَامَتِكَ وَمَحَلِّ مَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ، إنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ، وَالْمَنِّ الْقَدِيْمِ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
(1) قوله عليه السلام: استعملني بما تلهمني منه
يحتمل عود العائد إلى ما في قوله عليه السلام: «ما يجب لهما» أو إلى علم المضاف إلى "ما".
(2) قوله عليه السلام: عن الحفوف
إمّا من حفّت الأرض إذا يبس نباتها، أي: وحتّى لا تثقل أركاني من التقصير والتفريط في أداء ما ألهمتنيه من حقّهما أو وحتّى لا تثقل أركان من حبل الوزر المسبّب عن التقصير فيما ألهمتنيه، كما في قولهم: ما رؤي عليه حفف ولا ضعف أي: أثر الحفف والضعف، وأمّا قولهم: حفّوه وحفّوا حوله، أي: طافوا به واستداروا حوله. والمعنى: وحتّى لا تثقل ولا تثبط أركاني عن الحفوف بالواجب فيما ألهمتنيه من حقّهما.
وفي نسخة «س» عن الخوف والخفوف: إمّا من قولهم: خفّ القوم خفوفاً أي: قلّوا، وإمّا من قولهم: خفّ خفوفاً، أي: ذهب بعجلة وسرعة، وتقرير المعنى على قياس ما ذكر. وفي «كف» عن الحقوق بإهمال الحاء وقافين من حاشيتي الواو.
(3) قوله عليه السلام: أقرّ لعيني
أي: أسرّ لها وأحبّ إليها من القرّ البرد، يقال للمدعوّ له: أقرّ الله عينك، وللمدعوّ عليه، أسخن الله عينك. وحقيقته أبرد الله دمعك، وأسخن دمعك؛ لأنّ دمعة السرور والفرح باردة، ودمعة الوجد والحزن سخينة. وقد يؤخذ ذلك من القرار، ويقال: معنى أقرّ الله عينك بلغك اُمنيتك حتّى ترضى وتسكن عينيك، ولا تستشرف (1) إلى غيرها.
فعلى هذا أسخن الله عينك معناه أدار الله مستشرفه في انتظار مبتغاتها.
(4) قوله عليه السلام: من رقدة الوسنان
الوسنان والظمآن في اللغة الناعس والعطشان، والمراد بهما هاهنا شديد النعاس وشديد العطش.
(5) قوله عليه السلام: اللهمّ اشكر لهما
نسبة الشكر إليه سبحانه كما نسبة الرحمة ومضاهياتها إليه باعتبار ترتّب الغايات التي هي الأفعال دون حصول المبادئ التي هي الانفعالات، فشكر الله سبحانه لعباده مغفرته لهم ومعاملته إيّاهم بالإحسان والإنعام والإلطاف والإكرام، والشكور في أسماء الله تعالى هو الذي يزكو وينمو عنده القليل من أعمال العباد، فيضاعف لهم الجزاء، فيجازي بيسير الطاعات كثير الدرجات ويعطي بعمل حقير طفيف في أيّام معدودة نعماً جساماً عظاماً في الآخرة غير محدودة ولا معدودة (2).
ويقال من جازى الحسنة بأضعافها: قد شكر على الحقيقة، ومن أثنى على المحسن فيقال أيضاً: إنّه شكر.
(6) قوله عليه السلام: في صغري
بكسر الصاد ضدّ الكبر بكسر الكاف. وربّما يقال(3): الصغر في اللغة بكسر الصاد وفتحها. ونسخ الصحيحة متغايرة بهما. ولم يثبت عندي شيء من ذلك عن أحد من الثقات المعوّل على قولهم، بل الثابت إنّ الصغر بفتح الصاد بمعنى الصغار والهوان.
والجوهري قال في الصحاح: والصغار بالفتح الذلّ والضيم، وكذلك الصغر بالضمّ، والمصدر الصغر بالتحريك (4).
(7) قوله عليه السلام: فاجعله حطّة
الحطّة بكسر الحاء وتشديد الطاء المهملتين هي كلمة وطاعة إذا ما أتى بها، أو ملمّة وأذيّة إذا ما صبر عليها وشكر عندها حطّت الأوزار.
(8) قوله عليه السلام: تبعته
التبعة ـ بكسر الباء الموحّدة بين المفتوحتين ـ ما يتبع الآثام من الوبال والنكال.
(9) قوله عليه السلام: ولا استبطئهما في برّي
أي: لا أحسبهما ولا أعدهما من المبطئين في برّي.
__________________
1. في «ن»: ولا تطرف، وكذا مستطرفة مكان مستشرفة.
2. في «س»: غير مجذوذة ولا محدودة.
3. القائل السيّد نجم الدين «منه».
4. الصحاح: 2، 713.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
في مدينة الهرمل اللبنانية.. وفد العتبة الحسينية المقدسة يستمر بإغاثة العوائل السورية المنكوبة
|
|
|