معنى الفلاح

- {وأولنك هم المفلحون}: الناجون مما منه يوجلون، الفائزون بما يؤملون»(1) .

إشارة: إن المحور الرئيسي للفلاح هو تزكية النفس: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } [الشمس: 9] ، وتزكية النفس لابد أن تكون مشفوعة بـ«أعمال» خاصة ذكر بعضها في سورة «المؤمنون»(2) . وبعضه الآخر مذكور في سور أخرى من القرآن؛ كما أن تزكية الروح تكون مصحوبة بـ(تروك)) معينة يقال لها موانع الفلاح؛ مثل: الظلم، والافتراء، والكذب، وتكذيب آيات الله، ...الخ.

إن الأحاديث، التي ذكرت بشكل موسع في إطار تحليل معنى الفلاح، وعلله عوامله، وكذلك أسبابه وعلاماته، هي مستنبطة من الأصول القرآنية التي قد تمت الإشارة إلى عناصرها المحورية.

لقد ورد ذكر المصداق الابرز للفلاح (وهو وقاية النفس من الشح والتقوى من البخل) في كلام امير المؤمنين عليه السلام : (من اهتم برزق غد لم يفلح أبداً )(3). ومن الجدير بالذكر هنا أنه بين السعي في كسب الحلال وتحصيل الرزق وبين الهم والقلق على رزق المستقبل بون شاسع، حيث أن أحدهما محمود والآخر مذموم.

تنويه: بما أن عنوان المتقين هو صفة مشبهة، وليس اسم فاعل، فإن له معنى إيجابياً. ومن هذا الباب فإن الأوصاف الخمسة التي ذكرت فيهم جاءت على هيئة الفعل المضارع مع الاستمرارية، ونتيجة لذلك جاء البيان في الخاتمة بعنوان صفة الملكة، لا الحال: أولئك على هدى من ولا تنافي بين هذا الموضوع وبين ما جاء في نهاية السورة بصيغة الفعل الماضي؛ إذ على الرغم من ان البيان في اخر السورة اتى على النحو التالي: {آمَنَ الرَّسُولُ ... كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة: 285] ، لكنه في تلك  الآية  أيضاً يستنبط معنى «الملكة» وليس «الحال»؛ إذ جاء التعبير بصيغة المضارع  في نفس  الآية  كالتالي: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285].

____________

1. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري، (صلى الله عليه واله وسلم)84.

2. الآيات 1-1.

3.شرح غرر الحكم، ج 5، ص447.