أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-14
1101
التاريخ: 2024-09-28
209
التاريخ: 2023-10-13
868
التاريخ: 2023-11-04
968
|
وكانت الدولة لا تزال في سِلْمٍ مع البلغار، وكانت علاقتُها ودية مع البندقية ومع خليفة كارلوس الكبير في إيطالية، وكانت الدولة العباسية قد دخلت في طور ضعف وانحلالٍ اشتدَّ فيه نُفُوذُ الأتراك، وعَلَتْ أصواتُ الجواري أمهات الأمراء، وثار العلويون مطالبين بالعرش، ونفر العرب من بني العباس، فتصرف طاهر بن الحسين وخلفاؤه في النفوس لمصلحتهم في خراسان، واستقل حسن بن زيد الديلم في طبرستان وجرجان، ثم تغلب الصفَّارية في سجستان وغيرها وأرادوا مهاجمة بغداد (874)، واستطاع أفَّاقٌ أن يصبح سيد البصرة وأن يمد سلطانه إلى أبواب بغداد، وسلخ أحمد بن طولون التركي مصر والشام وأخذ يجمع الضرائب لحساب نفسه (877)، واكتفتْ بغدادُ بتحريض بعض أُمراء الشام عليه، ثم اعترفتْ دمشقُ بسلطة خمارويه بن أحمد بن طولون، فقضى على الأحزاب المُعادية في الشام (889) واتخذ دمشقَ قاعدةً لملكه. وأراد باسيليوس الأول أن يستغل هذا الظرف لصالحه وصالح شعبه، فقام يحارب على طول الجبهة الإسلامية من شاطئ قيليقية حتى أرمينية وطرابزون، ونجح في دفع المسلمين إلى الوراء في حروبٍ متتاليةٍ بين السنة 871 والسنة 882، فاحتل الممرات الرئيسية عبر طوروس، وقاتل البولسيين بين سبسطية على الهاليس وملاطية على الفرات، ودخل عاصمتهم تفريقية عَنْوَةً في السنة 872 فدمرها تدميرًا وذبح خريسوخيروس صاحبها وعرض رأسه في موكب النصر في القسطنطينية، وفي السنة 873 احتل زبطرة وسميساط. ومع أنه لم يستولِ على ملاطية فإنه قطعها عن دولة العباسيين باحتلاله ما حواليها، وعند السنة 877 كان قد احتل لؤلؤة وجميع ما وقع بين قيصرية ومرعش وأصبح سيد جبال طوروس بسلسلتيها وممراتها (1). وسرَّه أن الخليفة المعتمد اعترف في السنة 885 بدولة أرمينية مستقلة بزعامة آشوت بغرتوني (2)، فأسرع يعترف هو بدوره بالملك الجديد مقدمًا له تاجًا مخاطبًا إياه بالعبارة «الابن الحبيب»، مؤكدًا أن أرمينية ستظل أَعَزَّ حُلفاء الإمبراطورية، ولكنه في الوقت نفسه بَقِيَ على اتصال وثيق بأمراء الابساك والكرج؛ كي لا يستفحل أمرُ آشوت الملك الجديد (3). وأدرك الفسيلفس الجديد خُطُورةَ الموقف في البحر المتوسط وفي الغرب، فإن السيادة على هذا البحر كانت قد استقرتْ في يد المسلمين، وكان هؤلاء قد استقروا في صقلية وفي باري وتارنتوم، وكانوا يُغيرون من هذه القواعد على سواحل الأدرياتيك الشرقية وسواحل إيطالية الجنوبية فيُرعبون سكانها ويعرقلون تجارتها، وما فتئوا حتى ظهروا أمام روما نفسها، وكان قد تبين جليًّا أن أمراء سلرنو وكابوة وبنفنتوم اللومبارديين لا يقوون على الصمود في وجه العرب المسلمين؛ لانقسامهم على أنفسهم انقسامًا لا وحدة بعده، وأن الإمبراطور الغربي لويس الثاني كان قد أصبح ضعيفًا. وكان قد أمَّ القسطنطينية وَفْدان، أحدُهُما يمثل هذا الإمبراطور والثاني يمثل البابا؛ ليَحُثَّا الفسيلفس الجديد على صيانة النصرانية في الغرب ودَفْع خطر المسلمين عنها، فهبَّ باسيليوس لمعونة إخوانه في النصرانية وأنفذ في السنة 868 مائة بارجة حربية بقيادة نيقيطاس أوريغاس إلى الأدرياتيك، وقُدِّر النجاح لهذا القائد البحري فَفَكَّ حصار راغوسة، ثم تَعَاوَنَ مع البنادقة فأعاد النظام والسِّلْم إلى بحر الأدرياتيك، وعادت مدن دلماتية إلى حوزة الفسيلفس، واعترفت دويلات الصرب والكروات بسيادة القسطنطينية (4). وأدى اندفاع باسيليوس الأول في درء الخطر الإسلامي إلى تقرُّبٍ من البابا وتعاوُنٍ مع الإمبراطور لويس الثاني، وبفضل هذا التعاون تَمَكَّنَ لويس الثاني من الاستحواذ على باري في السنة 871، وبعد وفاته أخذ باسيليوس الأُمُور على عاتقه، فاحتل باري في السنة 876 وأَبْقَى فيها حاميةً بيزنطيةً وقائدًا إمبراطوريًّا، وفي السنة 880 دخل ترنتوم عنوةً، ولكنه لم يتمكن من فرض سلطته على صقلية. وسقطت سرقوسة في يد العرب المسلمين في السنة 878، وكان في أثناء هذا كله نصر السوري يجول جولات موفقة في مياه إيطالية الغربية، فيضرب بوارج المسلمين ضرباتٍ أليمة، وما فتئ حتى أحرز نصرًا كبيرًا بالقُرب من جزائر ليباري، فدخلت كابوة وسلرنو ونابولي وبنافنتوم في حماية الروم ودخل البابا يوحنا الثامن في حلفٍ مع الفسيلفس. وجاءَت السنة 885 فأحرز القائد نيقيفوروس فوقاس انتصاراتٍ بريةً عديدةً، تَمَكَّنَ بها من استعادة أمانتة وتروبة وسانتا رفرينة من يد المسلمين كما أخضع جميع ما وقع بين كوسنزة وبرنديزي، فأنشأ في السنة 886 ثيمة لانغوبردية وثيمة كلابرية. واعترف عددٌ كبيرٌ من الأمراء اللومبارديين بسلطة الروم، وأصبح الفسيلفس باسيليوس الأول «صاحب الشوكة المعظم» في جميع أنحاء إيطالية الجنوبية، وأنشأت الكنيسة الأرثوذكسية عددًا لا يستهان به من الأبرشيات في هذه المنطقة عينها (5).
...........................................
1- Vasiliev, A. A., Byzance et les Arabes Sous la Dyn. Macedonienne; Anderson, Campaign of Basil I against Paulicians, Class. Rev., Vol. X; Theophanes Continuatus, Hist., 266–268, 271–276.
2- Laurent, Arménie entre Byzance et l’Islam, 265–283.
3- Vasiliev, A. A., Byz. Emp., 304.
4- Vita Basilii, 290–292; Jirecek, Gesch. Der Serben, I, 198ff; Gay, Italie Meridionale, 49–76.
5- Diehl et Marçais, Monde Oriental, 440-441; Gay, Italie Meridionale, 185ff.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكريّة يطلق دورة في البرمجيات لتعزيز الكفاءات التقنية للناشئة
|
|
|