المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05

خصائص كتابة العنوان
2023-05-28
العربية في عهدها الأخير واللهجات العامية.
2023-08-11
المؤمنون أحياء في البرزخ
5/9/2022
رواد النانو
2023-09-28
القنوات الدولية الهامة - قناة بنما
13-5-2022
جزيئات وأطوار البلورات السائلة
2023-10-10


الاحساس بالحقارة والخلاف  
  
1014   10:58 صباحاً   التاريخ: 2023-12-10
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 63 ــ 65
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره. الإمام الهادي (عليه السلام).

إن تكريم الشخصية هو أحد الواجبات الدينية والعلمية، ومن العوامل المهمة للانسجام وحسن التفاهم، وأما تحقير شخصية الآخرين فهو من التصرفات المرفوضة، ويبعث على الاختلاف العائلي والاجتماعي.

إلاّ ان من اللازم توضيح هذا الامر للجميع، وهو ان احترام الشخصية يختلف عن الغرور والتعالي على الناس. وأن تكريم شخصية الآخرين نموذج للأخلاق، لأنه من الصفات الحميدة، أما الغرور والتوقعات غير الصحيحة للآخرين فدليل على الذلة ومن الصفات الذميمة.

إن تكريم شخصية الناس عمل صحيح ومشروع. ويجب أداؤه، أما الغرور، فهو عمل غير صحيح وغير مشروع. ويجب الابتعاد عنه.

توقع المغرورين

لسوء الحظ أنه يوجد الكثير من الشبان والكهول والشيوخ في الأسر والمجتمعات البشرية، مصابون بانحراف أخلاقي، ومبتلون بمرض الغرور والتعالي، ويتوقعون من الآخرين أن يعتبروا مطالبهم المفرطة دليلاً لكي يحترموا شخصياتهم، وأن يذعنوا لرغباتهم غير الصحيحة، وعندما لا يلبى هذا التوقع تتصاعد عندهم حالة الغضب ويعتبرون عمل الآخرين هذا عدم احترام لشخصياتهم ولذا يبدون ردود فعلهم بالمخالفة والعناد والعداء. فيخلّون بجو العائلة والمجتمع ويربكونه.

إن للانحراف الأخلاقي والرغبات غير العادية أسباباً متعددة.

المنحرفون أخلاقياً:

الشباب والانحراف الأخلاقي: إن بعض الآباء والأمهات يكون لهم علم ودراية ويعرفون واجبهم، ويتعاملون مع أبنائهم بالأساليب الدينية والعلمية الصحيحة، ويحترمون استقلال وشخصية أبنائهم. ولكن أبناءهم الشبان يكونون مصابين بمرض الغرور والانحراف الأخلاقي، فيريدون بالمكر والتمرد والصراخ والتخويف والتهديد، والتخريب والدمار، والأعمال الفوضوية إيجاد محيط يسوده الخوف، بهدف ان يسيطروا على البيت وإثبات قدرتهم، لكي يستطيعوا الإمساك بزمام الأمور والتحكم بالأسرة.

علل الانحراف:

إن غرور وانحراف أمثال هؤلاء الشبان يعود إلى علل وعوامل مختلفة، فقسم من هذه العلل له جذور طبيعية، وينشأ من البنية غير العادية لهم، والقسم الآخر من هذه العلل والعوامل منشؤها اكتسابي، يرتبط بظروف التربية وإخفاقات مرحلة طفولتهم.

بعبارة اخرى، يمكن تقسيم الشباب المنحرفين إلى قسمين الأول أولئك الذين كانت مرحلة طفولتهم غير عادية ويعتبرون من الأطفال صعبي المرام، القسم الثاني هم الشباب المصابون بعقد إثر نقص عضوي أو سوء في التربية أثناء فترة الطفولة، او علل اخرى، ووصلوا مع هذه العيوب إلى مرحلة الشباب، وأصبحوا في صفوف المجرمين الإكتسابيين وذوي التصرفات الشاذة ورد فعل هؤلاء الشباب ناتج عن الحقارة التي يشعرون بها باطنياً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.