أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-10-2014
2964
التاريخ: 25/12/2022
1561
التاريخ: 24-4-2022
2251
التاريخ: 13-11-2014
2330
|
قوله تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ * إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ } [القيامة : 22 ، 23] .
وقوله : {نٰاظِرَةٌ} ، النظر : التأمل ، وهو لازمٌ : {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثٰالَ} [الإسراء : 48] ، {وانْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنٰا بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ} [الإسراء : 21] . وقد يتعدى هذا بالجار ، نحو: {أَفَلٰا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية : 11] ، {أَو لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمٰاوٰاتِ} [الأعراف : 185] .
والانتظار : {غَيْرَ نٰاظِرِينَ إِنٰاهُ} [الأحزاب : 53] ، {وما ينظر هؤلاء} [ص : 15] ، حسَّان (1) :
وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمن يأتي بالفلاح
- الكميت (2) :
وشعث ينظرون إلى بلال كما نظر الظباء حيا الغمام
- البعيث (3) :
وجوه بها ليل الحجاز على الندى إلى مالك ركن المعارف ناظرة
والمهلةُ : {فَنَظِرَةٌ إِلىٰ مَيْسَرَةٍ} [البقرة : 280] ، {فَنٰاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل : 35] {أَنْظِرْنِي إِلىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الأعراف : 14] ، {انْظُرُونٰا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [الحديد : 13] .
[أبا هندٍ فلا تعجلْ عليْنا] وانظرنا نخبرك اليقينا (4)
والرحمة : انظر إلي نظر الله إليك . وفلان ينظر لفلانٍ . وهو حسن النظر له .
{ولٰا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ} [آل عمران : 77] .
والإهلاكُ : نظر الدهر إلى بني فلان . قال الشاعر (5) :
[في قرومٍ سادةٍ من قومهِ] نظر الدهر إليهم فاضمحلوا
والتحديق نحو الشيء طلباً للرؤية لأنهم يثبتون النظر دون الرؤية .
قولهم : نظرت إلى الهلال فلم أره . وما زالت أنظر إليه حتى رأيته وانظر حتى ترى . ولو لا أني كنت أنظر لما رأيته . ونظرت إليه فوجدته جالساً .
ولا يقال : نظرت إلى زيد متعرياً . كما يقال : رأيته متعرياً . والله تعالى رأى ، ولا يقال : ناظر . لأن النظر تقليب الحدقة الصحيحة نحو المرئي لطلب الرؤية .
ونظرت إليه نظر راض ونظر غضبان ونظرا شزرا . ونظر بمؤخر عينه . وقد أحد إليه النظر . {ينظرون إليك نظر المغشي عليه} [محمد : 20] . شاعر (6) :
نظروا إليك بأعين محمرة نظر التيوس إلى شفار الجازر
غيره (7) :
ونظره ذي شجن وامق إذا ما الركائب جاوزن ميلا
و(النظر) يتعدى بـ(إلى) ، و(الرؤية) ، وأمثالها بنفسها ، يقالُ : نظرت إليه ورأيته .
قال اللهُ تعالى {وتَرٰاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وهُمْ لٰا يُبْصِرُونَ} [الأعراف : 198] .
والقول بذلك يؤدي إلى مناقضة قوله : {لٰا تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ} [الأنعام : 103] ، إذ ذاك عمومٌ لا تخصيص فيه ، ولأنه تمدح به كما تمدح بقوله : {وهُو يُدْرِكُ الْأَبْصٰارَ} [الأنعام : 103] .
فهو إذنْ جار في عموم الأوقات مجراه لأن زوال ما يوجب المدح نقص .
ولا يجوز : إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ لها لأن التخصيص لا يقع إلا بما يشتبه الأمر فيه فكيف بما لا يقتضيه ونمط هذه الآية وما يتعقبه لا ينبئ عنه ويبطله لأنه قال في نقيضهِ : {ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بٰاسِرَةٌ} [القيامة : 24] .
فلما أوجب الكفار خوف العقاب دون المنع من الرؤية ليتشاكل المعنيان لأنه لو قال : إن المؤمنين يرونني والكافرين أعذبهم لم يكن متشاكلا في المعنى بل كان معيباً عند البلغاء .
وقال الصاحب (8) بن عباد : (ناظرة إلى ربها) . أي : نعمة ربها لأن (الآلاء) ، النِّعمُ ، وفي واحدها أربع لغات ، يقالُ : (ألى) ، مثلُ : (قفَا) و(إلى) ، مثلُ : (معاً) و(ألي) ، مثل (رمي) و(ألي) مثلُ : (حسبي) ، قال الأعشى (9) :
أبيض لا يرهب الهزال ولا يقطع رحما ولا يخون إلى
وجاء في التفسير عن ابن عباس (10) ، والحسن (11) ، وعمرو، ومجاهد (12) ، وقتادة ، والأعمش (13) ، وابن جريح ، وأبي صالح (14) ، والضحاك (15) ، والكلبي ، وابن المسيب ، وابن جبير (16) : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ} ، يعني : مشرقة ينتظر ثواب ربها . وهو المروي عن النبي (17) - عليه السلام-
وقال أمير المؤمنين (18) -عليه السلام- : ينظرون إليه في الآخرة كما ينظرون في الدنيا .
__________________
1- لم نقف عليه في ديوانه بطبعاته المتعددة . وهو في التفسير الكبير 30 : 227 من دون عزو ، وشطره الثاني : الى الرحمن تنتظر الخلاصا . وفي الأساس لعقائد الأكياس : 80 يأتي بالخلاص ومن دون عزو .
2- أخلَّ به مجموع شعره المنشور من قبل داود سلّوم .
3- أخلَّ به مجموع شعره بجمع وتحقيق ناصر حلّاوي .
4- قائله الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم التَّغلبي . انظر : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات : 387 ، شرح القصائد التسع المشهورات : ق2 : 628 شرح القصائد العشر : 331 ومنها صدر البيت .
5- هو لبيد بن ربيعة العامري . انظر شرح ديوانه : 197 . ومنه صدر البيت .
6- أمالي الصدوق : 86 بلا عزو . شرح الأصول الخمسة : 243 . بلا عزو وفيه : بأعين مزورةٍ . الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة : 127 في جملة أبيات معزوة الى عليّ بن عبد الله بن عباس .
7- المفضّليات : 56 ، معزواً الى بشامة بن الغدير . وفي التفسير الكبير 20 : 227 من دون عزو .
8- المحيط في اللغة (مادة - إلى) .
9- ديوان الأعشى الكبير (ميمون بن قيس) : 235 .
10- مجمع البيان 5 : 397 .
11- جامع البيان 29 : 192 . أيضاً : مجمع البيان 5 : 397-398 .
12- جامع البيان 29 : 192 . أيضاً : مجمع البيان 5 : 397-398 . الدر المنثور 8 : 360 . رسائل الجاحظ الكلامية (رسالة الردّ على المشبهة) : 232 الجامع لأحكام القرآن 19 : 109 .
13- جامع البيان 29 : 193 .
14- جامع البيان 29 : 193 . الدر المنثور 8 : 360 . رسائل الجاحظ الكلامية (رسالة الردّ على المشبهة) : 232 .
15- مجمع البيان 5 : 398 .
16- مجمع البيان 5 : 398 .
17- الاحتجاج 2 : 191 مروياً بلفظه عن الرضا (عليه السلام) وكذلك في أمالي الصدوق : 367 والتوحيد : 116 وفي مجمع البيان 5 : 398 : وهو المروي عن علي (عليه السلام) .
18- الاحتجاج 2 : 215 .
|
|
دور النظارات المطلية في حماية العين
|
|
|
|
|
العلماء يفسرون أخيرا السبب وراء ارتفاع جبل إيفرست القياسي
|
|
|
|
|
اختتام المراسم التأبينية التي أهدي ثوابها إلى أرواح شهداء المق*ا*و*مة
|
|
|