المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تقدير وتثمين إنجازات الزوجة  
  
167   09:15 صباحاً   التاريخ: 2024-09-14
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص255ــ256
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-23 665
التاريخ: 1-6-2020 2283
التاريخ: 14-8-2019 2756
التاريخ: 13-1-2016 2668

الزوج السعيد هو الذي يقدر ويثمن إنجازات الزوجة وتضحياتها حال حياتها وبعد وفاتها.

أما تقدير وتثمين ما تفعله حال حياتها فهذا حث وتشجيع منه لها على متابعة ما تفعله وأما ذلك بعد وفاتها فمن باب تذكر الجميل والدعاء وطلب المغفرة.

وكل ذلك هو من باب الشكر فمن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق كما ورد في بعض الأخبار(1).

وقد ورد أن رجلاً قدر وثمن جهود امرأته وذلك من خلال نقل ما تفعله معه من حسن إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، ولعله أراد من ذلك معرفة أجرها عند الله عزَّ وجل، فقد جاء هذا الرجل إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) فقال: إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني، وإذا خرجت شيعتني وإذا رأتني مهموماً قالت لي: ما يهمك، إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل لك به غيرك، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله هماً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إن لله عمالاً، وهذه من عماله، لها نصف أجر الشهيد))(2).

ولقد ورد في كتب السيرة أيضاً أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يقدر ويثمن جهد خديجة (عليها السلام) في حياتها وبعد وفاتها رضوان الله عليها، وهو الذي مدحها واعتبر أن الدين لما قام لولا مالها، واعتبر أيضاً أنها آمنت به حين كفر الناس به، ورزقه الله عزَّ وجلَّ منها الأولاد حين حرمه من باقي النساء، وأنها بذلت مالها وكل ما تملك في سبيل الإسلام فيما استفادت أغلب زوجاته ولم يستفد هو ولا دينه منهن(3).

وهكذا فعل أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قدر وثمّن جهود وكذا تضحيات سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) حال حياتها وبعد استشهادها فراجع(4).

______________________________

(1) ميزان الحكمة مادة شكر.

(2) وسائل الشيعة، ج20، ص32.

(3) فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد.

(4) م. ن. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.