أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-4-2022
2016
التاريخ: 1-6-2017
3000
التاريخ: 9-4-2022
2322
التاريخ:
17699
|
1 - توبة كعب بن زهير ومدحه للنبي « صلى الله عليه وآله »
كان الشاعر كعب بن زهير يهجو النبي ( صلى الله عليه وآله ) والمسلمين ، فأهدر النبي ( صلى الله عليه وآله ) دمه . وبعد حنين جاء كعب تائباً ، فأناخ بباب المسجد ، قال : فعرفت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالصفة فتخطيت حتى جلست إليه فأسلمت ، ثم قلت : الأمان يا رسول الله ، أنا كعب بن زهير . وأنشده قصيدته المعروفة بقصيدة البردة :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ * مَُتيمٌ إثرها لم يفْدَ مكبولُ
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا * إلا أغنُّ غضيض الطرف مكحول
ومنها : وقال كل صديق كنت آمله * لا ألهينك إني عنك مشغول
فقلت خلوا سبيلي لا أباً لكم * فكل ما قدر الرحمن مفعول
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته * يوماً على آلة حدباء محمول
نبئتُ أن رسول الله أوعدني * والعفو عند رسول الله مأمول
مهلاً هداك الذي أعطاك نافلة * القرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذنِّى بأقوال الوشاة ولم * أذنب ولو كثرت في الأقاويل
ما زلت أقتطع البيداء مدرعاً * جنح الظلام وثوب الليل مسدول
إن الرسول لنور يستضاء به * مهند من سيوف الله مسلول
في عصبة من قريش قال قائلهم * ببطن مكة لما أسلموا : زولوا
شم العرانين أبطال لبوسهم * من نسج داود في الهيجا سرابيل
فكساه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بردة له . الصحيح من السيرة : 26 / 87 وابن هشام : 4 / 939 .
2 - انضمام البحرين وعُمَان إلى دولة النبي « صلى الله عليه وآله »
في مكاتيب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : 2 / 361 : « كتابه ( صلى الله عليه وآله ) إلى جيفر وعبد ابني الجلندي :
بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد بن عبد الله إلى جيفر وعبد ابني الجلندي : سلام على من اتبع الهدي ، أما بعد ، فإني أدعوكما بدعاية الإسلام ، أسلما تسلما ، إني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياً ، ويحق القول على الكافرين ، وإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما ، وإن أبيتما أن تقرا بالإسلام ، فإن ملككما زائل عنكما ، وخيلى تحل بساحتكما ، وتظهر نبوتي على ملككما » .
وفى فتوح البلدان : 88 وفى ط : 103 و 104 : كان الغالب على عمان الأزد ، وكان بها من غيرهم بشركثير في البوادي ، فلما كانت سنة ثمان بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبا زيد الأنصاري أحد الخزرج . . بكتابه إلى عبد وجيفر ابني الجلندي الأزديين في سنة ست ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) لأبى زيد : خذ الصدقة من المسلمين والجزية من المجوس . . ووجه عمرو بن العاص في سنة 8 بعد إسلامه بقليل سنة ثمان » .
وفى فتوح البلدان للبلاذري : 1 / 92 : « فلما قدم أبو زيد وعمرو عمان وجدا عبداً وجيفراً بصحار على ساحل البحر . فأوصلا كتاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) إليهما فأسلما ، ودعوا العرب هناك إلى الإسلام ، فأجابوا إليه ورغبوا فيه . فلم يزل عمرو وأبو زيد بعمان حتى قبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) » .
وذكر الطبري : 2 / 362 أن سكان عمان كانوا مجوساً ، وكان العرب حول البلد .
3 - سرية علي « عليه السلام » لمنع تحويل طيئ إلى قاعدة للروم
بعد انتصار الروم على الفرس ومقتل كسرى دخل النظام الفارسي في صراع داخلي على منصب « الشاهنشاه » فارتفع خطرهم الفعلي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) والمسلمين . لكن زاد خطر الروم ، وأخذ قيصر يحضِّر لغزو المدينة والجزيرة كما تقدم في غزوة مؤتة ، وكان اعتماده على ملك الشام ، وعلى الأكيدر ملك دومة الجندل ، كما عمل على تحويل قبيلة طئ إلى قاعدة مساندة ، وقد استجاب له عدى بن حاتم واعتنق المسيحية وكان يقضى وقتاً من سنته في الشام . « قدم على النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الشام ودعاه إلى الإسلام فقال : إني نصراني ركوسي . فقال إنك لا دين لك ، إنك تصنع ما لا يصلح لك في ركوسيتك ، فأبصر وأسلم » . تاريخ دمشق : 40 / 78 .
وفى فايق الزمخشري : 2 / 6 : « إنك تأكل المرباع وهو لا يحل لك . . المرباع الربع ومثله المعشار ، وكان يأخذه الرئيس مع المغنم في الجاهلية . الركوسية قوم بين النصارى والصابئين » . « والرِّكس بالكسر : الجسر » . لسان العرب : 6 / 101 .
فقد اختار عدى بن حاتم المسيحية الشرقية التي فيها أفكار من الصابئة ، ولا بد أن مذهبه أخذ ينتشر في قبيلته ، الذين كانوا وثنيين يعبدون صنمهم الفُلس ، وله معبد مشهور ، وقد أهدى الحارث بن شمر ملك الغساسنة هدية لصنم طئ فيها سيوف مع أنه مسيحي على دين قيصر ! لذلك رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يقلم أظافر هرقل من الجزيرة قبل غزوة تبوك ! فأرسل علياً ( عليه السلام ) في سرية إلى قبيلة طئ .
قال في الصحيح من السيرة : 26 / 335 ، ملخصاً : « في شهر ربيع الآخر من سنة تسع بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في خمسين ومائة رجل أو مائتين من الأنصار كما ذكره ابن سعد ، على مائة بعير وخمسين فرساً ، ومعه راية سوداء ولواء أبيض إلى الفُلْس وهو صنم لطئ ليهدمه ، فوجدوا عيناً لطئ على بعد ليلة فأخذوه معهم وشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر ، فهدموا الفلس وخربوه ووجد في خزانته ثلاثة أسياف : رسوب والمخذم وكان الحارث بن أبي
شمر ملك الشام قلده إياهما ، وسيف يقال له : اليماني ، وثلاثة أدرع .
وأخذوا من نعمهم وسبوا منهم ، وكان في السبي سفانة أخت عدى بن حاتم ، وهرب عدى إلى الشام ، فلما نزلوا رَكَك اقتسموا الغنائم ، وعزلوا للنبي ( صلى الله عليه وآله ) السيوف والخُمس ، ولم يقسم آل حاتم حتى قدم بهم المدينة .
وكانت أخت عدى إذا مرَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) تقول : يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد ، فامنن علينا من الله عليك ، فسألها : من وافدك ؟ فتقول : عدى بن حاتم . فيقول : الفار من الله ورسوله ؟ فلما كان يوم الرابع مرَّ النبي ، فلم تتكلم فأشار إليها رجل قومي فكلميه فكلمته أن يمن عليها فمن عليها فأسلمت . وسألت عن الرجل الذي أشار إليها ، فقيل : على وهو الذي سباكم أما تعرفينه ؟ فقالت : لا والله ما زلت مُدْنِيةً طرف ثوبي على وجهي ، وطرف ردائي على بُرقعى من يوم أُسرت حتى دخلتُ هذه الدار ، ولا رأيت وجهه ولا وجه أحد من أصحابه .
وفى نص آخر قالت : يا محمد أرأيت أن تخلى عنا ولاتشمت بنا أحياء العرب ؟ فإني ابنة سيد قومي وإن أبى كان يحمى الذمار ، ويفك العاني ، ويشبع الجائع ، ويكسو العاري ، ويقرى الضيف ، ويطعم الطعام ، ويفشى السلام ، ولم يرد طالب حاجة قط ! أنا ابنة حاتم طئ . فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا جارية ، هذه صفة المؤمنين حقاً ، ولو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه ، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق . قالت : وكساني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وحملني وأعطاني نفقة ، فخرجت حتى قدمت على أخي .
وخرجت سفانة بنت حاتم إلى الشام ، قال عدي : « فوالله إني لقاعد في أهلي ، إذ نظرت إلى ظعينة تصوب إلى تَؤُمُّنا . قال : فقلت : ابنة حاتم ، فإذا هي هي ! فلما وقفت على قالت : أنت القاطع الظالم ، ارتحلت بأهلك وولدك ، وتركت بقية والدك : أختك وعورتك ؟ ! قال قلت : يا خية ، لا تقولي إلا خيراً ، فوالله ما لي من عذر ، ولقد صنعتُ ما ذكرت . قال : ثم نزلت فأقامت عندي . قال : فقلت لها وكانت امرأة حازمة : ماذا ترين في أمر هذا الرجل ؟ قالت : أرى والله أن نلحق به سريعاً ، فإن يكن الرجل نبياً فللسابق إليه فضله ، وإن يكن ملكاً فلن نذل في عز اليمن ، وأنت أنت . قال قلت : والله إن هذا الرأي .
قال : فخرجت حتى أقدم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المدينة ، فدخلت عليه وهو في مسجده وعنده امرأة وصبيان ، فعرفت أنه ليس بمُلك كسرى ولا قيصر ، فسلمت عليه فقال : مَن الرجل ؟ قال قلتُ : عدى بن حاتم . فرحب به النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقربه وأخذه إلى بيته فلقيته امرأة كبيرة ضعيفة فاستوقفته ، فوقف لها طويلاً تكلمه في حاجتها . قال عدي : قلت في نفسي والله ما هذا بمَلِك . قال : ثم مضى حتى إذا دخل بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفاً فقدمها إلي ، فقال : أجلس على هذه . قلت : بل أنت فاجلس . فقال : بل أنت فاجلس عليها . فجلست عليها وجلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على الأرض . فقلت في نفسي : ما هذا بأمر ملك ! فدخل الإسلام في قلبي وأحببت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حباً لم أحبه شيئاً قط !
قال : ثم أقبل على فقال : هيه يا عدى بن حاتم ، أفررت أن توحد الله وهل من أحدٍ غير الله ؟ هيه يا عدى بن حاتم ، أفررت أن تكبر الله ومن أكبر من الله ؟ هيه يا عدى بن حاتم ، أفررت أن تعظم الله ومن أعظم من الله ؟ هيه يا عدى بن حاتم أفررت أن تشهد أن لا إله إلا الله وهل من إلهٍ غير الله ؟ هيه يا عدى بن حاتم أفررت أن تشهد أن محمداً رسول الله ؟ ! قال : فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول نحو هذا وأنا أبكي . قال :
ثم أسلمت .
قال : فلعلك إنما يمنعك من الدخول فيه أنك ترى الملك والسلطان في غيرهم والله لتفتحن عليهم كنوز كسرى بن هرمز . قلت : كنوز كسرى بن هرمز ؟ ! قال : كنوز كسرى بن هرمز . قال عدي : فأسلمت ، فرأيت وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد استبشر ! قال عدي : وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ، ولئن طالت بكم حياة سترون ما قال أبو القاسم ( صلى الله عليه وآله ) .
|
|
واجه خطر الخرف.. بمعادلة "الركائز الأربع"
|
|
|
|
|
دراسة: القلب يملك "دماغا صغيرا" خاصا به
|
|
|
|
|
مليكة الروم.. إصدارٌ جديد للهيأة العُليا لإحياء التراث
|
|
|