أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-04
432
التاريخ: 2-4-2017
3041
التاريخ: 2-4-2017
4253
التاريخ: 11-12-2014
4659
|
1 - وفادة قبائل العرب إلى رسول الله « صلى الله عليه وآله »
قال اليعقوبي : 2 / 79 : « وقدمت عليه وفود العرب ولكل قبيلة رئيس يتقدمهم . فقدمت مزينة ورئيسهم خزاعي بن عبد نهم ، وأشجع ورئيسهم عبد الله بن مالك ، وأسلم ورئيسهم بريدة ، وسليم ورئيسهم وقاص بن قمامة ، وبنو ليث ورئيسهم الصعب بن جثامة ، وفزارة ورئيسهم عيينة بن حصن ، وبنو بكر ورئيسهم عدى بن شراحيل ، وطئ ورئيسهم عدى بن حاتم ، وبجيلة ورئيسهم قيس بن غربة ، والأزد ورئيسهم صرد بن عبد الله ، وخثعم ورئيسهم عميس بن عمرو ، ووفد نفر من طيئ ورئيسهم زيد بن مهلهل وهو زيد الخيل ، وبنو شيبان . وعبد القيس ورئيسهم الأشج العصري ، ثم وفد الجارود بن المعلى فولاه رسول الله على قومه ، وأوفدت ملوك حمير بإسلامهم وفوداً وهم : الحارث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال والنعمان قيل ذي رعين وكتبوا إليه بإسلامهم فبعث إليهم معاذ بن جبل ، وعكل ورئيسها خزيمة بن عاصم ، وجذام ورئيسها فروة بن عمرو ، وحضرموت ورئيسها وائل بن حجر الحضرمي ، والضباب ورئيسها ذو الجوشن ، وبنو أسد ورئيسها ضرار بن الأزور وقيل نقادة بن العايف ، وعامر بن الطفيل في بنى عامر فرجع ولم يسلم ، وأربد ابن قيس رجع ولم يسلم ، وبنو الحارث بن كعب ورئيسهم يزيد بن عبد المدان ، وبنو تميم وعليهم عطارد بن حاجب والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم ومالك بن نويرة ، وبنو نهد وعليهم أبو ليلى خالد بن الصقعب ، وكنانة ورئيسهم قطن وأنس ابنا حارثة من بنى عليم ، وهمدان ورئيسهم ضمام بن مالك ، وثمالة والحدان فخذ من الأزد ورئيسهم مسلمة بن هزان الحداني ، وباهلة ورئيسهم مطرف بن كاهن الباهلي ، وبنو حنيفة ومعهم مسيلمة بن حبيب الحنفي ، ومراد ورئيسهم فروة بن مسيك ، ومهرة ورئيسهم مهرى بن الأبيض » .
وقال ابن هشام : 4 / 985 : « قال ابن إسحاق : لما افتتح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مكة وفرغ من تبوك وأسلمت ثقيف وبايعت ، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه . قال ابن هشام : حدثني أبو عبيدة أن ذلك في سنة تسع وأنها كانت تسمى سنة الوفود .
قال ابن إسحاق : وإنما كانت العرب تربَّص بالإسلام أمر هذا الحي من قريش وأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وذلك أن قريشاً كانوا إمام الناس وهاديهم وأهل البيت والحرم ، وصريح ولد إسماعيل بن إبراهيم « عليهما السلام » وقادة العرب لا ينكرون ذلك . وكانت قريش هي التي نصبت لحرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخلافه ، فلما افتتحت مكة ودانت له قريش ودوخها الإسلام ، وعرفت العرب أنه لا طاقة لهم بحرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولا عداوته ، فدخلوا في دين الله كما قال عز وجل أفواجاً ، يضربون إليه من كل وجه ، يقول الله تعالى لنبيه : إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيتَ النَّاسَ يدْخُلُونَ فِى دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّك وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَابًا . أي فاحمد الله على ما أظهر من دينك ، واستغفره إنه كان توابا » .
وقال ابن سعد في الطبقات : 1 / 291 - 359 : « ذكر وفادات العرب على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : وفد مزينة . وفد أسد . وفد تميم . وفد عبس . وفد فزارة . وفد مرة . وفد ثعلبة . وفد محارب . وفد سعد بن بكر . وفد كلاب . وفد رؤاس بن كلاب . وفد عقيل بن كعب . وفد جعدة . وفد قشير بن كعب . وفد بنى البكاء . وفد كنانة . وفد بنى عبد بن عدي . وفد أشجع . وفد باهلة . وفد سليم . وفد هلال بن عامر . وفد عامر بن صعصعة . وفد ثقيف . وفود ربيعة عبد القيس . وفد بكر بن وائل . وفد تغلب . وفد حنيفة .
وفد شيبان . وفادات أهل اليمن وفد طئ . وفد تجيب . وفد خولان . وفد جعفي .
وفد صداء . وفد مراد . وفد زبيد . وفد كندة . وفد الصدف . وفد خشين . وفد سعد هذيم .
وفد بلي . وفد بهراء . وفد عذرة . وفد سلامان . وفد كلب . وفد جرم .
وفد الأزد . وفد غسان . وفد الحارث بن كعب . وفد همدان . وفد سعد العشيرة . وفد عنس . وفد الداريين . وفد الرهاويين حي من مذحج . وفد غامد .
وفد النخع . وفد بجيلة . وفد خثعم . وفد الأشعرين . وفد حضرموت . وفد أزد عمان .
وفد غافق . وفد بارق . وفد دوس . وفد ثمالة والحدان . وفد أسلم . وفد جذام .
وفد مهرة . وفد حمير . وفد نجران . وفد جيشان . وفد أسباع » .
2 - ملاحظات حول الوفود إلى النبي « صلى الله عليه وآله »
1 . لا شك في أن حركة الوفود إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) كانت واسعة من أنحاء الجزيرة واليمن والشام ، وكانت رسالة قوية إلى كل المعارضين والمنافقين داخل الدولة الإسلامية ، والى هرقل وقادة الفرس ، بأن الإسلام أمر واقع فرض نفسه في دولة قوية ، وخضعت له كل القوى التي حاربته ، بل كان ذلك رسالة لهم بأن المد الإسلامي قادم إلى بلاد الفرس والروم ، لا محالة .
2 . كانت جمهرة الوفود في السنة التاسعة بعد تبوك ، وتأخر عدد منها إلى السنة العاشرة والحادية عشرة ، كما كانت أوائلها قبل السنة التاسعة .
قال في الصحيح من السيرة : 7 / 135 : « وهذه الوفود وإن كانت قد ظهرت على نطاق واسع سنة تسع من الهجرة ، أي بعد فتح مكة وكسر شوكة قريش والقضاء على جبروتها ، ولكن بدء هذه الوفود ولو بصورة محدودة في السنة الخامسة ، يدلل على وجود تحول حقيقي في ميزان القوى في المنطقة ، ثم في نظرة الناس للإسلام والمسلمين ، وحساباتهم الدقيقة وتصوراتهم فيما يختص بالتعامل معه كقوةٍ جديدة في المنطقة ، وكدينٍ جديد أيضاً » .
3 . كانت الوفود تأتى بحرية تامة ، فلم يفِدْ أحدٌ إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) مجبراً ، ولا يعتبر الجو العام إجباراً . ولذا كان في الوفود من جاء لإبرام الصلح ، أو لحل مشكلة كانت له مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) أراد أن يعفو عنها ، وبعضهم جاء ليناظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ويثبت له خطأه فكان يناقش النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشدة وسوء أدب ! وبعضهم جاء يطلب منه أن يجعله خليفته ويجعل له الأمر بعده لكي يسلم . وبعضهم كان مسلماً وجاء ليؤكد إسلامه ، أو ليتبرك بزيارة النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
3 . صارت الوفادة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومجرد مشاهدته والسلام عليه ، تاريخاً وفخراً للقبائل وأفرادها ، لذلك انفتح باب الادعاء والكذب والتضخيم ، في أصل الوفد وفيما قالوه وقاله لهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وفيما أعطاهم وكتب لهم ! وأطلق بعضهم خياله في الكذب ، مثل في تميم الذي زعم أنه وفد مع بعض الداريين فكتب لهم النبي ( صلى الله عليه وآله )
قرى من الشام قبل فتحها ، ومثل أبى رزين العقيلي الذي زعم أنه وفد إلى النبي ( صلى الله عليه وآله )
عن قبيلة المنتفق ، وروى أحاديث التجسيم .
4 . اهتم رواة السيرة بالوفود فأطالوا فيها ، وقال ابن حجر عن ابن سعد : « وقد عقد محمد بن سعد في الترجمة النبوية من الطبقات للوفود باباً ، وذكر فيه القبائل من مضر ثم من ربيعة ثم من اليمن ، وكاد يستوعب ذلك بتلخيص حسن ، وكلامه أجمع ما يوجد في ذلك » . فتح الباري : 8 / 76 .
وكتب فيها صاحب الصحيح من السيرة نحو مجلدين : 27 / 75 و 28 واخترنا منها نماذج لأهميتها أو أهمية ما تضمنته من دلالات .
3 - عدى بن حاتم الطائي
في الصحيح من السيرة : 28 / 69 ملخصاً : « في سنة تسع جاء وفد طئ ، وقالوا : كانوا خمسة عشر رجلاً ، رأسهم وسيدهم زيد الخيل بن مهلهل من بنى نبهان ، وفيهم وزر بن جابر بن سدوس ، وقبيصة بن الأسود بن عامر ، من جرم طئ ، ومالك بن عبد الله بن خيبري من بنى معن ، وقعين بن خليف من جديلة ، ورجل من بنى بولان . فدخلوا المدينة ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المسجد فعقلوا رواحلهم بفناء المسجد ، ثم دخلوا فدنوا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعرض عليهم الإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم ، وأجازهم بخمس أواق فضة كل رجل منهم ، وأعطى زيد الخيل اثنتي عشرة أوقية ونشاً . وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما ذكر رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد الخيل فإنه لم يبلغ كل ما فيه . وسماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) زيد الخير ، وقطع له فيد وأرضين وكتب له بذلك كتاباً ، ورجع مع قومه . وفى لفظ : فخرج به من عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) راجعاً إلى قومه فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن ينجُ زيد من حمى المدينة فإنه ، أي فإنه قد نال مراده أو نحو ذلك . فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء من مياهه يقال له فردة ، أصابته الحمى بها فمات هناك ، وعمدت امرأته بجهلها وقلة عقلها إلى ما كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كتب له به فحرقته بالنار » !
وعن أبي سعيد الخدري : أن علياً ( عليه السلام ) بعث إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها ، فقسمها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين أربعة نفر : عيينة بن بدر ، وأقرع بن حابس ، وزيد الخيل ، وعلقمة بن غيلان .
وقد انتقد صاحب الصحيح مدحهم لزيد الخيل بن المهلهل وقال : « لا ندري ما الذي لفت نظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) في شخصية زيد حتى قال : ما ذكر رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد الخيل فإنه لم يبلغ كل ما فيه ! هل رآه متميزاً بعلمه أم بأخلاقه أم بشجاعته أم بعقله ، أم بضخامة جثته ؟ !
إنا لم نجد في التاريخ ما يشير إلى امتيازه في شئ من ذلك ، فكيف إذا رأيناه لا يرضى بالإسلام ديناً حتى اعتبره النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المؤلفة قلوبهم كما روته صحاحهم ، مما يعنى أن هذا الثناء مكذوب على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! وهو أصح عندهم من حديث مدحه فلماذا تركوا الحديث الصحيح وأخذوا بالضعيف » !
وفى إعلام الوري : 1 / 251 : « ذكر محمد بن إسحاق : أن عدى بن حاتم فرَّ ، وأن خيل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أخذوا أخته فقدموا بها على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنه من عليها وكساها وأعطاها نفقة فخرجت مع ركب حتى قدمت الشام وأشارت على أخيها بالقدوم ، فقدم وأسلم وأكرمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأجلسه على وسادة رمى بها إليه بيده » . وقد تقدم ذلك في غزوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لبلاد طئ .
4 - وفد عبد القيس من هَجَر
في الخصال / 416 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : بينما نحن عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ ورد عليه وفد عبد القيس فسلموا ، ثم وضعوا بين يديه جلَّة تمر فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أصدقةٌ أم هدية ؟ قالوا : بل هديةٌ يا رسول الله ، قال : أي تمراتكم هذه ؟ قالوا : البَرْني . فقال : إن هذا جبرئيل يخبرني أن فيه تسع خصال : يطيب النكهة ، ويطيب المعدة ، ويهضم الطعام ، ويزيد في السمع والبصر ويقوى الظهر ، ويخبل الشيطان ، ويقرب من الله عز وجل ويباعد من الشيطان » .
وفى الخرائج : 1 / 107 : « قال : إئتونى بتمر أرضكم مما معكم . فأتاه كل واحد منهم بنوع منه ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : هذا يسمى كذا ، وهذا يسمى كذا . قالوا : أنت أعلم بتمر أرضنا منا ! فوصف لهم أرضهم فقالوا : دخلتها ؟ قال : لا ولكن فسح لي فنظرت إليها ! فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله هذا خالى وبه خبل . فأخذ بردائه وقال : أُخرج يا عدو الله ثلاثاً ثم أرسله ، فبرئ . فأتوه بشاة هرمة فأخذ إحدى أذنيها بين إصبعيه فصار لها ميسماً ، ثم قال : خذوها فإن هذا ميسم في آذان ما تلد إلى يوم القيامة ، فهي تتوالد كذلك » !
وفى الصحيح من السيرة : 27 / 309 ، ملخصاً : « رووا أنه بينما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يحدث أصحابه إذ قال لهم : سيطلع عليكم من هاهنا ركب هم خير أهل المشرق .
وفى حديث البيهقي : فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبِّل يد رسول الله ورجله ، وانتظر المنذر الأشج حتى أتى عيبته فلبس ثوبيه فأخرج ثوبين أبيضين من ثيابه فلبسهما ثم جاء يمشى حتى أخذ بيد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقبَّلها وكان رجلاً دميماً ، فلما نظر ( صلى الله عليه وآله ) إلى دمامته ، قال : إنه لا يسْتَقَى في مُسُوك الرجال ، إنما يحتاج من الرجل إلى أصغريه لسانه وقلبه . قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة . قال : يا رسول الله أنا أتخلق بهما أم الله جبلنى عليهما ؟ قال : بل الله تعالى جبلك عليهما . قال : الحمد لله الذي جبلنى على خَلَّتين يحبهما الله تعالى ورسوله . وقال لهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا معشر عبد القيس ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت ؟ قالوا : يا نبي الله نحن بأرض وخمة ، وكنا نتخذ من هذه الأنبذة ما يقطع اللحمان في بطوننا ، فلما نهيتنا عن الظروف ، فذلك الذي ترى في وجوهنا . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الظروف لا تُحلّ ولا تُحرم ولكن كل مسكر حرام ، وليس أن تجلسوا فتشربوا حتى إذا ثملت العروق تفاخرتم ، فوثب الرجل على ابن عمه بالسيف فتركه أعرج . قال : وهو يومئذ في القوم الأعرج الذي أصابه ذلك !
وعن ابن عباس قال : إن أول جُمعة جُمعت بعد جُمعة في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مسجد عبد القيس بجواثى من البحرين . وعن نوح بن مخلد : أنه أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو بمكة فسأله ممن أنت ؟ فقال : أنا من بنى ضبيعة بن ربيعة . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : خير ربيعة عبد القيس ، ثم الحي الذي أنت منهم . وكانت لهم وفادتان إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) إحداهما سنة ست أو خمس ، والثانية سنة تسع أو بعدها ، وكان عدد الوفد أربعين رجلاً . كتب النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى العلاء بن الحضرمي في البحرين أن يقدم عليه عشرون رجلاً منهم ، فقدموا عليه ورأسهم عبد الله بن عوف الأشج ، فشكى الوفد العلاء بن الحضرمي فعزله النبي ( صلى الله عليه وآله ) وولى أبان بن سعيد ، وأوصاه بعبد القيس خيراً . وقد نصرت عبد القيس أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حروبه ، لا سيما أبناء صوحان : صعصعة ، وزيد ، وسيحان ، وعمرو . . . وقد اشتهروا بالفصاحة والخطابة والشعر وقيل كان لصحار بن العباس العبدي كتاب : الأمثال » .
5 - الجارود بن المنذر من عبد القيس
قال الجوهري في مقتضب الأثر / 31 : « ومن أتقن الأخبار المأثورة وغريبها وعجيبها ، ومن المصون المكنون في أعداد الأئمة « عليهم السلام » وأسمائهم من طريق العامة مرفوعاً ، وهو خبر الجارود بن المنذر وإخباره عن قس بن ساعدة . حدثني الجارود بن المنذر العبدي وكان نصرانياً فأسلم عام الحديبية وحسن إسلامه ، وكان قارياً للكتب ، عالماً بتأويلها على وجه الدهر وسالف العصر ، بصيراً بالفلسفة والطب ، ذا رأى أصيل ووجه جميل ، أنشأ يحدثنا في إمارة عمر بن الخطاب قال : وفدت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في رجال من عبد القيس ، ذوى أحلام وأسنان وفصاحة وبيان ، وحجة وبرهان ، فلما بصروا به ( صلى الله عليه وآله ) راعهم منظره ومحضره ، وأفحموا عن بيانهم واعتراهم العرواء في أبدانهم ! فقال زعيم القوم لي : دونك من أقمت بنا أممه ، فما نستطيع أن نكلمه ! فاستقدمت دونهم إليه فوقفت بين يديه ( صلى الله عليه وآله ) وقلت : السلام عليك يا نبي الله بأبى أنت وأمي ثم أنشأت أقول :
يا نبي الهدى أتتك رجالٌ * قطعت قرددا وآلاً فآلا
جابت البيد والمهامهَ حتى * غالها من طوى السرى ما غالا
قطعت دونك الصحاصح تهوي * لا تعد الكلال فيك كلالا
كل دهناء تقصر الطرف عنها * أرقلتها قلاصنا إرقالا
خصك الله يا ابن آمنة الخير * إذا ما تلت سجال سجالا
أنبأ الأولون باسمك فينا * وبأسماء بعده تتلألأ
قال : فأقبل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بصفحة وجهه المبارك وشِمْتُ منه ضياء لامعاً ساطعاً كوميض البرق فقال : يا جارود لقد تأخر بك وبقومك الموعد ، وقد كنت وعدته قبل عامي ذلك أن أفد إليه بقومى فلم آته وأتيته في عام الحديبية ، فقلت : يا رسول الله ! بنفسي أنت ما كان إبطائى عنك إلا أن جلة قومي أبطأوا عن إجابتي حتى ساقها الله إليك لما أراد لها من الخير لديك . وقد كنت على دين النصرانية قبل أن آتى إليك الأولى فها أنا تاركه بين يديك إذ ذلك مما يعظم الأجر ، ويمحو المآثم والحوب ، ويرضى الرب عن المربوب .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا ضامن لك يا جارود ! قلت : أعلم يا رسول الله أنك بذلك ضمين قمين . قال : فَدِنْ الآن بالوحدانية ودع عنك النصرانية ، قلت : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك عبده ورسوله ، ولقد أسلمت على علم بك وبناء فيك علمته من قبل . فتبسم ( صلى الله عليه وآله ) كأنه علم ما أردته من الأنباء فيه فأقبل على وعلى قومي فقال : أفيكم من يعرف قس بن ساعدة الإيادي ؟
قلت : يا رسول الله كلنا نعرفه غير أنى من بينهم عارف بخبره ، واقف على أثره : كان قس بن ساعدة يا رسول الله سبطاً من أسباط العرب ، عمِّر خمس مائة عام ، تقفَّر منها في البراري خمسة أعمار ، يضج بالتسبيح على منهاج المسيح ، لا يقره قرار ولا يكنه جدار ، ولا يستمتع منه جار ، لا يفتر من الرهبانية ، ويدين الله بالوحدانية ، يلبس المسموح ، ويتحسى في سياحته بيض النعام ، بالنور والظلام ، يبصر فيعتبر ، ويتفكر فيختبر ، تضرب بحكمته الأمثال ، أدرك رأس الحواريين شمعون ، وأدرك لوقا ويوحنا وأمثالهم ، ففقه كلامهم ونقل منهم ، تحوَّبَ الدهر وجانَبَ الكفر ، وهو القائل بسوق عكاظ وذى المجاز : شرقٌ وغرب ، ويابسٌ ورطب ، وأجاجٌ وعذب ، وحبٌّ ونبات ، وجمعٌ وأشتات ، وذهابٌ وممات ، وآباءٌ وأمهات ، وسرورُ مولود ، ورزء مفقود . تباً لأرباب الغفلة ، لِيصلحنَّ العامل عمله قبل أن يفقد أجله ، كلا بل هو الله الواحد ليس بمولود ولا والد ، أمات وأحيا ، وخلق الذكر والأنثي ، وهو رب الآخرة والأولي . . ثم صاح : يا معاشر أياد : أين ثمود ، وأين عاد ، وأين الآباء والأجداد ، وأين العليل والعواد ، وأين الطالبون والرواد ، وكل له معاد .
قلت : يا رسول الله لقد شهدت قساً خرج من ناد من أندية أيد ، إلى صحصح ذي قتاد ، وصمرة وعتاد ، وهو مشتمل بنجاد ، فوقف في أضحيان ليل كالشمس ، رافعاً إلى السماء وجهه وإصبعه ، فدنوت منه وسمعته يقول :
اللهم رب هذه السبعة الأرقعة ، والأرضين الممرعة ، وبمحمد والثلاثة المحامدة معه ، والعليين الأربعة ، وسبطيه النبعة ، والأرفعة الفرعة ، والسري اللامعة ، وسمى الكليم الضرعة ، والحسن ذي الرفعة ، أولئك النقباء الشفعة ، والطريق المهيعة ، درسة الإنجيل ، وحفظة التنزيل ، على عدد النقباء من بني إسرائيل ، محاة الأضاليل ونفاة الأباطيل ، الصادقو القيل ، عليهم تقوم الساعة ، وبهم تنال الشفاعة ولهم من الله تعالى فرض الطاعة .
اللهم ليتني مدركهم ولو بعد لأي من عمرى ومحياي . ثم آب يكفكف دمعه ويرن رنين البكرة ، وقد بريت ببراة وهو يقول :
أقسمَ قِسٌّ قسما * ليس به مكتتما
لو عاش ألفي عمر * لم يلق منها سأما
حتى يلاقى أحمداً * والنقباء الحكما
هم أوصياء أحمدٍ * أكرم من تحت السما
يعمى العباد عنهم * وهم جلاء للعمي
لست بناس ذكرهم * حتى أحُلَّ الرجما
ثم قلت : يا رسول الله أنبئني أنبأك الله بخير عن هذه الأسماء التي لم نشهدها وأشهدنا قس ذكرها ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا جارود ليلة أسرى بي إلى السماء أوحى الله عز وجل إلى أن سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا ؟ فقلت : على ما بعثتم ؟ فقالوا : على نبوتك وولاية علي بن أبي طالب والأئمة منكما . ثم أوحى إلى أن التفت عن يمين العرش ، فالتفت فإذا على والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسي ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، والمهدى في ضحضاح من نور يصلون ، فقال لي الرب تعالي : هؤلاء الحجج لأوليائي ، وهذا المنتقم من أعدائي . قال الجارود : فانصرفت بقومى وقلت في وجهتي إلى قومي :
أتيتك يا ابن آمنة الرسولا * لكي بك أهتدى النهج السبيلا
فقلت وكان قولك قول حق * وصدق ما بدالك أن تقولا
وبصرت العمى من عبد قيس * وكل كان من عمه ضليلا
وأنبأناك عن قس الأيادي * مقالاً فيك ظلت به جديلا
وأسماء عمت عنا فآلت * إلى علم وكنت به جهولا » .
ورواه أبو الفتح في الإستنصار / 34 ، كنز الفوائد / 256 ، المناقب : 1 / 245 ، والصراط المستقيم : 2 / 239 .
6 - أشهر وفود اليمن
في الغيبة للنعماني / 46 ، عن جابر الأنصاري قال : « وفد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أهل اليمن فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : جاءكم أهل اليمن يبسون بسيساً « يسوقون إبلهم سوقاً سريعاً » فلما دخلوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : قوم رقيقة قلوبهم ، راسخ إيمانهم ، منهم المنصور يخرج في سبعين ألفاً ينصرخلفى وخلف وصيي ، حمائل سيوفهم المسك ! [ المسد ] فقالوا : يا رسول الله ومن وصيك ؟ فقال : هو الذي أمركم الله بالاعتصام به فقال عز وجل : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا . فقالوا : يا رسول الله ، بين لنا ما هذا الحبل ؟ فقال : هو قول الله : إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ، فالحبل من الله كتابه والحبل من الناس وصيي . فقالوا : يا رسول الله ، من وصيك ؟ فقال : هو الذي أنزل الله فيه : أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ! فقالوا : يا رسول الله وما جنب الله هذا ؟ فقال : هو الذي يقول الله فيه : وَيوْمَ يعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يدَيهِ يقُولُ يا لَيتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً . هو وصيي ، والسبيل إلى مِن بعدي !
فقالوا : يا رسول الله بالذي بعثك بالحق نبياً أرناه فقد اشتقنا إليه . فقال : هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين ، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أنى نبيكم ، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه ، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو ، لأن الله عز وجل يقول في كتابه : فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيهِمْ ، أي : إليه وإلى ذريته .
ثم قال : فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين ، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين ، وظبيان وعثمان بن قيس في بنى قيس ، وعرنة الدوسي في الدوسيين ولاحق بن علاقة ، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه ، وأخذوا بيد الأصلع البطين وقالوا : إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أنتم نجبة الله حين عرفتم وصى رسول الله ، قبل أن تعرفوه فبم عرفتم أنه هو ؟ فرفعوا أصواتهم يبكون ويقولون : يا رسول الله نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم قلوبنا ، ولما رأيناه رجفت قلوبنا ، ثم اطمأنت نفوسنا وانجاشت أكبادنا وهملت أعيننا ، وانثلجت صدورنا ، حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون ! فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : وَمَا يعْلَمُ تَاوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ ! أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسني ، وأنتم عن النار مبعدون . قال : فبقى هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الجمل وصفين فقتلوا في صفين رحمهم الله . وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشرهم بالجنة ، وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي
بن أبي طالب ( عليه السلام ) » .
وفى الكافي : 6 / 417 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من اليمن قوم فسألوه عن معالم دينهم فأجابهم ، فخرج القوم بأجمعهم فلما ساروا مرحلة قال : بعضهم لبعض : نسينا أن نسأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عما هو أهم إلينا .
ثم نزل القوم ثم بعثوا وفداً لهم فأتى الوفد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا : يا رسول الله إن القوم بعثوا بنا إليك يسألونك عن النبيذ ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : وما النبيذ ، صِفُوُه لي ؟ فقالوا : يؤخذ من التمر فينبذ في إناء ثم يصب عليه الماء حتى يمتلئ ويوقد تحته حتى ينطبخ ، فإذا انطبخ أخذوه فألقوه في إناء آخر ، ثم صبوا عليه ماء ، ثم يمرس ، ثم صَفَّوْه بثوب ، ثم يلقى في إناء ، ثم يصب عليه من عكر ما كان قبله ، ثم يهدر ويغلي ، ثم يسكن على عكرة . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا هذا قد أكثرت أفيسكر ؟ قال : نعم ، قال : فكل مسكر حرام !
قال : فخرج الوفد حتى انتهوا إلى أصحابهم فأخبروهم بما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال القوم : إرجعوا بنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى نسأله عنها شفاهاً ولا يكون بيننا وبينه سفير ، فرجع القوم جميعاً فقالوا : يا رسول الله إن أرضنا أرض دوية ونحن قوم نعمل الزرع ولا نقوى على العمل إلا بالنبيذ ، فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : صفوه لي فوصفوه له كما وصف أصحابهم فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أفيسكر ؟ فقالوا : نعم . فقال : كل مسكر حرام ، وحق على الله أن يسقى شارب كل مسكر من طينة خبال ، أفتدرون ما طينة خبال ؟ قالوا : لا ، قال : صديد أهل النار » .
7 - السائب الأشعري جد الأشعريين القميين
في رجال النجاشي / 81 : « أحمد بن محمد بن عيسى . وأول من سكن قم من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص ، وكان السائب بن مالك وفد إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهاجر إلى الكوفة وأقام بها . وذكر بعض أصحاب النسب : أن في أنساب الأشاعرة أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن هانئ بن عامر بن أبي عامر الأشعري ، واسمه عبيد ، وأبو عامر له صحبة . وقد رُوى أنه لما هزم هوازن يوم حنين عقد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأبى عامر الأشعري على خيل فقتل ، فدعا له فقال : اللهم أعط عبيدك عبيداً أبا عامر ، واجعله في الأكبرين يوم القيامة » .
8 - الرجل اليماني المجادل السخي
في الكافي : 4 / 39 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفد من اليمن وفيهم رجل كان أعظمهم كلاماً ، وأشدهم استقصاء في محاجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فغضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى التوى عرق الغضب بين عينيه ، وتربد وجهه وأطرق إلى الأرض ، فأتاه جبرئيل فقال : ربك يقرؤك السلام ويقول لك : هذا رجل سخى يطعم الطعام . فسكن عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) الغضب ورفع رأسه ، وقال له : لولا أن جبرئيل أخبرني عن الله عز وجل أنك سخى تطعم الطعام ، لشردت بك وجعلتك حديثاً لمن خلفك ! فقال له الرجل : وإن ربك ليحب السخاء ؟ فقال : نعم . فقال : إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، والذي بعثك بالحق لا رددتُ من مالي أحداً » !
9 - عمرو بن معدى كرب الفارس المشهور
في إعلام الوري : 1 / 251 : « قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عمرو بن معدى كرب وأسلم ثم نظر إلى أبي بن عثعث الخثعمي فأخذ برقبته وأدناه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أعْدُنى على هذا الفاجر الذي قتل والدي ! فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أهدر الإسلام ما كان في الجاهلية ! فانصرف عمرو مرتداً وأغار على قوم من بنى الحارث بن كعب ، فأنفذ رسول الله علياً ( عليه السلام ) إلى بنى زبيد » .
أقول : تقدم في فتح اليمن أن علياً ( عليه السلام ) جعل على مقدمته خالد بن سعيد بن العاص ، وبارز على ( عليه السلام ) عمرو بن معديكرب وصرخ به صرخة فهرب ! وأخضع قبيلة زبيد وولى على المنطقة خالد بن سعيد وتوغل في فتح اليمن .
« قالوا لخالد : والله لقد دخلنا فيما دخل فيه الناس وصدقنا بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) وخلينا بينك وبين صدقات أموالنا ، وكنا لك عوناً على من خالفك من قومنا .
قال خالد : قد فعلتم ؟ قالوا : فأوفد منا نفراً يقدمون على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ويخبرونه بإسلامنا ويقبسونا منه خيراً .
فقال خالد : ما أحسن ما عدتم إليه وأنا أجيبكم ، ولم يمنعني أن أقول لكم هذا إلا أنى رأيت وفود العرب تمر بكم فلا يهيجنكم ذلك على الخروج ، فساءنى ذلك منكم حتى ساء ظني فيكم ، وكنتم على ما كنتم عليه من حداثة عهدكم بالشرك ، فحسبت أن لا يكون الإسلام راسخاً في قلوبكم » . الصحيح من السيرة : 28 / 158 .
10 - وفد قبيلة النخع إلى النبي « صلى الله عليه وآله »
بعثت قبيلة النخع إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وافدين عنها بإسلامها هما : أرطأة بن شراحيل بن كعب ، والجهيش ، واسمه الأرقم من بنى بكر بن عوف بن النخع ، فخرجا حتى قدما على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعرض عليهما الإسلام فقبلاه وبايعاه على قومهما فأعجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شأنهما وحسن هيئتهما فقال : هل خلفتما وراءكما قومكما مثلكما ؟ فقالا : يا رسول الله قد خلفنا وراءنا من قومنا سبعين رجلاً كلهم أفضل منا ، وكلهم يقطع الأمر وينفذ الأشياء ، ما يشاركوننا في الأمر إذا كان .
فدعا لهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولقومهما بخير وقال : اللهم بارك في النخع . وعقد لأرطأة لواء على قومه وكتب له كتاباً ، فكان في يده يوم الفتح .
وقدموا من اليمن للنصف من المحرم سنة إحدى عشرة وهم مائتا رجل ، فنزلوا دار رملة بنت الحدث ، ثم جاؤوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مقرين بالإسلام ، وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن ، فكان فيهم زرارة بن عمرو ، فقال : يا رسول الله إني رأيت في سفري هذا رؤيا هالتني ! قال : وما رأيت ؟ قال : رأيت أتاناً تركتها في الحي كأنها ولدت جدياً أسفع أحوي ! فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هل لك من أمة تركتها مصرة حملاً ؟ قال : نعم تركت أمة لي أظنها قد حملت . قال : فإنها قد ولدت غلاماً وهو ابنك ! فقال : يا رسول الله ما باله أسفع أحوي ؟ قال : أُدن منى فدنا منه فقال : هل بك برص تكتمه ؟ قال : والذي بعثك بالحق نبياً ما علم به أحد ولا اطلع عليه غيرك ! قال : فهو ذلك .
أقول : ترجمنا لمالك الأشتر « رحمه الله » في كتابنا قبيلة النخع ، وأثبتنا صحبته للنبي ( صلى الله عليه وآله ) .
11 - كان النبي « صلى الله عليه وآله » يهدد من يخاف عصيانهم بعلي « عليه السلام »
في أمالي الطوسي / 579 : « عن أبي ذر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد قدم عليه وفد أهل الطائف : يا أهل الطائف ، والله لتقيمن الصلاة ، ولتؤتن الزكاة ، أو لأبعثن إليكم رجلاً كنفسي ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يقصعكم بالسيف ! فتطاول لها أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأخذ بيد على فأشالها ثم قال : هو هذا . فقال أبو بكر وعمر : ما رأينا كاليوم في الفضل قط » .
« عن عبد الله بن شداد قال : قدم على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفد آل تنوخ من اليمن قال فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة ولتسمعن ولتطيعن أو لأبعثن إليكم رجلاً كنفسي يقاتل مقاتليكم ويسبى ذراريكم ، اللهم أنا أو كنفسي ، ثم أخذ بيد على ( عليه السلام ) » . مناقب أمير المؤمنين « عليه السلام » لمحمد بن سليمان : 1 / 468 .
« وفى حديث جابر أنه قال لوفد هوازن : أما والذي نفسي بيده ليقيمن الصلاة وليؤتن الزكاة أو لأبعثن إليهم رجلاً وهو منى كنفسي ، فليضربن أعناق مقاتليهم وليسبين ذراريهم ، هو هذا وأخذ بيد على ( عليه السلام ) . فلما أقروا بما شرط عليهم قال : ما استعصى عَلَى أهل مملكة ولا أمةٌ إلا رميتهم بسهم الله علي بن أبي طالب ! ما بعثته في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وملكاً أمامه وسحابة تظله حتى يعطى الله حبيبي النصر والظفر !
وروى الخطيب في الأربعين نحواً من ذلك عن مصعب بن عبد الرحمن أنه قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لوفد ثقيف . . الخبر ، وفى رواية أنه قال مثل ذلك لبنى وليعة » . « المناقب : 2 / 67 » . أما حديث تهديد النبي ( صلى الله عليه وآله ) قريشاً بعلى ( عليه السلام ) ، فمتواتر مشهور .
12 - مالك بن نويرة « رحمه الله » من وفود بنى تميم
في الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي / 75 : « قال البراء بن عازب بينا رسول الله جالس في أصحابه إذا أتاه وافد من بنى تميم مالك بن نويرة ، فقال : يا رسول الله علمني الإيمان . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأنى رسول الله ، وتصلى الخمس ، وتصوم رمضان ، وتؤدى الزكاة وتحج البيت ، وتوالى وصيي هذا من بعدى وأشار إلى علي ( عليه السلام ) بيده ، ولا تسفك دماً ولا تسرق ولا تخون ولا تأكل مال اليتيم ولا تشرب الخمر ، وتوفى بشرائعي ، وتحلل حلالي ، وتحرم حرامي ، وتعطى الحق من نفسك للضعيف والقوي ، والكبير والصغير ، حتى عد عليه شرائع الإسلام .
فقال يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعد عَلَى فإني رجل نَسَّاء ، فأعاد عليه ، فعقدها بيده وقام وهو يجر إزاره وهو يقول : تعلمت الإيمان ورب الكعبة ، فلما بعد من رسول الله قال ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل ! فقال أبو بكر وعمر : إلى من تشير يا رسول الله ؟ فأطرق إلى الأرض ، فجدَّا في السير فلحقاه فقالا : لك البشارة من الله ورسوله بالجنة . فقال : أحسن الله تعالى بشارتكما إن كنتما ممن يشهد بما شهدت به فقد علمتما ما علمني النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن لم تكونا كذلك فلا أحسن الله بشارتكما .
فقال أبو بكر : لا تقل فأنا أبو عائشة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! قال : قلت ذلك ، فما حاجتكما ؟ قالا : إنك من أصحاب الجنة فاستغفر لنا ، فقال : لا غفر الله لكما تتركان رسول الله صاحب الشفاعة ، وتسألاني أستغفر لكما ، فرجعا والكآبة لائحة في وجهيهما ، فلما رآهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تبسم وقال : أفي الحق مغضبة ؟ !
فلما توفى رسول الله ورجع بنو تميم إلى المدينة ومعهم مالك بنو نويرة فخرج لينظر من قام مقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدخل يوم الجمعة وأبو بكر على المنبر يخطب بالناس فنظر إليه وقال : أخو تيم ؟ ! قالوا : نعم . قال : فما فعل وصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي أمرني بموالاته ؟ قالوا : يا أعرابي الأمر يحدث بعده الأمر ! قال : بالله ما حدث شئ ، وإنكم قد خنتم الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) !
ثم تقدم إلى أبى بكر وقال : من أرقاك هذ المنبر ووصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالس ؟ فقال أبو بكر : أخرجوا الأعرابي البوال على عقبيه من مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) !
فقام إليه قنفذ بن عمير وخالد بن الوليد فلم يزالا يلكزان عنقه حتى أخرجاه ، فركب راحلته وأنشأ يقول :
أطعنا رسول الله ما كان بيننا * فيا قوم ما شأني وشأن أبى بكر
إذا مات بكر قام عمرٌو ومقامه * فتلك وبيت الله قاصمة الظهر
يدب ويغشاه العشار كأنما * يجاهد جماً أو يقوم على قبر
فلو قام فينا من قريش عصابة * أقمنا ولكن القيام على جمر
قال : فلما استتم الأمر لأبى بكر وجه خالد بن الوليد وقال له : قد علمت ما قاله مالك على رؤس الأشهاد ، ولست آمن أن يفتق علينا فتقاً لا يلتئم ، فاقتله .
فحين أتاه خالد ، ركب جواده وكان فارساً يعد بألف ، فخاف خالد منه فآمنه وأعطاه المواثيق ، ثم غدر به بعد أن ألقى سلاحه ، فقتله وأعرس بامرأته في ليلته وجعل رأسه في قدر فيها لحم جزور لوليمة عرسه وبات ينزو عليها نزو الحمار » !
13 - صعصعة بن ناجية جد الفرزدق
في أمالي المرتضي : 4 / 192 : « وفَدَ صعصعة بن ناجية جد الفرزدق على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في وفد بنى تميم ، وكان صعصعة منع الوأد في الجاهلية ، فلم يدع تميماً تئد وهو يقدر على ذلك . وقد فدى في بعض الروايات أربعمائة موؤودة ، وفى أخرى ثلاثمائة ، فقال للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : بأبى أنت وأمي أوصني . فقال : أوصيك بأمك وأبيك وأختك وأخيك وأدانيك أدانيك . فقال : زدني ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إحفظ ما بين لحييك ورجليك .
ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : ما شئ بلغني عنك فعلته ؟ فقال : يا رسول الله رأيت الناس يموجون على غير وجه ولم أدر أين الصواب ، غير أنى علمت أنهم ليسوا عليه ، فرأيتهم يئدون بناتهم فعرفت أن ربهم عز وجل لم يأمرهم بذلك ، فلم أتركهم ففديت ما قدرت عليه .
وفى رواية أخرى إن صعصعة لما وفد على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسمع قوله تعالي : فَمَنْ يعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يرَهُ . وَمَنْ يعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يرَهُ . قال : حسبي ، ما أبالي أن لا أسمع من القرآن غير هذا . ويقال إنه اجتمع جرير والفرزدق يوماً عند سليمان بن عبد الملك فافتخرا ، فقال الفرزدق : أنا ابن محيى الموتى ! فقال له سليمان : أنت ابن محيى الموتى ؟ ! فقال إن جدى أحيا الموؤودة ، وقد قال الله تعالى : وَمَنْ أَحْياهَا فَكأَنَّمَا أَحْيا النَّاسَ جَمِيعاً ، وقد أحيا جدى اثنتين وتسعين موؤودة ، فتبسم سليمان وقال : إنك مع شعرك لفقيه » .
14 - النابغة الجعدي الشاعر المتأله
في أمالي المفيد / 224 : « كان نابغة الجعدي ممن يتأله في الجاهلية ، وأنكر الخمر والسكر ، وهجَر الأوثان والأزلام ، وقال في الجاهلية كلمته التي قال فيها :
الحمد لله لا شريك له من لم يقلها لنفسه ظلما
وكان يذكر دين إبراهيم ( عليه السلام ) والحنيفية ويصوم ويستغفر ، ويتوقى أشياء لغواً فيها ، ووفد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال :
أتيت رسول الله إذ جاء بالهدي * ويتلو كتاباً كالمجرة نُشِّرَا
وجاهدت حتى ما أحس ومن معي * سهيلاً إذا ما لاح ثم تغورا
وصرت إلى التقوى ولم أخش كافراً * وكنت من النار المخوفة أزجرا
وقال : وكان النابغة علوي الرأي ، وخرج بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى صفين ، فنزل ليلة فطاف به وهو يقول :
قد علم المصران والعراقُ * إن علياً فحلها العتاقُ
أبيض جحجاحٌ له رواقُ * وأمه غالى بها الصداق
أكرم من شد به نطاق * إن الأولى جاروك لا أفاقوا
لكم سباق ولهم سباق * قد علمت ذلكم الرفاق
سقتم إلى نهج الهدى وساقوا * إلى التي ليس لها عراق
في ملة عادتها النفاق
15 - من الوفود المكذوبة وفد تميم الداري
تميم الداري من نصارى بلاد الشام يظهر أنه من داريا قرب دمشق ، كان يعمل مع أقاربه في تجارة الخمر من الشام إلى الجزيرة ، وكان يحدث بقصص أهل الكتاب اليهود والنصاري ، وقد أعلن إسلامه قبيل وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسكن المدينة .
وكانت ثقافته يهودية وكان يهتم بالأمور الخارقة للعادة والأساطير ، وكان مقرباً من اليهود ومن عمر وكعب الأحبار ، ونشط هو وتلامذته في إشاعة التجسيم والإسرائيليات في عقائد المسلمين !
وكتب له عمر مرسوماً خلافياً أن يقص عن أهل الكتاب يوم السبت في مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! وحضر مجلسه احتراماً له وتأييداً ! ثم زاده يوماً آخر في الأسبوع !
فقام تميم بنشر الإسرائيليات والأكاذيب ، كما ترى في حديث الجساسة والدجال في مسلم وغيره من أنه أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن الدجال المحبوس في جزيرة وأنه رآه ! ففرح النبي ( صلى الله عليه وآله ) وصعد المنبر وحدث ببشارة أخيهم تميم عن الدجال ! راجع تدوين القرآن / 444 ، جواهر التاريخ : 1 / 135 وألف سؤال وإشكال : 2 / 112 .
وجعل رواة الخلافة تميماً شخصية صاحب كرامات ! فقال إمامهم الذهبي في سيره : 2 / 445 : « نام ليلة لم يقم يتهجد فقام سنة لم ينم فيها عقوبة للذي صنع » !
وفى دلائل البيهقي : 6 / 80 : « خرجت نار بالحرة فجاء عمر إلى تميم فقال : قم إلى هذه النار ، فقال يا أمير المؤمنين ! ومن أنا وما أنا ! قال : فلم يزل به حتى قام معه قال وتبعتهما فانطلقا إلى النار فجعل تميم يحوشها بيده حتى دخلت الشعب ودخل تميم خلفها ! قال : فجعل عمر يقول : ليس من رأى كمن لم ير » !
ومن أكاذيب تميم ادعاؤه أنه كان يهدى إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) كل عام زق خمر ، فلما حُرمت الخمر لم يأخذها فقال له : خذه وبعه وانتفع بثمنه ! « فتح الباري : 8 / 209 » . مع أن تميماً جاء في السنة التاسعة ، وحُرِّمت الخمر في السنة الثانية !
الدر المنثور : 2 / 317 .
وزعم تميم أنه وفد هو وأقاربه على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فكتب لهم إقطاعاً بقرى سيفتحها المسلمون من أرض الشام ! قالوا : قدموا بعد تبوك وهم عشرة نفر منهم : تميم ونُعيم ابنا أوس ، ويزيد بن قيس بن خارجة ، والفاكه بن النعمان بن جَبَلَة ، وأبو هند والطيب ابنا ذر ، وهو عبد الله بن رزين ، وهانئ بن حبيب ، وعزيز ومرة ابنا مالك بن سواد بن جَذِيمَة ، فأسلموا وأهدى هانئ بن حبيب لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أفراساً وقباء مخوصاً بالذهب ، فقبل الأفراس والقباء . وقال تميم : لنا جيرة من الروم لهم قريتان يقال لإحداهما : حِبْرَى والأخرى بيت عينون ، فإن فتح الله عليك الشام فهبهما لي . قال : فهما لك وكتب له به كتاباً .
فلما قام أبو بكر أعطاه ذلك ، وأقام وفد الداريين حتى توفى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأوصى لهم بمائة وسق من تمر خيبر !
ونقد صاحب الصحيح : 28 / 59 هذه الروايات ، لأن الإقطاع إنما كان للأرض الموات ونحوها مما هجره أهله ، ولأن بعض نصوص الكتاب الذي زعموه فيه أخطاء نحوية لا تصدر عنه ( صلى الله عليه وآله ) كقوله : إني أنطيكم بيت عينون وجيرون والمرطوم وبيت إبراهيم برمتهم ، وجميع ما فيهم ! وبعض نصوص الكتاب ذكرت أن من آذى الداريين فقد آذى الله ، وهذا معناه أنهم معصومون لأن غير المعصوم قد يؤذى لمنعه من ارتكاب المعصية أو لأخذ الحق منه فإن كان يحرم إيذاؤه مطلقاً لزم أن يرضى الله
بالمعصية والباطل !
16 - من الوفود المكذوبة وفد أبى رزين
أبو رزين العقيلي : اسمه لقيط بن عامر أو ابن صبرة . زعم أنه وفد إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن قبيلة المنتفق قال : « كنت وافد بنى المنتفق إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلم نجده فأطعمتنا عائشة تمراً وعصدت لنا عصيدة ، إذ جاء رسول الله فقال : هل طعمتم من شئ ؟ قلنا نعم ، فبينا نحن على ذلك ، دفع الراعي الغنم إلى المراح وعلى يده سخلة فقال هل ولدت ؟ قال نعم ، ثم أقبل علينا بوجهه فقال : لا تحسبن أنا ذبحنا الشاة لأجلكم ، لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد عليها إذا ولدت بهمة ذبحنا شاة » ! أسد الغابة : 4 / 266 .
وفى أسد الغابة : 5 / 44 : « ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق قال : فقدمنا المدينة لانسلاخ رجب ، فأتينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين انصرف من صلاة الغداة » . « وفى كنز العمال : 7 / 146 » ، « أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يكره المسائل ويعيبها فإذا سأله أبو رزين أجابه وأعجبه » !
وأكثر ما اشتهر به أبو رزين أحاديث التجسيم ، وأنه سمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « لَعَمْرُ إلهك ! ويقول : إن الله تعالى يضحك ويظل يضحك ! قلت : يا رسول الله ! أويضحك الرب ؟ قال : نعم ، قلت : لن نعدم من رب يضحك خيراً ! وفى رواية : قلت : يا رسول الله أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه ؟ قال : كان في عماء . ما تحته هواء وما فوقه هواء . ثم خلق عرشه على الماء » . مسند أحمد : 4 / 11 . وقد نقدنا أحاديثه في الإنتصار : : 2 / 234 وغيره ونقدها صاحب الصحيح : 27 / 223 .
|
|
واجه خطر الخرف.. بمعادلة "الركائز الأربع"
|
|
|
|
|
دراسة: القلب يملك "دماغا صغيرا" خاصا به
|
|
|
|
|
مليكة الروم.. إصدارٌ جديد للهيأة العُليا لإحياء التراث
|
|
|