المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الشفاء في الطعام المبارك  
  
165   08:38 صباحاً   التاريخ: 2025-04-10
المؤلف : السيد حسين نجيب محمد
الكتاب أو المصدر : الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص85ــ88
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016 6052
التاريخ: 2024-10-02 696
التاريخ: 2025-04-01 192
التاريخ: 28-1-2016 3689

ثبت من خلال التجارب الكثيرة أنَّ الطعام الذي يُطبخ من روح النبي والأئمة (عليهم السلام) يتحول إلى بركة عظيمة على الآكل، فيشفى من الأمراض مهما كانت مستعصية، والقصص في ذلك كثيرة منها:

ذكر المرحوم الشيخ هادي الكربلائي في أحد مجالسه التي عقدت في بيت المرحوم الحاج حسن خان في منطقة باب الخان في مدينة كربلاء المقدسة، وكان ذلك في أواسط الستينات، أنَّ رجلاً زائراً من منطقة كشمير الواقعة بين الهند والباكستان رآه الشيخ هادي في صحن سيدنا العباس (عليه السلام) وهو يوزع الحلوى على الزائرين في مرقد سيدنا العباس (عليه السلام) والبشرى طافحة على وجهه. وبعد انتهائه من توزيع الحلوى جاء ليصلي، وصادف أنَّ المكان القريب مني كان فارغاً، فجاء وجلس فيه ثم قام لأداء الصلاة. وبعد انتهاء صلاته إلتفت إليه وقلت له: زيارة مقبولة فشكرني فسألته عن سبب توزيعه الحلوى، فأجابني وكان يجيد اللغة العربية بطلاقة: مولانا! أنا من منطقة كشمير ومن القسم الذي يخضع للسيطرة الهندية.

في أحد الأيَّام، شكوت من ألم في بطني، فراجعت العديد من الأطباء، وبعد فحوصات عديدة أجمع الأطباء أنني مصاب بمرض السرطان عندما سمعت بهذا الخبر جنَّ جنوني وأصبت بالذهول وعدت إلى داري واليأس مسيطر علي.

التفت حولي أفراد عائلتي وهم يبكون لأنهم علموا بما قال لي الطبيب من قريبي الذي كان معي عندما كنت أراجعه.

في هذه الأثناء طُرق باب دارنا فذهبت والدتي لكي تفتح الباب وإذا بجارتنا تقوم بتوزيع خبز العباس، وهي وجبة غذاء خفيفة تتكون من رغيف من الخبز + قليل من اللبن + قليل من الخضروات).

جاءتني والدتي وهي تحمل كمية من هذه الأكلة وقالت لي: تناول من هذه الأكلة وانذر لوجه الله تعالى وببركة سيدنا العباس (عليه السلام) إن شفيت من هذا المرض الخطير أن تذهب إلى مدينة كربلاء لزيارة مرقد سيّدنا الإمام الحسين (عليه السلام) وسيدنا العباس (عليه السلام).

تناولت من هذا الطعام كمية صغيرة لأني كنت في حالة مزرية وقلت في نفسي: إن تمَّ شفائي من المرض بإذن الله وببركة سيدي العباس (عليه السلام) سأذهب إلى كربلاء للزيارة.

بعد عدة أيام قررت مراجعة الطبيب بعد انتهاء وجبة الدواء التي أعطاني إيَّاها الطبيب.

دخلت على الطبيب، فرحب بي ثم أدخلني إلى غرفة الفحص وقام بإجراء الفحص اللازم في أثناء الفحص انتابه بعض الذهول ثم أعاد الفحص مرة أخرى ثم قال انتظر قليلاً حتّى أرى نتيجة التحليل.

انتظرت في صالة الاستراحة وما هي إلا بضع دقائق حتى جاء بنفسه إلى صالة الاستراحة، وإذا به يبشرني قائلاً: أبشرك بأن السرطان الذي أصابك كان حميداً وليس خبيثاً. فقلت له: ألم تقل أنت والعديد من الأطباء بأن السرطان الذي أصابني خبيث؟ فقال الدكتور: نعم ولكن الله قادر على كل شيء قلت: نعم، إنَّ الله جل وعلا بيده كل شيء وهو لطيف بعباده بعد سماعي قول الطبيب هذا علمت بأن الله جل وعلا قد سلمني من هذا المرض الخطير ببركة سيدنا العباس (عليه السلام)، وعدت إلى بيتي والفرحة تملأ قلبي وما إن دخلت داري حتى تعالت الأصوات بالصلاة على محمد وآل محمد واستدعت هذه الأصوات عشرات الجيران الذين توجهوا نحو دارنا ليستفسروا عما حدث.

بعد دخولي البيت شرحت لهم والدتي وزوجتي ما حدث لي، فعم الفرح قلوبهم وأخذوا يقبلونني وهم يهنئونني على شفائي من هذا المرض اللعين.

كانت فرحة كبيرة في البيت والشارع والمجتمع من حولي واستقبلت المئات من المهنئين الذين أتوا لكي يتأكدوا من الأمر لأنَّ هذا المرض معروف عنه أنَّه قاتل وقليل جداً من الناس تم شفاؤهم منه لكن مشيئة الباري جل وعلا فوق كل شيء.

قلت: بعد أن أيقنت بأن صحتي جيدة قررت أن أتوجه إلى مدينة كربلاء المقدسة لكي أقوم بزيارة سيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وبزيارة سيدي أبي الفضل العباس (عليه السلام)، لأقدم شكري على لطفه الجميل وأهنئه على تلك المنزلة الكبيرة التي أنعم بها الله عليه وعلى بقية آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) جعلنا الله من محبيهم ومن السائرين على دربهم إنَّه هو السميع المجيب(1).

___________________________

(1) قبس من كرامات سيدنا العباس: ص91. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.