مصبا- لبث بالمكان لبثا من باب تعب ، وجاء في المصدر السكون للتخفيف ، واللبثة المرّة ، واللبثة بالكسر : الهيئة والنوع ، والاسم اللبث بالضّمّ واللباث بالفتح ، وتلبّث بمعناه ، ويتعدّى بالهمزة والتضعيف ، فيقال ألبثته ولبّثته.

مقا- لبث : حرف يدلّ على تمكّث ، يقال لبث بالمكان : أقام.

صحا- اللبث واللباث : المكث. وقد لبث يلبث لبثا على غير قياس ، لأنّ المصدر من فعل قياسه التحريك إذا لم يتعدّ ، مثل تعب تعبا ، فهو لبث ولابث أيضا ، وقرء لابثين فيها أحقابا.

والتحقيق‌

أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو كون على حالة ماكثا فيها قهرا. وأمّا‌ مفاهيم- الإقامة ، التمكّث ، التأخّر : فمن لوازم الأصل. والأصل ما قلناه.

{فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [العنكبوت : 14]. {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات : 143، 144]. {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا} [البقرة : 259]. {فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ} [طه : 40]. {وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } [الشعراء : 18]. {لِلطَّاغِينَ مَآبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا } [النبأ : 22، 23] هذه الآيات الكريمة تدلّ على أنّ هذه المادّة قد استعملت في موارد التمكّث القهريّ ، كما في تمكّث نوح فيما بين قومه المخالفين ، وتمكّث يونس في بطن الحوت ، وتمكّث من مرّ على قرية فأماته اللّٰه ، وتمكّث موسى(عليه السلام)في مدين عشر سنين أجيرا ، وتمكثّه أوّلا في بيت فرعون طفلا.

وتدلّ أيضا على أنّ اللبث مطلق ولا يقيّد بكونه على صورة قيام أو قعود أو نوم أو موت أو غيرها.

والفرق بين اللبث والمكث : أنّ المكث تأخير وإبطاء مختارا لا قهرا بخلاف اللبث فانّه تاخّر قهري.

وبهذا يظهر لطف التعبير بالمادّة في مواردها.

___________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .

‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.

‏- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ ‏هـ .