من الأعمال التي توجب دخول الجنّة هي اطاعة اللَّه والرسول صلى الله عليه و آله كما ورد ذلك في قوله‏ تعالى‏ : {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذلِكَ الْفَوزُ الْعَظِيمُ} «1» (النساء/ 13).

تعبير (جنات) يدلّ على‏ تعددها وأنّ كل واحدة منها أحد مقامات العارفين والصالحين والأطهار.

أمّا تعبير (تجري من تحتها الأنهار) فدلالة على‏ جمال بساتينها ورونقها ودوام خضرتها لأنّ أنهارها دائمة الجريان.

«خالدين فيها» : إضافة إلى‏ أنّ الآية نفت احتمال فناء وسلب النعمة التي هي عادة من عوامل القلق جاءت الآية بصيغة الجمع وهذه إشارة إلى‏ أنّ أهل الجنّة يتمتعون بنعمة الاجتماع والانس مع بعضهم البعض.

في حين أنّ الآية التي بعدها والتي تتحدث عن عصيان اللَّه ورسوله جاءت بصيغة المفرد (خالداً) وهذه إشارة إلى‏ أنّهم‏ (أهل النّار) يتعذبون بالوحدة والعزلة وكأنّ كل واحد منهم سجين في زنزانة انفرادية في نار جهنّم.

________________________

(1). نفس هذا المعنى‏ ورد في الآية 17 من سورة الفتح.