أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-29
424
التاريخ: 2024-11-01
457
التاريخ: 2024-12-03
243
التاريخ: 2023-04-01
1223
|
قال تعالى : {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [الروم : 30]
الحصيلة من كلمات العلماء في بحث فطرية المعرفة الإلهيّة هي أنّهم سلكوا طريقين ، فبعض اعتبر الفطرة هنا بمعنى الاستدلال العقلي الواضح ، وهو أنّ كلّ إنسان بعد اكتمال عقله وملاحظته لنظام عالم الوجود وبعض الأسرار في الخلق ينتقل إلى هذه الحقيقة فوراً وهي استحالة نشوء هذا النظام البديع ذي الأسرار العجيبة من مبدأ فاقد للعقل والإحساس ، وعليه فإنّ الفطرة تعني : (العقل الفطري) الذي يكفيه استدلال واضح للوصول إلى الحقيقة ولا يحتاج إلى استاذ أو معلّم ، كما يحكم الإنسان بأنّ (الكلّ أكبر من الجزء) حيث أدركه باستدلال عقلي واضح وهكذا عندما يقول بأنّ (المساويين لشيء متساويان).
من هنا نلاحظ أنّ علماء المنطق يقسّمون بديهيات المنطق إلى ستّة أقسام :
الأوّليات ، المشاهدات ، التجريبيات ، المتواترات ، الحدسيات ، الفطريات ، وقالوا في تعريف (الفطريات) : بأنّها القضايا التي لا يصدق بها العقل بمجرد تصوّرها بل يحتاج إلى حدّ أوسط وهو حاضر لدى الذهن دائماً ، وللفطرة معنى آخر وهو أصحّ وأفضل في البحوث المعنية وهو : إدراك الحقائق من دون الحاجة إلى أي استدلال (معقّد أو بسيط) ويتفهّمها بوضوح ويتقبّلها ، فهو حينما يشاهد- مثلًا- باقة من الورد الجميل ذات عطر زكيّ يقرّ بجمالها ، دونما حاجة إلى إقامة الدليل أبداً ، ويقول بأنّها جميلة حقّاً ولا تحتاج إلى دليل.
والفهم الفطري في مجال المعرفة الإلهيّة من هذا القبيل ، فالإنسان حينما يتدبّر من أعماق روحه يبصر نور الحقّ ويسمع نداءه بقلبه ، يدعوه إلى مبدأ العلم والقدرة التي لا مثيل لها في عالم الوجود ، مبدأ الكمال المطلق ومطلق الكمال ، وهو في الفهم الوجداني- كما في جمال الورد- لا يشعر بحاجة إلى إقامة الدليل.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
في مدينة الهرمل اللبنانية.. وفد العتبة الحسينية المقدسة يستمر بإغاثة العوائل السورية المنكوبة
|
|
|