المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ترجمة أبي عبد الله المكودي
2024-12-03
الصعود من القاع الى القمة قد لا يحتاج الا الى... مجرد فكرة
24-11-2016
معبد آخر بالقرب من الأقصر.
2024-05-21
Initial Value Problem
13-6-2018
السلس والبطن
25-9-2016
الهادي
25-7-2017


اعراض سوء التربية  
  
3578   12:44 مساءاً   التاريخ: 24-7-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص356
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

احسن رصيد يقوم به الانسان في هذا النوع من التربية هو العمل التربوي، وزيادة هذا الرصيد عنده، لأن الاطفال عرضة للأخطار والانزلاقات والصدمات وانواع الاضرار، وغالباً ما تتوجه انظار الخونة والمجرمين الى هؤلاء الاطفال لتحقيق اهدافهم المشؤومة، وحتى المفلسين السياسيين يتوجهون نحوهم لاستغلالهم من اجل الوصول الى اهدافهم، وفي الحقيقة يجعلون منهم دريئة إعلامية ودعائية.

وحصول خطأ صغير احياناً، او غفلة غير مدروسة، او تساهل، او لا مبالاة يمهد لحصول انزلاقات كبيرة وانحرافات شديدة، مما يمهد لحصول جرائم كبيرة؛ ولو اطلعت على إحصاءات وارقام الجرائم والانحرافات فسوف تعلمين ان اغلبها يتعلق بأشخاص لم يتمتعوا في سنوات صغرهم بالتربية الكافية واللائقة؛ وما اكثر المجرمين الذين تعرضوا لسوء التربية، وعقدة الحقارة، وفقدان الثقة، والانفعال، والخوف، والاضطراب، والعجز عن إظهار انفسهم وشخصياتهم، وكل هذه الاشياء ناتجة بالطبع عن تقصير المسؤولين تربوياً عن الطفل.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.