المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

هل للحشرات غدد صماء Endocrine Glands؟
22-1-2021
خلف بن عسكر.
20-7-2016
أنواع الدفاتر التجارية في القانون المصري
1-5-2017
حقوق الزوج على زوجته وأهمها
2024-05-23
ميعاد الوفاء بالأجرة .
19-5-2016
الخلايا الرقية diaphragm cells
13-9-2016


ركز على المشكلة ذاتها وليس على الشخص  
  
2606   01:14 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص109-110
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

كنت اعرف سيدة قديرة ومخلصة، والتي قامت بأخذ دورة تدريبية خاصة بسلوكيات الاطفال او ما شابه، وفي احدى المناسبات اخبرتنا انها تعلمت مبدأ مهما للغاية: (إن الطفل الشقي ليس شقيا بحق، بل هو طفل طيب قام بارتكاب فعل سيء). حسنا، لم نوافقها على رأيها، بل ورأينا ان ذلك احد اغرب الامثلة على جنون نظريات على النفس، ولم نفوت فرصة بعدها للتندر على تلك النصيحة السخيفة.

الا ان الشيء المحرج حقا هو ان تلك السيدة كانت في الواقع محقة تماماً. بالطبع، ما زلت ارى تناقضا في العبارة نفسها ( انه ليس بكمبيوتر شقي، بل هو كمبيوتر طيب قام بفعل شيء سيء) لكني اقر بان المبدأ الكامن خلف كلماتها هو عين الصواب.

فاذا ما قلت للطفل بانه طفل شقي، اناني، كسول، بدين، غبي، وقح، مزعج ممل او أي صفة اخرى، فانت بهذا تلصق الصفة به، واذا ما صدق الطفل تلك الصفة الملصقة به (ولم لا يصدق – فهو مدرب على ان يصدق كل ما تقوله له)، فسوف يبدأ في التصرف وفقا لها وسوف يفكر قائلا : (ليس هناك فائدة في محاولة بذل أي جهد، فانا اعلم انني كسول) او (ما الذي لدي لأفعله؟ لقد ألصق الجميع بي صفة الطفل الشقي على أي حال) ، بالطبع لم يفكر الطفل هكذا بصورة واعية، على الاقل ليس في سنوات عمره الاولى، لكنك اذا ما ألصقت به صفة ما، فسوف يتصرف وفقا لها.

ما عليك فعله هو ان تدين السلوك السيء، وليس الطفل نفسه. يمكنك ان تقول له: (هذا تصرف اناني) او (من الوقاحة ان تلح هكذا)؛ لأنك بهذه الصورة انت لا تعلق على شخصيته بل سلوكه. واذا ما شعرت في وقت ما بالرغبة في قول: (لكنه حقا طفل كسول!) فلن اقول لك انك مخطئ، على الرغم من انه قد يكون من غير المعتاد ان اعترف بانك قد تكون محقا، لكني اقول لك انه لا يجب عليك مطلقاً ان تقول هذا امام الطفل نفسه، او أي شخص اخر مخافة ان يصلا كلامك هذا اليه. احتفظ به في داخلك ان حدث ان قام طفلك بالقيام من على المائدة دون ان ينظفها، ناهيك عن عدم مشاركته في تنظيف الاطباق.

ما عليك فعله هو ان تدين السلوك السيء، وليس الطفل نفسه.

اما إلصاق الصفات الطيبة بالطفل فهو امر مختلف تماما؛ فما دامت الصفات صحيحة (إياك ان تضغط على طفلك بان تفرض عليه ان يتصرف وفق صورة تخالف شخصيته) فهي تشجع طفلك على السلوك وفقا لها – صفات مثل حنون، حريص، شجاع، وما شابهها.

وفي الواقع، يمكنك احيانا استخدام تلك الصفات الايجابية في المواقف التي لا يسلك فيها طفلك سلوكا ايجابيا معينا كأن تقول: (لقد اندهشت بشدة عندما تصرفت بهذه الصورة غير المهذبة، وانا الذي طالما اعتبرتك من اكثر الاطفال ادبا) ، فعبارة كهذه تؤكد للطفل انك ما زلت تنظر اليه بصورة ايجابية، وان الوقت لم يفت بعد للتصرف بصورة تجعله يستحق وصف الطفل (المؤدب).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.