أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2021
2951
التاريخ: 13-1-2016
3443
التاريخ: 24-3-2021
2414
التاريخ: 21-3-2018
2761
|
يقول تشارلز براون العاملين في حقل الإعلام يجب ان يتم على أسس سليمة، كما يجب ألا يخوضوا هذا المجال إلا بعد اجتيازهم عدة اختبارات عملية وعلمية وشخصية، كما انه لا بد ان تمضي عليهم فترة للتحقق من صلاحيتهم لتحمل هذه المسؤولية الدقيقة.
ومن ثم فإن إعداد كوادر إعلامية متخصصة في إعلام الطفل المسلم يأتي في مقدمة عوامل نجاح او فشل الخطط الإعلامية الموجهة للأطفال، وفي غيبة عناصر مؤمنة برسالتها، متفهمة لطبيعة عملها، دراسة لفنون الإعلام ونظريات الاتصال، عارفة بأسلوب الحوار وفن النقاش مع الأطفال، يتوافر لها الذكاء والفطنة، والخلفية الثقافية، والموهبة الفطرية ، والملكات الضرورية. فإن الخطط الإعلامية الموجهة لأبناء المسلمين لن تستطيع تحقيق أهدافها، حتى لو توافرت لها الوسائل التقنية المتقدمة، والإمكانات المادية الكبيرة، لأنه إذا كان المضمون قويا، وكانت وسيلة الإعلام المستخدمة تتمتع بقدرات فعالة، ثم تفتقر هذه الخطط الى إعلاميين متمرسين في هذا المجال فإن هذا سيقضي حتما على احتمالات نجاح العمل الإعلامي الموجه للطفل، حتى لو كان الموضوع يعالج جوانب مهمة ويتناول أموراً حيوية.
وإذا كان القائم بالاتصال يتوقف عليه نجاح الخطة الإعلامية او فشلها، فإن المنظمات الإسلامية المعنية بذلك يجب ان تتأنى كثيرا قبل ان تسلم اجهزتها الإعلامية لعناصر تنقصها الخبرة والعلم والذكاء والفطنة والمرونة وسعة الأفق والملكة الفطرية والثقافة الواسعة، والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا المعاصرة.
وهذا يتطلب إعداد عناصر مؤهلة تأهيلا علميا صحيحا لهذا الغرض، يمكنهم من الأداء الفعال والتأثير القوي، لأنا اليوم في حاجة الى إعلاميين أكفاء يستطيعون التأثير في هذه الشريحة العمرية، إعلاميين يقدمون الحكمة البالغة، ويضربون المثل الأعلى في القول والعمل، ويستطيعون مخاطبة الطفل بفئاتهم المختلفة ومستوياتهم المتنوعة.
أي ان أجهزة الإعلام والدعوة إذا لم تباشر العمل والإدارة والتخطيط من خلال كوادر متخصصة في إعلام الطفولة على المستوى العلمي والخلقي الرفيع فإن المردود سوف يكون سلبيا.
إن العناصر الصالحة للعمل في هذا المجال الحيوي تستطيع ان تستكشف الطريق الصحيحة للتعبير عن الفكرة التي لديها، كما تستطيع ان تؤثر عن طريقها في أكبر عدد ممكن من الأطفال، لأن الإعلامي الناجح يشعر الطفل المتلقي أنه يتحدث إليه حديثا خاصا، ولا يتأتى ذلك إلا إذا كان قادراً على فهم عقلية الطفل، قريبا منه.
وفي ضوء ذلك فإن اختيار الكوادر الصالحة لإعلام الطفل المسلم يجب ان تلقى مزيدا من الاتمام والتمحيص، لان هذا اللون من النشاط في حاجة الى مهارات خاصة، وملكات متميزة، وثقافة نوعية تمكنهم من مخاطبة هذه الشريحة العمرية عبر مختلف الوسائل.
ومن ثم فإنه لا بد لمن يتصدى لإعلام الطفل المسلم ان تتوافر لديه مهارات معينة، وأخلاقيات رفيعة، فإلى جانب فهمه ومعرفته بأصول الدين، لا بد ان يتسم بالخلق الرفيع، والسلوك النموذجي، والإيمان برسالته، والصدق في القول، لأن الأطفال ينظرون الى هؤلاء باعتبارهم نماذج حية لما يقولون او يكتبون بسلوكهم بفعل غريزة التقليد والمحاكاة.
وإنه على الرغم من أهمية إعداد عناصر صالحة لإعلام الطفل المسلم، إلا ان تأهيل هذه النوعية من الكوادر لا تكاد تلقى الاهتمام والرعاية الكافية من المعاهد العلمية والمؤسسات الإعلامية المتخصصة في تأهيل الإعلاميين، وباستعراض مناهج الدراسة في هذه المعاهد والمؤسسات نكاد نجدها خالية من برامج علمية وعملية متخصصة في إعلام الطفل بصفة عامة، ناهيك عن الطفل المسلم بصفة خاصة، وينعكس هذا بدوره على البرامج والفقرات والموضوعات التي تقدم في الراديو او التلفزيون او الصحف، فكثير منها لا يكاد يلبي احتياجات الطفل العقلية او الوجدانية او النفسية، وقد لا يجد الأطفال فيها ما يلبي رغباتهم ويحقق طموحاتهم.
وإذا كانت الصراحة طريقنا، والإسلام منهجنا، ورضاء الله غايتنا، فإنني أستطيع ان أقرر هنا ان مناهج إعداد الدعاة والإعلاميين في الكليات والمعاهد المعنية بذلك في حاجة الى إعادة نظر كاملة، كما ان برامج إعلام الطفل تفتقر الى أدنى درجات التخطيط والتنسيق والجدية. وعلى القائمين على هذه الخطط أن يعيدوا النظر فيها لتصحيح المسيرة. فالعلم قد تغير كثيرا حولنا، ولعل بعض ما كان يصلح بالأمس لا يوافق ما يكتنف حياتنا اليوم.
وتعاني أجهزة الإعلام في الدول الإسلامية من نقص حاد في الكوادر الإعلامية القادرة على التعامل مع عقل الطفل ووجدانه.
وتأسيسا على ذلك فإن الإعلاميين المتخصصين في إعلام الطفل يجب أن يركزوا اهتمامهم في نقطتين اساسيتين هما:
1ـ أن يعرفوا ماذا يريدون من الطفل.
2ـ أن يعرفوا كيف يوجهون الرسالة الى الأطفال بما يمنحها أكبر قوة تأثر ممكنة.
وعلى من يتصدى لإعلام الطفل، أن يعرف ما وراء الألفاظ وأسرار الرموز التي تحمل مختلف المعاني، حتى يتمكن من توجيه هذه الرموز لتحقيق التأثير المطلوب على الأطفال؛ لأن هذه الرموز لا تستخدم فقط للشرح والتوضيح، بل وتستخدم كذلك للخداع والإثارة والتعمية والتضليل، وإثارة الغرائز وإحداث الصراع، وزرع الخصومات، والحض على القتال، كما انها لا تستخدم دائما في خلق روح التعاون والمحبة والسلام كما هو الحال في الكلمات والعبارات التي حملت رسالات السماء.
وبصفة عامة فإن هذه النوعية من الكوادر الإعلامية يجب ان يتم تزويدها بمهارات الاتصال وعلوم الدعوة، وهذه الكوادر إذا أحسن تأهيلها وتدريبها تستطيع ان تفهم الأهمية الاجتماعية للدور الملقى على عواتقها، وتحسن اختيار الوسيلة المناسبة لنقل أفكارها الى جمهور الأطفال، وان تتابع الاهتمامات المتغيرة لهم، وبعد ذلك يقومون بتكييف الرسالة حسب متطلبات كل وسيلة، وحسب القدرات المختلفة لكل فئة.
وهنا يجب ان تتناسب المواصفات المطلوبة في هذه الكوادر مع الدور الخطير الملقى على عواتقهم لأنهم يتحملون مسؤولية كبيرة في بناء هذا الجيل، وهم ممثلو رسالة الله، وورثة الأنبياء. والمعلوم ان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا الحكمة والعلم، وهم سفراء الأمة الى الناس، يحملون امانتها ويبلغون رسالتها، والناس لهم تبع.
في حين انه إذا أغفل الإعلاميون مسؤولياتهم في هذا الصدد، وقاموا بشغل ساعات البث،
وصفحات الصحف المخصصة للأطفال بالغث من الموضوعات، فإن الأمر هنا يتجاوز تبديد الوقت او المال او الجهد الى ترك آثار مدمرة على وجدان الأطفال وعقولهم. في حين أنهم إذا أخذوا على عواتقهم الارتقاء بالمستوى الفكري لهم، والتزموا بالصدق والتجرد في عرض البيانات؛ فإن النتائج التي يمكن ان تتحقق في هذا الصدد ستكون ذات مردود إيجابي في بناء طفل سليم متوازن.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|