المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

سبب غزوة تبوك
2023-10-26
شعر لابن زيدون
2024-05-06
المفطرات التي توجب القضاء والكفارة
2024-07-18
تفسير سورة الكهف
2023-11-02
تسميد الذرة
24-7-2017
Future Perspectives of Biofuels and Biotechnology
26-1-2021


ازمة الكوادر المتخصصة في إعلام الطفل المسلم  
  
2129   09:53 صباحاً   التاريخ: 6-9-2017
المؤلف : عمار سالم الخزرجي
الكتاب أو المصدر : الطفل مع الاعلام والتلفزيون
الجزء والصفحة : ص16ـ20
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2021 2951
التاريخ: 13-1-2016 3443
التاريخ: 24-3-2021 2414
التاريخ: 21-3-2018 2761

يقول تشارلز براون العاملين في حقل الإعلام يجب ان يتم على أسس سليمة، كما يجب ألا يخوضوا هذا المجال إلا بعد اجتيازهم عدة اختبارات عملية وعلمية وشخصية، كما انه لا بد ان تمضي عليهم فترة للتحقق من صلاحيتهم لتحمل هذه المسؤولية الدقيقة.

ومن ثم فإن إعداد كوادر إعلامية متخصصة في إعلام الطفل المسلم يأتي في مقدمة عوامل نجاح او فشل الخطط الإعلامية الموجهة للأطفال، وفي غيبة عناصر مؤمنة برسالتها، متفهمة لطبيعة عملها، دراسة لفنون الإعلام ونظريات الاتصال، عارفة بأسلوب الحوار وفن النقاش مع الأطفال، يتوافر لها الذكاء والفطنة، والخلفية الثقافية، والموهبة الفطرية ، والملكات الضرورية. فإن الخطط الإعلامية الموجهة لأبناء المسلمين لن تستطيع تحقيق أهدافها، حتى لو توافرت لها الوسائل التقنية المتقدمة، والإمكانات المادية الكبيرة، لأنه إذا كان المضمون قويا، وكانت وسيلة الإعلام المستخدمة تتمتع بقدرات فعالة، ثم تفتقر هذه الخطط الى إعلاميين متمرسين في هذا المجال فإن هذا سيقضي حتما على احتمالات نجاح العمل الإعلامي الموجه للطفل، حتى لو كان الموضوع يعالج جوانب مهمة ويتناول أموراً حيوية.

وإذا كان القائم بالاتصال يتوقف عليه نجاح الخطة الإعلامية او فشلها، فإن المنظمات الإسلامية المعنية بذلك يجب ان تتأنى كثيرا قبل ان تسلم اجهزتها الإعلامية لعناصر تنقصها الخبرة والعلم والذكاء والفطنة والمرونة وسعة الأفق والملكة الفطرية والثقافة الواسعة، والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا المعاصرة.

وهذا يتطلب إعداد عناصر مؤهلة تأهيلا علميا صحيحا لهذا الغرض، يمكنهم من الأداء الفعال والتأثير القوي، لأنا اليوم في حاجة الى إعلاميين أكفاء يستطيعون التأثير في هذه الشريحة العمرية، إعلاميين يقدمون الحكمة البالغة، ويضربون المثل الأعلى في القول والعمل، ويستطيعون مخاطبة الطفل بفئاتهم المختلفة ومستوياتهم المتنوعة.

أي ان أجهزة الإعلام والدعوة إذا لم تباشر العمل والإدارة والتخطيط من خلال كوادر متخصصة في إعلام الطفولة على المستوى العلمي والخلقي الرفيع فإن المردود سوف يكون سلبيا.

إن العناصر الصالحة للعمل في هذا المجال الحيوي تستطيع ان تستكشف الطريق الصحيحة للتعبير عن الفكرة التي لديها، كما تستطيع ان تؤثر عن طريقها في أكبر عدد ممكن من الأطفال، لأن الإعلامي الناجح يشعر الطفل المتلقي أنه يتحدث إليه حديثا خاصا، ولا يتأتى ذلك إلا إذا كان قادراً على فهم عقلية الطفل، قريبا منه.

وفي ضوء ذلك فإن اختيار الكوادر الصالحة لإعلام الطفل المسلم يجب ان تلقى مزيدا من الاتمام والتمحيص، لان هذا اللون من النشاط في حاجة الى مهارات خاصة، وملكات متميزة، وثقافة نوعية تمكنهم من مخاطبة هذه الشريحة العمرية عبر مختلف الوسائل.

ومن ثم فإنه لا بد لمن يتصدى لإعلام الطفل المسلم ان تتوافر لديه مهارات معينة، وأخلاقيات رفيعة، فإلى جانب فهمه ومعرفته بأصول الدين، لا بد ان يتسم بالخلق الرفيع، والسلوك النموذجي، والإيمان برسالته، والصدق في القول، لأن الأطفال ينظرون الى هؤلاء باعتبارهم نماذج حية لما يقولون او يكتبون بسلوكهم بفعل غريزة التقليد والمحاكاة.

وإنه على الرغم من أهمية إعداد عناصر صالحة لإعلام الطفل المسلم، إلا ان تأهيل هذه النوعية من الكوادر لا تكاد تلقى الاهتمام والرعاية الكافية من المعاهد العلمية والمؤسسات الإعلامية المتخصصة في تأهيل الإعلاميين، وباستعراض مناهج الدراسة في هذه المعاهد والمؤسسات نكاد نجدها خالية من برامج علمية وعملية متخصصة في إعلام الطفل بصفة عامة، ناهيك عن الطفل المسلم بصفة خاصة، وينعكس هذا بدوره على البرامج والفقرات والموضوعات التي تقدم في الراديو او التلفزيون او الصحف، فكثير منها لا يكاد يلبي احتياجات الطفل العقلية او الوجدانية او النفسية، وقد لا يجد الأطفال فيها ما يلبي رغباتهم ويحقق طموحاتهم.

وإذا كانت الصراحة طريقنا، والإسلام منهجنا، ورضاء الله غايتنا، فإنني أستطيع ان أقرر هنا ان مناهج إعداد الدعاة والإعلاميين في الكليات والمعاهد المعنية بذلك في حاجة الى إعادة نظر كاملة، كما ان برامج إعلام الطفل تفتقر الى أدنى درجات التخطيط والتنسيق والجدية. وعلى القائمين على هذه الخطط أن يعيدوا النظر فيها لتصحيح المسيرة. فالعلم قد تغير كثيرا حولنا، ولعل بعض ما كان يصلح بالأمس لا يوافق ما يكتنف حياتنا اليوم.

وتعاني أجهزة الإعلام في الدول الإسلامية من نقص حاد في الكوادر الإعلامية القادرة على التعامل مع عقل الطفل ووجدانه.

وتأسيسا على ذلك فإن الإعلاميين المتخصصين في إعلام الطفل يجب أن يركزوا اهتمامهم في نقطتين اساسيتين هما:

1ـ أن يعرفوا ماذا يريدون من الطفل.

2ـ أن يعرفوا كيف يوجهون الرسالة الى الأطفال بما يمنحها أكبر قوة تأثر ممكنة.

وعلى من يتصدى لإعلام الطفل، أن يعرف ما وراء الألفاظ وأسرار الرموز التي تحمل مختلف المعاني، حتى يتمكن من توجيه هذه الرموز لتحقيق التأثير المطلوب على الأطفال؛ لأن هذه الرموز لا تستخدم فقط للشرح والتوضيح، بل وتستخدم كذلك للخداع والإثارة والتعمية والتضليل، وإثارة الغرائز وإحداث الصراع، وزرع الخصومات، والحض على القتال، كما انها لا تستخدم دائما في خلق روح التعاون والمحبة والسلام كما هو الحال في الكلمات والعبارات التي حملت رسالات السماء.

وبصفة عامة فإن هذه النوعية من الكوادر الإعلامية يجب ان يتم تزويدها بمهارات الاتصال وعلوم الدعوة، وهذه الكوادر إذا أحسن تأهيلها وتدريبها تستطيع ان تفهم الأهمية الاجتماعية للدور الملقى على عواتقها، وتحسن اختيار الوسيلة المناسبة لنقل أفكارها الى جمهور الأطفال، وان تتابع الاهتمامات المتغيرة لهم، وبعد ذلك يقومون بتكييف الرسالة حسب متطلبات كل وسيلة، وحسب القدرات المختلفة لكل فئة.

وهنا يجب ان تتناسب المواصفات المطلوبة في هذه الكوادر مع الدور الخطير الملقى على عواتقهم لأنهم يتحملون مسؤولية كبيرة في بناء هذا الجيل، وهم ممثلو رسالة الله، وورثة الأنبياء. والمعلوم ان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا الحكمة والعلم، وهم سفراء الأمة الى الناس، يحملون امانتها ويبلغون رسالتها، والناس لهم تبع.

في حين انه إذا أغفل الإعلاميون مسؤولياتهم في هذا الصدد، وقاموا بشغل ساعات البث،

وصفحات الصحف المخصصة للأطفال بالغث من الموضوعات، فإن الأمر هنا يتجاوز تبديد الوقت او المال او الجهد الى ترك آثار مدمرة على وجدان الأطفال وعقولهم. في حين أنهم إذا أخذوا على عواتقهم الارتقاء بالمستوى الفكري لهم، والتزموا بالصدق والتجرد في عرض البيانات؛ فإن النتائج التي يمكن ان تتحقق في هذا الصدد ستكون ذات مردود إيجابي في بناء طفل سليم متوازن.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.