صدر حديثاً عن مؤسسة علوم نهج البلاغة التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، كتاب "الأمن الإنساني في خلافة الإمام الحسن (ع) - دراسة مقارنة بين مفاهيم القرآن والعترة ومفاهيم الأمم المتحدة"، لمؤلفه السيد نبيل الحسني.
ويأتي الكتاب ضمن سلسلة دراسات في آل علي، عليه السلام، ويقع في 167 صفحة من القطع المتوسط.
ووفقاً لمؤلف الكتاب، فإن الأمن الإنساني هو الغاية في بعث الأنبياء والرسل وإنزال الكتب والنواميس الإلهية هي تحقيق الأمن في الدنيا والآخرة وتنظيم حياة الإنسان وحفظ حقوقه وتقويم سلوكه تجاه نفسه أولاً ثم تجاه الآخرين.
ويرى الكاتب، بحسب ما أورده في مقدمة كتابه، أن "انعدام الأمن هو البيئة الحاضنة والناتجة لظهور الصراعات والنزاعات بين الناس من أجل الوصول إلى تحقيق الرغبات التي كان على رأسها الرغبة في السلطة وكرسي الحكم والإمارة".
ويؤكد الحسني في كتابه أن "مفهوم الأمن الإنساني لم يكن وليد المتغيرات العالمية وتوازن قوى الرعب بين الشرق والغرب، والاكتفاء بهذا التوازن لحفظ الحدود والسلطات على العباد".
ثم يستدرك بالقول:  "وإنما هو مفهوم سار بسير الحياة الإنسانية على الأرض، إلا أن الفارق هو الانتباه لحاجات الإنسان الضرورية بعد شعور أقطاب القوى بحالة من التوازن في قوى الردع من جهة وتحقيق الطموحات السلطوية من جهة أخرى".
ويعتقد الحسني، وهو رئيس مؤسسة علوم نهج البلاغة، أن مصاديق الأمن الإنساني لا يمكن لها أن تتحقق في عالمنا اليوم وذلك أن أرباب السلطة في كل الدول لاسيما الدول الكبرى لم تزل منهمكة في حفظ مكتسباتها السلطوية.
فيما يرى أيضاً أن "العمود الفقري لانعدام الأمن الإنساني هو التسلط والبغي والظلم؛ وإن سنام جميع هذه العوامل يكمن في السلطة والصراع من أجلها منذ أن أراد قابيل أن يكون في رأس الهرم فيتسلط على أخيه بدون وجه حق أراده الله تعالى؛ ولم يزل هذا الصراع إلى يومنا هذا".
ويخلص الحسني في مقدمة الكتاب إلى أن "المحاولات التي يقوم بها المعنيون بالقانون الدولي أو الشأن الإنساني لغرض الوصول إلى الأمن الإنساني تدور في فلك السلطة للدول الكبرى".
ويقول: إن "ما انسجم مع المصالح السلطوية لهذه الدول أخذ به وما عارضها رمي به عرض الجدار".
حمل الكتاب من هنا..