دائما ما نشاهد عبر القنوات الفضائية تلك العصابات المنظمة التي ترتكب ابشع الجرائم واقبحها في العراق ، مستغلين في ذلك الغياب التام لسلطة القانون وانعدام الطرق التي تكافح موج الاجرام ، فتجد حديث خناجرهم يندى له جبين الانسانية خجلا لوقاحة افعالهم وشناعتها وهم يقطعون اوصال الرحمة بين الناس ، والغريب ان الجريمة اليوم لا تقتصر على قتل الانسان بل توسعت الى ان تكون بشكل اكثر فتكاً واشد ضراوة على المجتمع . ولا نبالغ ابدا بمدى بشاعة تلك الاساليب التي ترتكب بحق المجتمع وابرز مصداق لهذا الكلام ظاهرة : (الغش الالكتروني ..).
مع قدوم الامتحانات النهائية للمراحل الدراسية واستكمال الاستعدادات لمديريات التربية ووزارة التعليم العالي لإتمام الامتحانات ، نلاحظ ظاهرة غريبة جدا قد بدأت تستشري بشكل عجيب دون وضع اي حد لها او القضاء على منابعها ، حيث يلجأ الطلبة الى شراء (سماعات بلوتوث) لغرض الغش في الامتحانات ، هذه السماعات أعدت بشكل كامل لهذا الغرض من حيث حجمها ومواصفاتها ، والغريب انها تباع على مرأى ومسمع الجهات المسؤولة عن مكافحة تلك الجرائم التي لا تقل شراسة عن ما تقوم به الجماعات المسلحة من اعمال قتل وتفجير ، فهذه الظاهرة الخطيرة جريمة بحق الانسانية حيث تسعى الى تدمير الاجيال وتجفيف الرصيد المعرفي والعلمي من خلال تجميد بؤر التفكير ومنابع العلم وتهديم البنى التحتية التي يتكئ عليها المجتمع .
لذلك يجب ان يكون دور فعال للأجهزة الامنية وان تفرض اشد العقوبات على الذين يتاجرون بهذه السماعات الالكترونية وان تكثف مديريات التربية جهودها في ثقيف طلبتها على خطورة هذه الظاهرة والتحذير منها بشكل شديد حتى يتسنى لنا الحفاظ على الامكانيات العلمية التي نسعى الى بنائها في قادم الايام .