اذا رفعنا بصرنا ونظرنا إلى السماء في ليلة صافية فأننا نرى ألآفاً من الأضواء على شكل نقاط تلمع على خلفية داكنة قاتمة اللون يكون لمعانها جذاباً وبريقاً تسمى هذه الاضواء بالنجوم والتي يختلف لمعانها من نجم الى اخر...
حيث إن النجوم التي تبدو أكثر لمعانا او بريقا ليست بالضرورة ان تكون أكبر من النجوم الأخرى ، فلمعان النجم يتوقف على ثلاثة اشياء : حجمه ، و بعده ، ونوعه بين النجوم فبعض النجوم تشع ضوءاً أكثر من نجوم أخرى في نفس حجمها ، وأكثر النجوم بريقا (لمعانا) في سمائنا هو نجم سيروس المعروف باسم (الكلب لأكبر) او نجم الشعرى اليمانية وهو نجم صغير تصادف أنه قريب نسبياً وهكذا فإن أقرب النجوم لامع نوعاً ما غير ان الذي يليه بعد لا بمكن رؤيته بدون تلسكوب. وكانت النجوم تصنف في العصور القديمة بالدرجة التي يبدو بها بريقها ، وكان بطليموس يسمي هذا (جرمها) و (قدرها)، او (مرتبتها) وقد قسم النجوم إلى ست مجموعات من اكثرها بريقاً (الجرم الأول) إلى اكثرها خفوتاً (الجرم السادس ) . وهناك حوالي ٤٠٠٠ نجم بين (الجرمين) الأول والسادس. وما زال هذا لاصطلاح مستخدماً غير أن المقاييس توسعت حتى استطاع علماء الفلك ان يتحدثوا عن جرم قدره 21.3.
ومن اهم الاشياء التي تحدد البريق الظاهر لنجم ما هي الكثافة الفعلية لضوئه ، وإنك إذا نظرت إلى قطعة من الحديد وهي تسخن ، فسوف تلاحظ أنها تبدأ أولاً من التوهج بضوء لونه أحمر داكن ويزداد تدريجيا ليصبح اللون برتقالياً ثم أصفر وأخيراً أبيض . وألوان النجوم تكون بنفس الطريقة تقريباً ، مدى سخونتها وبالتالي مدى بريقها . والنجوم الحمراء هي أكثر النجوم برودة نسبياً ، أما النجوم الصفراء مثل شمسنا فهي معتدلة السخونة في حين أن النجوم البيضاء ، والبيضاء المائلة الى الزرقة هي أكثرها سخونة .
وتكون هذه الألوان ذات صلة بحجم النجوم فإن أكثر النجوم يكون لونها أحمر والنجوم ذات الحجم المتوسط تكون صفراء ، في حين أن أصغر النجوم بيضاء أو بيضاء مائلة الى اللون الأزرق .
ويبدو أن الأحجام والألوان المختلفة للنجوم يمكن أن تعرض لنا المراحل المختلفة التي مرت بالتطور الكوني ، وهذا هو ما يعتقده علماء الفلك ومع ذلك فإنهم لم يقرروا بعد ما هي تلك العملية التطورية ، نظراً لأن النجوم تقع في مجموعات مختلفة عندما يجري تصنيفها وفقا لخواصها المختلفة .