تشير الدراسات الى ان الضوء يمثل العامل الاساس في الاحداث المتكررة لدى الحيوانات ولكن يفترض عدد من الباحثين وجود ساعة داخلية حياتية هرمونية تستقر في أكثر من جزء من الجسم كالمخ وتحت المهاد والغدة النخامية والجسم الصنوبري. وفي عام 1792 اقدم احد العلماء الفرنسيين على وضع نبات المستحية في غرفة مظلمة وتمت مراقبة سلوك النبات، فلوحظ انه لم يتغير اذ استمر تفتح الاوراق وغلقها في الليل والنهار مما يؤكد وجود ساعة حياتية. وفي العام 1983 توصل احد العلماء الامريكان الى دليل جديد على وجود ساعة حياتية من خلال استعماله نوعا من الفطر Neurospora في تجربة في الفضاء الخارجي بعيدا عن العوامل البيئية الموجودة على سطح الارض المتمثلة بالجاذبية وضوء الشمس.
ان اختلال عمل الساعة الحياتية يؤدي الى ظهور اعراض غير طبيعية واخرى توصف بأنها مرضية وهنا تكمن أهمية هذه الساعة ، فعلى سبيل المثال فان العيش في اماكن مظلمة ذات اضاءة اصطناعية لا تتوافر فيها الاطوال الموجية المطلوبة التي يمكن الحصول عليها من التعرض لاشعة الشمس ، يعاني الذين يعيشون في هذه الاماكن من عدة اعراض مرضية متمثلا بالكآبة والقلق وفقدان الوعي والشعور بالنعاس.
تشير الدراسات الى ان هناك علاقة وثيقة بين الضوء والجسم الصنوبري Pineal body عن طريق افراز هرمون الميلاتونين Melatonin في الليل وتوقف افراز خلال ساعات النهار ، وان عدم وجود ضوء الشمس يجعل من الجسم الصنوبري مستمرا في افراز الهرمون اذ تشير الدراسات الى زيادة منسوب الهرمون في الدم.
يشير عدد من الباحثين من بينهم وورثمان واكسيلرود Wurtman Julian Axelrod Richardالى ان كثيرا من غدد اللبائن تظهر رثابة يومية بمعزل عن الحيوان، فعلى سبيل المثال الغدة الكظرية للهامستر لو استديمت خارج جسم الكائن الحي لاظهرت دورات ايضية يمكن ان تجرى بوساطة دورات ضوئية ومعتمة. ففي الحيوان الكامل يفرز الهرمون بوساطة رثابة يومية في غدة الكظر ويبدو انه يسيطر على عدد من انتظامات الجسم كأيض الكلايكوجين في الكبد ، ونشاط الانقسام الخيطي في البشرة وتتوقف كل هذه لو ازيلت غدة الكظر ولكن انتظام النشاط لهامستر Hamster يستمر مؤشر ان غدة الكظر ليست الموقع للساعة الحياتية الهرمونية الرئيسة واخيرا بدأ الباحثون يشيرون الى احتمالية وجود عدد من الساعات التي تناسب الحيوانات ، وهذه الساعات قد تكون قادرة ان تعمل باستقلال تام عن بعضها.