Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
قانون حفظ الطاقة: الأسس والتاريخ والتطبيقات

منذ شهرين
في 2025/10/22م
عدد المشاهدات :621
بيت القصيد
يُعد قانون حفظ الطاقة واحدًا من أعظم إنجازات العقل البشري، لأنه لا يفسر الظواهر الطبيعية فحسب، بل يربطها بخيط موحّد يجعل الكون مفهومًا ومنظمًا. فمن حركة الأجسام البسيطة إلى الظواهر الكونية الكبرى، ومن التطبيقات الصناعية إلى الأدوات الطبية المتقدمة، يظل هذا القانون شاهدًا على أن الفيزياء ليست مجرد معادلات، بل هي رؤية عميقة لنظام الكون. ورغم التحديات النظرية التي قد تطرحها الكوزمولوجيا أو ميكانيكا الكم، يبقى مبدأ الحفظ هو الدعامة التي لا غنى عنها لفهم العالم الطبيعي.
منذ فجر التاريخ والإنسان يحاول فهم القوى التي تحرك الطبيعة وتسيّر الظواهر من حوله. فمشاهدة سقوط الأجسام، تدفق المياه، اشتعال النار أو دوران الكواكب، كلها طرحت سؤالًا جوهريًا: هل هناك مبدأ شامل يحكم التغيرات ويضمن أن ما يضيع في عملية ما يظهر في أخرى جاءت الإجابة الفيزيائية على هذا السؤال عبر واحد من أهم القوانين الكونية، وهو قانون حفظ الطاقة، الذي يعدّ حجر الزاوية في الفيزياء الكلاسيكية والمعاصرة على حد سواء. هذا القانون لا يقتصر على كونه صياغة رياضية بسيطة، بل هو مبدأ فلسفي عميق يفترض أن الكون منظم بطريقة تجعل الطاقة لا تُفنى ولا تُستحدث من العدم، بل تتحول من صورة إلى أخرى مع بقاء كميتها الكلية ثابتة.
يمكن إرجاع البذور الأولى لفكرة حفظ الطاقة إلى محاولات الإغريق لفهم الحركة والاتزان، حيث افترض أرسطو أن القوى هي التي تُبقي الأجسام في حركة. غير أن هذه الرؤية لم تكن دقيقة. لاحقًا، جاء غاليلو غاليلي في القرن السابع عشر ليبرهن أن الأجسام تحتفظ بحالتها من الحركة ما لم تؤثر عليها قوة خارجية، مما مهّد الطريق لفكرة كمية محفوظة. ثم جاء إسحاق نيوتن ليضع قوانينه الثلاثة للحركة، التي أكدت أن الحركة مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالقوة والكتلة والتسارع.
لكن المفهوم الأقرب إلى حفظ الطاقة ظهر بوضوح في القرن السابع عشر مع دراسة غوتفريد لايبنتس الذي قدّم مفهوم "القوة الحية" وعرّفها بأنها حاصل ضرب الكتلة في مربع السرعة. كانت هذه المحاولة الأولى لتحديد كمية يمكن أن تبقى محفوظة في التفاعلات. وعلى الرغم من أن "القوة الحية" لم تكن مطابقة لما نعرفه اليوم بالطاقة الحركية، إلا أنها كانت نواة لفكرة بقاء مقدار فيزيائي ثابت.
مع الثورة الصناعية وتقدم الميكانيكا الحرارية في القرن التاسع عشر، أصبح من الضروري فهم العلاقة بين الحرارة والعمل. فقد بيّن جيمس بريسكوت جول من خلال تجاربه الشهيرة على تسخين الماء بواسطة تحريك أوزان ساقطة أن الحرارة ليست مادة غامضة كما كان يعتقد في نظرية "الكالوريك"، وإنما هي صورة من صور الطاقة يمكن تحويلها من ميكانيكية إلى حرارية. وهنا تبلور المبدأ العام: الطاقة لا تفنى ولا تُستحدث من العدم، بل تتحول من شكل إلى آخر، ومجموعها الكلي ثابت.
مع دخول القرن العشرين، أخذ قانون حفظ الطاقة بعدًا أوسع عبر اندماجه مع نظريات جديدة.
النسبية الخاصة لأينشتاين قدّمت أشهر صياغة لعلاقة الطاقة بالكتلةحيث نصت عل ان الطاقة تساوي الكتلة مضروبة بمربع ثابت سرعة الضووء في الفراغ مما أظهر أن الكتلة نفسها ما هي إلا صورة من صور الطاقة، وأن الفناء أو الاستحداث الظاهري للكتلة ما هو إلا تحويل مباشر إلى طاقة إشعاعية أو حركية.
الميكانيكا الكمية أكدت بدورها أن الطاقة تظل محفوظة حتى في أكثر التفاعلات دقة، مثل امتصاص وانبعاث الفوتونات في الذرات. بل إن مبدأ الحفظ هذا هو الذي يحدد مستويات الطاقة في الذرات ويجعل الطيف الذري مميزًا لكل عنصر.
الفيزياء الفلكية تستند كذلك على حفظ الطاقة لفهم الظواهر الكونية، مثل اندماج النجوم، إشعاع الثقوب السوداء، وتطور المجرات.
يُعتبر قانون حفظ الطاقة حجر الأساس في جميع التطبيقات العلمية والهندسية:
1.المحركات الحرارية: من المحركات البخارية إلى محركات السيارات الحديثة، حيث تتحول الطاقة الكيميائية للوقود إلى طاقة حرارية ثم ميكانيكية.
2.المولدات الكهربائية: تحويل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية وفق مبدأ الحث الكهرومغناطيسي.
3.الأجهزة الإلكترونية: تصميم الدوائر يعتمد على موازنة الطاقة الداخلة والخارجة لضمان الكفاءة.
4.الطاقة المتجددة: الألواح الشمسية تحول الطاقة الضوئية إلى كهربائية، والعنفات الهوائية تحول الطاقة الحركية للرياح إلى كهرباء.
5.الطب: أجهزة الأشعة السينية والرنين المغناطيسي النووي تستند إلى مبادئ التحولات الطاقية الدقيقة.
لقانون حفظ الطاقة أيضًا بعد فلسفي، إذ يشير إلى أن الكون ليس فوضويًا بالكامل، بل يخضع لمبدأ انتظام أساسي. فإذا كانت الطاقة لا تفنى ولا تُستحدث، فهذا يوحي بوجود نظام شامل يحكم التغيرات. وقد ناقش الفلاسفة والعلماء هذه الفكرة باعتبارها مبدأً كونيًا لا ينفصم عن طبيعة الوجود نفسه. بل إن بعض المدارس رأت فيه أساسًا للتفكير في مفهوم السببية، حيث لا يمكن لشيء أن يظهر دون أصل طاقي سابق.
الغرفة الزجاجية بين الصخب الإعلامي وظلال الحقيقة
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
في زمنٍ صار فيه الضوء يُسلَّط حيث الضجيجُ أعلى، لا حيث الحاجةُ أعمق، بتنا نشهد مشاهد إنسانية تُقدَّم على هيئة عروضٍ استعراضية، غرفٌ زجاجية تُشيَّد كأنها معابد عصرية للترند، لا يُعرَف من يديرها، ولا إلى أين تذهب الأموال التي تُسكَب عند عتبتها، ولا بأي روحٍ تُستثمر دموعُ الفقراء على منصاتها... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

الْتَّضَارِيْسُ إِنَّ الْـعُـيُوْنَ الَّـتِـيْ سَـالَـتْ تُـوَدِّعُـكُمْ ... المزيد
كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...


منذ 3 ايام
2025/12/05
هي أنهار تجري على السطح ثم تدخل إلى شقوق أو فتحات موجودة في الصخور، فتغوص داخل...
منذ 6 ايام
2025/12/03
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء التاسع والسبعون: اللحظة التي لا تعرفها الفيزياء:...
منذ 1 اسبوع
2025/11/28
الضمير: قراءة علمية في ماهية صوت الإنسان الداخلي الأستاذ الدكتور نوري حسين نور...