ما يوم التغابن، ولِمَ سُمّي به؟

بقلم: الشيخ صالح الكرباسي.
يوم التغابن هو أحد أسماء يوم القيامة و قد جاء ذكره في القرآن الكريم في الآية التاسعة من سورة التغابن، قال الله (عَزَّ وجَلَّ): {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التغابن: 9].
لماذا سُمّي يوم القيامة بيوم التغابن؟
الغبن في اللغة بمعنى الخسارة والضرر والانخداع ، وبما أنّ يوم القيامة هو يوم الحساب ويوم إنكشاف نتائج الأعمال من حيث الربح والخسارة فهو يوم التغابن، ويكون الغابن والرابح في يوم القيامة هو الإنسان الطيّب والمؤمن ، أمّا المغبون والمتضرّر فهو الكافر والفاسق والمنافق والمنحرف عن الصراط المستقيم، حيث يجد نفسه خسرانًا ومضيعاً لعمره فيتحسّر ويندم حيث لا يجدي الندم.
وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ النبي (صلى الله عليه وآله) في تفسير قوله تعالى: ﴿ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾ أنّه قال: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شُكْراً، وَمَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ فِي الْجَنَّةِ لَوْ أَحْسَنَ لِيَزْدَادَ حَسْرَةً " (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جامع الاخبار (للشعيري): ص 183.
1